«ساهر» بين استنزاف الجيوب وتقليص المخاطر
إخبارية الحفير - متابعات يعتبر نظام ساهر من الأنظمة التي أطلقتها الإدارة العامة للمرور الرامي لضبط سلوكيات السائقين، وهذا ما أشارت إليه بعض الاحصائيات الصادرة عن الجهات ذات العلاقة والتي أكدت تراجع نسب الحوادث بعد تطبيق النظام الذي يتفق الجميع على ضرورته ويختلفون على صياغة آليته التي يعمل بها.
وتباينت آراء عدد من الشباب من حيث جدوى نظام ساهر، فيما تحفظ البعض الآخر منهم على آلية النظام وليس النظام ذاته حيث أرجع بعضهم عدم رضاهم عن الآلية التي انتهجتها إدارة المرور بالنسبة للمخالفات المرورية من حيث مضاعفة المخالفات للحد الأعلى مرة إذا لم يتم تسديدها قبل مرور شهر على ارتكابها كما تباينت آراؤهم حول نظام الرصد الآلي لمخالفات ساهر من حيث التمركز السيئ وعدم تغيير أماكنه بشكل يومي كما انتقدوا قلة توفير كاميرات ساهر الثابتة التي من شأنها الحد من ارتكاب المخالفات المرورية إذا زاد عددها وتنوعت أماكن تواجدها.
وأكد طارق الشهري عدم اتعاظ الشباب من الحوادث المأساوية والتي نتج عنها الكثير من الوفيات والعاهات المستديمة استدعى استحداث نظام من شأنه أن يقلل من ضحايا تهور القيادة التي يذهب ضحيتها الكثير من شباب الوطن وكذلك ضحايا أبرياء بسبب التهور والسرعة، ولكنه في الوقت ذاته تحفظ على مسألة مضاعفة المخالفات، معتبرا ذلك إجحافا بحق السائق المخالف لأن مخالفته التي ثمنها 300 ريال أصبحت عقب مرور شهر تقارب 1000 ريال ما ينبئ بأن الهدف من النظام مادي أكثر من أي شيء آخر.
وأشار إلى أنه نظام جيد ومفيد للمجتمع بجميع شرائحه، وهذا ما أظهرته النتائج بالأدلة والأرقام، إلا أن هناك سلبيات واضحة وجلية لا يمكن تجاهلها، والتي من الممكن تلافيها لكي يتحقق الهدف الذي تم إيجاد هذا النظام من أجله.
ضربة في الرأس
ووافقه الرأي عبدالله الأسمري، «الجمع بين رصد ساهر الآلي للمخالفات ومضاعفتها للحد الأعلى بعد مرور شهر من ارتكابها ولم يتم تسديده وطالما أن ساهر الإلكتروني يرصد يوميا آلاف المخالفات المرورية في مختلف مناطق المملكة التي يعمل فيها، فلماذا لا يتم إلغاء مضاعفة المخالفات المرورية لأن في ذلك تثبيطا نفسيا لمرتكب المخالفة، حيث يعرف مسبقا بأن النظام الآلي قد عاقبه بمخالفة ما وتجده يعمل جاهدا على تسديدها مستقبلا متى ما توفرت لديه القدرة المالية لأنه يعي بأن صلاحية رخصة القيادة ورخصة المركبة لها زمن وقتي وبعدها يصبح ملزما بتسديد المخالفات المسجلة عليه ثم يفاجأ بمضاعفة قيمة المخالفة المرورية فيصبح الأمر صعبا عليه وقتها».
وتمنى الأسمري أن يتم النظر في بند مضاعفة المخالفات المرورية لأن الشاب طالب الجامعة مثلا محدود الإمكانيات ومن الصعب قدرته على الوفاء بتسديد مخالفات قد يقع فيها بشكل يومي كأن يتجاوز السرعة القانونية ولو بنسبة بسيطة.
القروض أرحم
وصنف زاهر محمد صالح مضاعفة المخالفات المرورية بأنه قرار غير مدروس، يقول «ارتكبت مخالفة بـ 300 ريال فلماذا يتم تسديدها بعد شهرين بـ 900 ريال، ما القانون الذي استندت عليه إدارة المرور لتقر مثل هذا النظام، وما شعور من اقترح مضاعفة المخالفات لو ذهب لتجديد سيارة ابنه الطالب ووجد مخالفاته قد تضاعفت إلى 5000 ريال بدلا من 2000 ريال».
لا للتخريب
فيما انتقد أحمد موسى سلوكيات بعض الشباب المتهور التي جانبت الصواب، والمتمثلة في محاولات الانتقام من آليات ساهر سواء أكانت كاميرات ثابتة أو سيارات متحركة، معتبرا ذلك دلالة على إدانة مرتكبيها بأنهم فعلا كانوا يستحقون رصد المخالفة بحقّهم لأنهم لو كانوا يتمتعون بوعي وتفكير سليم لما فكروا بالاعتداء على نظام يقوم بحمايتهم حتى ولو كان هناك قصور في النظام المتبع.
وأردف موسى بأنهم كشباب يطمحون إلى إلغاء آلية مضاعفة المخالفات المرورية والاكتفاء بإقرار قيمتها التي تم تغريم المخالف بها في بداية ارتكابه للمخالفة.
واقترح بحني الصحبي على مرور عسير سرعة التنسيق مع مشغلي نظام ساهر بزيادة نسبة التغاضي عن رصد مخالفة السرعة في عقبة ضلع الموصلة من أبها إلى جازان، حيث إن السرعة القصوى المسموح بها للطريق النازل في عقبة ضلع هو 60 كلم، والذي اعتبرها محمد منخفضة جدا لأن الطريق الوعر الانحدار لا يساعد قائد المركبة على ضبط السرعة على 60، وبمجرد زيادة السرعة تأتيك فلاشات ساهر من كل حدب وصوب، مطالبا بزيادتها إلى 80، وهي سرعة مناسبة لسالكي الطريق النازل في عقبة ضلع ما لم تكن هناك اختناقات مرورية، حينها فقط يجبر السائق على السير بسرعة تقل حتى عن 60.
رمي بالحجارة
يدفع عدد من العاملين الميدانيين في شركة ساهر لرصد المخالفات المرورية ثمن قبولهم في العمل الميداني داخل مركبات ساهر المتنقّلة بسبب ما يتجرعونه من المضايقات من قبل بعض الشباب المراهق حينما تلتقط كاميرات المركبات التي يتواجدون بداخلها مخالفة مرورية لأحد أولئك الشباب، وأبدى عدد من الشباب العاملين في ساهر المتنقّل قلقهم خلال الساعات التي يقومون فيها برصد المخالفات في الشوارع الرئيسية بأبها وخميس مشيط وأحد رفيدة من بعض التصرفات غير المسؤولة والتي ينتهجها الغاضبون من المخالفين للسرعة النظامية على تلك الشوارع.
إرهاب الموظفين
وذكر أحد العاملين في مركبات ساهر المتنقلة، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، بأن المضايقات التي يواجهونها مختلفة الأساليب، مضيفا بأن ذنبه الوحيد هو ورفاقه أنهم يقومون بعملهم المناط بهم، وأوضح بأن بعض الشباب الذين ترصدهم فلاشات ساهر حال تجاوزهم السرعة المحددة يعودون مرة أخرى بسرعة قاتلة ثم يقومون بالاقتراب من مركبة ساهر في محاولة منهم لكسر مرايا جوانب السيارة وبعضهم يهدف لإخافتنا ونحن بداخل المركبة.
أذن من طين
وأضاف آخر، أن «بعض الذين ترصدهم فلاشات ساهر يكيلون لنا السباب والشتائم والألفاظ الجارحة ولكننا لا نرد عليهم، مقتدين بالمثل الشعبي أذن من طين وأخرى من عجين».
قذف وتلفظ
ونوه آخر إلى أن الرمي بالحجارة والعلب يأتي من ضمن الأساليب التي ينتهجها بعض الشباب المراهق إذا تم رصد سرعتهم غير النظامية، مضيفا بأن غرضهم من ذلك هو إلحاق الضرر بمركبة ساهر نظير رصد المخالفة لمركبتهم التي تجاوزت السرعة المقررة على الطريق، وأضاف بأن من المضايقات التي يجدونها هو تعمد بعض الشباب الذين ترصدهم الكاميرات إيقاف مركباتهم على مقربة من مكان وقوف عربات ساهر ومن ثم تنبيه السائقين لوجود كاميرات أمامهم ويستمر وقوفهم أحيانا بالساعات لتعطيل رصد المخالفين للسرعة القانونية.
وأجمع عدد من العاملين في ساهر على أن الغرض من النظام الآلي هو الحد من الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها الأبرياء نتيجة التهور في القيادة، مطالبين أصحاب المركبات التقيد بالسرعة النظامية المدونة على اللوحات في الشوارع الرئيسية حتى لا يقعوا في مطب الرصد الآلي.
إحالة المعتدين
الرائد عبدالله آل شعثان الناطق الأمني بشرطة منطقة عسير أوضح بأنه في حالة الاعتداء على أحد الموظفين في مركبات ساهر أو محاولة إلحاق الضرر بالكاميرات أو بالمركبات التابعة لنظام ساهر سواء بمحاولة إتلاف عمل الكاميرات أو بمضايقة موظفي ساهر أو محاولة الإضرار بالمركبات المتحركة التابعة لنظام الرصد الآلي فإنه سيتم القبض على المعتدي ومن ثم إحالته إلى المدعي العام لإصدار العقوبة بحقّه وفق اللوائح والأنظمة، وطالب آل شعثان الشباب بالالتزام بالأنظمة المرورية التي تهدف لسلامتهم وسلامة مرتادي الطريق.
لوائح الغرامات
وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور بمنطقة عسير العميد سعيد بن مزهر أن نظام ساهر الآلي لم يوضع إلا للحد من كثرة وقوع الحوادث المرورية في طرقات عسير مقارنة بعددها الكبير قبل تطبيق النظام، مضيفا بأن عدد الحوادث المرورية بمنطقة عسير خلال عام 1432هـ بلغت أكثر من 27 ألف حادث مروري نتج عنها وفاة 932 شخصا وأكثر من 2000 مصاب.
وأفصح عن عدد المخالفات المرورية المرتكبة خلال العام 1432 بلغت أكثر من 550 ألف مخالفة، نصيب السعوديين منها 450 ألف مخالفة، وكل تلك الإحصائيات المخيفة كانت قبل تشغيل نظام الرصد الآلي ساهر الذي حد من هذه الأعداد بشكل كبير.
وأضاف مزهر أن هناك عقوبات بحق بعض أصحاب المركبات الذين يقومون بإخفاء لوحات مركباتهم أو تغيير مكانها للحيلولة دون رصد كاميرات ساهر لمركباتهم في حال ارتكابهم لها، محذرا بأن تغيير مكان اللوحة عقوبته لا تختلف كثيرا عن من يقوم بإخفاء لوحة سيارته، مضيفا بأن لدى إدارات المرور لوائح خاصة بالعقوبات والغرامات تتضمن تغريم صاحبها وحجز مركبته في حال ثبوت إخفائه للوحة سيارته.
وطالب مدير مرور عسير أصحاب المركبات بضرورة التقيد بأنظمة المرور لأنّها لم توضع إلا لسلامتهم وللحد من وقوع الحوادث التي قد يذهب ضحيتها أبرياء بسبب التهور والسرعة القاتلة.
انخفاض الحوادث
وكان مدير عام المرور، مدير مشروع ساهر اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل، قد صرح لوسائل الإعلام مؤخرا بأن إحصائيات المتابعة لنتائج ساهر الصادرة من وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر أظهرت أنه مقارنة بين الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام، وبين الفترة نفسها من العام الماضي سجلت انخفاضا في عدد الوفيات بنسبة 38 %، حيث انخفضت الوفيات من 118 حالة إلى 79 حالة، فيما تراجع عدد الإصابات بنسبة 9 % من 583 حالة إلى 525 حالة، وسجلت أعداد الحوادث انخفاضا بمعدل 21 %، من 51959 حادثا إلى 40900 حادث، وأوضح أن نظام ساهر حقق إنجازا أمنيا جديدا يضاف إلى الضبط المروري والانخفاض في الحوادث المرورية ونتائجها، حيث استطاع ساهر رصد عدد من السيارات واللوحات المسروقة في مدينة الرياض خلال أربعة أشهر، وذلك في إشارة قوية على مستوى الأداء الجيد لساهر في عملية الضبط الأمني والمروري الذي أطلقته وزارة الداخلية قبل أشهر في عدد من مدن ومحافظات المملكة، ويعزى هذا النجاح إلى ارتباطه مباشرة بقاعدة بيانات مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، وعزا مدير مشروع ساهر تلك النتائج الإيجابية إلى الدعم والتوجيه الذي يجده ساهر من ولاة الأمر في هذه البلاد، وفقهم الله، لرفع مستوى السلامة المرورية، والإشراف المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي يحرص على توظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي، لإيجاد بيئة مرورية آمنة، ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حاليا وتدعيم الأمن العام باستخدام أحدث أنظمة المراقبة والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية، وأشاد المقبل بالتفاعل الإيجابي من قبل وسائل الإعلام في توعية السائقين والمواطنين والمقيمين بنظام ساهر وأهدافه والنتائج المرجوة من تطبيقه، والتي جاءت متلائمة مع مخرجات فريق العمل القائم على ساهر، مشيرا إلى أن ذلك الانخفاض والتحسن في سلوكيات السائقين أثناء القيادة بعد تطبيق نظام ساهر يشير إلى أن هناك التزاما من السائقين بأنظمة وقواعد المرور، خاصة في ما يتعلق بالسرعة التي تمثل أحد أهم الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية الخطرة.
وتباينت آراء عدد من الشباب من حيث جدوى نظام ساهر، فيما تحفظ البعض الآخر منهم على آلية النظام وليس النظام ذاته حيث أرجع بعضهم عدم رضاهم عن الآلية التي انتهجتها إدارة المرور بالنسبة للمخالفات المرورية من حيث مضاعفة المخالفات للحد الأعلى مرة إذا لم يتم تسديدها قبل مرور شهر على ارتكابها كما تباينت آراؤهم حول نظام الرصد الآلي لمخالفات ساهر من حيث التمركز السيئ وعدم تغيير أماكنه بشكل يومي كما انتقدوا قلة توفير كاميرات ساهر الثابتة التي من شأنها الحد من ارتكاب المخالفات المرورية إذا زاد عددها وتنوعت أماكن تواجدها.
وأكد طارق الشهري عدم اتعاظ الشباب من الحوادث المأساوية والتي نتج عنها الكثير من الوفيات والعاهات المستديمة استدعى استحداث نظام من شأنه أن يقلل من ضحايا تهور القيادة التي يذهب ضحيتها الكثير من شباب الوطن وكذلك ضحايا أبرياء بسبب التهور والسرعة، ولكنه في الوقت ذاته تحفظ على مسألة مضاعفة المخالفات، معتبرا ذلك إجحافا بحق السائق المخالف لأن مخالفته التي ثمنها 300 ريال أصبحت عقب مرور شهر تقارب 1000 ريال ما ينبئ بأن الهدف من النظام مادي أكثر من أي شيء آخر.
وأشار إلى أنه نظام جيد ومفيد للمجتمع بجميع شرائحه، وهذا ما أظهرته النتائج بالأدلة والأرقام، إلا أن هناك سلبيات واضحة وجلية لا يمكن تجاهلها، والتي من الممكن تلافيها لكي يتحقق الهدف الذي تم إيجاد هذا النظام من أجله.
ضربة في الرأس
ووافقه الرأي عبدالله الأسمري، «الجمع بين رصد ساهر الآلي للمخالفات ومضاعفتها للحد الأعلى بعد مرور شهر من ارتكابها ولم يتم تسديده وطالما أن ساهر الإلكتروني يرصد يوميا آلاف المخالفات المرورية في مختلف مناطق المملكة التي يعمل فيها، فلماذا لا يتم إلغاء مضاعفة المخالفات المرورية لأن في ذلك تثبيطا نفسيا لمرتكب المخالفة، حيث يعرف مسبقا بأن النظام الآلي قد عاقبه بمخالفة ما وتجده يعمل جاهدا على تسديدها مستقبلا متى ما توفرت لديه القدرة المالية لأنه يعي بأن صلاحية رخصة القيادة ورخصة المركبة لها زمن وقتي وبعدها يصبح ملزما بتسديد المخالفات المسجلة عليه ثم يفاجأ بمضاعفة قيمة المخالفة المرورية فيصبح الأمر صعبا عليه وقتها».
وتمنى الأسمري أن يتم النظر في بند مضاعفة المخالفات المرورية لأن الشاب طالب الجامعة مثلا محدود الإمكانيات ومن الصعب قدرته على الوفاء بتسديد مخالفات قد يقع فيها بشكل يومي كأن يتجاوز السرعة القانونية ولو بنسبة بسيطة.
القروض أرحم
وصنف زاهر محمد صالح مضاعفة المخالفات المرورية بأنه قرار غير مدروس، يقول «ارتكبت مخالفة بـ 300 ريال فلماذا يتم تسديدها بعد شهرين بـ 900 ريال، ما القانون الذي استندت عليه إدارة المرور لتقر مثل هذا النظام، وما شعور من اقترح مضاعفة المخالفات لو ذهب لتجديد سيارة ابنه الطالب ووجد مخالفاته قد تضاعفت إلى 5000 ريال بدلا من 2000 ريال».
لا للتخريب
فيما انتقد أحمد موسى سلوكيات بعض الشباب المتهور التي جانبت الصواب، والمتمثلة في محاولات الانتقام من آليات ساهر سواء أكانت كاميرات ثابتة أو سيارات متحركة، معتبرا ذلك دلالة على إدانة مرتكبيها بأنهم فعلا كانوا يستحقون رصد المخالفة بحقّهم لأنهم لو كانوا يتمتعون بوعي وتفكير سليم لما فكروا بالاعتداء على نظام يقوم بحمايتهم حتى ولو كان هناك قصور في النظام المتبع.
وأردف موسى بأنهم كشباب يطمحون إلى إلغاء آلية مضاعفة المخالفات المرورية والاكتفاء بإقرار قيمتها التي تم تغريم المخالف بها في بداية ارتكابه للمخالفة.
واقترح بحني الصحبي على مرور عسير سرعة التنسيق مع مشغلي نظام ساهر بزيادة نسبة التغاضي عن رصد مخالفة السرعة في عقبة ضلع الموصلة من أبها إلى جازان، حيث إن السرعة القصوى المسموح بها للطريق النازل في عقبة ضلع هو 60 كلم، والذي اعتبرها محمد منخفضة جدا لأن الطريق الوعر الانحدار لا يساعد قائد المركبة على ضبط السرعة على 60، وبمجرد زيادة السرعة تأتيك فلاشات ساهر من كل حدب وصوب، مطالبا بزيادتها إلى 80، وهي سرعة مناسبة لسالكي الطريق النازل في عقبة ضلع ما لم تكن هناك اختناقات مرورية، حينها فقط يجبر السائق على السير بسرعة تقل حتى عن 60.
رمي بالحجارة
يدفع عدد من العاملين الميدانيين في شركة ساهر لرصد المخالفات المرورية ثمن قبولهم في العمل الميداني داخل مركبات ساهر المتنقّلة بسبب ما يتجرعونه من المضايقات من قبل بعض الشباب المراهق حينما تلتقط كاميرات المركبات التي يتواجدون بداخلها مخالفة مرورية لأحد أولئك الشباب، وأبدى عدد من الشباب العاملين في ساهر المتنقّل قلقهم خلال الساعات التي يقومون فيها برصد المخالفات في الشوارع الرئيسية بأبها وخميس مشيط وأحد رفيدة من بعض التصرفات غير المسؤولة والتي ينتهجها الغاضبون من المخالفين للسرعة النظامية على تلك الشوارع.
إرهاب الموظفين
وذكر أحد العاملين في مركبات ساهر المتنقلة، والذي فضل عدم الإفصاح عن هويته، بأن المضايقات التي يواجهونها مختلفة الأساليب، مضيفا بأن ذنبه الوحيد هو ورفاقه أنهم يقومون بعملهم المناط بهم، وأوضح بأن بعض الشباب الذين ترصدهم فلاشات ساهر حال تجاوزهم السرعة المحددة يعودون مرة أخرى بسرعة قاتلة ثم يقومون بالاقتراب من مركبة ساهر في محاولة منهم لكسر مرايا جوانب السيارة وبعضهم يهدف لإخافتنا ونحن بداخل المركبة.
أذن من طين
وأضاف آخر، أن «بعض الذين ترصدهم فلاشات ساهر يكيلون لنا السباب والشتائم والألفاظ الجارحة ولكننا لا نرد عليهم، مقتدين بالمثل الشعبي أذن من طين وأخرى من عجين».
قذف وتلفظ
ونوه آخر إلى أن الرمي بالحجارة والعلب يأتي من ضمن الأساليب التي ينتهجها بعض الشباب المراهق إذا تم رصد سرعتهم غير النظامية، مضيفا بأن غرضهم من ذلك هو إلحاق الضرر بمركبة ساهر نظير رصد المخالفة لمركبتهم التي تجاوزت السرعة المقررة على الطريق، وأضاف بأن من المضايقات التي يجدونها هو تعمد بعض الشباب الذين ترصدهم الكاميرات إيقاف مركباتهم على مقربة من مكان وقوف عربات ساهر ومن ثم تنبيه السائقين لوجود كاميرات أمامهم ويستمر وقوفهم أحيانا بالساعات لتعطيل رصد المخالفين للسرعة القانونية.
وأجمع عدد من العاملين في ساهر على أن الغرض من النظام الآلي هو الحد من الحوادث المرورية التي يذهب ضحيتها الأبرياء نتيجة التهور في القيادة، مطالبين أصحاب المركبات التقيد بالسرعة النظامية المدونة على اللوحات في الشوارع الرئيسية حتى لا يقعوا في مطب الرصد الآلي.
إحالة المعتدين
الرائد عبدالله آل شعثان الناطق الأمني بشرطة منطقة عسير أوضح بأنه في حالة الاعتداء على أحد الموظفين في مركبات ساهر أو محاولة إلحاق الضرر بالكاميرات أو بالمركبات التابعة لنظام ساهر سواء بمحاولة إتلاف عمل الكاميرات أو بمضايقة موظفي ساهر أو محاولة الإضرار بالمركبات المتحركة التابعة لنظام الرصد الآلي فإنه سيتم القبض على المعتدي ومن ثم إحالته إلى المدعي العام لإصدار العقوبة بحقّه وفق اللوائح والأنظمة، وطالب آل شعثان الشباب بالالتزام بالأنظمة المرورية التي تهدف لسلامتهم وسلامة مرتادي الطريق.
لوائح الغرامات
وأوضح مدير الإدارة العامة للمرور بمنطقة عسير العميد سعيد بن مزهر أن نظام ساهر الآلي لم يوضع إلا للحد من كثرة وقوع الحوادث المرورية في طرقات عسير مقارنة بعددها الكبير قبل تطبيق النظام، مضيفا بأن عدد الحوادث المرورية بمنطقة عسير خلال عام 1432هـ بلغت أكثر من 27 ألف حادث مروري نتج عنها وفاة 932 شخصا وأكثر من 2000 مصاب.
وأفصح عن عدد المخالفات المرورية المرتكبة خلال العام 1432 بلغت أكثر من 550 ألف مخالفة، نصيب السعوديين منها 450 ألف مخالفة، وكل تلك الإحصائيات المخيفة كانت قبل تشغيل نظام الرصد الآلي ساهر الذي حد من هذه الأعداد بشكل كبير.
وأضاف مزهر أن هناك عقوبات بحق بعض أصحاب المركبات الذين يقومون بإخفاء لوحات مركباتهم أو تغيير مكانها للحيلولة دون رصد كاميرات ساهر لمركباتهم في حال ارتكابهم لها، محذرا بأن تغيير مكان اللوحة عقوبته لا تختلف كثيرا عن من يقوم بإخفاء لوحة سيارته، مضيفا بأن لدى إدارات المرور لوائح خاصة بالعقوبات والغرامات تتضمن تغريم صاحبها وحجز مركبته في حال ثبوت إخفائه للوحة سيارته.
وطالب مدير مرور عسير أصحاب المركبات بضرورة التقيد بأنظمة المرور لأنّها لم توضع إلا لسلامتهم وللحد من وقوع الحوادث التي قد يذهب ضحيتها أبرياء بسبب التهور والسرعة القاتلة.
انخفاض الحوادث
وكان مدير عام المرور، مدير مشروع ساهر اللواء عبدالرحمن بن عبدالله المقبل، قد صرح لوسائل الإعلام مؤخرا بأن إحصائيات المتابعة لنتائج ساهر الصادرة من وزارة الصحة وهيئة الهلال الأحمر أظهرت أنه مقارنة بين الأشهر الأربعة الماضية من هذا العام، وبين الفترة نفسها من العام الماضي سجلت انخفاضا في عدد الوفيات بنسبة 38 %، حيث انخفضت الوفيات من 118 حالة إلى 79 حالة، فيما تراجع عدد الإصابات بنسبة 9 % من 583 حالة إلى 525 حالة، وسجلت أعداد الحوادث انخفاضا بمعدل 21 %، من 51959 حادثا إلى 40900 حادث، وأوضح أن نظام ساهر حقق إنجازا أمنيا جديدا يضاف إلى الضبط المروري والانخفاض في الحوادث المرورية ونتائجها، حيث استطاع ساهر رصد عدد من السيارات واللوحات المسروقة في مدينة الرياض خلال أربعة أشهر، وذلك في إشارة قوية على مستوى الأداء الجيد لساهر في عملية الضبط الأمني والمروري الذي أطلقته وزارة الداخلية قبل أشهر في عدد من مدن ومحافظات المملكة، ويعزى هذا النجاح إلى ارتباطه مباشرة بقاعدة بيانات مركز المعلومات الوطني بوزارة الداخلية، وعزا مدير مشروع ساهر تلك النتائج الإيجابية إلى الدعم والتوجيه الذي يجده ساهر من ولاة الأمر في هذه البلاد، وفقهم الله، لرفع مستوى السلامة المرورية، والإشراف المباشر من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الذي يحرص على توظيف أحدث التقنيات المتقدمة في مجال النقل الذكي، لإيجاد بيئة مرورية آمنة، ورفع كفاءة شبكة الطرق المتوفرة حاليا وتدعيم الأمن العام باستخدام أحدث أنظمة المراقبة والعمل على تنفيذ أنظمة المرور بدقة واستمرارية، وأشاد المقبل بالتفاعل الإيجابي من قبل وسائل الإعلام في توعية السائقين والمواطنين والمقيمين بنظام ساهر وأهدافه والنتائج المرجوة من تطبيقه، والتي جاءت متلائمة مع مخرجات فريق العمل القائم على ساهر، مشيرا إلى أن ذلك الانخفاض والتحسن في سلوكيات السائقين أثناء القيادة بعد تطبيق نظام ساهر يشير إلى أن هناك التزاما من السائقين بأنظمة وقواعد المرور، خاصة في ما يتعلق بالسرعة التي تمثل أحد أهم الأسباب الرئيسية للحوادث المرورية الخطرة.