طهران تشتعل بمسيرات تحاصر البرلمان والمؤسسات الحكومية وتقلق نظام الملالي
شاهد.. "انتفاضة باستور".. غليان شعبي على خطوات من نافذة مرشد إيران
اخبارية الحفير "كذابون كذابون".. بهذه الكلمات اعتلت أصوات آلاف الإيرانيين الغاضبين الذين خرجوا وسط طهران متجهين إلى شارع باستور، الذي يضم البرلمان والمؤسسات السيادية ومقر المرشد علي خامنئي.
وحسب تقرير لسكاي نيوز عربية، فإن المرشد الإيراني لم يبذل جهداً لسماع هذه الهتافات في التسجيلات التليفزيونية أو قراءتها في التقارير الأمنية، فهذه المرة جاء المتظاهرون على بعد خطوات من نافذة المقر الرسمي له، ليطلعوه بأنفسهم على مستوى الغليان الشعبي من السياسات الداخلية والخارجية التي أدت إلى انهيار الاقتصاد والضغط على معيشة الإيرانيين.
وخرج التجار الإيرانيون من ممر علاء الدين في البازار الكبير في طهران، والتحموا مع حشود ضخمة وكأنها مارد خرج للتو من مصباحه، لتتفاجأ قوات الأمن بمسيرات حاصرت البرلمان والمؤسسات الحكومية وأقلقت الرجل العجوز الذي يحكم البلاد منذ عام 1989.
لكن ماذا حدث ليخرج المارد من البازار الكبير الذي يمثل طبقة التجار التي كانت في السابق الأكثر ولاء للنظام وارتباطاً بمصالحه.
انكشاف الفشل
وصل الريال الإيراني إلى مستوى غير مسبوق من التدهور، محققاً 90 ألف ريال مقابل الدولار، في وقت انكشفت فيه الوعود الحكومية بالعمل على استقرار أسعار الصرف ووقف ارتفاع الأسعار، بينما يرى الإيرانيون النظام يصرف الأموال ببذخ على التجارب الصاروخية والميليشيات المسلحة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وتعالت الهتافات في أرجاء باستور، حيث قال بعضها: " لا غزة ولا لبنان.. حياتي فداء لإيران"، و"اتركوا سوريا"، و"كذابون.. كذابون"، و"نريد أن نعيش" و"نظام فاقد للشرف".
وتدخلت قوات الأمن والحرس الثوري لتفريق المتظاهرين، وشوهدت أعمدة دخان جراء حرق متظاهرين للإطارات، في مشهد يذكر بانتفاضة 2009 التي كادت أن تأتي على النظام برمته لولا قمعها بالعنف.
ولطالما كان "بازار طهران الكبير" المترامي الأطراف في طهران مركزاً للمحافظين في السياسة الإيرانية ويظل قوة اقتصادية داخل البلاد بالرغم من بناء مراكز تسوق ضخمة حول المدينة.
وعارض تجار البازار الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي ودعموا الثورة عام 1979 التي أطاحت به وأتت بحكومة دينية تحولت إلى ديكتاتورية قائمة على نظام الملالي.
خوف يسري في الأعلى
بلغ استشعار الخطر النخبة الإيرانية على كافة مواقعها، حتى أن مصطلحات لم تعهدها الصحافة الإيرانية المراقبة، أخذت طريقها إلى الصفحات الأولى.
وقال صحيفة "صبح نو" في افتتاحيتها إن الإشارات التي خرجت من اجتماع سري بين مسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن الحوزات الدينية والتجار الإيرانيين، كانت مقلقة للغاية.
وأوضحت الصحيفة:" إذا تصورنا هذه النتائج كسيناريو، يمكن لنا أن نستنتج بأن ما يحدث في إيران هو عبارة عن عجز مصطنع".
وأضافت: "فعندما يطالب المساعد الرئيس حسن روحاني في مجلس الأمن القومي الإيراني السابق، في لقاء صحفي له، بضرورة تغيير الوزراء، بل يذهب أبعد من ذلك ويطالب باستقالة روحاني، يمكننا أن نقول بأن هنالك يأساً وعدم ثقة تجاه الحكومة".
وبحسب الصحيفة، فقد أثبتت النتائج الاقتصادية السيئة بأن الحكومة ليس لديها أي برنامج أو مخطط للخروج من تأزم الوضع الاقتصادي.
كبش فداء مزيف
يوضح مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الإستراتيجية، حسن راضي، بأن تهاوي الريال الإيراني والغلاء المتصاعد إضافة إلى سوء إدارة البلاد جعلت الأمور تتدهور بشكل سريع للغاية، مشيراً إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة أمام النظام للخروج من الأزمة الشعبية هو التضحية بروحاني.
وأضاف :لكن حتى هذا لن يحل مشاكل البلاد، فالسياسة المتبعة هي نتاج للنظام الإيراني ككل وليس حسن روحاني الذي لا يملك تغيير شيء دون إرادة المرشد.
وتابع: بدأ اتجاه داخل السلطة يطالب بالنظر في إبداء مرونة تجاه الشروط الأميركية من أجل عقد اتفاق نووي جديد، يمكن أن يرفع العقوبات التي خنقت النظام وفضحت شعاراته أمام الشارع.
ويقول راضي:" النظام وصل إلى مرحلة اليأس من إنقاذ الاتفاق النووي الحالي بعد خروج الشركات الأوروبية تحت وطأة العقوبات الأميركية".
"لا نريد صواريخ"
رغم إطلاق النظام أبواق إعلامه للهجوم على هذه الشخصيات بسبب الرسالة، فإن صداها مازال يسمع حتى الآن.
وقالت صحيفة أفتاب المحلية يوم الاثنين إنه إذا "كان يجب أن يبني النظام قاعدة فيجب أن تكون قاعدة اقتصادية وليس صاروخية"، في إشارة إلى برنامج الصواريخ الذي يصمم النظام على المضي قدماً فيه وهو السبب المباشر في تمزيق الاتفاق النووي.
كما دعت افتتاحية "صبح نو" إلى القبول بالتفاوض على تعديل الاتفاق النووي والقضايا العالقة بين إيران والمجتمع الدولي، لأنه في ظل العقوبات لا يمكن الحديث عن تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وتناول مثل هكذا أمور في الصحف وعلى لسان المسؤولين يثبت اتجاه أركان النظام لإلقاء اللوم على بعضهم البعض، فقد "بدأ كل طرف في فضح سياسات الآخر، ومن جهة أخرى يؤكد عمق الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها النظام"، بحسب راضي.
وبعد 6 أشهر من احتجاجات متواصلة في كافة المدن الإيرانية، أصبحت المظاهرات التي أشعلها ممر علاء الدين في البازار الكبير هي الأكبر منذ أكتوبر 2012، عندما دفعت العقوبات الدولية نظام الملالي إلى دخول مفاوضات نووية مع الغرب، لكن هذه المرة فإن المارد الشعبي اليائس يتطلع إلى تغيير في النظام بعد مغامرات عسكرية خارجية وتجارب صاروخية قصفت الوهم الذي حاول لعقود تصديره إلى الشعب.
وحسب تقرير لسكاي نيوز عربية، فإن المرشد الإيراني لم يبذل جهداً لسماع هذه الهتافات في التسجيلات التليفزيونية أو قراءتها في التقارير الأمنية، فهذه المرة جاء المتظاهرون على بعد خطوات من نافذة المقر الرسمي له، ليطلعوه بأنفسهم على مستوى الغليان الشعبي من السياسات الداخلية والخارجية التي أدت إلى انهيار الاقتصاد والضغط على معيشة الإيرانيين.
وخرج التجار الإيرانيون من ممر علاء الدين في البازار الكبير في طهران، والتحموا مع حشود ضخمة وكأنها مارد خرج للتو من مصباحه، لتتفاجأ قوات الأمن بمسيرات حاصرت البرلمان والمؤسسات الحكومية وأقلقت الرجل العجوز الذي يحكم البلاد منذ عام 1989.
لكن ماذا حدث ليخرج المارد من البازار الكبير الذي يمثل طبقة التجار التي كانت في السابق الأكثر ولاء للنظام وارتباطاً بمصالحه.
انكشاف الفشل
وصل الريال الإيراني إلى مستوى غير مسبوق من التدهور، محققاً 90 ألف ريال مقابل الدولار، في وقت انكشفت فيه الوعود الحكومية بالعمل على استقرار أسعار الصرف ووقف ارتفاع الأسعار، بينما يرى الإيرانيون النظام يصرف الأموال ببذخ على التجارب الصاروخية والميليشيات المسلحة في سوريا والعراق ولبنان واليمن.
وتعالت الهتافات في أرجاء باستور، حيث قال بعضها: " لا غزة ولا لبنان.. حياتي فداء لإيران"، و"اتركوا سوريا"، و"كذابون.. كذابون"، و"نريد أن نعيش" و"نظام فاقد للشرف".
وتدخلت قوات الأمن والحرس الثوري لتفريق المتظاهرين، وشوهدت أعمدة دخان جراء حرق متظاهرين للإطارات، في مشهد يذكر بانتفاضة 2009 التي كادت أن تأتي على النظام برمته لولا قمعها بالعنف.
ولطالما كان "بازار طهران الكبير" المترامي الأطراف في طهران مركزاً للمحافظين في السياسة الإيرانية ويظل قوة اقتصادية داخل البلاد بالرغم من بناء مراكز تسوق ضخمة حول المدينة.
وعارض تجار البازار الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي ودعموا الثورة عام 1979 التي أطاحت به وأتت بحكومة دينية تحولت إلى ديكتاتورية قائمة على نظام الملالي.
خوف يسري في الأعلى
بلغ استشعار الخطر النخبة الإيرانية على كافة مواقعها، حتى أن مصطلحات لم تعهدها الصحافة الإيرانية المراقبة، أخذت طريقها إلى الصفحات الأولى.
وقال صحيفة "صبح نو" في افتتاحيتها إن الإشارات التي خرجت من اجتماع سري بين مسؤولين رفيعي المستوى وممثلين عن الحوزات الدينية والتجار الإيرانيين، كانت مقلقة للغاية.
وأوضحت الصحيفة:" إذا تصورنا هذه النتائج كسيناريو، يمكن لنا أن نستنتج بأن ما يحدث في إيران هو عبارة عن عجز مصطنع".
وأضافت: "فعندما يطالب المساعد الرئيس حسن روحاني في مجلس الأمن القومي الإيراني السابق، في لقاء صحفي له، بضرورة تغيير الوزراء، بل يذهب أبعد من ذلك ويطالب باستقالة روحاني، يمكننا أن نقول بأن هنالك يأساً وعدم ثقة تجاه الحكومة".
وبحسب الصحيفة، فقد أثبتت النتائج الاقتصادية السيئة بأن الحكومة ليس لديها أي برنامج أو مخطط للخروج من تأزم الوضع الاقتصادي.
كبش فداء مزيف
يوضح مدير مركز الأحواز للإعلام والدراسات الإستراتيجية، حسن راضي، بأن تهاوي الريال الإيراني والغلاء المتصاعد إضافة إلى سوء إدارة البلاد جعلت الأمور تتدهور بشكل سريع للغاية، مشيراً إلى أن أحد السيناريوهات المطروحة أمام النظام للخروج من الأزمة الشعبية هو التضحية بروحاني.
وأضاف :لكن حتى هذا لن يحل مشاكل البلاد، فالسياسة المتبعة هي نتاج للنظام الإيراني ككل وليس حسن روحاني الذي لا يملك تغيير شيء دون إرادة المرشد.
وتابع: بدأ اتجاه داخل السلطة يطالب بالنظر في إبداء مرونة تجاه الشروط الأميركية من أجل عقد اتفاق نووي جديد، يمكن أن يرفع العقوبات التي خنقت النظام وفضحت شعاراته أمام الشارع.
ويقول راضي:" النظام وصل إلى مرحلة اليأس من إنقاذ الاتفاق النووي الحالي بعد خروج الشركات الأوروبية تحت وطأة العقوبات الأميركية".
"لا نريد صواريخ"
رغم إطلاق النظام أبواق إعلامه للهجوم على هذه الشخصيات بسبب الرسالة، فإن صداها مازال يسمع حتى الآن.
وقالت صحيفة أفتاب المحلية يوم الاثنين إنه إذا "كان يجب أن يبني النظام قاعدة فيجب أن تكون قاعدة اقتصادية وليس صاروخية"، في إشارة إلى برنامج الصواريخ الذي يصمم النظام على المضي قدماً فيه وهو السبب المباشر في تمزيق الاتفاق النووي.
كما دعت افتتاحية "صبح نو" إلى القبول بالتفاوض على تعديل الاتفاق النووي والقضايا العالقة بين إيران والمجتمع الدولي، لأنه في ظل العقوبات لا يمكن الحديث عن تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وتناول مثل هكذا أمور في الصحف وعلى لسان المسؤولين يثبت اتجاه أركان النظام لإلقاء اللوم على بعضهم البعض، فقد "بدأ كل طرف في فضح سياسات الآخر، ومن جهة أخرى يؤكد عمق الأزمة الاقتصادية والسياسية التي يعيشها النظام"، بحسب راضي.
وبعد 6 أشهر من احتجاجات متواصلة في كافة المدن الإيرانية، أصبحت المظاهرات التي أشعلها ممر علاء الدين في البازار الكبير هي الأكبر منذ أكتوبر 2012، عندما دفعت العقوبات الدولية نظام الملالي إلى دخول مفاوضات نووية مع الغرب، لكن هذه المرة فإن المارد الشعبي اليائس يتطلع إلى تغيير في النظام بعد مغامرات عسكرية خارجية وتجارب صاروخية قصفت الوهم الذي حاول لعقود تصديره إلى الشعب.