المطيري: إعادة النظر في المناهج الشرعية لمواجهة التحديات
إخبارية الحفير - متابعات: دعا أستاذ كرسي الأمير نايف لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة الدكتور غازي المطيري إلى إعادة النظر في المناهج الدراسية لمواجهة التحديات الفكرية.
وأوضح المطيري أن خطاب خادم الحرمين الشريفين يعد بمثابة إعلان لمحاربة الإرهاب وجاء في وقت دقيق وظروف صعبة تعيشها الأمة، كما أن الخطاب جاء ملبيا لطموحات الشعوب التي تبحث عن السلام، مثمنا في نفس الوقت حرص خادم الحرمين الشريفين على أمته وموضحا دور المملكة في خدمة القضية الفلسطينية والذي لاينكره إلا جاحد.
وقال إن موقف المملكة من القضية الفلسطينية مشرف منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده.. فإلى نص الحوار:
كيف تقرأ خطاب خادم الحرمين الشريفين؟
ــ ليس من شك أن المملكة تتخذ مواقفها وفق رؤية متأنية، ومدروسة والناظر إلى الساحة، يلاحظ تغيرات متسارعة وأحداثا جساما تحيط بمنطقتنا العربية على وجه الخصوص تستلزم سماع صوت الحكمة والعقل الذي عرف عن سياسة المملكة عبر تاريخها والتي تستهدف نشر السلام، والمحبة والوقوف أمام المخاطر التي تهدد العالم أجمع.
نود التعرف على أهمية توقيت الخطاب والدعوة لمحاربة الإرهاب ؟
ــ من الملاحظ أن الخطاب جاء في توقيت دقيق ملبيا لتطلعات الشعوب المحبة للسلام، حيث انطوى على مواقف ورؤى سياسية واضحة ومن ذلك التنديد بأقوى العبارات ضد الهجوم الوحشي كقوله «دماء أشقائنا تسفك في مجازر جماعية تحت بصر المجتمع الدولي الذي لزم الصمت ضد الفلسطينيين» كما أوضح أن إرهاب الدولة هو اﻷخطر بإمكاناته ونواياه ومكائده وبين بجلاء أن مايحدث في غزة جرائم ضد اﻹنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، كما تضمن الخطاب رؤى دعوية وفكرية تمحورت حول التحذير من اﻹرهاب. ومن الرؤى المستقبلية التي تضمنها الخطاب أنه حذر أن اﻹرهاب من ردود الفعل العكسية الناتجة من الكيل بمكيالين،واتخاذ المواقف العدائية ضد المظلومين، وإعانة الظالم والتخلي عن ماتدعيه تلك الجهات من حقوق اﻹنسان ومبادئ الحداثة ونشر السلام بينما تمارس كل معاني الظلم والاعتداء.. فقال «الصمت الدولي تجاه مايجري في المنطقة سيؤدي إلى خروج جيل لايؤمن بغير العنف، رافضا السلام ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحوارها» .
وجه خادم الحرمين في خطابه للعلماء وأصحاب الرأي أن يتوخوا مسؤولياتهم في هذا الجانب.. كيف قرأت هذه الرسالة لهم؟
ــ جاءت عباراته الدعوية قوية ومباشرة للقادة والعلماء بتحمل مسؤولياتهم وأن يقفوا في وجه من يحاول اختطاف اﻹسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية واﻹرهاب، كما أبرز الخطاب، ولا شك أن جهود المملكة الجادة والحثيثة ، في تنقية العقول والأفكار البشرية ، من مشاعر الوحشية والقسوة والتطرف تعد جهودا كبيرة ومؤثرة.
كيف لنا أن نترجم مضامين كلمة خادم الحرمين إلى برامج عملية في المجال التربوي والدعوي واﻹعلامي؟
ــ الحق أن الخطاب الملكي، جاء في وقته محققا عددا من اﻷهداف ومجيبا على حزمة من التساؤلات وكاشفا عن تهافت شبهات حاول أربابها تمريرها عبر وسائل عدة لذلك يمكن تسمية الخطاب بأنه إعلان سعودي جديد لمحاربة اﻹرهاب نظرا لما تضمنه من مبادئ ووسائل ونتائج ومعطيات وتدور فلسفته على الوضوح والشمولية والبرهنة المنطقية، وأحسب أنه من السهل على المتخصصين في التربية والدعوة واﻹعلام الانطلاق من حيثيات الخطاب إلى وضع استراتيجية تربوية ودعوية وإعلامية يجب أن يسبقها ورش عمل جادة وحلقات نقاش معمقة تقلب ظهـر المجن للتنظير والمثالية المحضة وتشق طريقها نحو الصيرورة العملية المنهجية القابلة للتنفيذ والتي لاتدع ثغرة لانطلاق المارد من مكمنه، آخذة في الاعتبار أدبيات المراجعة والتقويم نبراسا لمراجعة التجارب السابقة التي يعد نصيبها من النجاح محدودا.
ما مسؤولية العلماء في هذا اﻹطار نحو مخاطر استدراج الشباب لمواطن الانحراف زمانا ومكانا؟
ــ لا يختلف اثنان في أثر الوعي والفهم في اكتشاف الحقيقة واستعصاء جهود دعاة الانحراف على ذوي العقول النيرة والبصائر الواعية، ومن هنا يتبدى بوضوح دور العلماء في حماية عقول الأمة ولاسيما شبابها من عوادي الغزو والاختراق الفكري الذي تجاوز في عصرنا سمات العفوية والسذاجة إلى نمط التخطيط والتنظيم والدراسة والبحث والتجربة، وترعاه مؤسسات ومراكز بحوث متقدمة، وتقف وراءه ميزانيات ضخمة فليس أمام العلماء ومن في أهميتهم كالدعاة والمربين، ورجال الأمن سوى التصدي بمهنية واحترافية وخبرة وكفاءة ووفرة لكل تيارات الانحراف بصبغة استباقية ووقائية وعلاجية، ورسالة خادم الحرمين إلى العالم في حقيقتها أبوية حانية لا تقف عند حدود الافتاء، والتعليم، والخطابة ورغم أهمية تلك الوظائف الحساسة، إلا أنها لاتكفي لرفع التبعة من أعناق أهل العلم والدعوة والتربية وإنما الواجب المحتم أن ينغمس كل واحد منهم بتواضع ورحمة ونجدة وحدب وحنو، وسط عالم الشباب خاصة، بحيث يجد الشاب في العالم كهفه الآمن، ومودع سره الكامن وموضع استشارته، وتلك وظيفة العلماء الربانيين التي تميزت عبر القرون الرائدة على مدى تاريخ التعليم الإسلامي.
كيف ترى إعادة الثقة في مشاعر ووجدان الشاب المسلم في تفاقم هذه الفتن والصراعات ؟
ــ لايمكن أن يتحقق هذا دون دعم مؤسسي ومنظم للعلماء ماديا ومعنويا، وبذلك يمكن إعادة الثقة في مشاعر ووجدان الشاب المسلم المعاصر تجاه العالم المسلم، تحت إشراف من الجهات المعنية، وهذا يتطلب إعادة النظر في مناهج التعليم الشرعي في المعاهد والكليات بما يرتقي إلى مستويات التحديات الفكرية والثقافية التي يجب أن يصل إليها العالم المسلم، مع الخضوع لدورات تدربيية مكثفة في كل مايتصل بحياة الشباب فكرا وتربية وخطابا، إن رسالة العالم التربوية هامة بسبب البدائل الجاذبة أو الحملات المشوهة أو التقصير من جهة العلماء أنفسهم ولامندوحة من تأهيل العلماء وندبهم لتلك المهمات قبل أن تتخطفهم الجهات المشبوهة كما هو مشاهد وملموس اليوم.
حدثنا عن خطورة ترك الساحة للأفكار الشاذة لزرع الكراهية والتشرذم في المجتمع ؟
ــ ليس ثمة خطر في أي مجتمع مثل انتشار روح العدائية والتحزب والفئوية والتصنيف وكلها تشحن الصدور بالكراهية والبغضاء وتنفلت من عقالها وعلينا أن نتذكر جيدا أحوال مجتمع الجزيرة قبل الوحدة التي بناها والد الجميع الملك المؤسس عليه شآبيب المغفرة والرحمة والرضوان، ويعتبر الافتراق في الفكر والعقيدة، وبث الشائعات والأراجيف، متى استحكمت حلقاتها وفرضت رسومها على مجتمع بذاته، كان هلاكه ودماره قاب قوسين أو أدنى، لذلك لابد من سن قوانين صارمة لمن يروم تفريق الأمة شيعا وأحزابا تحت أي شعار كان ، ومن أهم عوامل التفرقة ظهور الفكر الشاذ ونشر الأغلوطات والشبه سواء عقدية أو فكرية أو سياسية أو إعلامية، والمهمة ليست سهلة مطلقا، في ظل الانفتاح المعلوماتي الرهيب الذي لا يدع لأحد الخيار ، سوى الدخول في سباق محموم لايني ولايقف عند حد، وبالنظر إلى معطيات التاريخ المحايد انه متى تجند للحق رجال مخلصون حكماء وأتيح لهم بكل أريحية ودعم بجميع الوسائل والأساليب الناجحة والمؤثرة التي انخلعت من حظوظ النفس، وتجردت في طلب الحق، لاقت نجاحا منقطع النظير وصفحات التاريخ ناطقة بجهود العاملين والحكام الصالحين الذين استطاعوا رد التيارات الهدامة على أعقابها فطهروا العقول من لوثاتها وذلك ما انعكس على البيئة العامة بالنقاء والصفاء والوحدة والنصر على الأعداء ونحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى استرشادا بخطاب خادم الحرمين واستلهاما لمقاصده ومراميه لنهضة دعوية تعيد شباب الأمة وتحميهم من كل فكر منحرف أو نحلة ضالة.
تحاول بعض الجهات المعادية أن تشكك في دور المملكة نحو قضايا الأمة وخاصة نحو فلسطين فكيف يمكن الاستفادة من قراءة وتحليل الخطاب في هذا الاتجاه؟
ــ ليست مواقف المملكة تجاه قضايا الأمة الإسلامية والعربية خفية وملتبسة حتى نجهد قدراتنا في إبرازها بل هي أشهر من نار على علم ولا يجد المراقب عناء يذكر في توثيقها ورصدها وفق أدبيات البحث العلمي، لذلك فإن مضامين الخطاب كافية في الرد على تلك الأكاذيب التي يعرف الجميع مصدرها، ولكن هذا لايعفينا أن نستيقظ لخطورة تلك الحملات التي تستهدف في المقام اﻷول شباب المملكة، ودق إسفين ماكر في عقول الشباب لذلك وضع خادم الحرمين النقاط على الحروف وأوضح موقف المملكة الصارم من الغزو الغاشم والظالم والوحشي على غزة بعبارات قوية وعرف الإرهاب وكشفه ماهيته، سواء كان إرهاب دولة أو فرد أو فئة بما لم يسبق إليه ولم يجامل أحدا في بيانه ونصحه لذلك نقول لتلك الدوائر المعادية اربوا على أنفسكم واحترموا عقول الناس الذين انعتقوا من حملات التضليل والدعاية، بفضل ما أكرم الخالق عباده، من وسائل معرفية يستحيل غمطها أو تزييفها.
وأوضح المطيري أن خطاب خادم الحرمين الشريفين يعد بمثابة إعلان لمحاربة الإرهاب وجاء في وقت دقيق وظروف صعبة تعيشها الأمة، كما أن الخطاب جاء ملبيا لطموحات الشعوب التي تبحث عن السلام، مثمنا في نفس الوقت حرص خادم الحرمين الشريفين على أمته وموضحا دور المملكة في خدمة القضية الفلسطينية والذي لاينكره إلا جاحد.
وقال إن موقف المملكة من القضية الفلسطينية مشرف منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبدالعزيز وأبنائه من بعده.. فإلى نص الحوار:
كيف تقرأ خطاب خادم الحرمين الشريفين؟
ــ ليس من شك أن المملكة تتخذ مواقفها وفق رؤية متأنية، ومدروسة والناظر إلى الساحة، يلاحظ تغيرات متسارعة وأحداثا جساما تحيط بمنطقتنا العربية على وجه الخصوص تستلزم سماع صوت الحكمة والعقل الذي عرف عن سياسة المملكة عبر تاريخها والتي تستهدف نشر السلام، والمحبة والوقوف أمام المخاطر التي تهدد العالم أجمع.
نود التعرف على أهمية توقيت الخطاب والدعوة لمحاربة الإرهاب ؟
ــ من الملاحظ أن الخطاب جاء في توقيت دقيق ملبيا لتطلعات الشعوب المحبة للسلام، حيث انطوى على مواقف ورؤى سياسية واضحة ومن ذلك التنديد بأقوى العبارات ضد الهجوم الوحشي كقوله «دماء أشقائنا تسفك في مجازر جماعية تحت بصر المجتمع الدولي الذي لزم الصمت ضد الفلسطينيين» كما أوضح أن إرهاب الدولة هو اﻷخطر بإمكاناته ونواياه ومكائده وبين بجلاء أن مايحدث في غزة جرائم ضد اﻹنسانية دون وازع إنساني أو أخلاقي، كما تضمن الخطاب رؤى دعوية وفكرية تمحورت حول التحذير من اﻹرهاب. ومن الرؤى المستقبلية التي تضمنها الخطاب أنه حذر أن اﻹرهاب من ردود الفعل العكسية الناتجة من الكيل بمكيالين،واتخاذ المواقف العدائية ضد المظلومين، وإعانة الظالم والتخلي عن ماتدعيه تلك الجهات من حقوق اﻹنسان ومبادئ الحداثة ونشر السلام بينما تمارس كل معاني الظلم والاعتداء.. فقال «الصمت الدولي تجاه مايجري في المنطقة سيؤدي إلى خروج جيل لايؤمن بغير العنف، رافضا السلام ومؤمنا بصراع الحضارات لا بحوارها» .
وجه خادم الحرمين في خطابه للعلماء وأصحاب الرأي أن يتوخوا مسؤولياتهم في هذا الجانب.. كيف قرأت هذه الرسالة لهم؟
ــ جاءت عباراته الدعوية قوية ومباشرة للقادة والعلماء بتحمل مسؤولياتهم وأن يقفوا في وجه من يحاول اختطاف اﻹسلام وتقديمه للعالم بأنه دين التطرف والكراهية واﻹرهاب، كما أبرز الخطاب، ولا شك أن جهود المملكة الجادة والحثيثة ، في تنقية العقول والأفكار البشرية ، من مشاعر الوحشية والقسوة والتطرف تعد جهودا كبيرة ومؤثرة.
كيف لنا أن نترجم مضامين كلمة خادم الحرمين إلى برامج عملية في المجال التربوي والدعوي واﻹعلامي؟
ــ الحق أن الخطاب الملكي، جاء في وقته محققا عددا من اﻷهداف ومجيبا على حزمة من التساؤلات وكاشفا عن تهافت شبهات حاول أربابها تمريرها عبر وسائل عدة لذلك يمكن تسمية الخطاب بأنه إعلان سعودي جديد لمحاربة اﻹرهاب نظرا لما تضمنه من مبادئ ووسائل ونتائج ومعطيات وتدور فلسفته على الوضوح والشمولية والبرهنة المنطقية، وأحسب أنه من السهل على المتخصصين في التربية والدعوة واﻹعلام الانطلاق من حيثيات الخطاب إلى وضع استراتيجية تربوية ودعوية وإعلامية يجب أن يسبقها ورش عمل جادة وحلقات نقاش معمقة تقلب ظهـر المجن للتنظير والمثالية المحضة وتشق طريقها نحو الصيرورة العملية المنهجية القابلة للتنفيذ والتي لاتدع ثغرة لانطلاق المارد من مكمنه، آخذة في الاعتبار أدبيات المراجعة والتقويم نبراسا لمراجعة التجارب السابقة التي يعد نصيبها من النجاح محدودا.
ما مسؤولية العلماء في هذا اﻹطار نحو مخاطر استدراج الشباب لمواطن الانحراف زمانا ومكانا؟
ــ لا يختلف اثنان في أثر الوعي والفهم في اكتشاف الحقيقة واستعصاء جهود دعاة الانحراف على ذوي العقول النيرة والبصائر الواعية، ومن هنا يتبدى بوضوح دور العلماء في حماية عقول الأمة ولاسيما شبابها من عوادي الغزو والاختراق الفكري الذي تجاوز في عصرنا سمات العفوية والسذاجة إلى نمط التخطيط والتنظيم والدراسة والبحث والتجربة، وترعاه مؤسسات ومراكز بحوث متقدمة، وتقف وراءه ميزانيات ضخمة فليس أمام العلماء ومن في أهميتهم كالدعاة والمربين، ورجال الأمن سوى التصدي بمهنية واحترافية وخبرة وكفاءة ووفرة لكل تيارات الانحراف بصبغة استباقية ووقائية وعلاجية، ورسالة خادم الحرمين إلى العالم في حقيقتها أبوية حانية لا تقف عند حدود الافتاء، والتعليم، والخطابة ورغم أهمية تلك الوظائف الحساسة، إلا أنها لاتكفي لرفع التبعة من أعناق أهل العلم والدعوة والتربية وإنما الواجب المحتم أن ينغمس كل واحد منهم بتواضع ورحمة ونجدة وحدب وحنو، وسط عالم الشباب خاصة، بحيث يجد الشاب في العالم كهفه الآمن، ومودع سره الكامن وموضع استشارته، وتلك وظيفة العلماء الربانيين التي تميزت عبر القرون الرائدة على مدى تاريخ التعليم الإسلامي.
كيف ترى إعادة الثقة في مشاعر ووجدان الشاب المسلم في تفاقم هذه الفتن والصراعات ؟
ــ لايمكن أن يتحقق هذا دون دعم مؤسسي ومنظم للعلماء ماديا ومعنويا، وبذلك يمكن إعادة الثقة في مشاعر ووجدان الشاب المسلم المعاصر تجاه العالم المسلم، تحت إشراف من الجهات المعنية، وهذا يتطلب إعادة النظر في مناهج التعليم الشرعي في المعاهد والكليات بما يرتقي إلى مستويات التحديات الفكرية والثقافية التي يجب أن يصل إليها العالم المسلم، مع الخضوع لدورات تدربيية مكثفة في كل مايتصل بحياة الشباب فكرا وتربية وخطابا، إن رسالة العالم التربوية هامة بسبب البدائل الجاذبة أو الحملات المشوهة أو التقصير من جهة العلماء أنفسهم ولامندوحة من تأهيل العلماء وندبهم لتلك المهمات قبل أن تتخطفهم الجهات المشبوهة كما هو مشاهد وملموس اليوم.
حدثنا عن خطورة ترك الساحة للأفكار الشاذة لزرع الكراهية والتشرذم في المجتمع ؟
ــ ليس ثمة خطر في أي مجتمع مثل انتشار روح العدائية والتحزب والفئوية والتصنيف وكلها تشحن الصدور بالكراهية والبغضاء وتنفلت من عقالها وعلينا أن نتذكر جيدا أحوال مجتمع الجزيرة قبل الوحدة التي بناها والد الجميع الملك المؤسس عليه شآبيب المغفرة والرحمة والرضوان، ويعتبر الافتراق في الفكر والعقيدة، وبث الشائعات والأراجيف، متى استحكمت حلقاتها وفرضت رسومها على مجتمع بذاته، كان هلاكه ودماره قاب قوسين أو أدنى، لذلك لابد من سن قوانين صارمة لمن يروم تفريق الأمة شيعا وأحزابا تحت أي شعار كان ، ومن أهم عوامل التفرقة ظهور الفكر الشاذ ونشر الأغلوطات والشبه سواء عقدية أو فكرية أو سياسية أو إعلامية، والمهمة ليست سهلة مطلقا، في ظل الانفتاح المعلوماتي الرهيب الذي لا يدع لأحد الخيار ، سوى الدخول في سباق محموم لايني ولايقف عند حد، وبالنظر إلى معطيات التاريخ المحايد انه متى تجند للحق رجال مخلصون حكماء وأتيح لهم بكل أريحية ودعم بجميع الوسائل والأساليب الناجحة والمؤثرة التي انخلعت من حظوظ النفس، وتجردت في طلب الحق، لاقت نجاحا منقطع النظير وصفحات التاريخ ناطقة بجهود العاملين والحكام الصالحين الذين استطاعوا رد التيارات الهدامة على أعقابها فطهروا العقول من لوثاتها وذلك ما انعكس على البيئة العامة بالنقاء والصفاء والوحدة والنصر على الأعداء ونحن مدعوون أكثر من أي وقت مضى استرشادا بخطاب خادم الحرمين واستلهاما لمقاصده ومراميه لنهضة دعوية تعيد شباب الأمة وتحميهم من كل فكر منحرف أو نحلة ضالة.
تحاول بعض الجهات المعادية أن تشكك في دور المملكة نحو قضايا الأمة وخاصة نحو فلسطين فكيف يمكن الاستفادة من قراءة وتحليل الخطاب في هذا الاتجاه؟
ــ ليست مواقف المملكة تجاه قضايا الأمة الإسلامية والعربية خفية وملتبسة حتى نجهد قدراتنا في إبرازها بل هي أشهر من نار على علم ولا يجد المراقب عناء يذكر في توثيقها ورصدها وفق أدبيات البحث العلمي، لذلك فإن مضامين الخطاب كافية في الرد على تلك الأكاذيب التي يعرف الجميع مصدرها، ولكن هذا لايعفينا أن نستيقظ لخطورة تلك الحملات التي تستهدف في المقام اﻷول شباب المملكة، ودق إسفين ماكر في عقول الشباب لذلك وضع خادم الحرمين النقاط على الحروف وأوضح موقف المملكة الصارم من الغزو الغاشم والظالم والوحشي على غزة بعبارات قوية وعرف الإرهاب وكشفه ماهيته، سواء كان إرهاب دولة أو فرد أو فئة بما لم يسبق إليه ولم يجامل أحدا في بيانه ونصحه لذلك نقول لتلك الدوائر المعادية اربوا على أنفسكم واحترموا عقول الناس الذين انعتقوا من حملات التضليل والدعاية، بفضل ما أكرم الخالق عباده، من وسائل معرفية يستحيل غمطها أو تزييفها.