• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

بعد الاعتراف بها كلغة رسمية

هيئة الأمم المتحدة تحتفي غداً السبت بلغة الضاد عالمياً

هيئة الأمم المتحدة تحتفي غداً السبت بلغة الضاد عالمياً
بواسطة سلامة عايد 11-01-1432 09:59 صباحاً 456 زيارات
 الرياض(إخبارية الحفير)
يحتفل العالم يوم غد السبت باليوم العالمي للغة العربية حيث حددت الأمم المتحدة هذا اليوم من كل عام يوماً خاصاً للاحتفاء بهذه اللغة يأتي ذلك مع الاعتراف باللغة العربية كلغة رسمية سادسة في هيئة الأمم المتحدة. بهذه المناسبة تحدث لصحيفة الجزيرة في عددها اليوم، عدد من الأكاديميين المختصين في اللغة العربية. بداية أكد الأستاذ الدكتور عبدالعزيز بن محمد الفيصل أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للغة العربية والاحتفاء بها خطوة إيجابية وفعالة، ستسهم في ردم الهوة بين الأمم والمجتمعات وستساعد في التعريف باللغة العربية، وهذا الاحتفاء هو بلا شك تقدير لمكانة العربية وتأكيد على ما تتمتع به هذه اللغة المباركة من فضل فهي التي أنزل الله فيها معجزته التي أبهرت البشر القرآن الكريم والتي تكفل سبحانه وتعالى بحفظها حتى يرث الله الأرض ومن عليها فحري بأبناء هذه اللغة أن يحتفوا بها وألا يهضموها حقها ويعرفوا فضلها ومكانتها، مشيراً إلى أن التذكير بفضل اللغة العربية يجب أن يكون على الدوام، وأن يستحضر العرب والمسلمون أهمية لغتهم مع كل حرف ينطقونه.

وكما أوضح الأستاذ الدكتور عبدالله العريني بأن ظلت اللغة العربية هي اللغة الأولى في العالم في مجال العلم والثقافة قرونا متعددة في ظل الحضارة الإسلامية وبالرغم من كل التحديات استمرت في مركز الصدارة على المستوى الدولي وبين أروقة الأمم المتحدة كواحدة من اللغات العالمية واعتماد اليوم العالمي للغة العربية مكسب من مكتسبات الإقرار بقيمة اللغة ومنزلتها. والعالم العربي والإسلامي مطالب بأن يستثمر هذا الاعتراف الدولي وذلك بتفعيل لدورها في الحياة الثقافية والأدبية وأن يخطو خطوات أوسع في تأكيد الهوية اللغوية في مجال التأليف والنشر والترجمة للغة العربية، وفي مجالات تعليم اللغة لأبنائها، أو للناطقين بغيرها. حتى ليأت اليوم العالمي للغة العربية في العام القادم وقد حققنا نجاحاً - ولو كان محدوداً - في جانب من جوانب خدمة اللغة ومع تتابع النجاحات سوف نحصد ثمرة يانعة ترفع رصيد اللغة العربية وتعلي من قدرها.

وكما تحدث الدكتور فهد العمار وكيل كلية اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عن هذه المناسبة بقوله: كم هو مفرح أن نرى العالم يحتفل بلغتنا، وكم يحس الإنسان بالغبطة والسرور وهو يرى أن أعلى سلطة دولية، هيئة الأمم المتحدة، تخصص يوما للغة العربية، ومما يزيدنا حبورا أن هذه المنظمة العالمية جعلت لغة القرآن الكريم إحدى لغات العالم الأم التي يتحدث بها في ردهاتها، وفي جلساتها الرسمية، وما كان ذلك ليتم لولا توفيق الله تعالى أولا ثم جهود الغيورين من أبناء العربية، الذين أخذوا على أنفسهم إلا أن يجعلوا من هذه اللغة المقدسة منارة إشعاع وتنوير للعالم: بروعة بيانها، وجمال أسلوبها، وكمال تعابيرها، وكثرة مفرداتها، وسعة آدابها وفنونها، ولحكمة بالغة، وإرادة ربانية قادرة، اختارها المولى العظيم لتكون لغة لكتابه العزيز: {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} لغة زادها الله بهاء وجمالا، وروعة وبيانا، قد اكتست أثواب الجمال والرونق، والصفاء والكمال، فغدت ألفاظ هذه اللغة، ومعانيها وأساليبها، وقت نزول الوحي الإلهي على النبي الأمي موطن التحدي!! وهل يكون التحدي إلا بلغة سمت على كل اللغات؟!.

إن اللغة العربية والعالم يحتفل بها لغة عالمية في 18 من ديسمبر من كل عام ويوافق هذا العام اليوم 12 من محرم لهو إعادة للحق إلى نصابه، ورد اعتبار لها حتى من بعض أبنائها الذين تنكبوا طريقها، فلم يعرفوا لها حقا، ولم يقوموا بواجبها المناط بكل واحد منهم، بل أصبح البعض يستحي أن يتكلم بلسانها حتى في بعض اللقاءات غير الرسمية، والاجتماعات الودية!! يكون ذلك كذلك والمولى العظيم يقول في محكم تنزيله في مقام المدح والثناء لها {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ}.

إن جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ممثلة بكلية اللغة العربية وهي تقيم فعاليات ثقافية وعلمية وأدبية لطلابها بالتزامن مع ذلك اليوم العالمي لهي تؤدي واجبا شرعيا، فاللغة العربية هي وعاء هذا الدين من الكتاب الكريم والسنة المطهرة، وما جاء في تراث هذه الأمة الخالدة على مدار التاريخ المجيد من روائع النظم، وجميل البيان، أيصح بعد هذا أن نتخلى عن هذه اللغة الحاملة لهذا الرصيد الهائل من البيان والجمال والكمال!!؟

والجامعة وهي تهتم باللغة العربية تدريسا وتعليما وتشجيعا إنما تتمثل التوجيهات السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني وفقهم الله تعالى؛ الذين يصدرون أوامرهم الكريمة بالاهتمام باللغة العربية والتزامها في المخاطبات الرسمية، والاجتماعات الثقافية، وفي وسائل الإعلام بشتى أنواعها: المقروءة والمسموعة والمرئية، بل إن بعضها نص على التحذير من تفشي اللحن ومن الأساليب غير الصحيحة في بعض المكاتبات الرسمية.

ومن هنا فيجب على جميع القطاعات العامة والخاصة وجميع وسائل الإعلام أن تلتزم بهذه التوجيهات، وتجعلها في مقام التنفيذ، ولا مجال للتساهل في ذلك، أو التلكؤ في تنفيذه وكل عام ولغة الضاد بحماية الرحمن، ثم رعاية أبنائها المخلصين.

وأكد الدكتور محمد بن سليمان القسومي رئيس قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الاحتفاء باللغة العربية والتذكير بفضلها لا يمكن أن يكون في يوم واحدٍ فقط، بل يجب علينا أبناء هذه اللغة أن نحتفي بها على الدوام كيف لا وهي لغة القرآن الكريم التي أودعها الباري عز وجل معجزاته، مشيراً إلى أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 18 ديسمبر 2010م الموافق 13محرم 1432هـ للاحتفاء بالعربية هو اعتراف بفضلها ومكانتها وأهميتها، فهي بادرة إيجابية من قبل هيئة الأمم ستعطي ثمارها في المستقبل القريب إن شاء الله.

كما نوه الأستاذ الدكتور خالد بن محمد الجديع أستاذ اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بأهمية هذه المناسبة بقوله: إن تخصيص اليونسكو يوما للاحتفاء باللغة العربية ينبغي ألا يمر دون وقفة تأمل لواقعنا اللغوي الذي نعيشه، هذا الواقع الذي نشهد فيه تراجعا - لا نستطيع إنكاره - على مستوى المفردة العربية، فكثير من مثقفينا - مع بالغ الأسف - فهموا أن الانفتاح على الآخر واكتساب لغة جديدة يعني ذوبان اللغة الأم فصاروا يتبارون في التحاذق بإدخال عبارات أجنبية أثناء حديثهم في إشارة مبطنة إلى أن عربيتنا غير قادرة على حمل الأفكار وعلى التعبير عن المفاهيم.

ومع أننا لا ننكر وجود هزيمة خارجية تعرضت لها لغتنا، ذلك أن كوكبة من اللغات الأخرى أضحت هي لغة الثقافة والمعرفة والتقنيات الحديثة، لكن أخطر من يواجه المثقف العربي هو الهزيمة الداخلية، فانتماؤه اللغوي منتهك، وهو بسبب ذلك يبدو مستلبا تماما أمام لغات أخرى يراها أكثر بريقا.

على أن الاعتزاز بالعربية لا ينبغي أن يكون هو المناص الوحيد، لأنه لن يقود في النهاية إلى عبارات جوفاء ستسهم في حراسة نسق التخلف والتراجع الذي نعيشه، ومن هنا فإن علينا أن نضم إلى هذا الجناح جهودا علمية رصينة تمثل الجناح الآخر الذي سنستطيع به التحليق إلى آفاق العالمية.

من جهة أخرى أوضح الدكتور صالح بن عبدالعزيز المحمود وكيل قسم الأدب بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن تخصيص الأمم المتحدة يوم 18ديسمبر2010م الموافق 13محرم 1432هـ من كل عام يوماً للاحتفاء باللغة العربية خطوة إيجابية وفعالة في سبيل تنشيط التواصل الثقافي بين الأمم والمجتمعات وفي التعريف أيضاً بالثقافة العربية والإسلامية، مشيراً إلى ما في ذلك من ترويج للمساواة في استخدام لغات العالم الست الرسمية في الأمم المتحدة، داعياً أبناء هذه اللغة إلى تفعيل هذه المبادرة لتكون على الدوام وطوال العام حافزاً للاحتفاء بالعربية وبالتعريف بمكانتها.

كما أشار الدكتور عبدالله الحيدري الأستاذ المشارك بكلية اللغة العربية إلى هذه المناسبة بقوله: تناقلت وسائل الإعلام مؤخراً عزم الأمم المتحدة تخصيص يوم الثامن عشر من ديسمبر من كل عام يوماً عالمياً للغة العربية؛ نظراً للأعداد الكبيرة من الناطقين بها؛ ولكونها من اللغات الرسمية في الأمم المتحدة.

وهذا اليوم فرصة لمساءلة النفس، وتأمل واقع اللغة حالياً، ومحاولة تحديد أسباب العقوق تجاهها من بعض أبنائها، ومزاحمة اللغات الأجنبية لها في عقر دارها، وطغيان العامية على ألسنة النخبة من أبنائها، فضلاً عمن هم دونهم ممن لا يجيدون الحديث إلا بالعامية.

ولعل هذا اليوم فرصة لجميع المؤسسات الثقافية المعنية باللغة العربية وتعليمها والدفاع عنها ونشرها والتفكير في مستقبلها، وفي المقدمة كليات اللغة في المملكة - تحديداً -، والجمعية العلمية السعودية للغة العربية، ومركز الملك عبدالله الدولي لخدمة اللغة العربية في أن تقيم فعاليات جادة بهذه المناسبة تتجه في المقام الأول للشباب لغرس حب اللغة العربية في نفوسهم.

والمؤمّل أن يتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية الإعلان عن ولادة مجمع اللغة العربية في المملكة العربية السعودية ليكون المظلة الأهم في الاهتمام باللغة ومستقبلها وهمومها.

من جهة أخرى أكد الدكتور عبدالعزيز الحميد الأستاذ بكلية اللغة العربية أهمية هذه المناسبة بقوله: إن اليوم العالمي للغة العربيّة للغة العربيّة اعترافٌ أُمَمِيٌّ بقيمة العربيّة وأثرها، وهو اعترافٌ بأهميّتها وكونها واحدةً من أهمّ ستّ لغات عالمية معتمدة في هيئة الأمم المتّحدة، ويجب ألا يمرّ هذا الاعتراف علينا كأيّ خبرٍ آخر، بل يجب أن نقف محاسبين أنفسنا ومتسائلين: هل قمنا بواجبنا تجاهها وخدمتها ورفعتها لتبقى محافظةً على منزلتها الأمميّة التي جعلتها واحدةً من ستّ لغات عالميّة اختيرت من بين آلاف اللغات في العالم؟

أتمنّى أن يكون هذا التاريخ بدايةً جادّةً لعمل جادٍّ لإعطاء العربيّة حقّها ومنزلتها، فاللغة مهما بلغت عظمتُها لا تنهض وحدها بل ينهض بها أهلُها إنْ هم أعطوها منزلتها في حياتهم، وهم الذين يقعدون بها ويُضعفونها إنْ هم أهملوها.