• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

الفيصل: لا تقاعس لمسؤولي التربية.. وسلوكيات الطلبة غير السوية ستواجه بصرامة

الفيصل: لا تقاعس لمسؤولي التربية.. وسلوكيات الطلبة غير السوية ستواجه بصرامة
بواسطة سلامة عايد 05-11-1435 07:19 صباحاً 390 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: أكد صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، وزير التربية والتعليم أنه لم يعد مقبولا ما قد يصدر من بعض الطلبة والطالبات، من سلوك غير سوي، يتجاوز مبادئ الدين أو قيم المجتمع، داعيا إلى مواجهة هذا السلوك بصرامة تضمن عدم تكراره. وشدد على ضرورة عدم تقاعس المسؤول في أي من مرافق الوزارة، عن ممارسة دوره، أو التقصير في أداء رسالته، قائلا إنه يجب أن يتعاهد ويعاهد مدير المدرسة، وفريق إدارتها ومعلموها، على أنه لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزقٍ سهل، لا يحول بينه وبين نيل راتبه منها، سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق.
وقال سموه في كلمة وجهها لمنسوبي ومنسوبات وزارة التربية والتعليم والطلاب والطالبات وأولياء أمورهم بمناسبة انطلاقة العام الدراسي الجديد «في هذا العام الدراسي الأول، الذي أشهد بدايته معكم، وتتعاضد أيادينا معا لإنجاز مهمتنا الجليلة، أشعر بسعادة تغمرني، وطمأنينة تسكن نفسي، لما أجد فيكم من صدق العزيمة، والتعاون الخلاق، والرغبة الصادقة في العطاء، والحماسة للسباق بالإنجاز، في ميادين التربية والعلم والمعرفة». وأضاف «منذ حظيت بثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـــ أيده الله ـــ إذ شرفني بتولي سنام هذه الوزارة الهامة، استشعرت قيمة هذه الثقة وعظم المسؤولية، وأنا أدرك تماما أن ما يصبو إليه ـــ يحفظه الله ـــ هو أن تتوافر للمواطن السعودي، كل الأسباب التي تجعله مميزا تنشئة وعلما، بما يمكنه أن يحتل الصدارة في كل مشهد. كما استحضرت تطلعات المواطنين والمواطنات، وطموحهم في أن يجد أبناؤهم وبناتهم تعليما راقيا، يجعلهم ملتزمين بصحيح دينهم، وقيم مجتمعهم، أوفياء لوطنهم، مسلحين بأسباب المعرفة، وبالمهارات والخبرات التي تؤهلهم للنجاح في كل مناشط الحياة».

وظيفتان لوزارة التربية
وتابع الأمير خالد الفيصل في كلمته قائلا «من المعلوم أن لهذه الوزارة وظيفتين: الأولى هي التربية بمفهومها الشامل، حيث تعنى بتهذيب السلوك، وغرس القيم الإيجابية وحراستها، وحماية العقل وتمكينه من الأداء الرشيد. أما وظيفتها الثانية، فهي عنايتها بالتحصيل العلمي وتطبيقاته، بالأساليب والآليات العصرية، ولذا فإن هذه المهمة المزدوجة جسيمة، والرسالة عظيمة، لا يقوم بها ـــ على النحو المنشود ـــ إلا الأمناء الأشداء، الذين يبذلون جهدهم ووقتهم في سبيلها، ابتغاء وجه الله أولا، وثانيا بدافع الروح الوطنية، التي تواكب سقف طموح القيادة، لرفعة الوطن والمواطن. ومن هذا المنطلق، فليس مقبولا أبدا ـــ بعد اليوم ـــ ما قد يصدر من بعض أبنائنا الطلبة والطالبات، من سلوك غير سوي، يتجاوز مبادئ الدين أو قيم المجتمع، ولا بد من مواجهة هذا السلوك ـــ إذا ما وقع ـــ بصرامة تضمن عدم تكراره، كما لن يقبل أبدا، أن يتقاعس المسؤول في أي من مرافق الوزارة، عن ممارسة دوره، أو يقصر في أداء رسالته. ويجب أن يتعاهد ويعاهد مدير المدرسة، وفريق إدارتها ومعلموها، على أنه لا مكان بعد اليوم في مجتمعنا التربوي، لمن ينظر لهذه المهنة الجليلة على أنها مجرد مصدر رزقٍ سهل، لا يحول بينه وبين نيل راتبه منها، سوى بضع ساعات دوام يمضيها كيفما اتفق».
وخاطب سموه التربويين والتربويات قائلا «إنكم ـــ بعون الله ـــ مناط الأمل، في تحقيق طموحات قيادتكم، ورفعة وطنكم، وتطلعات مواطنيكم، وما عدا ذلك من جهود وأموالٍ ومنشآت وأنظمة وتنظيمات، ما هي إلا أدوات تساعدكم في أداء مهمتكم الجليلة على الوجه الأكمل. وانطلاقا من هذه الأهمية، تؤكد الوزارة على أن التقدير ـــ المادي والمعنوي ـــ حق لكل من يلتزم بالأداء الإيجابي، وفي المقابل لا بد من محاسبة المقصر والمفرط في أداء واجباته، حتى يفضي هذا الأسلوب إلى مدرسة تبلغ الأمل، وتحقق الهدف».

مشروع تطوير التعليم
وتطرق إلى دعم القيادة لقطاع التعليم قائلا «بهذا الدعم السخي للمكرمة الملكية، انطلق ـــ بحمد الله ـــ مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم، من مرحلة التخطيط إلى مرحلة التطبيق، ما يعني أن أمامنا ـــ نحن المسؤولين عن تنفيذ المشروع ـــ خمس سنوات من التحدي، ويحدوني عظيم الأمل بأننا سنبذل قصارى جهدنا، حتى يبلغ هذا المشروع غاياته، فيوفر لطلابنا وطالباتنا فرص تعليم جاذبة ومميزة، حيث تتاح للمعلمين والمعلمات والمشرفين والمشرفات الفرص التدريبية المتنوعة، التي تجعلهم أكثر قدرة على أداء وظيفتهم بأعلى المستويات، ويتم تأسيس بيئات مدرسية ذات معايير مميزة، تؤهل جميع من يعمل فيها لأداء مهامهم على النحو المأمول». واستطرد «لا بد أن تواكب هذه النهضة المنشودة للمدارس الحكومية، نهضة مماثلة في مدارس التعليم الأهلي والأجنبي، الذي بذلت له الدولة ـــ ولا تزال ـــ أسباب الدعم، ليقدم تعليما يتصف بالكفاءة النوعية، ولا شك أن بعض هذا القطاع قد حقق بعض المراد منه، وما زال يسعى للمزيد، أما بعضه الآخر فيحتاج لمراجعة عاجلة ودقيقة، ليتجاوز حالة الهشاشة التي يعيشها. وتؤكد الوزارة أنه لم يعد هناك مجال للتهاون مع هذا الفصيل، الذي لا يلتزم بمعايير العمل التربوي الكفؤ، وأصبح عليه إما أن يقدم تعليما نموذجيا بمخرجاته، أو الرحيل من سوق الاستثمار في هذا المجال».
وأردف وزير التربية والتعليم في كلمته «يجب التأكيد على أن العملية النقدية، لأداء الأفراد والمؤسسات عموما، ينبغي أن تتجاوز خطأ الاقتصار على (الانتقاد) فحسب، إلى مشروعية (النقد) الموضوعي الإيجابي، الذي يسلط الضوء على الإيجابيات ويشجعها، ويقدم الرأي الأمثل (المدروس)، للتخلص من السلبيات وتجاوزها. وما أحوجنا في المجتمع التربوي، لهذا النوع الأخير من النقد، الذي يمنحنا فرصا لتطوير أدائنا الفردي والجماعي، وفي هذا الصدد فإنني أرحب بكل الآراء (النقدية) الموضوعية، التي تسعى لجعل العمل التربوي والتعليمي أنموذجا، في كفاءة الأداء وتحقيق الأهداف، وأدعوكم جميعا للأخذ بالمبدأ ذاته، مع كل من (ينقد) بغية الإصلاح والتطوير، ثم عدم المبالاة بالآخر، الذي (ينتقد) من أجل الشهرة الكاذبة فحسب.
ودعا سموه إلى تفعيل دور الأسرة مع المدرسة، بإحياء الدور الإيجابي لمجالس الآباء، في المهمتين التربوية والتعليمية، التي لا يقوم نجاحهما إلا على ساقي البيت والمدرسة معا.
واختتم كلمته بالقول «إن الحديث في مجال التربية والتعليم ذو شجون، فهو حديث أهل المهنة، وأصحاب الرسالة، والإعلام، والأسرة، بل حديث الوطن بأكمله، لذا فلن أزيد على ما أسلفت، ولنهرع ـــ جميعا ـــ إلى ميدان العطاء للوطن، والوفاء للقيادة، سائلين المولى ـــ عز وجل ـــ أن يمنحنا القدرة والصبر، على تحقيق الغاية النبيلة لهذه الوزارة، ومهمتها الجليلة في صياغة الشخصية السعودية».