شبان يتركون وظائفهم لعيون «حافز»..!
إخبارية الحفير : متابعات بعد أن قضى ثلاث سنوات ونصف السنة في عمله في إحدى الشركات الخاصة في مجال تموين مراكز التسويق الغذائية براتب لا يتجاوز 2600 ريال.. قرر الشاب عبدالله أن يستقيل من وظيفته التي يعمل بها 6 أيام في الأسبوع بمعدل ثماني ساعات يومياً؛ وذلك حتى يتسنى له التسجيل في برنامج "حافز"، حيث سيتحصل على مبلغ 2000 ريال متنازلاً عن 600 ريال، قال إنها لا تساوي شيئاً أمام التعب والجهد المبذول بين ثلاجات الشركة، والتنقل إلى المراكز التجارية، بل حتى زحام سيارات الطريق أثناء التوزيع يدفع ثمنه من عرق جبينه، حيث تعرضه الشركة لخصومات وتوبيخ جراء التأخر في تغطية كافة مراكز البيع الواقعة ضمن حدود نشاطه.
"عبدالله" ما هو إلاّ انموذج لعدد من الشباب العاملين في عدد من المهن ذات الرواتب المتدنية، حتى شرعوا في ترك وظائفهم المجهدة، مقابل التسجيل في "حافز"، وبالتالي تُتاح فرصة البحث عن فرصة عمل أفضل مما كانوا عليه، نظراً لأن التزامهم بتلك الوظائف يمنعهم من البحث عن وظائف أخرى قد تطرح بين الفينة والأخرى.
عاملات نظافة
في وقت تتعمد بعض الشركات إلى ملء عدد من الشواغر بوظائف للمواطنين؛ رغبة في الوصول إلى النطاق الأخضر أو المميز في أنظمة "وزارة العمل"، قد تصل بهم إلى توظيف طالبي العمل في وظائف متدنية جداً، حيث تجد عدداً من المواطنات يعملن عاملات نظافة في شركة متخصصة ومتعاقدة مع إحدى الشركات المرموقة في المنطقة، وبمرتبات شهرية متدنية.
وبررت إحدى الموظفات قبولها بتلك الوظيفة إلى أن مؤهلها التعليمي توقف عند التعليم الثانوي، ولا يوجد لديها عائل لأسرتها، موضحةً انها تقتطع من راتبها 700 ريال أجرةً للحافلة التي تقلها من منزلها إلى مقر عملها، وتصرف 300 ريال على وجبة الغداء اليومية، ويتبقى 2000 ريال تقسمها على مصروفاتها الخاصة هي وأخوتها ووالدتها باقتصاد كبير.
إحباط مستمر
وأكدت أخرى في ذات المجال على أن مسؤولتهن المباشر تهددهن دائماً بالاستغناء عنهن إذا لم يحظين بإعجابه، نظراً لأن لديه طلبات عمل عديدة، مبينة أنها تشعر بإحباط جراء كثرة تذمره منهن وتحدثه بطريقة سيئة، مما يضاعف عليهن ضغوط العمل والحياة الاجتماعية والتزاماتهن المادية تجاه أسرهن لاسيما في ظل تضخم الأسعار، دون حصول أي زيادات وعلاوات في رواتبهن.
رواتب متدنية
في حين رفض عدد من الشباب الالتحاق ببعض الوظائف؛ معللين ذلك بتدني رواتبها بعد ان تقدموا بملفاتهم إلى عدد من لجان التوظيف في الجمعيات الخيرية المختلفة؛ المختصة في البحث عن وظائف مناسبة للباحثين عن وظائف مناسبة، متفقين نحو تفضيل إعانة حافز على الالتحاق بوظائف مرهقة بدوام طويل ومرتب متدني.
وذكر "محمد الفردان" -نائب رئيس لجنة التأهيل والتوظيف بجمعية مضر الخيرية - أن كثيراً من الشباب فهموا برنامج "حافز" بطريقة خاطئة، معتقدين أنه يقدم مساعدات للعاطلين عن العمل، في حين أنه يدعم ويساعد الباحثين عن عمل، مشيراً إلى أن بعض الشباب من يرفضون الجلوس في المنزل، مقابل البحث عن أي وظيفة مهما كان مرتبها على الرغم من حملهم مؤهلات جيدة مثل حملة الدبلوم.
وأوضح أنه يوجد اتفاق بين اللجان العاملة في البحث عن فرص وظيفية لطرحها للشباب والشابات الباحثين عن عمل، على أن لا يقل المرتب عن 3000 ريال لمن لا يحمل الشهادة الثانوية، مطالباً الشركات والمؤسسات بتقديم فرص جيدة للشباب السعودي المثبتين جدارتهم في كثير من المجالات، خصوصاً عندما يمنحون الثقة والتدريب الجيد، مبيناً أن متوسط الطلبات اليومية التي تتلقاها جمعية مضر الخيرية فقط من قبل الشباب والشابات الباحثين عن فرص وظيفية تصل من 30 إلى 40 طلباً، بخلاف الطلبات الأخرى المستقبلة عبر البريد الإلكتروني وخدمة الجوال.
وأضاف:"للأسف نرفض كثيراً من الوظائف التي تُعرض علينا من قبل شركات تزعم اهتمامها بتوظيف الشاب السعودي، بينما أن واقعها الحقيقي هو التحايل على برنامج (نطاقات) بإدعائهم توظيف عدد كبير من الشباب، ليتضح فيما بعد أن أغلب الوظائف تنحصر في رجال أمن وسائقين ومهن أخرى متدنية، فيما يحصل الأجانب على فرص وتدريب أفضل ناهيك عن المميزات الوظيفية الأخرى".
ولفت أن العديد من الشركات يطلبون شروطاً تعجيزية أمام الشباب، مثل خبرة سنوات عديدة، ومؤهل علمي عالٍ، في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن هذه الشروط مع العمالة المستقطبين أغلبيتهم لا خبرة أو شهادة عالية أو موثوقة لديهم ، بحيث يتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي مكثف يتخلله كثير من الأخطاء وتعطيل العمل، ذاكراً أن معظم الشركات يصبرون على أخطاء الأجانب، بينما لا يتحملون أي خطأ من الشاب المواطن.
وأكد على أن كثيراً من الجمعيات الخيرية في المنطقة على استعداد تام لتوفير أي عدد ممكن للشركات والمؤسسات الباحثة عن موظفين، مشيراً إلى أنهم مستعدون لمتابعة الشباب بعد التوظيف للتأكد من تقديمهم العنصر المفيد لأي مؤسسة تهتم بتطوير نفسها من خلال منحها الفرصة لأبناء الوطن، شريطة أن تكون الفُرص على قدر طموح الشباب، إضافة إلى منحهم برامج تدريبية وتأهيلية، حتى يتسنى لهم إثبات جدارتهم في مجالات عدة كالأعمال المصرفية والإدارية وغيرها، مذكراً بتاريخ الجيل السابق العريق، حيث حملوا على عاتقهم لواء أضخم شركات البترول في العالم، بعد أن تحصلوا على التدريب الجيد، على الرغم من أن مجالاتهم آنذاك تقتصر على الزراعة والصيد ومهنٌ حرفية أخرى.
بطالة مقنعة
وطالب "د.عبدالرحمن الصنيع" -استشاري اقتصادي- بتوعية الشباب والشابات بفكرة برنامج "حافز"، واصفاً إياه أنه يخدم الباحثين عن العمل بالدرجة الأولى؛ لإعانتهم على مصروفات التنقل بحثاً عن العمل، رافضاً فكرة ترك البعض وظائفهم من في سبيل التسجيل في "حافز" والبحث مجدداً عن وظيفة أخرى.
وذكر أن تلك السلوكيات قد تشكل ظاهرة "البطالة المقنعة" في حالة تزايد لجوء الشباب إلى ترك مهنهم ووظائفهم، والاتكال على إعانة "حافز" المخصصة لمن لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة، مطالباً الجهات المعنية بنشر المزيد من التوعية للشباب؛ للمحافظة على وظائفهم، وحثهم على البحث عن الفرص الأفضل وهم في أعمالهم، حتى يتسنى أن تكون إعانة حافز لمستحقيها.
"عبدالله" ما هو إلاّ انموذج لعدد من الشباب العاملين في عدد من المهن ذات الرواتب المتدنية، حتى شرعوا في ترك وظائفهم المجهدة، مقابل التسجيل في "حافز"، وبالتالي تُتاح فرصة البحث عن فرصة عمل أفضل مما كانوا عليه، نظراً لأن التزامهم بتلك الوظائف يمنعهم من البحث عن وظائف أخرى قد تطرح بين الفينة والأخرى.
عاملات نظافة
في وقت تتعمد بعض الشركات إلى ملء عدد من الشواغر بوظائف للمواطنين؛ رغبة في الوصول إلى النطاق الأخضر أو المميز في أنظمة "وزارة العمل"، قد تصل بهم إلى توظيف طالبي العمل في وظائف متدنية جداً، حيث تجد عدداً من المواطنات يعملن عاملات نظافة في شركة متخصصة ومتعاقدة مع إحدى الشركات المرموقة في المنطقة، وبمرتبات شهرية متدنية.
وبررت إحدى الموظفات قبولها بتلك الوظيفة إلى أن مؤهلها التعليمي توقف عند التعليم الثانوي، ولا يوجد لديها عائل لأسرتها، موضحةً انها تقتطع من راتبها 700 ريال أجرةً للحافلة التي تقلها من منزلها إلى مقر عملها، وتصرف 300 ريال على وجبة الغداء اليومية، ويتبقى 2000 ريال تقسمها على مصروفاتها الخاصة هي وأخوتها ووالدتها باقتصاد كبير.
إحباط مستمر
وأكدت أخرى في ذات المجال على أن مسؤولتهن المباشر تهددهن دائماً بالاستغناء عنهن إذا لم يحظين بإعجابه، نظراً لأن لديه طلبات عمل عديدة، مبينة أنها تشعر بإحباط جراء كثرة تذمره منهن وتحدثه بطريقة سيئة، مما يضاعف عليهن ضغوط العمل والحياة الاجتماعية والتزاماتهن المادية تجاه أسرهن لاسيما في ظل تضخم الأسعار، دون حصول أي زيادات وعلاوات في رواتبهن.
رواتب متدنية
في حين رفض عدد من الشباب الالتحاق ببعض الوظائف؛ معللين ذلك بتدني رواتبها بعد ان تقدموا بملفاتهم إلى عدد من لجان التوظيف في الجمعيات الخيرية المختلفة؛ المختصة في البحث عن وظائف مناسبة للباحثين عن وظائف مناسبة، متفقين نحو تفضيل إعانة حافز على الالتحاق بوظائف مرهقة بدوام طويل ومرتب متدني.
وذكر "محمد الفردان" -نائب رئيس لجنة التأهيل والتوظيف بجمعية مضر الخيرية - أن كثيراً من الشباب فهموا برنامج "حافز" بطريقة خاطئة، معتقدين أنه يقدم مساعدات للعاطلين عن العمل، في حين أنه يدعم ويساعد الباحثين عن عمل، مشيراً إلى أن بعض الشباب من يرفضون الجلوس في المنزل، مقابل البحث عن أي وظيفة مهما كان مرتبها على الرغم من حملهم مؤهلات جيدة مثل حملة الدبلوم.
وأوضح أنه يوجد اتفاق بين اللجان العاملة في البحث عن فرص وظيفية لطرحها للشباب والشابات الباحثين عن عمل، على أن لا يقل المرتب عن 3000 ريال لمن لا يحمل الشهادة الثانوية، مطالباً الشركات والمؤسسات بتقديم فرص جيدة للشباب السعودي المثبتين جدارتهم في كثير من المجالات، خصوصاً عندما يمنحون الثقة والتدريب الجيد، مبيناً أن متوسط الطلبات اليومية التي تتلقاها جمعية مضر الخيرية فقط من قبل الشباب والشابات الباحثين عن فرص وظيفية تصل من 30 إلى 40 طلباً، بخلاف الطلبات الأخرى المستقبلة عبر البريد الإلكتروني وخدمة الجوال.
وأضاف:"للأسف نرفض كثيراً من الوظائف التي تُعرض علينا من قبل شركات تزعم اهتمامها بتوظيف الشاب السعودي، بينما أن واقعها الحقيقي هو التحايل على برنامج (نطاقات) بإدعائهم توظيف عدد كبير من الشباب، ليتضح فيما بعد أن أغلب الوظائف تنحصر في رجال أمن وسائقين ومهن أخرى متدنية، فيما يحصل الأجانب على فرص وتدريب أفضل ناهيك عن المميزات الوظيفية الأخرى".
ولفت أن العديد من الشركات يطلبون شروطاً تعجيزية أمام الشباب، مثل خبرة سنوات عديدة، ومؤهل علمي عالٍ، في الوقت الذي يتم فيه التغاضي عن هذه الشروط مع العمالة المستقطبين أغلبيتهم لا خبرة أو شهادة عالية أو موثوقة لديهم ، بحيث يتم إخضاعهم لبرنامج تدريبي مكثف يتخلله كثير من الأخطاء وتعطيل العمل، ذاكراً أن معظم الشركات يصبرون على أخطاء الأجانب، بينما لا يتحملون أي خطأ من الشاب المواطن.
وأكد على أن كثيراً من الجمعيات الخيرية في المنطقة على استعداد تام لتوفير أي عدد ممكن للشركات والمؤسسات الباحثة عن موظفين، مشيراً إلى أنهم مستعدون لمتابعة الشباب بعد التوظيف للتأكد من تقديمهم العنصر المفيد لأي مؤسسة تهتم بتطوير نفسها من خلال منحها الفرصة لأبناء الوطن، شريطة أن تكون الفُرص على قدر طموح الشباب، إضافة إلى منحهم برامج تدريبية وتأهيلية، حتى يتسنى لهم إثبات جدارتهم في مجالات عدة كالأعمال المصرفية والإدارية وغيرها، مذكراً بتاريخ الجيل السابق العريق، حيث حملوا على عاتقهم لواء أضخم شركات البترول في العالم، بعد أن تحصلوا على التدريب الجيد، على الرغم من أن مجالاتهم آنذاك تقتصر على الزراعة والصيد ومهنٌ حرفية أخرى.
بطالة مقنعة
وطالب "د.عبدالرحمن الصنيع" -استشاري اقتصادي- بتوعية الشباب والشابات بفكرة برنامج "حافز"، واصفاً إياه أنه يخدم الباحثين عن العمل بالدرجة الأولى؛ لإعانتهم على مصروفات التنقل بحثاً عن العمل، رافضاً فكرة ترك البعض وظائفهم من في سبيل التسجيل في "حافز" والبحث مجدداً عن وظيفة أخرى.
وذكر أن تلك السلوكيات قد تشكل ظاهرة "البطالة المقنعة" في حالة تزايد لجوء الشباب إلى ترك مهنهم ووظائفهم، والاتكال على إعانة "حافز" المخصصة لمن لم يحالفهم الحظ في الحصول على وظيفة، مطالباً الجهات المعنية بنشر المزيد من التوعية للشباب؛ للمحافظة على وظائفهم، وحثهم على البحث عن الفرص الأفضل وهم في أعمالهم، حتى يتسنى أن تكون إعانة حافز لمستحقيها.