بعد موت تكرر 28 عاماً.. «سجين حائل» يأمل الحياة في «يوم الوطن»
إخبارية الحفير : حائل لو وزعت أحزانه على جماهير السعوديين لكدرت احتفالاتهم باليوم الوطني، فبعدما أعطي فرصة العيش طليقاً ملأها بالحياة والزواج والإنجاب، وعندما استردوها منه، صار ربيع عمره قرباناً التهمة 28 خريفاً في السجن، ليقضي السجين المحكوم عليه بالقصاص عبدالله الشمري فرحة يوم المملكة، مثل 28 عيداً مضت، محروماً، جريحاً، مفارقاً للأهل والأحباب، فقرر مناجاة وطنه العفو، والعفو من نبات هذه الأرض المسكونة بالكرم والفروسية، ومن شيم أبنائها منذ وطأتها أقدامهم، ومن خصال قادتها المتوجين بالملك المنحاز أبداً لآلام الإنسان وآماله، عبدالله بن عبدالعزيز.
تمكنت مصادر من اقتحام عزلته في سجن حائل، ففاجأها كهل صبور يسير في الخمسين من العمر، يعيش لحظات تزحف فيها الثواني والدقائق لتفصل بين الموت والحياة، وتقرر مصير نفس لا تملك إلا الدموع والابتهال إلى الله، وانتظار فرج العفو من أهل العفو، الطامعين في اقتحام العقاب وفك الرقاب طمعاً في ثواب ملك الملوك ورب الأرباب.
كان صباح يوم عادي عندما خرج الشاب عبدالله الشمري (حينها 23 عاماً) إلى تخوم قريته الصغيرة في منطقة حائل، يرافق إبله وأحلام شبابه، فكان القدر ينتظره بخلاف مع شاب ثلاثيني من أبناء إحدى القرى المجاورة، ما لبث أن انتهى وغادر الطرفان موقعهما، وبعد ثلاثة أيام شاءت الأقدار أن توافي المنية الشاب الذي اختلف معه عبدالله، وحدد تقرير الطبيب الشرعي سبب الوفاة بصدمة عصبية، فاستدعي الشمري، وحكم عليه بالقتل شبه العمد وألزم بدفع الدية، وأطلق سراحه وأغلق ملف القضية بعد دفع الدية، وعاد عبدالله إلى قريته، ليتزوج وينجب أطفالاً، وظل نحو سنتين، قبل أن يستدعى مرة ثانية على ذمة القضية نفسها، ويعاد إلى السجن، ويحكم عليه بالقصاص.
وقال: «كنت ألوذ بالصبر على رغم الجرح والحزن والفراق والمعاناة التي تواصلت 28 عاماً، وقتلت خلالها مئات المرات؛ مع كل موعد قصاص يحدد لي ويرفعه الله عني، ومع كل سجين يساق إلى ساحة القتل، ومع كل لحظة تمر من دون عفو، فهي معاناة لا تفيها الكلمات حقها، ولا تصلها الأوصاف، ولا يمكن أن يشعر بها إلا من عاشها واكتوى بنارها لحظة بلحظة».
وذكر أحد المتابعين للقضية (تحتفظ مصادر باسمه) أن قصة الشمري تنضح بالمأساة، وتصغر أمامها كل الآلام، وتدور فيها الحياة في مساحة ضيقة محاصرة بالموت من كل مكان، ويومض فيها الفرح كلمح برق خاطف لا يكاد يضيء أملاً حتى ينطفئ، وقال: «هنا يقيد الموت رقبة، وتحتضر أسرة، وتتقطع قلوب زوجه وأطفال، وتقترب فصول القصة من نهايتها بعد تحديد موعد لتنفيذ حد القصاص من الشمري في 13 من شهر ذي القعدة المقبل، لكن أملاً في رحمة الله لا ينقطع، وطمعاً في عفو الكرام يظل صامداً لآخر نفس، لعل أن تكتب نهاية مختلفة لمأساة مستمرة منذ 28 عاماً».
تمكنت مصادر من اقتحام عزلته في سجن حائل، ففاجأها كهل صبور يسير في الخمسين من العمر، يعيش لحظات تزحف فيها الثواني والدقائق لتفصل بين الموت والحياة، وتقرر مصير نفس لا تملك إلا الدموع والابتهال إلى الله، وانتظار فرج العفو من أهل العفو، الطامعين في اقتحام العقاب وفك الرقاب طمعاً في ثواب ملك الملوك ورب الأرباب.
كان صباح يوم عادي عندما خرج الشاب عبدالله الشمري (حينها 23 عاماً) إلى تخوم قريته الصغيرة في منطقة حائل، يرافق إبله وأحلام شبابه، فكان القدر ينتظره بخلاف مع شاب ثلاثيني من أبناء إحدى القرى المجاورة، ما لبث أن انتهى وغادر الطرفان موقعهما، وبعد ثلاثة أيام شاءت الأقدار أن توافي المنية الشاب الذي اختلف معه عبدالله، وحدد تقرير الطبيب الشرعي سبب الوفاة بصدمة عصبية، فاستدعي الشمري، وحكم عليه بالقتل شبه العمد وألزم بدفع الدية، وأطلق سراحه وأغلق ملف القضية بعد دفع الدية، وعاد عبدالله إلى قريته، ليتزوج وينجب أطفالاً، وظل نحو سنتين، قبل أن يستدعى مرة ثانية على ذمة القضية نفسها، ويعاد إلى السجن، ويحكم عليه بالقصاص.
وقال: «كنت ألوذ بالصبر على رغم الجرح والحزن والفراق والمعاناة التي تواصلت 28 عاماً، وقتلت خلالها مئات المرات؛ مع كل موعد قصاص يحدد لي ويرفعه الله عني، ومع كل سجين يساق إلى ساحة القتل، ومع كل لحظة تمر من دون عفو، فهي معاناة لا تفيها الكلمات حقها، ولا تصلها الأوصاف، ولا يمكن أن يشعر بها إلا من عاشها واكتوى بنارها لحظة بلحظة».
وذكر أحد المتابعين للقضية (تحتفظ مصادر باسمه) أن قصة الشمري تنضح بالمأساة، وتصغر أمامها كل الآلام، وتدور فيها الحياة في مساحة ضيقة محاصرة بالموت من كل مكان، ويومض فيها الفرح كلمح برق خاطف لا يكاد يضيء أملاً حتى ينطفئ، وقال: «هنا يقيد الموت رقبة، وتحتضر أسرة، وتتقطع قلوب زوجه وأطفال، وتقترب فصول القصة من نهايتها بعد تحديد موعد لتنفيذ حد القصاص من الشمري في 13 من شهر ذي القعدة المقبل، لكن أملاً في رحمة الله لا ينقطع، وطمعاً في عفو الكرام يظل صامداً لآخر نفس، لعل أن تكتب نهاية مختلفة لمأساة مستمرة منذ 28 عاماً».