هيئة المواصفات لـ المرور: التركيز على سلامة الإطارات أهم من ارتداء حزام الأمان
إخبارية الحفير : متابعات استغرب مصدر في هيئة المواصفات والمقاييس بجدة عدم اهتمام إدارة المرور بفرض غرامات على قائدي المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمقاييس والمواصفات السعودية أسوة بالاهتمام بتطبيق الغرامات على السائقين غير الملتزمين بارتداء حزام الأمان، مؤكدا أن مخاطر استعمال مثل هذه الإطارات على حياة الركاب أكبر من عدم ارتداء حزام الأمان.
وبالمقابل قال متحدث مرور جدة إنهم لا يفرضون غرامات على أصحاب المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمواصفات، مكتفين بالدور الذي تقوم به لجنة التفتيش المشتركة مع الشرطة ووزارة التجارة على محلات توزيع الإطارات والبناشر.
من جانبها اعتبرت جمعية حماية المستهلك عدم اهتمام بعض المصانع بتوضيح إعادة تصنيع الإطار يرقى لمرتبة الجريمة الجنائية.
رموز وطلاسم
ويعد الكثيرون من قادة المركبات الرموز على إطارات السيارات طلاسم تستعصي على الفهم، ويكتفون بعامل البنشر ليفك لهم رموزها، فيما يرى الخبراء وتؤيدهم إحصاءات المرور أن معرفتها قد تنجي بمشيئة الله من خطر التعرض للوفاة أو إعاقة دائمة طيلة العمر، حيث لكل واحد منها معنى يساعد على الاختيار الصحيح والمناسب لكل مركبة، ويسهم في الحد من نسبة الحوادث التي يتسبب فيها انفجار الإطارات والتي تصل إلى 13% ونتج عنها وفاة 174 شخصًا بالمملكة العام الماضي.
وبالإضافة إلى رموز الإطارات هناك طرق لتخزينها حددتها هيئة المواصفات والمقاييس السعودية من خلال تشريعاتها الملزمة للتجار، يُضرب بها عرض الحائط بسبب جهل الكثير من المستهلكين بحقوقهم، وبسبب استغلال بعض التجار لهذا الجهل، بالإضافة لضعف الرقابة عليهم وعلى أصحاب البناشر، فيقومون بتخزين الإطارات في أماكن مكشوفة لأشعة الشمس وبطريقة أفقية فوق بعضها بعضا بما يتسبب في عطبها قبل البدء باستعمالها.
ويؤكد الخبراء أن ظاهرة بحث الشباب عن المظهر الجميل لسياراتهم من خلال اختيار إطار بمقاس أكبر وأعرض قد تكون عاقبتها وخيمة، إن لم يكن بالتعرض لحادث مروري، فبواسطة الأثر الضار لاختلاف مقاس الإطار الأكبر من حيث زيادة كبر اللفة وبالتالي زيادة الجهد على المحرك وما يترتب عليه من تكاليف إصلاح مادية كبيرة.
جهل الغالبية
المصادر التقت عددًا من عمال البناشر ميدانيا، واستمعت لمبرراتهم عن أسباب تخزين غالبيتهم العظمى للإطارات بطريقة خاطئة، فيما استطلعت مدى معرفة قادة المركبات برموز الإطارات وطرق تخزينها، وكانت النتيجة التي خلصنا إليها جهل غالبيتهم العظمي فيها بالمطلق، ومعرفة قلة منهم عنها وإن كان بطريقة منقوصة وغير متكاملة.
عبدالإله سمان (سائق) يملك معلومات جيدة عن رموز الإطارات وإن كانت منقوصة، وأرجع سبب هذه المعرفة إلى استعانته بالمواقع الإلكترونية عند تغييره لإطارات سيارته لمعرفة دلالات الرموز لمساعدته في اختيار الإطارات الأفضل لها، وأوضح أنه يقوم بتغييرها كل 60 ألف كيلو متر، مضيفا أنه لا يهتم بأماكن التخزين أو طرقه وأن تركيزه ينصب على تاريخ إنتاج الإطار فقط، وتابع بأنه لا يتهاون في مقاسات الإطارات أو ضغط الهواء المكتوب على باب السائق، واعتبر الرقابة الموجودة على البناشر غير كافية مستدلا بتضارب الأسعار بينها.
وعلى العكس من سمان فإن محمد رياض (سائق) أبدى عدم معرفة شبه كاملة برموز الإطارات، فلم يستطع حين سؤالنا له عن معانيها معرفة رمز تحمل الإطارات ورمز معامل السرعة والحرارة، وأخبرنا بأنه لم يقم بفحص زوايا الإطارات منذ شرائه لها قبل 9 أشهر.
لا شيء يهم
عادل عبدالكريم أخبرنا بأن أول عمل يقوم به عند شرائه لإطارات جديدة هو نزع الشعيرات في الوجه الخارجي للإطارات، مبررا ذلك بأن مظهرها غير جميل، وعندما أخبرناه بأن هذه الشعيرات تعطي مقياسا من خلال مرونتها على مدى جودة الإطار وجدته، أجابنا بأن ذلك لا يهمه وأن تاريخ إنتاج الإطار بالإضافة لتآكل النقوش عليه كافية بالنسبة إليه لتحديد الوقت الواجب لتغيير الإطارات.
البلدية لم تزرنا منذ 5 أشهر
أما محمد أحد العجلاتية (عامل بنشر) فقد عزا سبب تخزين المحل الذي يعمل فيه للإطارات بطريقة أفقية خاطئة إلى صغر حجمه، ومبررا عدم تعرض الإطارات للتلف نتيجة هذا التخزين الخاطئ إلى سرعة البيع والتي لا تسمح ببقائها على الأرفف وقتا طويلا.
وقال إن البلدية لم تقم بزيارة للمحل منذ 5 أشهر، وأكد أن بعض الشباب الذين يغيرون مقاسات الإطارات للأكبر والأعرض بحثا عن المظهر الجميل، لا يستمعون لنصحه لهم بالأثر الضار لهذا السلوك على سلامتهم.
الرضوخ لرغبات الزبائن
تراجاز عامل بنشر آخر لم تزره لجنة تفتيش من أي جهة منذ 5 أشهر أيضا، علق على أحد جدران محله ورقة صغيرة كتب فيها معاني بعض رموز الإطارات، ويقوم بتخزين القليل من الإطارات بطريقة رأسية صحيحة، فيما الغالبية بطريقة أفقية خاطئة، أوضح أنه يضطر للرضوخ لرغبات زبائنه وتركيب إطارات مقاساتها غير مناسبة رغم علمه بضرر ذلك على المركبة وسلامة ركابها، مضيفا أن الشباب يصر على هذه الممارسات على عكس المتوقع مع زيادة نسبة الوعي بخطرها ومع انتشار المعرفة بمعاني الرموز على الإطارات.
المقدم الحمزي: لا غرامات على المركبات ذات الإطارات غير المطابقة للمواصفات
قال المتحدث الإعلامي لمرور جدة المقدم زيد الحمزي ان هناك لجنة مكونة من إدارتي المرور (فريق البحث العلمي) والشرطة ووزارة التجارة تقوم بعمليات تفتيش دورية على محلات توزيع الإطارات والبناشر للتأكد من مطابقة طرق تخزينها ونوعيتها ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس السعودية، وذلك بهدف حماية أرواح الأشخاص الذين يلجأون لشراء إطارات مستعملة قديمة من محلات البناشر بحثا عن السعر الرخيص، ولا يقيمون وزنًا لما يمكن أن تؤدي إليه من حوادث مرورية قد تتسبب في إزهاق أرواح بريئة.
وأكد الحمزي أن نقاط تفتيش المرور على الطرقات لا تقوم بمراقبة أو فرض غرامات على أصحاب المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمواصفات، مضيفا أن إدارة المرور تكتفي بالدور الذي تقوم به لجنة التفتيش المشتركة مع الشرطة ووزارة التجارة على محلات توزيع الإطارات والبناشر.
جمعية حماية المستهلك: عدم توضيح المصانع إعادة تصنيع الإطار يرقى لمرتبة الجريمة الجنائية
وصف مدير جمعية حماية المستهلك محمد الحمد عدم كتابة عبارة «معاد تصنيعه» من قبل المصانع المحلية لإعادة تصنيع الإطارات على الغلاف الخارجي لمثل هذه النوعية بأنه أمر خطير ويرقى إلى مستوى الجريمة الجنائية لما قد يتسبب فيه من حوادث مرورية من الممكن أن تودي بحياة الناس، وتساءل عن كيفية القبول ببيع هذه الإطارات على أنها جديدة، وطالب بكتابة هذه المعلومة واسم المصنع المحلي الذي قام بإعادة التصنيع لكي تسهل معرفة ومحاسبة المقصرين من المصانع في الالتزام بالمواصفات المطلوبة سواء من ناحية التصنيع أو التخزين.
وأكد الحمد عدم التزام الكثير من محلات بيع الإطارات سواء المستودعات منها أم الموزعين الصغار بالطريقة السليمة للتخزين، موضحا أن الإطارات يتم تركها عادة مكشوفة تحت أشعة الشمس ومعرضة للرطوبة، ورصها فوق بعضها بطريقة أفقية بما يؤدي إلى تلفها سريعا، مضيفا أن سيارات نقل الإطارات كذلك لها مواصفات معينة أيضا لا يتم الالتزام بها غالبا.
ونصح المستهلكين بعدم شراء الإطارات من «البناشر» لأنهم يتعاملون غالبا مع مصانع إعادة تصنيع الإطارات المحلية، ويقومون بتخزينها أفقيا، بينما الطريقة الصحيحة هي أن يتم تخزينها رأسيا، وبدلا من ذلك يدعو الحمد إلى الاعتماد على الوكالات الكبيرة التي وإن زاد السعر فيها عن «العجلاتية» - بحسب قوله -، تبقى إطاراتها مضمونة وأكثر أمانا من حيث نوعيتها الأصلية الجيدة وصلاحية تاريخها.
وكشف الحمد عن وجود أكثر من 22 ألف مواصفة قياسية بالمملكة، عدها من الأكثر بين الدول العربية، إلا أنه انتقد عدم تفعيل إلا ما يقرب من 3 أو 4 آلاف مواصفة منها، وقال إن مدير المرور أخبره شخصيا بأن ابنه اشترى إطارا مغشوشا، فيما أطلعه مدير أحد المختبرات التي تقوم بالكشف على سلامة الإطارات ومطابقتها للمواصفات والمقاييس السعودية، بأن نصف ما يصلهم من الإطارات يتبين بعد الكشف عليه بأنه غير صالح للاستعمال.
«المواصفات والمقاييس»: عواقب وخيمة لتغيير المقاسات بحثا عن المظهر الجميل
استغرب مصدر بهيئة المواصفات والمقاييس بجدة عدم اهتمام إدارة المرور بفرض غرامات على قائدي المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمقاييس والمواصفات السعودية أسوة بالاهتمام بتطبيق الغرامات على سائقي المركبات غير الملتزمين بارتداء حزام الأمان، مؤكدا أن مخاطر استعمال الإطارات القديمة وغير المطابقة للمواصفات على حياة الركاب أكبر من عدم ارتداء حزام الأمان.
وطالب المصدر وزارة التجارة بإلزام أصحاب مصانع إعادة تصنيع الإطارات بتوضيح ذلك على الإطارات المعاد تصنيعها، مؤكدا أن عدم التوضيح هو سبب الالتباس لدى الكثير من الناس عن أسباب تفاوت أسعار نفس ماركة ونوعية الإطارات من مكان لآخر، بينما الحقيقة هي أن الإطارات الأرخص قيمة معاد تصنيعها.
ولفت إلى أن قيام بعض الشباب بتغيير مقاس الإطارات إلى أخرى أكبر وأعرض بحثا عن المظهر الجميل يؤدي إلى تلف ماكينة السيارة، فزيادة حجم الإطار تعني مقدار لفة أكبر وتحميل أكثر على الموتور، بالإضافة إلى أن تعريض قاعدة تماس الكفر مع الأرض وهو ما يتسبب بزيادة مقدار الاحتكاك ويزيد الجهد على الموتور وبالتالي حدوث أضرار فيه وخسائر مادية كبيرة، منوها إلى أن ارتفاع حرارة الموتور مؤشر إلى أن مقاسات الإطارات غير مناسبة.
وأوضح المصدر أن الطريقة المثلى لزيادة العمر الافتراضي للإطارات هو من خلال تبديلها على شكل حرف إكس(x) دوريا كل 3 أشهر، مؤكدا أن ذلك يكون للمركبات ذات الإطارات الأمامية والخلفية المتساوية المقاسات، أما في حالة اختلاف المقاسات الأمامية والخلفية فيتم استبدال الإطارين الأماميين مع بعضهما وكذلك الخلفيان، مع مراعاة تغيير الوجه الخارجي للإطار بجعله داخليا وبالعكس.
وحذر المصدر من شراء الإطارات من البناشر عازيا ذلك إلى طريقة التخزين الخاطئة التي يتبعها الكثير منهم، موضحا أن هناك شروط ومواصفات معينة لأماكن التخزين وطرقها تختلف بحسب أنواع المنتجات، فالتهوية ودرجة الحرارة والرطوبة وعدم التعرض للشمس من ضمن هذه الشروط في أماكن التخزين.
ونصح الراغبين في شراء إطارات باللجوء إلى الوكالات الكبيرة وتجنب البناشر وعدم البحث عن السعر الأرخص، فالحياة أغلى من كل شيء، موضحا أن الوكالات الكبيرة تكون إطاراتها أصلية ومضمونة أكثر من حيث جدتها ومطابقتها للمواصفات.
إطار منفصل
رموز الإطارات ومدلولاتها
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن مقاسات الإطارات ودرجة ضغط الهواء المناسبة لها توجد عادة عند حافة باب السائق الأمامي أو مقابض الأبواب أو عند فتحة البنزين، كما توجد كذلك في الكتيب الإرشادي للمركبة.
- 205/65 R15 94H هذه الرموز والأرقام عادة ما نجدها بهذه الصورة على الإطارات وتختلف من مركبة إلى أخرى لكن تبقى الصيغة العامة نفسها، والكثير منا يجهلها وفيما يلي تفسير لها يبدأ من اليسار إلى اليمين بحكم كتابتها باللغة الإنجليزية:
- الرقم 205 يمثل عرض الإطار بوحدة القياس ملي متر.
- الرقم 65 يمثل النسبة بين ارتفاع الإطار إلى عرضه مضروبةx100 كرقم متسلسل مقرب إلى أقرب صفر أو خمسة 65.
- الحرف R يرمز إلى التركيب الإنشائي لإطار شعاعي (RADIAL).
- الرقم 15 يمثل مقاس الجنط (15 بوصة).
- الرقم 94 يمثل معامل الحمل فلكل إطار حمل أقصى ينهار بعده، وفي هذه الحالة فإن أقصى وزن يستطيع حمله إطار له معامل حمل (94) هو 1000كغم.
- وأخيرا يمثل الحرف H رمز السرعة، وهو يدل هنا على أن أقصى سرعة يتحملها الإطار وهي 210 كلم/ الساعة.
وهناك العديد من الرموز الأخرى يوضح بعضها تاريخ إنتاج الإطار الذي يمثل عادة بأسبوع الصنع والسنة كما في المثال التالي 1510، فأول رقمين 15 تدل على صناعة الإطار في الأسبوع الخامس عشر والرقمين الأخيرين يدلان على السنة 2010.
- وأيضا يوجد على كل الإطارات رموز أخرى كثيرة تساعد المستهلك على اختيار ما يناسب مركبته، منها معامل الحرارة ويمثل بثلاثة أحرف A>B>C - ويدل الحرف A على قدرة الإطار على تحمل درجات الحرارة العالية، فيما حرف B على تحمله درجات الحرارة المتوسطة، وأخيرا حرف C يدل على تحمل لدرجات الحرارة المنخفضة والمتجمدة.
- تخزين الإطارات: نص البند رقم 12/4 من المواصفة القياسية السعودية رقم 2007/1066»اشتراطات تخزين إطارات السيارات» على «ألا تزيد مدة تخزين إطارات السيارات من تاريخ الإنتاج إلى تاريخ البيع للمستهلك عن 24شهرًا، هذا بالنسبة لإطارات سيارات الركوب والحافلات والشاحنات الخفيفة، و30 شهرًا للشاحنات الثقيلة وأن يقوم البائع (الوكيل أو الموزع)، باعطاء المستهلك وثيقة ضمان لا تقل مدة سريانها عن 6 أشهر من تاريخ البيع».
وبالمقابل قال متحدث مرور جدة إنهم لا يفرضون غرامات على أصحاب المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمواصفات، مكتفين بالدور الذي تقوم به لجنة التفتيش المشتركة مع الشرطة ووزارة التجارة على محلات توزيع الإطارات والبناشر.
من جانبها اعتبرت جمعية حماية المستهلك عدم اهتمام بعض المصانع بتوضيح إعادة تصنيع الإطار يرقى لمرتبة الجريمة الجنائية.
رموز وطلاسم
ويعد الكثيرون من قادة المركبات الرموز على إطارات السيارات طلاسم تستعصي على الفهم، ويكتفون بعامل البنشر ليفك لهم رموزها، فيما يرى الخبراء وتؤيدهم إحصاءات المرور أن معرفتها قد تنجي بمشيئة الله من خطر التعرض للوفاة أو إعاقة دائمة طيلة العمر، حيث لكل واحد منها معنى يساعد على الاختيار الصحيح والمناسب لكل مركبة، ويسهم في الحد من نسبة الحوادث التي يتسبب فيها انفجار الإطارات والتي تصل إلى 13% ونتج عنها وفاة 174 شخصًا بالمملكة العام الماضي.
وبالإضافة إلى رموز الإطارات هناك طرق لتخزينها حددتها هيئة المواصفات والمقاييس السعودية من خلال تشريعاتها الملزمة للتجار، يُضرب بها عرض الحائط بسبب جهل الكثير من المستهلكين بحقوقهم، وبسبب استغلال بعض التجار لهذا الجهل، بالإضافة لضعف الرقابة عليهم وعلى أصحاب البناشر، فيقومون بتخزين الإطارات في أماكن مكشوفة لأشعة الشمس وبطريقة أفقية فوق بعضها بعضا بما يتسبب في عطبها قبل البدء باستعمالها.
ويؤكد الخبراء أن ظاهرة بحث الشباب عن المظهر الجميل لسياراتهم من خلال اختيار إطار بمقاس أكبر وأعرض قد تكون عاقبتها وخيمة، إن لم يكن بالتعرض لحادث مروري، فبواسطة الأثر الضار لاختلاف مقاس الإطار الأكبر من حيث زيادة كبر اللفة وبالتالي زيادة الجهد على المحرك وما يترتب عليه من تكاليف إصلاح مادية كبيرة.
جهل الغالبية
المصادر التقت عددًا من عمال البناشر ميدانيا، واستمعت لمبرراتهم عن أسباب تخزين غالبيتهم العظمى للإطارات بطريقة خاطئة، فيما استطلعت مدى معرفة قادة المركبات برموز الإطارات وطرق تخزينها، وكانت النتيجة التي خلصنا إليها جهل غالبيتهم العظمي فيها بالمطلق، ومعرفة قلة منهم عنها وإن كان بطريقة منقوصة وغير متكاملة.
عبدالإله سمان (سائق) يملك معلومات جيدة عن رموز الإطارات وإن كانت منقوصة، وأرجع سبب هذه المعرفة إلى استعانته بالمواقع الإلكترونية عند تغييره لإطارات سيارته لمعرفة دلالات الرموز لمساعدته في اختيار الإطارات الأفضل لها، وأوضح أنه يقوم بتغييرها كل 60 ألف كيلو متر، مضيفا أنه لا يهتم بأماكن التخزين أو طرقه وأن تركيزه ينصب على تاريخ إنتاج الإطار فقط، وتابع بأنه لا يتهاون في مقاسات الإطارات أو ضغط الهواء المكتوب على باب السائق، واعتبر الرقابة الموجودة على البناشر غير كافية مستدلا بتضارب الأسعار بينها.
وعلى العكس من سمان فإن محمد رياض (سائق) أبدى عدم معرفة شبه كاملة برموز الإطارات، فلم يستطع حين سؤالنا له عن معانيها معرفة رمز تحمل الإطارات ورمز معامل السرعة والحرارة، وأخبرنا بأنه لم يقم بفحص زوايا الإطارات منذ شرائه لها قبل 9 أشهر.
لا شيء يهم
عادل عبدالكريم أخبرنا بأن أول عمل يقوم به عند شرائه لإطارات جديدة هو نزع الشعيرات في الوجه الخارجي للإطارات، مبررا ذلك بأن مظهرها غير جميل، وعندما أخبرناه بأن هذه الشعيرات تعطي مقياسا من خلال مرونتها على مدى جودة الإطار وجدته، أجابنا بأن ذلك لا يهمه وأن تاريخ إنتاج الإطار بالإضافة لتآكل النقوش عليه كافية بالنسبة إليه لتحديد الوقت الواجب لتغيير الإطارات.
البلدية لم تزرنا منذ 5 أشهر
أما محمد أحد العجلاتية (عامل بنشر) فقد عزا سبب تخزين المحل الذي يعمل فيه للإطارات بطريقة أفقية خاطئة إلى صغر حجمه، ومبررا عدم تعرض الإطارات للتلف نتيجة هذا التخزين الخاطئ إلى سرعة البيع والتي لا تسمح ببقائها على الأرفف وقتا طويلا.
وقال إن البلدية لم تقم بزيارة للمحل منذ 5 أشهر، وأكد أن بعض الشباب الذين يغيرون مقاسات الإطارات للأكبر والأعرض بحثا عن المظهر الجميل، لا يستمعون لنصحه لهم بالأثر الضار لهذا السلوك على سلامتهم.
الرضوخ لرغبات الزبائن
تراجاز عامل بنشر آخر لم تزره لجنة تفتيش من أي جهة منذ 5 أشهر أيضا، علق على أحد جدران محله ورقة صغيرة كتب فيها معاني بعض رموز الإطارات، ويقوم بتخزين القليل من الإطارات بطريقة رأسية صحيحة، فيما الغالبية بطريقة أفقية خاطئة، أوضح أنه يضطر للرضوخ لرغبات زبائنه وتركيب إطارات مقاساتها غير مناسبة رغم علمه بضرر ذلك على المركبة وسلامة ركابها، مضيفا أن الشباب يصر على هذه الممارسات على عكس المتوقع مع زيادة نسبة الوعي بخطرها ومع انتشار المعرفة بمعاني الرموز على الإطارات.
المقدم الحمزي: لا غرامات على المركبات ذات الإطارات غير المطابقة للمواصفات
قال المتحدث الإعلامي لمرور جدة المقدم زيد الحمزي ان هناك لجنة مكونة من إدارتي المرور (فريق البحث العلمي) والشرطة ووزارة التجارة تقوم بعمليات تفتيش دورية على محلات توزيع الإطارات والبناشر للتأكد من مطابقة طرق تخزينها ونوعيتها ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس السعودية، وذلك بهدف حماية أرواح الأشخاص الذين يلجأون لشراء إطارات مستعملة قديمة من محلات البناشر بحثا عن السعر الرخيص، ولا يقيمون وزنًا لما يمكن أن تؤدي إليه من حوادث مرورية قد تتسبب في إزهاق أرواح بريئة.
وأكد الحمزي أن نقاط تفتيش المرور على الطرقات لا تقوم بمراقبة أو فرض غرامات على أصحاب المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمواصفات، مضيفا أن إدارة المرور تكتفي بالدور الذي تقوم به لجنة التفتيش المشتركة مع الشرطة ووزارة التجارة على محلات توزيع الإطارات والبناشر.
جمعية حماية المستهلك: عدم توضيح المصانع إعادة تصنيع الإطار يرقى لمرتبة الجريمة الجنائية
وصف مدير جمعية حماية المستهلك محمد الحمد عدم كتابة عبارة «معاد تصنيعه» من قبل المصانع المحلية لإعادة تصنيع الإطارات على الغلاف الخارجي لمثل هذه النوعية بأنه أمر خطير ويرقى إلى مستوى الجريمة الجنائية لما قد يتسبب فيه من حوادث مرورية من الممكن أن تودي بحياة الناس، وتساءل عن كيفية القبول ببيع هذه الإطارات على أنها جديدة، وطالب بكتابة هذه المعلومة واسم المصنع المحلي الذي قام بإعادة التصنيع لكي تسهل معرفة ومحاسبة المقصرين من المصانع في الالتزام بالمواصفات المطلوبة سواء من ناحية التصنيع أو التخزين.
وأكد الحمد عدم التزام الكثير من محلات بيع الإطارات سواء المستودعات منها أم الموزعين الصغار بالطريقة السليمة للتخزين، موضحا أن الإطارات يتم تركها عادة مكشوفة تحت أشعة الشمس ومعرضة للرطوبة، ورصها فوق بعضها بطريقة أفقية بما يؤدي إلى تلفها سريعا، مضيفا أن سيارات نقل الإطارات كذلك لها مواصفات معينة أيضا لا يتم الالتزام بها غالبا.
ونصح المستهلكين بعدم شراء الإطارات من «البناشر» لأنهم يتعاملون غالبا مع مصانع إعادة تصنيع الإطارات المحلية، ويقومون بتخزينها أفقيا، بينما الطريقة الصحيحة هي أن يتم تخزينها رأسيا، وبدلا من ذلك يدعو الحمد إلى الاعتماد على الوكالات الكبيرة التي وإن زاد السعر فيها عن «العجلاتية» - بحسب قوله -، تبقى إطاراتها مضمونة وأكثر أمانا من حيث نوعيتها الأصلية الجيدة وصلاحية تاريخها.
وكشف الحمد عن وجود أكثر من 22 ألف مواصفة قياسية بالمملكة، عدها من الأكثر بين الدول العربية، إلا أنه انتقد عدم تفعيل إلا ما يقرب من 3 أو 4 آلاف مواصفة منها، وقال إن مدير المرور أخبره شخصيا بأن ابنه اشترى إطارا مغشوشا، فيما أطلعه مدير أحد المختبرات التي تقوم بالكشف على سلامة الإطارات ومطابقتها للمواصفات والمقاييس السعودية، بأن نصف ما يصلهم من الإطارات يتبين بعد الكشف عليه بأنه غير صالح للاستعمال.
«المواصفات والمقاييس»: عواقب وخيمة لتغيير المقاسات بحثا عن المظهر الجميل
استغرب مصدر بهيئة المواصفات والمقاييس بجدة عدم اهتمام إدارة المرور بفرض غرامات على قائدي المركبات الذين يستعملون إطارات قديمة أو غير مطابقة للمقاييس والمواصفات السعودية أسوة بالاهتمام بتطبيق الغرامات على سائقي المركبات غير الملتزمين بارتداء حزام الأمان، مؤكدا أن مخاطر استعمال الإطارات القديمة وغير المطابقة للمواصفات على حياة الركاب أكبر من عدم ارتداء حزام الأمان.
وطالب المصدر وزارة التجارة بإلزام أصحاب مصانع إعادة تصنيع الإطارات بتوضيح ذلك على الإطارات المعاد تصنيعها، مؤكدا أن عدم التوضيح هو سبب الالتباس لدى الكثير من الناس عن أسباب تفاوت أسعار نفس ماركة ونوعية الإطارات من مكان لآخر، بينما الحقيقة هي أن الإطارات الأرخص قيمة معاد تصنيعها.
ولفت إلى أن قيام بعض الشباب بتغيير مقاس الإطارات إلى أخرى أكبر وأعرض بحثا عن المظهر الجميل يؤدي إلى تلف ماكينة السيارة، فزيادة حجم الإطار تعني مقدار لفة أكبر وتحميل أكثر على الموتور، بالإضافة إلى أن تعريض قاعدة تماس الكفر مع الأرض وهو ما يتسبب بزيادة مقدار الاحتكاك ويزيد الجهد على الموتور وبالتالي حدوث أضرار فيه وخسائر مادية كبيرة، منوها إلى أن ارتفاع حرارة الموتور مؤشر إلى أن مقاسات الإطارات غير مناسبة.
وأوضح المصدر أن الطريقة المثلى لزيادة العمر الافتراضي للإطارات هو من خلال تبديلها على شكل حرف إكس(x) دوريا كل 3 أشهر، مؤكدا أن ذلك يكون للمركبات ذات الإطارات الأمامية والخلفية المتساوية المقاسات، أما في حالة اختلاف المقاسات الأمامية والخلفية فيتم استبدال الإطارين الأماميين مع بعضهما وكذلك الخلفيان، مع مراعاة تغيير الوجه الخارجي للإطار بجعله داخليا وبالعكس.
وحذر المصدر من شراء الإطارات من البناشر عازيا ذلك إلى طريقة التخزين الخاطئة التي يتبعها الكثير منهم، موضحا أن هناك شروط ومواصفات معينة لأماكن التخزين وطرقها تختلف بحسب أنواع المنتجات، فالتهوية ودرجة الحرارة والرطوبة وعدم التعرض للشمس من ضمن هذه الشروط في أماكن التخزين.
ونصح الراغبين في شراء إطارات باللجوء إلى الوكالات الكبيرة وتجنب البناشر وعدم البحث عن السعر الأرخص، فالحياة أغلى من كل شيء، موضحا أن الوكالات الكبيرة تكون إطاراتها أصلية ومضمونة أكثر من حيث جدتها ومطابقتها للمواصفات.
إطار منفصل
رموز الإطارات ومدلولاتها
في البداية لا بد من الإشارة إلى أن مقاسات الإطارات ودرجة ضغط الهواء المناسبة لها توجد عادة عند حافة باب السائق الأمامي أو مقابض الأبواب أو عند فتحة البنزين، كما توجد كذلك في الكتيب الإرشادي للمركبة.
- 205/65 R15 94H هذه الرموز والأرقام عادة ما نجدها بهذه الصورة على الإطارات وتختلف من مركبة إلى أخرى لكن تبقى الصيغة العامة نفسها، والكثير منا يجهلها وفيما يلي تفسير لها يبدأ من اليسار إلى اليمين بحكم كتابتها باللغة الإنجليزية:
- الرقم 205 يمثل عرض الإطار بوحدة القياس ملي متر.
- الرقم 65 يمثل النسبة بين ارتفاع الإطار إلى عرضه مضروبةx100 كرقم متسلسل مقرب إلى أقرب صفر أو خمسة 65.
- الحرف R يرمز إلى التركيب الإنشائي لإطار شعاعي (RADIAL).
- الرقم 15 يمثل مقاس الجنط (15 بوصة).
- الرقم 94 يمثل معامل الحمل فلكل إطار حمل أقصى ينهار بعده، وفي هذه الحالة فإن أقصى وزن يستطيع حمله إطار له معامل حمل (94) هو 1000كغم.
- وأخيرا يمثل الحرف H رمز السرعة، وهو يدل هنا على أن أقصى سرعة يتحملها الإطار وهي 210 كلم/ الساعة.
وهناك العديد من الرموز الأخرى يوضح بعضها تاريخ إنتاج الإطار الذي يمثل عادة بأسبوع الصنع والسنة كما في المثال التالي 1510، فأول رقمين 15 تدل على صناعة الإطار في الأسبوع الخامس عشر والرقمين الأخيرين يدلان على السنة 2010.
- وأيضا يوجد على كل الإطارات رموز أخرى كثيرة تساعد المستهلك على اختيار ما يناسب مركبته، منها معامل الحرارة ويمثل بثلاثة أحرف A>B>C - ويدل الحرف A على قدرة الإطار على تحمل درجات الحرارة العالية، فيما حرف B على تحمله درجات الحرارة المتوسطة، وأخيرا حرف C يدل على تحمل لدرجات الحرارة المنخفضة والمتجمدة.
- تخزين الإطارات: نص البند رقم 12/4 من المواصفة القياسية السعودية رقم 2007/1066»اشتراطات تخزين إطارات السيارات» على «ألا تزيد مدة تخزين إطارات السيارات من تاريخ الإنتاج إلى تاريخ البيع للمستهلك عن 24شهرًا، هذا بالنسبة لإطارات سيارات الركوب والحافلات والشاحنات الخفيفة، و30 شهرًا للشاحنات الثقيلة وأن يقوم البائع (الوكيل أو الموزع)، باعطاء المستهلك وثيقة ضمان لا تقل مدة سريانها عن 6 أشهر من تاريخ البيع».