اعتاد على تلقف أخبار السعودية وتحويرها ونشر ما يسيء إليها وترك ما دونه
اختفاء "خاشقجي" وتصريحات "ترامب".. الإعلام القطري وفن صناعة الكذب
اخبارية الحفير دأب الإعلام القطري وأذنابه على مهاجمة السعودية، وتشويه صورتها في منصاتهم وصحفهم في الآونة الأخيرة، وذلك بنشر الأكاذيب والترهات عبر مجموعة من الإعلاميين المرتزقة من جنسيات عربية وأجنبية.
وربما لا نقدِّم جديدًا بالحديث عن امتهان الآلة الإعلامية القطرية الكذب والتدليس؛ فذلك لا يخفى على القارئ، ولكن يمكن القول إن مستوى الكذب ارتفع كثيرًا لمستويات عالية، خاصة في تناول ذلك الإعلام حدثَيْن، ارتبط بهما اسم السعودية مؤخرًا، هما تصريحات الرئيس الأمريكي "ترامب" أمام حشد من مناصريه، وقضية اختفاء الكاتب جمال خاشقجي في تركيا.
التلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار المزيفة نهج عالمي بشكل عام، ولكنه بالطبع يقتصر على وسائل الإعلام غير المهنية، وصاحبة الأجندات السياسية، وهو ما ينطبق على الإعلام القطري صاحب الأجندة المناوئة للمملكة وحلفائها؛ فهو اعتاد على تلقف أخبار السعودية وتحويرها، ونشر ما قد يسيء لها، وترك ما دونه.
يقول المحلل السياسي الفرنسي باسكال بونيفاس في هذا الصدد: التلاعب بالمعلومات أمر معروف وموجود منذ زمن طويل. وتطوُّر الاهتمام بالرأي العام على المستوى الدولي جعل هذا التلاعب أكثر وضوحًا. وكلما كان لرأي الجمهور وزن وتأثير في تحديد توجهات السياسة الخارجية صارت هناك حاجة ملحة للتلاعب في حد ذاته من أجل تحقيق غايات سياسية.
ويضيف: آليات التلاعب معروفة، وهي إعطاء قدر معين من الأخبار الصادقة والصحيحة لإخفاء القدر الأكبر المغلوط أو المزيف في محاولة لصناعة أمر ما. أي أن تقترن بعض المصداقية بكذبة كبيرة.
تصريحات "ترامب"
"قدر معين من الأخبار الصادقة لإخفاء القدر الأكبر المغلوط في محاولة لصناعة أمر ما".. هذا ما استخدمه الإعلام القطري بالضبط في تناوله تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام حشد من مناصريه، وفي إطار ترويجه لحزبه لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس؛ فالإعلام القطري لم يختلق تصريحات الرئيس الأمريكي، ولكنه أضاف عليها الكثير من الإثارة، وقرنها بالأكاذيب.
ركز الإعلام القطري الضوء فقط على حديث "ترامب" عن السعودية، على الرغم من أنه ذكر في حديثه كوريا الجنوبية واليابان أيضًا، وقبل ذلك وفي مناسبات مختلفة طالب أوروبا بالدفع في تصريحات استهجنها الإعلام العالمي، ولكن عندما تحدث عن السعودية تلقفت الآلة الإعلامية القطرية الحديث لصناعة لغط، وخلق حالة من الشك لدى القراء والمتلقين.
والحقيقة إن تصريحات "ترامب" لا تعدو أكثر من محاولة للترويج لحزبه، وتلميع صورته بالحديث محليًّا أمام محبيه عن دول عدة فاعلة في السياسة العالمية، وتتمتع بقوة اقتصادية، وإظهار قدرته على إخضاع هذه القوى الإقليمية. وقبلها بأيام أثار ضحك حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما حاول تلميع نفسه بقول إن إدارته حققت للولايات المتحدة ما لم تحققه إدارة أخرى في تاريخها.
ولكن كان رد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع وكالة "بلومبيرغ" دامغًا ومثلجًا للصدور بتأكيد أن السعودية لن تدفع شيئًا مقابل أمنها، وأن لا منَّة لأحد عليها؛ فهي تدفع أموالاً مقابل السلاح الذي تحصل عليه، كما أنها استطاعت الحفاظ على أمنها ومصالحها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بالرغم من عمله ضد أجندة الرياض في المنطقة.
لغز "خاشقجي"
مرة أخرى يتفنن الإعلام القطري في صناعة الكذب، وهذه المرة عبر قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يراجع القنصلية السعودية لأمور خاصة، ثم اختفى بشكل غامض عقب مغادرته مبنى القنصلية.
وهنا استغل الإعلام القطري الروايات المتضاربة حول اختفاء الرجل؛ فالرواية السعودية الرسمية تفيد بمراجعته القنصلية، وخروجه بعد وقت قصير. والروايتان الأخريان المتضاربتان اللتان صدرتا عما أسمته وسائل الإعلام "مصادر" ادعت إحداهما احتجازه داخل القنصلية، بينما زعمت الأخرى مقتله داخل القنصلية. ومن خلال الروايتين تمادت المنصات القطرية في الكذب.
فالفرضيات التي يطرحها الإعلام المعادي، فضلاً عن كونها غير مقبولة، هي كذلك غير منطقية؛ فلِمَ تلجأ السعودية إلى قتل أو احتجاز أحد الأشخاص داخل قنصليتها؛ ما يعرِّض سمعتها للخطر؟! ألم يكن بمقدورها أن تقوم بذلك خارج القنصلية، وبدون إثارة ضجة، إن كانت عازمة فعلاً على ذلك؟!
عدم منطقية الفرضية تتجلى بوضوح حينما نتحدث عن قنصلية يعمل بها مجموعة أفراد، بعضهم أتراك، فكيف احتُجز "جمال" أمامهم وبعلمهم؟ مع علمهم بأن ذلك يعرِّضهم للمساءلة القانونية!
ولماذا "خاشقجي" دون غيره الذي تهتم الدولة بإخفائه؟! وهو في النهاية مجرد كاتب، نعم يكتب ضد سياسات الدولة، ولكنه في النهاية لا يشكل خطرًا على أمنها، بينما في المقابل هناك الكثير من المنشقين الذين ينشطون في الخارج منذ سنوات طويلة، مثل سعد الفقيه الذي على علاقة بتنظيمات إرهابية، ورغم ذلك لم يتعرضوا لأي سوء طوال تلك السنين؛ وذلك يدل على أن إخفاء أو احتجاز أشخاص حتى ولو كانوا معارضين ليس نهج البلاد ولا ديدنها.
ما يدحض الأكاذيب الإعلامية هو قلق السعودية وحرصها على كشف حقيقة اختفاء مواطنها؛ فأبدت حُسن النية بفتحها أبواب القنصلية أمام وسائل الإعلام بالرغم من الأعراف الدبلوماسية لتأكيد عدم احتجاز "خاشقجي" داخلها، فضلاً عن إرسالها فريق تحقيق سعوديًّا للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات التركية، وفك لغز اختفائه.
وبات الأمر الآن في ملعب السلطات الأمنية التركية بالقيام بوظيفتها، وإجراء التحقيقات. ولا يمكن هنا بأي حال من الأحوال تجاهل فشل هذه السلطات حتى الآن في كشف ملابسات اختفاء مواطن سعودي، وعدم قدرتها على العثور عليه، وتورطها في تسريب مزاعم وسيناريوهات غير منطقية، قد تعقِّد من عودته سالمًا؛ وهو ما يعد عدم احترافية في التعامل مع حادثة أمنية.
وربما لا نقدِّم جديدًا بالحديث عن امتهان الآلة الإعلامية القطرية الكذب والتدليس؛ فذلك لا يخفى على القارئ، ولكن يمكن القول إن مستوى الكذب ارتفع كثيرًا لمستويات عالية، خاصة في تناول ذلك الإعلام حدثَيْن، ارتبط بهما اسم السعودية مؤخرًا، هما تصريحات الرئيس الأمريكي "ترامب" أمام حشد من مناصريه، وقضية اختفاء الكاتب جمال خاشقجي في تركيا.
التلاعب بالمعلومات ونشر الأخبار المزيفة نهج عالمي بشكل عام، ولكنه بالطبع يقتصر على وسائل الإعلام غير المهنية، وصاحبة الأجندات السياسية، وهو ما ينطبق على الإعلام القطري صاحب الأجندة المناوئة للمملكة وحلفائها؛ فهو اعتاد على تلقف أخبار السعودية وتحويرها، ونشر ما قد يسيء لها، وترك ما دونه.
يقول المحلل السياسي الفرنسي باسكال بونيفاس في هذا الصدد: التلاعب بالمعلومات أمر معروف وموجود منذ زمن طويل. وتطوُّر الاهتمام بالرأي العام على المستوى الدولي جعل هذا التلاعب أكثر وضوحًا. وكلما كان لرأي الجمهور وزن وتأثير في تحديد توجهات السياسة الخارجية صارت هناك حاجة ملحة للتلاعب في حد ذاته من أجل تحقيق غايات سياسية.
ويضيف: آليات التلاعب معروفة، وهي إعطاء قدر معين من الأخبار الصادقة والصحيحة لإخفاء القدر الأكبر المغلوط أو المزيف في محاولة لصناعة أمر ما. أي أن تقترن بعض المصداقية بكذبة كبيرة.
تصريحات "ترامب"
"قدر معين من الأخبار الصادقة لإخفاء القدر الأكبر المغلوط في محاولة لصناعة أمر ما".. هذا ما استخدمه الإعلام القطري بالضبط في تناوله تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام حشد من مناصريه، وفي إطار ترويجه لحزبه لانتخابات التجديد النصفي للكونجرس؛ فالإعلام القطري لم يختلق تصريحات الرئيس الأمريكي، ولكنه أضاف عليها الكثير من الإثارة، وقرنها بالأكاذيب.
ركز الإعلام القطري الضوء فقط على حديث "ترامب" عن السعودية، على الرغم من أنه ذكر في حديثه كوريا الجنوبية واليابان أيضًا، وقبل ذلك وفي مناسبات مختلفة طالب أوروبا بالدفع في تصريحات استهجنها الإعلام العالمي، ولكن عندما تحدث عن السعودية تلقفت الآلة الإعلامية القطرية الحديث لصناعة لغط، وخلق حالة من الشك لدى القراء والمتلقين.
والحقيقة إن تصريحات "ترامب" لا تعدو أكثر من محاولة للترويج لحزبه، وتلميع صورته بالحديث محليًّا أمام محبيه عن دول عدة فاعلة في السياسة العالمية، وتتمتع بقوة اقتصادية، وإظهار قدرته على إخضاع هذه القوى الإقليمية. وقبلها بأيام أثار ضحك حضور الجمعية العامة للأمم المتحدة حينما حاول تلميع نفسه بقول إن إدارته حققت للولايات المتحدة ما لم تحققه إدارة أخرى في تاريخها.
ولكن كان رد الأمير محمد بن سلمان في حواره مع وكالة "بلومبيرغ" دامغًا ومثلجًا للصدور بتأكيد أن السعودية لن تدفع شيئًا مقابل أمنها، وأن لا منَّة لأحد عليها؛ فهي تدفع أموالاً مقابل السلاح الذي تحصل عليه، كما أنها استطاعت الحفاظ على أمنها ومصالحها في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، بالرغم من عمله ضد أجندة الرياض في المنطقة.
لغز "خاشقجي"
مرة أخرى يتفنن الإعلام القطري في صناعة الكذب، وهذه المرة عبر قضية اختفاء الصحفي جمال خاشقجي الذي كان يراجع القنصلية السعودية لأمور خاصة، ثم اختفى بشكل غامض عقب مغادرته مبنى القنصلية.
وهنا استغل الإعلام القطري الروايات المتضاربة حول اختفاء الرجل؛ فالرواية السعودية الرسمية تفيد بمراجعته القنصلية، وخروجه بعد وقت قصير. والروايتان الأخريان المتضاربتان اللتان صدرتا عما أسمته وسائل الإعلام "مصادر" ادعت إحداهما احتجازه داخل القنصلية، بينما زعمت الأخرى مقتله داخل القنصلية. ومن خلال الروايتين تمادت المنصات القطرية في الكذب.
فالفرضيات التي يطرحها الإعلام المعادي، فضلاً عن كونها غير مقبولة، هي كذلك غير منطقية؛ فلِمَ تلجأ السعودية إلى قتل أو احتجاز أحد الأشخاص داخل قنصليتها؛ ما يعرِّض سمعتها للخطر؟! ألم يكن بمقدورها أن تقوم بذلك خارج القنصلية، وبدون إثارة ضجة، إن كانت عازمة فعلاً على ذلك؟!
عدم منطقية الفرضية تتجلى بوضوح حينما نتحدث عن قنصلية يعمل بها مجموعة أفراد، بعضهم أتراك، فكيف احتُجز "جمال" أمامهم وبعلمهم؟ مع علمهم بأن ذلك يعرِّضهم للمساءلة القانونية!
ولماذا "خاشقجي" دون غيره الذي تهتم الدولة بإخفائه؟! وهو في النهاية مجرد كاتب، نعم يكتب ضد سياسات الدولة، ولكنه في النهاية لا يشكل خطرًا على أمنها، بينما في المقابل هناك الكثير من المنشقين الذين ينشطون في الخارج منذ سنوات طويلة، مثل سعد الفقيه الذي على علاقة بتنظيمات إرهابية، ورغم ذلك لم يتعرضوا لأي سوء طوال تلك السنين؛ وذلك يدل على أن إخفاء أو احتجاز أشخاص حتى ولو كانوا معارضين ليس نهج البلاد ولا ديدنها.
ما يدحض الأكاذيب الإعلامية هو قلق السعودية وحرصها على كشف حقيقة اختفاء مواطنها؛ فأبدت حُسن النية بفتحها أبواب القنصلية أمام وسائل الإعلام بالرغم من الأعراف الدبلوماسية لتأكيد عدم احتجاز "خاشقجي" داخلها، فضلاً عن إرسالها فريق تحقيق سعوديًّا للمشاركة في التحقيقات التي تجريها السلطات التركية، وفك لغز اختفائه.
وبات الأمر الآن في ملعب السلطات الأمنية التركية بالقيام بوظيفتها، وإجراء التحقيقات. ولا يمكن هنا بأي حال من الأحوال تجاهل فشل هذه السلطات حتى الآن في كشف ملابسات اختفاء مواطن سعودي، وعدم قدرتها على العثور عليه، وتورطها في تسريب مزاعم وسيناريوهات غير منطقية، قد تعقِّد من عودته سالمًا؛ وهو ما يعد عدم احترافية في التعامل مع حادثة أمنية.