النظام السوري يثمن موقفي الصين وروسيا.. والمعارضة تنهي مباحثات غير مثمرة في القاهرة
إخبارية الحفير - وكالات ثمنت سوريا الاربعاء موقفي الصين وروسيا الداعمين لها خلال مؤتمر جنيف ورحبت بالبيان الختامي الصادر عن هذا الاجتماع والقاضي "بتبني حل سياسي للازمة" في سوريا، بحسب بيان لوزارة الخارجية تلقت فرانس برس نسخة عنه. وذكر بيان الخارجية ان سوريا "تثمن عاليا الموقف الروسي والصيني الذي برز خلال الاجتماع والذي تميز بمبدئيته وانسجامه مع اهداف ومبادئ ميثاق الامم المتحدة وقواعد القانون الدولي، مما أدى الى تبني الاجتماع للحل السياسي للازمة في سورية ودعم مهمة المبعوث الدولي الخاص (كوفي انان) وخطته". ورحبت سوريا بالبيان الختامي الذي صدر عن اجتماع مجموعة العمل حول سوريا التي شكلها انان والذي عقد في جنيف السبت "ولاسيما النقاط الجوهرية التي تحدثت عن الالتزام بسيادة واستقلال وسلامة ووحدة أراضي سوريا، ووضع حد للعنف ولانتهاكات حقوق الإنسان، ونزع سلاح المجموعات المسلحة، وعدم عسكرة الوضع في سورية، وحماية المدنيين، وإطلاق عملية سياسية يقودها السوريون (...) ليكون القرار سوريا". واشارت الخارجية الى "وجود نقاط غامضة في البيان الختامي تحتاج إلى إيضاح" الا انه اعتبرت ان كل المسائل قابلة للنقاش على طاولة الحوار الوطني "طالما اقر المجتمعون بأن الشعب السوري وحده هو صاحب القرار في تقرير مستقبله دون تدخل خارجي". وتضم مجموعة العمل حول سوريا وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن، اي الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا، وثلاث دول تمثل الجامعة العربية هي العراق والكويت وقطر، اضافة الى تركيا والامين العام للجامعة العربية والامين العام للامم المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي. وتمكنت المجموعة من التوافق على مبادىء خطة انتقالية لا تشير الى رحيل الرئيس بشار الاسد عن السلطة، وتلحظ خصوصا تشكيل حكومة انتقالية قد تضم اعضاء في الحكومة السورية الحالية. و انهت المعارضة السورية المنقسمة على نفسها الاربعاء جولة مباحثات في العاصمة المصرية انقلبت الى صراع وجدل بينها كاد يتحول اشتباك في الوقت الذي كانت تسعى فيه الى صياغة رؤية مشتركة للانتقال السياسي في سوريا. وقدم اكثر من 200 مشارك في المؤتمر من 30 حركة اضافة الى شخصيات مستقلة وممثلين للمجتمع المدني ومجموعات ناشطين الى القاهرة من اجل تشكيل جبهة موحدة ضد نظام الرئيس بشار الاسد. وبعد يومين من المباحثات برعاية جامعة الدول العربية اتفق المشاركون على ان اي انتقال في سوريا يجب ان يعني رحيل الرئيس الاسد كما اتفقوا على دعم الجيش السوري الحر. لكنهم فشلوا في تشكيل كتلة موحدة بحيث هيمنت خلافاتهم على نقاط الالتقاء وكاد الامر يصل حد الاشتباك بالايادي، بحسب مشاركين. وقال المعارض وليد البني الذي شارك في المؤتمر "للاسف كانت هناك الكثير من الخلافات". واضاف لوكالة فرانس برس قبيل رحيله الى باريس للمشاركة في اجتماع اصدقاء سوريا "بعض المجموعات انسحبت من الاجتماع". وانسحب المجلس الوطني الكردي السوري من الاجتماع في ساعة متاخرة الثلاثاء احتجاجا على عدم تضمين البيان الختامي اشارة الى "الشعب الكردي" ، بحسب ما ذكر مسؤول رفيع المستوى في الجامعة العربية لوكالة فرانس برس. كما ثارت خلافات بشان آلية متابعة الاجتماع حيث اتهم بعض المجموعات البعض الاخر بالسعي الى احتكار هذه الالية. وقال المسؤول "ان جمع هؤلاء الناس معا لا بد ان يؤدي الى خلافات". واضاف "لكنهم اتفقوا في البيان الختامي على انهاء نظام الاسد ودعم الجيش السوري الحر واتفقوا على المبادىء الدستورية الاساسية، العدل والديمقراطية والتعددية". ونظم اجتماع المعارضة في القاهرة بعيد اتفاق القوى الكبرى السبت في مؤتمر جنيف على خطة للمرحلة الانتقالية كانت موضع انتقاد ورفض المعارضة والاعلام الرسمي السوري. ولا تنص خطة جنيف على تخلي الاسد عن السلطة كما طلبت قوى غربية وذلك بعد اصرار روسيا والصين على ان كيفية سير العملية الانتقالية يجب ان يقرره السوريون انفسهم. وقال شادي حامد مدير مركز بروكينغز للابحاث في الدوحة "ان المعارضة في المنفى هي بطبعها منقسمة مع مجموعات مبعثرة في العالم كله، ويصعب بالتالي التوصل الى رؤية مشتركة". واضاف لوكالة فرانس برس "علينا خفض سقف توقعاتنا والتوقف عن توقع ان تتحول المعارضة بين عشية وضحاها الى مجموعة موحدة غير طائفية". وانسحبت الثلاثاء من الاجتماع الهيئة العامة للثورة السورية مشيرة في بيان الى "خلافات سياسية". وقالت انها ترفض "الدخول في التجاذبات السياسية التي تتلاعب بمصير شعبنا وثورتنا وفق رؤى وأجندات تسمح بوضع ثورتنا بين سندان التجاذبات والصراعات الدولية ومطرقة نظام الاجرام في سورية". وقاطع اجتماع القاهرة الجيش السوري الحر الذي ندد بالاجتماع باعتباره "مؤامرة" تخدم اهداف حلفاء النظام في موسكو وطهران. وانتقد اجتماع القاهرة لرفض المشاركين فيه فكرة التدخل العسكري الاجنبي لحماية الشعب وتجاهلهم مطلب اقامة مناطق عازلة تحت حماية المجتمع الدولي وممرات انسانية وحظر جوي وتسلح المتمردين على النظام. وخلف قمع نظام الاسد الاحتجاجات على نظامه منذ آذارم/ارس 2011 اكثر من 16500 قتيل، بحسب احصائيات المرصد السوري لحقوق الانسان.