• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

حجاج بيت الله الحرام في منى لقضاء يوم التروية

 حجاج بيت الله الحرام في منى لقضاء يوم التروية
بواسطة سلامة عايد 08-12-1435 06:51 مساءً 339 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: اكتمل وصول حجاج بيت الله الحرام اليوم الخميس الثامن من شهر ذي الحجة إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بهدى المصطفى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ومن ثم يتوجه الحجيج إلى مشعر عرفات للوقوف بعرفة. ورافق توافد مواكب ضيوف بيت الله الحرام إلى مشعر منى تحفهم العناية الإلهية الآلاف من رجال الأمن بمختلف قطاعاته الذين تابعوا توجه الحجاج إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - رعاهم الله -، إذ ترتبط مكة المكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكة طرق عديدة ، إضافة إلى الأنفاق والطرق الخاصة بالمشاة التي زودت بجميع ما يحتاجه الحاج وهو في طريقه إلى منى.

ورصدت بعثة وكالة الأنباء السعودية في المشاعر المقدسة رحلة الحجيج من مكة المكرمة إلى منى التي تميزت باليسر رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات والمشاة بفضل الله تبارك وتعالى ثم بفضل رجال المرور الذين يساندهم أفراد قوى الأمن في جهودهم في تنظيم حركة التصعيد وإرشاد ضيوف الرحمن ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم الذين يبذلون الغالي والنفيس لخدمة الحجاج والسهر على راحتهم وتيسير تنقلاتهم بين المشاعر المقدسة تنفيذًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين ، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد ،ببذل أقصى الجهود لتأمين المزيد من الراحة والأمن والطمأنينة ليؤدوا مناسكهم في أجواء مفعمة بالأمن والإيمان.

وتابع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج عملية تصعيد الحجاج إلى منى. وواصل سمو وزير الداخلية، وسمو أمير منطقة مكة المكرمة تعليماتهما للجهات المعنية ببذل أقصى الجهود لتوفير ما يحقق لضيوف بيت الله الحرام أداء مناسكهم في مزيد من اليسر والأمن والأمان.

أما هيئة الهلال الأحمر السعودي فتقدم خدماتها الاسعافية عبر الآلاف من الأفراد لخدمة حجاج بيت الله الحرام عملًا بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن عبد الله بن عبد العزيز رئيس الهيئة المشرف العام على أعمالها لموسم حج هذا العام. وخصصت الجمعية أسطولاً اسعافيًا يتكون من المئات من سيارات الإسعاف نشرتها في المشاعر. ووفقاً لتقارير بعثة وكالة الأنباء السعودية الميدانية فان جميع الخدمات التموينية والصحية والإرشادية متوفرة في مختلف أرجاء مشعر منى. ولاحظ مندوبو وكالة الأنباء السعودية انتشار رجال المرور في جميع شوارع منى لتنفيذ خطة السير في اليوم الثامن ومراقبة تحركات السيارات فيما كان أفراد رجال الأمن يوجهون الحجيج إلى عدم السير في الطرق الخاصة بالسيارات والاتجاه إلى الطرق الخاصة بالمشاة.
حجاج بيت الله يبدأون التوافد إلى مشعر منى

بدأ حجاج بيت الله الحرام يتوافدون صباح اليوم الخميس يوم التروية " الثامن من شهر ذي الحجة " إلى مشعر منى زلفًا وتقربًا - لله تعالى -، راجين منه القبول والمغفرة، متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية. وأفادت الشريعة السمحة على أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة .

ويحرم المتمتعين المتحللين من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة ( الوقفة الكبرى )، ثم يعودون إليها بعد "النفرة" من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام التشريق ( 10-11-12- 13)، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل، وذلك لقوله تعالى (( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى )). وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16,8 كم2، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر" .

ويعد مشعر منى ذو مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام، ثم أكد نبي الهدى صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون . ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال : "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائما حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ .

ومن الأحداث التاريخية الشهيرة التي وقعت في منى بيعتا العقبة الأولى والثانية، ففي السنة 12 من الهجرة كانت الأولى بمبايعة 12رجلا من الأوس والخزرج لرسول صلى الله عليه وسلم، تلتها الثانية في حج 13 من الهجرة بايعه فيها عليه السلام 73 رجلا وامرأتان من أهل المدينة المنورة في الموقع نفسه، الذي يقع من الشمال الشرقي لجمرة العقبة، حيث بنى الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور مسجد البيعة في عام 144هـ، الواقع بأسفل جبل "ثبير" قريباً من شعب بيعة العقبة، إحياء لهذه الذكرى التي عاهد حينها الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم بمؤازرته ونصرته وهجرته والمهاجرين إلى لمدينة المنورة . كما نزلت بها سورة "المرسلات"، بما رواه البخاري عن عبد الله رضي الله عنه قال : بينما نحن مع النبي صلى الله عليه وسلم في غار بمنى إذ نزل عليه ( والمرسلات ) وإنه ليتلوها وإني لأتلقاها من فيه، وإن فاه لرطب بها .

وجاء اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - بمشعر منى خاصة استشعارا منها للفترة الزمنية التي يقضيها الحجاج في منى، وإيمانا من القيادة الرشيدة - أيدها الله - بحجم المتطلبات التي تضمن راحة ضيوف الرحمن خلال فترة أداء مناسكهم . ووفرت القيادة الرشيدة - أيدها الله - جميع الإمكانات اللوجستية والخدمية والدينية للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمائنينة، مؤكدة على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل مامن شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.

ويعد مشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة احتضانا للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام، بمساحة تقدر بـ 15% من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، فيما المساحة المتبقية مستخدمة لنصب الخيام، الذي يعد أحد أكبر المشروعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لإيواء الحجاج بمساحة مقدرة بـ 2.5 مليون متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة، باستيعاب 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم .

ويشتمل مشروع الخيام على أسس الأمن والسَّلامة والملائمة للمحيط العام ، يتضمن شبكة للتكييف، وخراطيم المياه الداخلية، وطفايات الحريق وزن 6 كجم موزعة بالممرات والخيام، مع احتواء كل خيمة على رشاشات مائية تعمل حال استشعارها الحرارة، فيما وفرت في وسط المخيمات مجموعة من دورات المياه والمواضىء، كما جهزت بموزعات للطاقة الكهربائية ومطابخ، ومكبات للنفايات . وتبلغ أبعاد الخيام بمقاسات نمطية 8 * 8 ، 6 * 8 ،12 * 8 أمتار، المصنوعة من أنسجة زجاجية مغطاة بمادة التفلون المعروفة بمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها، ومزودة بالتكييف إلى جانب مقاومتها للعوامل المناخية، وملائمة شكلها للطابع الإسلامي، ومقاومتها للعوامل المناخية، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.

واتخذت في مخيمات منى إجراءات صارمة لتوفير الأمن والسَّلامة من أخطار الحريق، حيث أنشئت شبكة لإطفاء الحريق، مكوَّنة من فوهات رئيسة للحريق بالشوارع، وشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق في مختلف أنحاء منى، وإنشاء خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى، تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، حيث بلغ إجمالي طول هذه الشبكة 100 كيلو متر من المواسير، بأقطار تتراوح ما بين 250 ملم، و700 ملم، تضم 800 محبس، و740 فوهة مياه لإطفاء الحرائق. كما يشتمل مشروع الخيام على شبكة للتكييف وخراطيم للمياه داخل المخيمات، وصناديق يحتوي كل منها على خرطوم بطول 30 مترًا، مع طفايات للحريق موزعة بالممرات داخل المخيم بمعدل صندوق لكل 100 متر طولي، للاستخدام عند الحاجة حتَّى وصول الدفاع المدني.

وزوّدت كل خيمة برشاشات للمياه تعمل بشكل تلقائي بمجرد استشعارها للحرارة، وبمجرد انبعاث المياه من هذه الرشاشات يتم صدور صوت جهاز الإنذار في خيمة المطوف، للتنبيه إلى الخطر، كما تشتمل الخيام على طفايات للحريق بوزن 6 كيلو جرامات بمعدل طفاية لكل خيمة، فيما تبلغ الخزانات الخاصَّة بشبكة الحريق 200.000 ألف متر مكعب، خصص جزء منها للمكيفات الصحراوية المستخدمة في المخيمات والجزء الآخر لإطفاء الحريق .

وطوق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسة وأخرى للطوارئ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تَمَّ رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، ومخارج الطوارئ وغيرها من الخدمات. وطبق هذا العام في مخيم مشعر منى مشروع نظام التخزين المؤقت للنفايات في المخازن الأرضية والصناديق الضاغطة، التي استحدثتها أمانة العاصمة المقدسة في خطة أعمال نظافة المشعر لتسهيل نقل النفايات المتولدة خارج المشعر فترة الذروة.

ووفرت الأمانة بالمشعر عدد 1025 صندوق ضاغط سعتها التخزينية تقدر بحوالي 6054 طن بالإضافة إلى عدد 131 مخزن أرضي سعتها التخزينية تقدر بحوالي 6440 طن تقريبا ، فيما يهدف مشروع الصناديق الضاغطة متعددة الطوابق إلى زيادة الطاقة التخزينية للنفايات بالمشعر بطريقة غير تقليدية . ومن المشروعات الحكومية في مشعر منى مشروع جسر الجمرات الجديد بطول 950 مترا، ويتألف من خمسة طوابق بارتفاع 12 مترا لكل طابق، ويحتوي على 12 مدخلاً ، 12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة، إلى جانب منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة، ويحتوي على نظام تكييف معزز برشاشات مياه لتلطيف الجو والتقليل من حرارته إلى 29 درجة مئوية، فيما أضيفت في المستوى الخامس من الجسر مظلات كبيرة تغطي مواقع الجمرات الثلاث، بهدف تعزيز راحة الحجاج وحمايتهم من ضربات الشمس .

ويعد مشروع الجسر مشروع للحاضر والمستقبل، حيث صمم لتلبية احتياجات الحجاج الحالية والمستقبلية وإمكانية إيصاله إلى 12 طابقاً، إذ من المتوقع أن يستخدمه ما يزيد على 5 ملايين حاج سنوياً في المستقبل إن شاء الله . وفيما يخص المحافظة على أمن الحجاج أثناء تواجدهم بالمشعر لأداء مناسك الحج جندت قيادة قوات أمن الحج في منى جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.

كما وركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة.