• ×
الإثنين 23 جمادى الأول 1446

لم تمتلك سوى اللعب على مشاعر المسلمين في طهران والدول العربية

استغلال سياسي وتأجيج الخلافات.. هذا ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية

استغلال سياسي وتأجيج الخلافات.. هذا ما قدمته إيران للقضية الفلسطينية
بواسطة سلامة عايد 13-09-1439 11:27 صباحاً 294 زيارات
أخبارية الحفير حظيت قضية القدس منذ اليوم الأول لاعتلاء الخميني سدة الحكم في إيران بكمٍ لا يمكن حصره من المزايدات، والشعارات الرنانة، واستخدم فيها خطاب سياسي اعتمد على الإثارة، وتجييش العواطف، واللعب على مشاعر بسطاء المسلمين في إيران والدول العربية.

ولا شك فإن المتاجرة الإيرانية بالقضية الفلسطينية بوصفها قضية مركزية تهم العالم الإسلامي بأسره، لا تعدو أكثر من أداة استخدمتها إيران للعب على وتر الدين، واختراق العالم العربي، وكسب ود العرب الذين يعدون القدس شغلهم الشاغل، لا ينفكون عن الحديث عنها، والتطلع لتحريرها.

ولكن ما الذي قدمته طهران حقاً للقضية الفلسطينية بعد مرور ما يربو على 40 عاماً من قيام ثورتهم التي ألقت بنظام الملالي على مقادير الشعب الإيراني؟


الاستغلال السياسي
أدعى الخميني عقب انقضاضه على السلطة أن قضية القدس هي قضية إيران الأولى، فأسس ما أسماه "جيش القدس"، وقال إن طريقه للقدس يمر من كربلاء، ومن هنا انشغل جيش القدس عن القدس، ثم تحول لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الإرهابي، وبدأ في تنفيذ عملياته الإجرامية الإرهابية، والاغتيالات السياسية لأهداف إسلامية سواء من خلاله أو عبر وكلائه في الدول العربية.

وعقب الغزو الأمريكي في عام 2003 تمكنت طهران من تثبيت أقدامها داخل العراق، وبدأت في إنشاء مليشياتها الطائفية؛ لقتل أهل السنة، وتأجيج الفتن والانقسامات، ثم في سوريا تكرر السيناريو بحذافيره، وقبلهما في لبنان، وكل ذلك وطهران بعيدة كل البعد عن مناصرة قضيتها الرئيسة كما زعم الخميني، الذي اكتفى بترديد الشعارات المناهضة لأمريكا وإسرائيل، بينما يعبث هو ومليشياته داخل الأوطان العربية تاركاً إسرائيل في سلامها هانئة مطمئنة.

الاستغلال السياسي للقضية الفلسطينية تحدث عنه الكثيرون من داخل النظام الإيراني نفسه، ومنهم حسين موسوي الذي وصف الشعارات التي يرددها النظام، والمناسبات التي يقيمها أنها ما هي إلا أدوات يستخدمها الملالي لخدمة مصالحه، وكسب التعاطف، وتعبئة الشعب الإيراني وتشكيل وعيه حسب الأهواء؛ لتثبيت حكمه القميء للبلاد.

إحداث الخلافات الفلسطينية الفلسطينية
كان الدور الإيراني الأبرز في القضية الفلسطينية، هو إحداث الخلافات البينية بين حركتي فتح وحماس، ففي البداية استقطبت طهران منظمة التحرير الفلسطينية والرئيس الراحل ياسر عرفات، ولكن عندما رفض "أبو عمار" الوقوف مع إيران في حربها ضد العراق انقلبت السياسات الإيرانية وتحولت، بل وغضت الطرف عن مجازر المخيمات الفلسطينية في بيروت، ومنها لجأت طهران إلى دعم حركة حماس لتفتيت الوحدة الفلسطينية.

ولم تكتف إيران بذلك، بل دعمت حركات أخرى كالجهاد، وحاولت إيران تشكيل فصائل بأسماء شيعية، مثل جماعات عماد مغنية وما يسمى «حزب الله» الفلسطيني، وأيضاً إنشاء حركة الصابرين المتشيعة التي أصبحت ممثلاً شبه رسمي لطهران، كما قامت بحملات تشيع داخل غزة، وهو ما أكده موقع «عصر إيران» القريب من المحافظين في طهران، أن المذهب الشيعي بدأ في الانتشار بغزة، وأن العدد وصل إلى المئات، كما صرح بذلك عبد الرحيم حمد وهو أحد المتحولين الغزاويين، حيث ذكر الموقع أن مئات الفلسطينيين الذين تشيعوا سيتحولون بعملية حسابية بسيطة إلى ألوف ثم إلى عشرات الألوف، وسيطالبون بوجود سياسي ومذهبي، وسيلعبون دوراً بارزاً في إدارة هذه المنطقة مستقبلاً.

إيران وإسرائيل: علاقات سرية
برغم تشدق طهران بمناصرة القضية الفلسطينية، والعداء لأمريكا وإسرائيل، إلا أن بعض الشواهد التاريخية تثبت وجود علاقات خفية مع تل أبيب؛ إذ يذكر تريتا بارزي في كتابه "حلف المصالح المشتركة" أن إيران اشترت بشكل مباشر من إسرائيل أسلحة فاقت قيمتها الـ 500 مليون دولار في الفترة ما بين عامي 1980 و1983، مقابل شحنات من النفط الإيراني.

كما تسبب تحطم الطائرة الأرجنتينية على الحدود التركية السوفيتية (سابقاً) في 1980 في الكشف عن شحنات السلاح التي كانت محملة من تل أبيب إلى طهران، بالإضافة إلى الدور الذي لعبته إسرائيل في الضغط على الولايات المتحدة لتزويدها بالسلاح، برغم الحظر الأمريكي، وهو ما اعترف به الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ريجان.

الدعم الفلسطيني أكبر!
من المفارقات التي تثبتها الوثائق أن الدعم الفلسطيني لإيران كان أكبر وأبرز، يتضح ذلك من وثيقة نشرها موقع "وطن"، وهي عبارة عن تقرير أعده قيادي "فتحاوي" تم تكليفه لحصر الدعم الإيراني لمنظمة التحرير وحركة فتح بأن طهران لم تقدم أي دعم مالي يذكر للفلسطينيين.

وتبين الوثيقة على عكس المتوقع أن منظمة التحرير هي التي ساعدت الثورة الإيرانية؛ حين أمر الرئيس الراحل ياسر عرفات بتحويل سفينة أسلحة سوفياتية مخصصة للثورة الفلسطينية إلى إيران في نهاية عام ١٩٧٨ قيمتها حسب التقرير ٤٥ مليون دولار، في المقابل لم تحصل المنظمة على شيءٍ يذكر من طهران التي تفننت في إحداث الانقسامات الفلسطينية البينية، واستهداف مليشياتها الطائفية للمخيمات الفلسطينية.