قال إن إلغاء انتخابات إسطنبول مؤشر على أهدافه
كاتب تركي مخضرم يُشخص «بارانويا أردوغان» ويتحدث عن الحلم الكبير لـ«فرعون الأناضول»
اخبارية الحفير وجه كاتب تركي مخضرم انتقادات حادة إلى رئيس بلاده رجب طيب أردوغان، الذي يعاني -حسب وصفه- من «ضيق أفق يجعله يناضل من أجل تحقيق حلم شخصي على حساب مصالح تركيا وحقوق الآخرين»، مشيرًا إلى أن الشعب التركي قادر على مواجهة خطة فرعون لتوريث السلطة.
واقترح المؤرخ تانير أكشم على متابعي سلوك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يمعنوا معه التفكير في موضوع إلغاء الانتخابات المحلية في إسطنبول، وقال: «أمامنا اليوم شخص لا يمكن أن يخطر بباله -بأي حالٍ من الأحوال- أنه سيتخلى عن السلطة وسيترك الحكم قبل عام 2023.. شخص لديه رغبة جامحة لإثبات أنه أعظم من مؤسِّس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك».
وتابع أكشم قائلًا، في مقال نشرته صحيفة أحوال السبت: «يعتقد أردوغان أنه لزامٌ عليه البقاء في السلطة حتى عام 2023، مهما كانت الظروف، حتى إذا انسحب بحلول هذا العام من الحياة السياسية يكون قد ترك إرثًا عظيمًا يثبت به أنه أعظم من مصطفى كمال».
وأضاف: «كانت رغبته في التوسع في سوريا هي الركن الأكبر من خطته نحو إحياء حدود الميثاق الوطني الصادر عام 1919، التي أدرجها على جدول أعماله خلال السنوات الأخيرة».
واستطرد قائلًا: «هو لا يتردد، من أجل إدراك هذا الهدف، في المغامرة بنفسه، بل وبالدولة كلها، ويسانده في هذا حلفاؤه داخل هذا البلد»، مضيفًا: «يعلم أردوغان جيدًا أنه لن يحقق الفوز بالطرق العادية في جولة الإعادة في الانتخابات».
وواصل الكاتب الذي يعمل رئيسًا لدراسات الإبادة الجماعية للأرمن في مركز ستراسلر لدراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة كلارك: «يعلم (أردوغان) أنه لن يتمكن من الفوز في الانتخابات بالطرق التقليدية، ويعلم كذلك أنه لم يعد أمامه سبيل آخر غير اللجوء إلى التحايل والقمع والترهيب، أو بمعنى آخر اللجوء إلى الطرق غير المشروعة».
ولكن الأهم من ذلك أيضًا، أن أردوغان يعلم أنه قد يفشل في تحقيق الفوز عن طريق الخداع، ويعلم كذلك أن هناك احتمالًا قويًّا ألا تُتاح له الفرصة كي يفعل هذا الأمر، وفق تقدير المؤرخ التركي الذي أضاف: «ولعل خسارته في انتخابات 31 مارس هي أكبر مؤشر على ذلك، وإن كان الذين يقولون: طيب أردوغان يفوز دائمًا في كل شيء يفعله، لا يزالون عاجزين عن إدراك هذه الحقيقة».
وقال أكشم: «يعجز هؤلاء عن رؤية حقيقة أن هناك احتمالًا قويًّا لأن يتعرض الذي خسر في جولة الانتخابات الأولى في 31 مارس، للهزيمة مرة أخرى في الجولة الثانية»، منوهًا أن أردوغان نفسه يدرك هذه الحقيقة جيدًا.
وأضاف: «لا شك أن أكثر ما يجعل أردوغان يشعر بعظم هزيمته في هذه الانتخابات أنه لم يعد أمامه خيار آخر للفوز في هذه الانتخابات سوى الدخول في نضال مرير لتحقيق الفوز، لكن الحقيقة أن الموضوع يتجاوز بكثير معضلة (هل سيفوز أم لا؟)».
وعن رأيه الشخصي، قال المؤرخ التركي: «في رأيي الشخصي، فإن خيار عدم إتاحة الفرصة لإجراء الانتخابات من الأساس أصبح من الخيارات المطروحة بقوة على الطاولة في الوقت الراهن»، مشيرًا إلى أن «من الخيارات التي لا يمكن تجاهلها كذلك، أنه قد يضطر-نظرًا إلى أنه لن يقدر على عقد صفقة مع الأكراد- إلى وقف الحرب في سوريا، وإلى ترك هذا الأمر لمن بعده، أو إلى التخلي عن الأراضي المحتلة هناك، أو لكليهما معًا. ربما يلجأ في هذا إلى ورقة عبدالله أوجلان»، في إشارة إلى الزعيم الكردي المسجون منذ قرابة 20 عامًا.
وتابع أكشم: «أعتقد أن الأكراد في سوريا يدركون جيدًا أن أردوغان ليس مستعدًّا للعيش معهم في سلام، وأنه يريد فقط الانتشار وتوسيع حدوده. وتاريخنا شاهد على هذا»، مؤكدًا أن «أهداف أردوغان وطموحاته تتخطى بكثير التخطيط للاحتفاظ بإسطنبول؛ لأن إسطنبول -في قناعته- ليست سوى عنصر وسيط مهم داخل المدينة الفاضلة الكبيرة التي يحلم بتشييدها. أما طموحه للاحتفاظ بالسلطة، وأن يصبح أعظم من أتاتورك، فهو هدفه الأول في الحياة الذي يسعى إلى تحقيقه بكل ما أوتي من قوة».
واستطرد: «على الرغم من هذا، أعتقد أن أردوغان وصل في الوقت الراهن إلى مرحلة أصبحت معها كل خطوة يخطوها تُسرع به نحو النهاية؛ لأن قرار إلغاء الانتخابات كان له وقع أقسى من أي انقلاب عسكري شهدته البلاد، بل إنه أعاد الدولة والمجتمع التركي إلى أجواء عام 1876».
وفي تقدير أكشم أن الأمة التركية «لن تسمح -بغض النظر عن موضوع انتخابات إسطنبول- بأن يبقى أي نظام جاء بالانتخابات ويرفض الرحيل بالانتخابات أيضًا بالبقاء في سدة الحكم إلى الأبد»، مضيفًا: «لن تسمح الأمة التركية بوجود فرعون يُورِث السلطة لابنه أو ابن أخيه أو صهره».
وأضاف: «يلعب أردوغان اللعبة من منظوره وعالمه الخاص فقط، وهو لا يرى في عالمه الخاص هذا نهايةً للفترة التي سيظل بها على قيد الحياة»، مشيرًا إلى أن تركيا أمام شخص «ضيق الأفق، ضحل التفكير إلى أبعد الحدود (...) شخص ينظر إلى الحياة من منظور ضحل، لا يتجاوز حياته وعالمه الخاص الذي يفرضه على هذا المجتمع».
واقترح المؤرخ تانير أكشم على متابعي سلوك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن يمعنوا معه التفكير في موضوع إلغاء الانتخابات المحلية في إسطنبول، وقال: «أمامنا اليوم شخص لا يمكن أن يخطر بباله -بأي حالٍ من الأحوال- أنه سيتخلى عن السلطة وسيترك الحكم قبل عام 2023.. شخص لديه رغبة جامحة لإثبات أنه أعظم من مؤسِّس الجمهورية التركية الحديثة مصطفى كمال أتاتورك».
وتابع أكشم قائلًا، في مقال نشرته صحيفة أحوال السبت: «يعتقد أردوغان أنه لزامٌ عليه البقاء في السلطة حتى عام 2023، مهما كانت الظروف، حتى إذا انسحب بحلول هذا العام من الحياة السياسية يكون قد ترك إرثًا عظيمًا يثبت به أنه أعظم من مصطفى كمال».
وأضاف: «كانت رغبته في التوسع في سوريا هي الركن الأكبر من خطته نحو إحياء حدود الميثاق الوطني الصادر عام 1919، التي أدرجها على جدول أعماله خلال السنوات الأخيرة».
واستطرد قائلًا: «هو لا يتردد، من أجل إدراك هذا الهدف، في المغامرة بنفسه، بل وبالدولة كلها، ويسانده في هذا حلفاؤه داخل هذا البلد»، مضيفًا: «يعلم أردوغان جيدًا أنه لن يحقق الفوز بالطرق العادية في جولة الإعادة في الانتخابات».
وواصل الكاتب الذي يعمل رئيسًا لدراسات الإبادة الجماعية للأرمن في مركز ستراسلر لدراسات الهولوكوست والإبادة الجماعية في جامعة كلارك: «يعلم (أردوغان) أنه لن يتمكن من الفوز في الانتخابات بالطرق التقليدية، ويعلم كذلك أنه لم يعد أمامه سبيل آخر غير اللجوء إلى التحايل والقمع والترهيب، أو بمعنى آخر اللجوء إلى الطرق غير المشروعة».
ولكن الأهم من ذلك أيضًا، أن أردوغان يعلم أنه قد يفشل في تحقيق الفوز عن طريق الخداع، ويعلم كذلك أن هناك احتمالًا قويًّا ألا تُتاح له الفرصة كي يفعل هذا الأمر، وفق تقدير المؤرخ التركي الذي أضاف: «ولعل خسارته في انتخابات 31 مارس هي أكبر مؤشر على ذلك، وإن كان الذين يقولون: طيب أردوغان يفوز دائمًا في كل شيء يفعله، لا يزالون عاجزين عن إدراك هذه الحقيقة».
وقال أكشم: «يعجز هؤلاء عن رؤية حقيقة أن هناك احتمالًا قويًّا لأن يتعرض الذي خسر في جولة الانتخابات الأولى في 31 مارس، للهزيمة مرة أخرى في الجولة الثانية»، منوهًا أن أردوغان نفسه يدرك هذه الحقيقة جيدًا.
وأضاف: «لا شك أن أكثر ما يجعل أردوغان يشعر بعظم هزيمته في هذه الانتخابات أنه لم يعد أمامه خيار آخر للفوز في هذه الانتخابات سوى الدخول في نضال مرير لتحقيق الفوز، لكن الحقيقة أن الموضوع يتجاوز بكثير معضلة (هل سيفوز أم لا؟)».
وعن رأيه الشخصي، قال المؤرخ التركي: «في رأيي الشخصي، فإن خيار عدم إتاحة الفرصة لإجراء الانتخابات من الأساس أصبح من الخيارات المطروحة بقوة على الطاولة في الوقت الراهن»، مشيرًا إلى أن «من الخيارات التي لا يمكن تجاهلها كذلك، أنه قد يضطر-نظرًا إلى أنه لن يقدر على عقد صفقة مع الأكراد- إلى وقف الحرب في سوريا، وإلى ترك هذا الأمر لمن بعده، أو إلى التخلي عن الأراضي المحتلة هناك، أو لكليهما معًا. ربما يلجأ في هذا إلى ورقة عبدالله أوجلان»، في إشارة إلى الزعيم الكردي المسجون منذ قرابة 20 عامًا.
وتابع أكشم: «أعتقد أن الأكراد في سوريا يدركون جيدًا أن أردوغان ليس مستعدًّا للعيش معهم في سلام، وأنه يريد فقط الانتشار وتوسيع حدوده. وتاريخنا شاهد على هذا»، مؤكدًا أن «أهداف أردوغان وطموحاته تتخطى بكثير التخطيط للاحتفاظ بإسطنبول؛ لأن إسطنبول -في قناعته- ليست سوى عنصر وسيط مهم داخل المدينة الفاضلة الكبيرة التي يحلم بتشييدها. أما طموحه للاحتفاظ بالسلطة، وأن يصبح أعظم من أتاتورك، فهو هدفه الأول في الحياة الذي يسعى إلى تحقيقه بكل ما أوتي من قوة».
واستطرد: «على الرغم من هذا، أعتقد أن أردوغان وصل في الوقت الراهن إلى مرحلة أصبحت معها كل خطوة يخطوها تُسرع به نحو النهاية؛ لأن قرار إلغاء الانتخابات كان له وقع أقسى من أي انقلاب عسكري شهدته البلاد، بل إنه أعاد الدولة والمجتمع التركي إلى أجواء عام 1876».
وفي تقدير أكشم أن الأمة التركية «لن تسمح -بغض النظر عن موضوع انتخابات إسطنبول- بأن يبقى أي نظام جاء بالانتخابات ويرفض الرحيل بالانتخابات أيضًا بالبقاء في سدة الحكم إلى الأبد»، مضيفًا: «لن تسمح الأمة التركية بوجود فرعون يُورِث السلطة لابنه أو ابن أخيه أو صهره».
وأضاف: «يلعب أردوغان اللعبة من منظوره وعالمه الخاص فقط، وهو لا يرى في عالمه الخاص هذا نهايةً للفترة التي سيظل بها على قيد الحياة»، مشيرًا إلى أن تركيا أمام شخص «ضيق الأفق، ضحل التفكير إلى أبعد الحدود (...) شخص ينظر إلى الحياة من منظور ضحل، لا يتجاوز حياته وعالمه الخاص الذي يفرضه على هذا المجتمع».