الملك: واجهنا كل شبهات الفكر المنحرف بفضل التعاون بين علمائنا وأجهزتنا الأمنية
إخبارية الحفير - متابعات: قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزي : إننا في المملكة العربية السعودية، استطعنا أن نجرد الفكر المنحرف، من كل الشبهات التي حاول أن يجد فيها سنداً له، وينشر من خلالها دعايته، بفضل التعاون بين علمائنا وأجهزتنا الأمنية ووسائلنا الإعلامية والثقافية، فكوّنا بذلك جبهة موحّدة عملت على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، لإيجاد تحصين قوي ومستقر في المجتمع من هذه الآفة الدخيلة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة, اليوم في حفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان : الثقافة الإسلامية: الأصالة والمعاصرة , وفيما يلي نصها : أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, ويسرني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وأرحبُ بالإخوة المشاركين في هذا المؤتمر، الذي يعقد في هذه الأيام التي عظمها الله: ((والفجرِ وليالٍ عَشْرٍ)) وفي هذا البلد الأمين الذي يستقبل ملايين المسلمين، قادمين من كل فج عميق.
نسأل المولى الكريم أن يرزقنا التوفيق والعون على خدمتهم، والسهر على أمنهم وراحتهم، حتى يؤدوا مناسكهم على أحسن وجه، ويرجعوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. أيها الإخوة: إن الثقافة الإسلامية هي التي تعرّف بالأمة وتحدّد وجهتها الحضارية، وتربط أطرافها بعضهم ببعض، فبهذه الثقافة يرتبط المسلم بمئات الملايين من المسلمين المبثوثين في مختلف أنحاء العالم، ويشترك معهم في الدين الذي يدين به، والرسالة التي يتبعها، والمشاعر والآمال والتطلعات التي تعتلج في وجدانه، تجاه حاضر الأمة ومستقبلها. إن الثقافة الإسلامية هي التي توحد الأمة وتصل بين شعوبها ودولها؛ فينبغي أن يعطى لها ولمكونها الأساسي وهو الدين، اهتمام أساسي في الاعتناء بالثقافات المحلية والوطنية وتنميتها، وبذلك يكون الانتماء الوطني مؤسساً على الانتماء الإسلامي في مختلف البلدان الإسلامية. وأمتنا الإسلامية أمة كاملة الشخصية، لها تجربتها الحضارية المشرقة، وسجلها التراثي الزاخر، إضافة إلى تميزها عن غيرها من كونها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وتحمل رسالة الله العالمية الخاتمة، وهي رسالة نور ورحمة: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا)) [النساء/174]؛ ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء/107].
فمن الواجب على الأمة الإسلامية أن تتمسك بثقافتها وتدافع عنها بالطرق المشروعة، ووفاؤها بالتزاماتها في التعاون الدولي والإنساني، لا يتعارض مع خصوصيتها الثقافية، ذلك أن التنمية البشرية، وما يتصل بها من مفاهيم كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يجوز أن تكون خارجة عن إطار البيئة الثقافية للأمة. وصلتنا بثقافتنا تتطلب موازنة بين جانبي الأصالة والمعاصرة فيها.
فالمعاصرة هي الاتصال الفاعل بعصرنا، والتعامل مع مشكلاته وملابساته، والاستفادة مما يتوفر فيه من تطورات في العلوم والمعارف ونظم الحياة المختلفة، وذلك يقتضي إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين للتعايش والتعاون في فضاء المشترك الإنساني الواسع.
والوفاء بمتطلبات المعاصرة لا يتعارض مع التمسك بالجانب الثابت من ثقافتنا، وهو ديننا ولغتنا العربية وقيمنا العربية الإسلامية، وذلك يتطلب منا الاعتزاز بتراثنا والاهتمام به والاستفادة منه في تنظيم شؤون حياتنا. واليوم تعيش أمتنا واقعاً ثقافياً مضطرباً، يحتاج منكم أيها العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام، أن تدرسوه دراسة ضافية، وتتبعوا أسباب الخلل فيه، وتعالجوها بالحكمة والحجج المقنعة، حتى يستقيم على المنهاج الصحيح الذي يتصف بالوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والعنف والإرهاب.
والأمر يتطلب تنسيقاً تتكامل فيه الجهود، ويتحقق فيه التعاون في وضع البرامج والخطط التي تنشر الوعي الصحيح، وتحارب الفكر المنحرف، وتصحح التصورات الخاطئة في المفاهيم الإسلامية. ونحن في المملكة العربية السعودية، استطعنا أن نجرد الفكر المنحرف، من كل الشبهات التي حاول أن يجد فيها سنداً له، وينشر من خلالها دعايته، بفضل التعاون بين علمائنا وأجهزتنا الأمنية ووسائلنا الإعلامية والثقافية، فكونّا بذلك جبهة موحدة عملت على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، لإيجاد تحصين قوي ومستقر في المجتمع من هذه الآفة الدخيلة ,ولئن كان التفريط في الثقافة الإسلامية والتقصير في حمايتها، أحد العوامل التي أوقعت بعض أوطاننا العربية والإسلامية في دوامة من المشكلات، فإن الاستقرار الذي تنعم به المملكة والحمد لله، يستند إلى محافظتها على ثقافتها التي هي الثقافة الإسلامية. وسنستمر بإذن الله على هذا المسار الذي تأسست عليه المملكة, وقد استطعنا بتوفيق الله أن نصل إلى معادلة التوفيق بين الأصالة والمعاصرة في المسألة الثقافية، فلم يمنعنا التمسك بأصالتنا وبناء منهجنا عليها، من مواكبة العصر والاستفادة من كل إبداعاته وتطوراته المفيدة التي لا ضرر فيها على ديننا وأخلاقنا، ولم نجد في هذه المواكبة الواعية المُرَشَّدَةِ، ما يؤثر على هويتنا وانتمائنا لأمتنا وتراثها وحضارتها المشرقة.
وفي الختام أشكر رابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام، على ما تسهم به من جهود متميزة في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وأوطانها وقضاياها، ودحض الشبهات والأباطيل الموجهة ضد الإسلام وحضارته ورموزه ومقدساته، ومواجهة الإرهاب والتطرف والغلو. وأسأل الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق لما فيه الخير للأمة الإسلامية جمعاء. وكان مؤتمر مكة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي لمدة ثلاثة أيام قد بدا أعماله بالقران الكريم ثم ألقى معالي رئيس جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائر الدكتور عبدا لله بن إبراهيم بو خلخال, كلمة المشاركين التي عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر .
وأوضح أن الثقافة الإسلامية ذات قيم ربانية المصدر لأنها مستمدة من نصوص الكتاب والسنة فهي ثابتة من حيث قيمها وخصائصها وتتسم بالأخلاقية وتطبع المجتمع بالاستقامة والآداب السامية وهي ذات قاسم مشترك بين المجتمعات الإسلامية وان اختلفت ألوانها ولغاتها وأعرافها وتقاليدها وعاداتها كما إنها ضمان للمحافظة على ذاتية الأمة ووحدتها وتماسكها فالثقافة الإسلامية ثابتة في قيمها وخصائصها وسماتها لكنها في الوقت ذاته قابلة للتطور والتكيف مع المتغيرات والانسجام مع التطورات الجديدة ومسايرة المستجدات وهي إنسانية، ذات بعد عالمي إنساني , تدعو إلى التعاون والأخوة والمحبة والاحترام المتبادل. وبين أن الثقافة الإسلامية السليمة بعيدة كل البعد عن الدعوة إلى التطرف والكراهية والعدائية وقتل الآخر فهي تدعو إلى التسامح ونبذ العنف والتطرف وهي الكفيلة بتحقيق الأمن والسلم العالميين فالتطرف الواقع في المجتمعات الإسلامية إما نتيجة الجهل أو بسوء تفسير نصوص الوحي والخطأ في توظيفها وإما بتضخيم ومبالغة من وسائل الإعلام المختلفة، أو بتحريك من أياد خفية وبائنة لإثارة الفتن البينية وإضعاف الأمة من داخلها, مؤكدا أن الثقافة الإسلامية كفيلة بالمحافظة على قوة الأمة وتماسكها ومواجهة مخططات التقسيم والاستلاب الحضاري والتصدي للغزو الثقافي.
وأشار إلى أن موضوع هذا المؤتمر الخامس عشر لهذا العام جاء في وقته بل هو متأخر قليلاً نظرًا للفتن الكبرى التي عاشها ويعيشها العالم العربي والإسلامي, لافتًا النظر إلى أن العالم العربي والإسلامي يعيش ظروفا صعبة طبعت صورته أمام العالم دمًا ودموعًا وخرابًا وتقتيلًا فسمعة الإسلام والمسلمين قد شوهت أيما تشويه وتفككت عرى العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد بل الأسرة الواحدة حتى فقد الأخ الثقة في أخيه وأصبح الكل يخشى من الكل على نفسه وماله وعرضه .
ورأى أن إصلاح ذات البين بين المسلمين يتطلب عدد من الامور منها تجفيف منابع التطرف الفكري والمذهبي والطائفي والديني باسم الإسلام وتفعيل دور المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية والنوادي الأدبية والعلمية في نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة وربط الخطاب الديني الإسلامي بالواقع المعيشي والقيم الإنسانية المعاصرة والعمل الجماعي على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين عند الآخرين وصورة الآخرين عند المسلمين في إطار الضوابط الشرعية والقيم الإنسانية المعاصرة وتفعيل جمعيات المجتمع المدني باستيعاب القيم الإسلامية والإنسانية المعاصرة واستغلال وسائط التواصل الاجتماعي المعاصرة في التعريف بالإسلام ومبادئه وقيمه وحضارته وتفعيل مؤسسات الاجتهاد والمجامع الفقهية في إصدار الفتاوى، والرد على الفتاوى الضالة المضللة.
جاء ذلك في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة, اليوم في حفل افتتاح مؤتمر مكة المكرمة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي تحت عنوان : الثقافة الإسلامية: الأصالة والمعاصرة , وفيما يلي نصها : أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة, السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, ويسرني أن أنقل إليكم تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وأرحبُ بالإخوة المشاركين في هذا المؤتمر، الذي يعقد في هذه الأيام التي عظمها الله: ((والفجرِ وليالٍ عَشْرٍ)) وفي هذا البلد الأمين الذي يستقبل ملايين المسلمين، قادمين من كل فج عميق.
نسأل المولى الكريم أن يرزقنا التوفيق والعون على خدمتهم، والسهر على أمنهم وراحتهم، حتى يؤدوا مناسكهم على أحسن وجه، ويرجعوا إلى أوطانهم سالمين غانمين. أيها الإخوة: إن الثقافة الإسلامية هي التي تعرّف بالأمة وتحدّد وجهتها الحضارية، وتربط أطرافها بعضهم ببعض، فبهذه الثقافة يرتبط المسلم بمئات الملايين من المسلمين المبثوثين في مختلف أنحاء العالم، ويشترك معهم في الدين الذي يدين به، والرسالة التي يتبعها، والمشاعر والآمال والتطلعات التي تعتلج في وجدانه، تجاه حاضر الأمة ومستقبلها. إن الثقافة الإسلامية هي التي توحد الأمة وتصل بين شعوبها ودولها؛ فينبغي أن يعطى لها ولمكونها الأساسي وهو الدين، اهتمام أساسي في الاعتناء بالثقافات المحلية والوطنية وتنميتها، وبذلك يكون الانتماء الوطني مؤسساً على الانتماء الإسلامي في مختلف البلدان الإسلامية. وأمتنا الإسلامية أمة كاملة الشخصية، لها تجربتها الحضارية المشرقة، وسجلها التراثي الزاخر، إضافة إلى تميزها عن غيرها من كونها خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله، وتحمل رسالة الله العالمية الخاتمة، وهي رسالة نور ورحمة: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا)) [النساء/174]؛ ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء/107].
فمن الواجب على الأمة الإسلامية أن تتمسك بثقافتها وتدافع عنها بالطرق المشروعة، ووفاؤها بالتزاماتها في التعاون الدولي والإنساني، لا يتعارض مع خصوصيتها الثقافية، ذلك أن التنمية البشرية، وما يتصل بها من مفاهيم كالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، لا يجوز أن تكون خارجة عن إطار البيئة الثقافية للأمة. وصلتنا بثقافتنا تتطلب موازنة بين جانبي الأصالة والمعاصرة فيها.
فالمعاصرة هي الاتصال الفاعل بعصرنا، والتعامل مع مشكلاته وملابساته، والاستفادة مما يتوفر فيه من تطورات في العلوم والمعارف ونظم الحياة المختلفة، وذلك يقتضي إقامة علاقات إيجابية مع الآخرين للتعايش والتعاون في فضاء المشترك الإنساني الواسع.
والوفاء بمتطلبات المعاصرة لا يتعارض مع التمسك بالجانب الثابت من ثقافتنا، وهو ديننا ولغتنا العربية وقيمنا العربية الإسلامية، وذلك يتطلب منا الاعتزاز بتراثنا والاهتمام به والاستفادة منه في تنظيم شؤون حياتنا. واليوم تعيش أمتنا واقعاً ثقافياً مضطرباً، يحتاج منكم أيها العلماء والدعاة وأصحاب الأقلام، أن تدرسوه دراسة ضافية، وتتبعوا أسباب الخلل فيه، وتعالجوها بالحكمة والحجج المقنعة، حتى يستقيم على المنهاج الصحيح الذي يتصف بالوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف والعنف والإرهاب.
والأمر يتطلب تنسيقاً تتكامل فيه الجهود، ويتحقق فيه التعاون في وضع البرامج والخطط التي تنشر الوعي الصحيح، وتحارب الفكر المنحرف، وتصحح التصورات الخاطئة في المفاهيم الإسلامية. ونحن في المملكة العربية السعودية، استطعنا أن نجرد الفكر المنحرف، من كل الشبهات التي حاول أن يجد فيها سنداً له، وينشر من خلالها دعايته، بفضل التعاون بين علمائنا وأجهزتنا الأمنية ووسائلنا الإعلامية والثقافية، فكونّا بذلك جبهة موحدة عملت على كل المستويات، وفي كل الاتجاهات، لإيجاد تحصين قوي ومستقر في المجتمع من هذه الآفة الدخيلة ,ولئن كان التفريط في الثقافة الإسلامية والتقصير في حمايتها، أحد العوامل التي أوقعت بعض أوطاننا العربية والإسلامية في دوامة من المشكلات، فإن الاستقرار الذي تنعم به المملكة والحمد لله، يستند إلى محافظتها على ثقافتها التي هي الثقافة الإسلامية. وسنستمر بإذن الله على هذا المسار الذي تأسست عليه المملكة, وقد استطعنا بتوفيق الله أن نصل إلى معادلة التوفيق بين الأصالة والمعاصرة في المسألة الثقافية، فلم يمنعنا التمسك بأصالتنا وبناء منهجنا عليها، من مواكبة العصر والاستفادة من كل إبداعاته وتطوراته المفيدة التي لا ضرر فيها على ديننا وأخلاقنا، ولم نجد في هذه المواكبة الواعية المُرَشَّدَةِ، ما يؤثر على هويتنا وانتمائنا لأمتنا وتراثها وحضارتها المشرقة.
وفي الختام أشكر رابطة العالم الإسلامي ورئيس مجلسها الأعلى وأمينها العام، على ما تسهم به من جهود متميزة في توعية الأمة بواجباتها نحو دينها وأوطانها وقضاياها، ودحض الشبهات والأباطيل الموجهة ضد الإسلام وحضارته ورموزه ومقدساته، ومواجهة الإرهاب والتطرف والغلو. وأسأل الله تعالى أن يكلل أعمالكم بالنجاح والتوفيق لما فيه الخير للأمة الإسلامية جمعاء. وكان مؤتمر مكة الخامس عشر الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي لمدة ثلاثة أيام قد بدا أعماله بالقران الكريم ثم ألقى معالي رئيس جامعة الأمير عبدالقادر للعلوم الإسلامية بالجزائر الدكتور عبدا لله بن إبراهيم بو خلخال, كلمة المشاركين التي عبر فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله- على رعايته الكريمة لهذا المؤتمر .
وأوضح أن الثقافة الإسلامية ذات قيم ربانية المصدر لأنها مستمدة من نصوص الكتاب والسنة فهي ثابتة من حيث قيمها وخصائصها وتتسم بالأخلاقية وتطبع المجتمع بالاستقامة والآداب السامية وهي ذات قاسم مشترك بين المجتمعات الإسلامية وان اختلفت ألوانها ولغاتها وأعرافها وتقاليدها وعاداتها كما إنها ضمان للمحافظة على ذاتية الأمة ووحدتها وتماسكها فالثقافة الإسلامية ثابتة في قيمها وخصائصها وسماتها لكنها في الوقت ذاته قابلة للتطور والتكيف مع المتغيرات والانسجام مع التطورات الجديدة ومسايرة المستجدات وهي إنسانية، ذات بعد عالمي إنساني , تدعو إلى التعاون والأخوة والمحبة والاحترام المتبادل. وبين أن الثقافة الإسلامية السليمة بعيدة كل البعد عن الدعوة إلى التطرف والكراهية والعدائية وقتل الآخر فهي تدعو إلى التسامح ونبذ العنف والتطرف وهي الكفيلة بتحقيق الأمن والسلم العالميين فالتطرف الواقع في المجتمعات الإسلامية إما نتيجة الجهل أو بسوء تفسير نصوص الوحي والخطأ في توظيفها وإما بتضخيم ومبالغة من وسائل الإعلام المختلفة، أو بتحريك من أياد خفية وبائنة لإثارة الفتن البينية وإضعاف الأمة من داخلها, مؤكدا أن الثقافة الإسلامية كفيلة بالمحافظة على قوة الأمة وتماسكها ومواجهة مخططات التقسيم والاستلاب الحضاري والتصدي للغزو الثقافي.
وأشار إلى أن موضوع هذا المؤتمر الخامس عشر لهذا العام جاء في وقته بل هو متأخر قليلاً نظرًا للفتن الكبرى التي عاشها ويعيشها العالم العربي والإسلامي, لافتًا النظر إلى أن العالم العربي والإسلامي يعيش ظروفا صعبة طبعت صورته أمام العالم دمًا ودموعًا وخرابًا وتقتيلًا فسمعة الإسلام والمسلمين قد شوهت أيما تشويه وتفككت عرى العلاقات الإنسانية بين أفراد المجتمع الواحد بل الأسرة الواحدة حتى فقد الأخ الثقة في أخيه وأصبح الكل يخشى من الكل على نفسه وماله وعرضه .
ورأى أن إصلاح ذات البين بين المسلمين يتطلب عدد من الامور منها تجفيف منابع التطرف الفكري والمذهبي والطائفي والديني باسم الإسلام وتفعيل دور المؤسسات الدينية والثقافية والإعلامية والنوادي الأدبية والعلمية في نشر الثقافة الإسلامية الأصيلة وربط الخطاب الديني الإسلامي بالواقع المعيشي والقيم الإنسانية المعاصرة والعمل الجماعي على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين عند الآخرين وصورة الآخرين عند المسلمين في إطار الضوابط الشرعية والقيم الإنسانية المعاصرة وتفعيل جمعيات المجتمع المدني باستيعاب القيم الإسلامية والإنسانية المعاصرة واستغلال وسائط التواصل الاجتماعي المعاصرة في التعريف بالإسلام ومبادئه وقيمه وحضارته وتفعيل مؤسسات الاجتهاد والمجامع الفقهية في إصدار الفتاوى، والرد على الفتاوى الضالة المضللة.