• ×
الخميس 19 جمادى الأول 1446

كشف كيفية تشكّل الذاكرة وتكوين الذكريات

كشف كيفية تشكّل الذاكرة وتكوين الذكريات
بواسطة سلامة عايد 29-04-1437 11:23 صباحاً 554 زيارات
إخبارية الحفير - وكالات:  يدرس العلماء حالياً أسرار طبيعة الذاكرة، وكيف يستلهم العقل البشري المعلومات من العالم الخارجي ويسترجعها لاحقاً. والسؤال الكبير المطروح الآن هو: أين يخزن العقل البيانات وكيف تبدو هذه البيانات وتُفعل في الدماغ؟

وتشير الدراسات الحالية إلى أن الباحثين يركزون على تفاصيل كثيرة عندما يدرسون الذاكرة، ومنها ما يحدث من تفاعلات في خلايا الدماغ. ويحاول آخرون فهم التجارب الذاتية للذاكرة، وكيف أن طعم نوع محدد من الكعك مثلاً يستثير روائح مختلفة. ويدرس العلماء أيضاً كيف يتغير تركيب الدماغ عند إيجاد ذاكرة جديدة.

وبحث العلماء كثيراً في الكيفية التي تبدو عليها الذاكرة بصورة عملية. وكان هدفهم معرفة ماذا يحصل في داخل الدماغ بالفعل عندما يستعيد المرء حقيقة معينة، لكنه يكتشف الكثير من الحقائق المتعلقة بها أيضاً. ويبدو أن الذكريات هي ما تميز كل فرد منا.

مائة مليار خلية

ويبدو أن هذا هو أساس الذاكرة في أي كائن حي يمتلك جهازاً عصبياً. وكانت هذه الدراسة محورية بحيث حاز عالم الأعصاب إريك كاندل من جامعة كولومبيا في نيويورك بسببها على جائزة نوبل عام 2000.

إلا أن تلك الدراسة لم تشبع فضولنا عن معرفة طبيعة العقل البشري، ومن المعروف أنه يحتوي على مئة مليار خلية عصبية، وجميعها متصلة بألف خلية عصبية أخرى. وفي المجموع يبدو وجود مائة مليار خلية عصبية مرتبطة سوياً في العقل البشري.

وعندما تتكون ذاكرة معينة، فأي من نقاط التقاطع العصبي يتم تعزيزها؟ هناك نقاط كبيرة بحاجة لتوضيح، إحداها يأتي من أسوأ حكايا علم الأعصاب الحديث. ففي عام 1953 خضع هنري موليسن لجراحة خاطئة. وكان هذا العالم يرغب بالتخلص من خلايا الدماغ التي تسبب إصابته بداء الصرع.

نتائج العملية كانت كبيرة جداً. ولم يتمكن موليسن من الاحتفاظ بالذكريات في رأسه فترة طويلة، مما أدى إلى أن يتلقى العلاج ردحاً من الزمن. وعلى قدم المساواة تعلمنا الكثير عن الطرق التي أتلف بها علماء الأعصاب بعض القدرات العصبية للدماغ. وبدا الرجل قادراً على استعادة معظم ذكرياته التي كانت موجودة قبل إجراء العملية،.

ولم تتأثر الذاكرة قصيرة المدى بالجراحة، واستطاع استعادة الذكريات تتراوح مدتها ما بين 15 إلى 30 ثانية وليس أكثر من ذلك. المنطقة الرمادية تبدو ضرورية جداً بالنسبة إلى حياتنا الشخصية وطبيعة التفكير.

وقد درس هوغو سبايرز عالم الأعصاب في جامعة «لندن كولدج»، الجزئيات الموجودة في المنطقة الرمادية وطور روبوتاً له دماغ شبيه بدماغ الإنسان. وبحسب التجربة فإن أجزاء من القشرة الدماغية تضاء عندما يرى المرء صورة معينة بينما تضاء أجزاء أخرى عندما يطلب من المرء تذكر أمر ما.

شم الورد مثلاً في الذاكرة قصيرة المدى لا يتعلق بالمادة الرمادية، ولكن ولسبب ما ابتكر العلماء ذاكرة دامت لأكثر من نصف دقيقة، وربطوا بينها وبين مختلف مناطق القشرة الدماغية والمنطقة الرمادية التي تم تعزيزها لاحقاً.

صور من الذاكرة

وقد باشر العلماء بالحصول على صور من الذاكرة بصورة كاملة. وأطلقوا على العملية اسم الملاحة الدماغية. ومن خلال وضع أقطاب كهربائية على دماغ حيوانات أجريت عليها التجارب لتفحص مدى نشاط أعصاب الأفراد، اكتشف الخبراء خلايا تتحفز فقط عندما يكون المرء في مكان معين. وعرفت هذه الخلايا العصبية باسم خلايا المكان.

ديميس هاسابس الذي يقود مشروع غوغل الخاص بتطوير «ديب مايند» للذكاء الاصطناعي ويبحث في ذاكرة الإنسان على أمل تكوين ذكاء اصطناعي أفضل، وجد أن الأشخاص الذين يعانون من تلف في المنطقة الرمادية من الدماغ يجدون صعوبة كبيرة في تخيل مستقبل الأحداث واستدعاء الذكريات، ويشير إلى أن الذكريات تلعب دوراً أساسياً في الطريقة التي ننشئ بها الأفكار.

الطريقة التي تربط بها الذاكرة الأفكار سوية وتسمح بتخيل الأمور والتخطيط للمستقبل تحدد طبيعة الشخص بطريقة مميزة. إذاً هل الذاكرة هي من صنع الإنسان؟ بالطبع الذكريات أساسية للإنسان وللشخصيات، ونحن نعتبر بطريقة أو بأخرى مجموعة من الذكريات.

منطقة

توصف المنطقة الرمادية في الدماغ بالغريبة بسبب مختلف أجزاء القشرة الدماغية التي تساعد على إضاءة مختلف جوانب الذاكرة المفردة. وقد أجرى العلماء مسحاً ضوئياً لأدمغة الناس أثناء تعليم مجموعة من المبادئ المختلفة.

ووجدوا أن استعادة الذكريات تعتبر الأمر الأمثل بالنسبة إلى مجموعة المفاهيم المسؤولة عن معظم فعاليات الدماغ خلال مرحلة التعلم. وقال عالم النفس ايدن هورنر من جامعة لندن إن: «هذه المنطقة الرمادية تسمح باستعادة كل الذكريات مجتمعة». وتمكن هذه الخاصية من استعادة الذاكرة.