• ×
الأحد 22 جمادى الأول 1446

خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة عيد الفطر في المسجد الحرام

خادم الحرمين الشريفين يؤدي صلاة عيد الفطر في المسجد الحرام
بواسطة سلامة عايد 01-10-1432 10:17 صباحاً 416 زيارات
إخبارية الحفير : متابعات أدى المسلمون صباح اليوم صلاة عيد الفطر المبارك في الحرم المكي الشريف وفي مختلف أنحاء المملكة العربية السعودية فى أجواء آمنة مطمئنة مفعمة بالخشوع لله والخضوع له سبحانه وتعالى بعد أن انعم الله عليهم بصيام شهر رمضان المبارك وقيامه.

ففي مكة المكرمة أدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله صلاة عيد الفطر المبارك مع جموع المصلين الذين أكتظ بهم المسجد الحرام والساحات المحيطة به .

وقد أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أيده الله دولة رئيس مجلس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري .

كما أدى الصلاة مع خادم الحرمين الشريفين أيده الله صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فيصل بن تركي بن عبدالله وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالإله بن عبدالعزيز مستشار خادم الحرمين الشريفين وصاحب السمو الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير وصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز رئيس الإستخبارات العامة وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين وجموع غفيرة من المصلين .

وأم المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد الذي ألقى خطبة العيد أوصى فيها المسلمين بتقوى الله عز وجل وطاعته وتعظيم أمره وعدم معصيته .

وقال فضيلته // افرحوا وابتهجوا واسعدوا وانشروا السعادة والبهجة فيمن حولكم .. إن حقكم أن تفرحوا بعيدكم وتبتهجوا بهذا اليوم يوم الزينة حولكم ومن حق أهل الإسلام في يوم بهجتكم أن يسمعوا كلاما جميلا وحديثا مبهجا وأن يرقبوا أملا عارضا ومستقبلا زهرا لهم ولدينهم ولامتهم ، وقد يقول بعض المتأملين أحسن الله إليهم إن المسلمين اليوم يعيشون محنا ورزايا وفتنا وبلايا ولهم في كل ارض أرملة وقتيل وفي كل ركن بكاء وعويل وفي كل صقع مطارد وأسير صور من الذل والهوان والفرقة والطائفية والإقصاء .. دماء وأشلاء وتسلط من الأعداء وكان الناظر لا يرى دماء سوى دمائنا ولا يرى جراحا سوى جراحاتنا زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وظن ظانون بالله الظنونا ثم يقول هذا القائل /هل بعد هذه الأحزان أفراح وهل بعد هذه المضايق من مخارج وهل وراء هذه الآلام من آمال وهل في طيات هذه المحن من منح ومتى يلوح نور الإصباح يقول المستبشر المحتفي بعيده نعم ثم نعم فاهنئوا بعيدكم وابتهجوا بأفراحكم وهل يكون انتظار الفرج إلا في الأزمات وهل يطلب حسن الظن إلا في الملمات يقول ربكم في الحديث القدسي /أنا عندي ظن عبدي بي فيظن عبدي ما شاء// وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال// والذي لا اله غيره ما أعطي عبد مؤمن شيئا خيرا من حسن الظن بالله والذي لا اله غيره لا يحسن عبد بالله عز وجل الظن ألا أعطاه الله عز وجل ظنه .ذلك بان الخير بيده// .

وقال فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام // مادام أن امتنا شاهدة على الأمم فهي باقية ما بقيت الحاجة إلى الشهادة ومادام إن رسالتنا هي الخاتمة فهي باقية إلى آخر الدهر، وفي تاريخ الأمة مئات العظماء بل ألاف قد ولدوا وسوف يولد أمثالهم وهذه سنة الله بل ها هي أحداث ومستجدات ونوازل ومتغيرات تحدث أمام ناظريكم مما يوده المتابع وما لا يوده ظن أصحابها أنهم ما نعتهم حصونهم فأتاهم الأمر من حيث لم يحتسبوا فسدت عليهم المخارج وضاقت الحيل . وهاهي أساليب التواصل وطرق التعبير فتحت من الأبواب وهيأت من الأسباب مما يحسن فهمه وفقهه // .

وقال // وانتم في استقبال عيدكم أحسنوا الظن بربكم فكلما ازداد التحدي ازداد اليقين ولا يرى الجمال ألا الجميل ومن كانت نفسه بغير جمال فلن يرى في الوجود شيئا جميلا. والكون ليس محدودا بما تراه عيناك ولكن ما يراه قلبك وفكرك فجفف دمعك واجبر كسرك وارفع راسك فان النصر مع الصبر وان الفرج مع الكرب وان مع العسر يسرا . المهزوم من هزمته نفسه ومن قال هلك الناس فهو أهلكهم ومن اجل هذا أمر ديننا بالتفاؤل ونهى عن التشاؤم بل إن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يحب التفاؤل ويعجبه الفال ويعجبه أن يسمع يا نجيح ويا راشد. لان التفاؤل كل ما ادخل على الإنسان سرورا وبهجة وانشراحا مما يدفع إلى العمل ويفتح أبواب الأمل وتنطلق معه النفوس الإنسان يبتهج للهيئة الحسنة والمكان الفسيح والمنظر البهيج والفال حسن ظن بالله وتعلق برجائه والتفاؤل استعانة بالموجود لتحصيل المفقود وهو تقوية للعزم وباعث على الجد ومعونة على الظفر .. التفاؤل يقلب العلقم زلالا والصحراء جنة والحنظل عسلا والدار الضيقة قصرا والقلة غنى وهل يشعر بسعة الدنيا من كان حذاؤه ضيقا .. المتفائل يسقط من اجل أن ينهض ويهزم من اجل أن ينتصر وينام من اجل أن يستيقظ ومن جد وجد ومن زرع حصد .. المتفائل لا تزعزع يقينه المصائب ولا تفل عزيمته الفواجع ولا تضعف إيمانه الحوادث ومصاعب الحياة تتماشى مع همم الرجال وصعودا وهبوطا وتشيب الرؤوس ولا تشيب الهمم فاحترم نفسك فهي أجمل مخلوق على وجه الأرض والذين لا يغيرون ما بأنفسهم لا يغيرون ما حولهم .ولهذا ترى الجميع يفكر في تغيير العالم وقليلا منهم من يفكر في تغيير نفسه .

وأضاف الشيخ بن حميد يقول // ومن اجل مزيد من الوضوح والإيضاح ولمزيد من الابتهاج والفرح وحسن الظن بالله والأمل العريض للأمة تأملوا هذه المقارنات والموازنات المتفائل ينظر إلى الحل والمتشائم ينظر إلى المشكلة المتفائل مجد على الدوام ولا يعرف الإحباط والضجر يرى الحياة حقا له وحقا للآخرين والمتشائم جلاد نفسه يرى غيره اسعد منه ثم هو يريد أن يكون اسعد من الآخرين وهل مثل هذا يحقق السعادة .. المتفائل يرى ضوءا لا يراه الآخرون والمتشائم يعمى أن يرى الضوء الذي أمام ناظريه. المتفائل مستفيد من ماضيه متحمس في حاضره مستشرف لمستقبله والمتشائم أسير لماضيه محبط من حاضره هلع على مستقبله . . المتفائل يطلب المعاذير والمخارج لسلامة طويته وانشراح صدره والمتشائم يشتغل بالعيوب ويحشر نفسه في المضايق لظلمة باطنه .. المتشائم يحسب كل صيحة عليه يجوع وهو شبعان ويفتقر وهو غني . المتشائم يذكر النعم المفقودة ويعمى عن النعم الموجودة // .

وقال فضيلته / إن التفاؤل لا يحتاج إليه في وقت الرخاء والأمن والنعيم إذ في وضح النهار لا تحتاج إلى الشموع والمصابيح بل إن المصباح لا يضيء ألا في الظلام وشمعة واحدة كافية لتبديد الظلام والفرج لا يكون ألا بعد الشدة والنصر لا يكون ألا بعد الهزيمة والفجر لا يكون ألا بعد ليل مدبر وسعادة المرء ليست في تمني ما ليس عنده ولكنها بحسن الاستمتاع فيما عنده والسعادة ليست محطة وصول ولكنها مسيرة الحياة كلها // .

وأستطرد فضيلته يقول // فالتفاؤل لا ينكر الواقع ولا يستهين بالمشكلات ولا يهمل الأسباب واخذ الحزم من الأمور والاحتياط في المسالك ولكن الله عز وجل بقسطه جعل الفرح والروح والسرور وراحة النفس وسكينتها وسلامتها في الرضا واليقين وجعل الغم والحزن في السخط والشك فلا تفسد حاضرك حزنا على ماضيك فالتفاؤل في المستقبل هو الشاهد على صحة العقل وصفاء النفس وقد قالوا إن البكاء لا يعيد الميت إلى الحياة ولكن يعيده الدعاء والثناء والذكر الحسن والأثر الطيب ورأس التفاؤل الاتصال بالعلي الأعلى فالصلاة تفاؤل وذكر الله تفاؤل والدعاء تفاؤل يحيط بذلك حسن الظن بالله عز شانه فالمؤمن ذو اليقين والرضا يعلم إن الله قد أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ووسع كل شيء رحمة وعلما . ومن حكمته في هذه الدنيا إن في الناس من ينجح بذكائه وفيهم من ينجح بغباء الآخرين وإذا وجد من ينجح بعمله فان هناك من ينحج بكسل الآخرين ورب ساع لقاعد فما منعك ربك ألا ليعطيك ولا ابتلاك ألا ليعافيك ويثيبك ولا امتحنك ألا ليصطفيك والأجر عند ربك مربوط بالعمل والاجتهاد وليس بالنتائج والثمار وقاعدة التوازن// اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً // وإذا ضاق صدرك فألزم التسبيح وأن التفاؤل الحق هو التصديق بوعد الله عز وجل .

وفي المدينة المنورة تقدم صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة جموع المصلين اليوم لأداء صلاة عيد الفطر المبارك في المسجد النبوي الشريف الذي امتلأت اروقته وساحاته وسطحه بآلالاف من المصلين الذين تهافتو منذ الصباح الباكر لأداء صلاة عيد الفطر المبارك .

وأم المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ حسين آل الشيخ حيث استهل فضيلته عقب صلاة العيد خطبتي العيد بحمد الله سبحانه وتعالى على ما من به على عباده من اتمام الصيام وقيام لياليه مهنئاً إياهم على إتمام الصيام والقيام وبقدوم عيد الفطر المبارك.

ووصف الشيخ حسين آل الشيخ العيد في الإسلام بواحة فيحاء تفرح فيها النفوس المؤمنة بما أنعم الله بها عليها من التوفيق إلى الطاعات والمسارعة إلى الخيرات داعياً المسلمين إلى اتخاذ العيد مناسبة لتجديد النشاط في العبادة وجعله فرصة للتسامح والصفح والتراحم والعطف وتبادل التهاني بنفس راضية منطلقة .

ومضى فضيلتة قائلاً : إن أعظم مقاصد الشعائر ومنها الصوم تحقيق الغاية من خلق الخلق وهي إخلاص الدين لله وحده والتوحيد الخالص له عز شأنه فأول واجب يطالع المسلمين في المصحف عبادة الله سبحانه وتعالى وأول نهي تجدونه عدم الشرك بالله مشيراً فضيلته إلى أن العلاج الناجع لواقع المسلمين المرير هو التمسك بالإسلام الصافي الذي تعلمه الصحابة رضى الله عنهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم وطبقوه في شؤون حياتهم كلها ..نظام حياة متكامل ودستور إصلاح شامل فضائله من مشارق الأرض ومغاربها وعاشت الأمة قوية مهابه تشع للعالم كله سلاماً واحساناً ورحمة وعدلاً وحضارة ورخاء.

وأكد فضيلة إمام المسجد النبوي أن الضمان الأوحد لدرء أسباب الهلاك والدمار ودفع عوامل الشر والأخطار هو الحفاظ الكامل على طاعة الله جل وعلا وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم مع البعد عن الفواحش والموبقات والجرائم والمنكرات فما حفظت نعمة بشئ قط إلا بطاعة الله جل وعلا ولا حصلت بها الزيادة بمثل شكره عز شأنه وما زالت من العبد نعمة إلا بسبب ذنوبه ومعاصيه في النار المحرقة للنعم والجالبة للنقم ولهذه فما وقع للمسلمين الشقاء والبؤساء والضراء إلابسبب البعد عن المنهج القرءاني والهدي النبوي .

ووجه الشيخ آل الشيخ كلامه للمصلين بقوله / إن أخوة لنا في الإسلام يعانون في مواضع شتى من الظلم والإضطهاد والبطش والقتل والتشريد والإبعاد فمسؤولية الدول والمجتمعات والأفراد مسؤولية عظيمة أمام الله جل وعلا ثم أمام الضمير البشري بمناصرتهم والدعاء لهم ومد يد العون لهم والتخفيف من معاناتهم والوقوف معهم معنوياً ومادياً / .

وأضاف فضيلته : أن بعض بلدان المسلمين كالصومال تعاني من مجاعة مهلكة ومسغبة بالغة داعياً المسلمين إلى مد يد العون لهم بكل وسيلة ممكنة موجهاً شكره لخادم الحرمين الشريفين لوقفته المعهودة لقضايا المسلمين خاصة فيما وقع للأخوان في الصومال وأن تداعيات الأحداث التي مرت ولا زالت تمر بها بعض بلدان المسلمين وما وقع لها من تغيرات كبرى لتذكر أن هذه الدنيا فانية وأن الآخرة هي الباقية وأن الملك الحقيقي انما هو لله وحده يعز من يشاء ويذل من يشاء .

وخاطب فضيلته جموع المصلين بقوله / إخوة الدين لنتذكر إزاء ما وقع من أحوال يشيب لها الولدان أن الإعراض عن تحكيم الله جل وعلا والبعد عن التحاكم إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سبب إلا البلاء والشر المستطير ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقدوتنا يقول / ومالم تحكم ائمتهم بكتاب الله ألا جعل الله بأسهم بينهم / فالواجب على الحكام والمحكومين الخضوع لله جل شأنه والتذلل له سبحانه والوقوف عند شرعه ودينه وذلكم صمام الأمان والسبب الأوحد للتمكين والعزة والأمن والأمان .

وذكر فضيلته أن ما شهدناه من أحداث يصور لنا ما أقرته النصوص الشرعية من أن الظلم عاقبته وخيمة وآثاره مدمرة مؤكداً على فعلى المسليمن جميعاً التعاون في كل بلد على احقاق الحق وانصاف المظلوم وارساء مبادئ الرحمة والعدل والاحسان والحرص على اصلاح شامل لجميع شئون الحياة يضمن الحقوق والواجبات وفق شرع الله جل وعلا.

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي // إن المسلمين متى تمسكو بدينهم وحققو طاعة ربهم فليعلمو أن ما يصيبهم من مصائب ومحن وظلم واضطهاد فهو مما يكفر الله به سيئاتهم ويعظم به الحسنات داعياً فضيلته في هذا السياق المسلمين إلى الصبر والاحتساب والانتباه إلى الله والتضرع إليه عز شأنه والإلتجاء إليه // .

وأوضح فضيلته أن المسلمين قد جربو في بلدان شتى وللأسف مناهج مختلفة وأحزاب متنوعة نابذين حكم الله جل وعلا عن الحكم والتحاكم ولقد أثبت الواقع وهو أكبر برهان أن هذه المناهج البشرية ما جر الأشقاء وذل الحاكم والمحكوم وما ولدت إلا مصائب شتى بالأفراد والمجتمعات بل وللأمة كلها وتالله فإن هذه الاحزاب والمشارب هي التي دخلت على المسلمين بعد الغزو الاستعماري الحاقد وما أصلح دنيا ولا جرت رخاء واستقراراً ولا إقامة ديناً وشرعاً وقال : على المسلمين أن يستبشرو بمستقل وضاء لحياة الأمة مهما تعددت المصائب وتكاثرت المحن ففي مبادئ هذا الدين أمر بالتفائل بالخير والظن العظيم بالله جل وعلا وحسن التوكل عليه .

وحث الشيخ آل الشيخ المسلمين من منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم منادياً وناصحاً بتأسيس حياتهم على المنهج الكامل الذي جاء به القرآن وأوضحه سيد الثقلين محمد صلى الله عليه وسلم ففيهما من مبادئ الإصلاح وقواعد الخير ما يجعل المسلمين في حياة عزة وكرامه وعيشة طيبة .

وقال إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبته الثانيه / إن بلاد الحرمين منذ إقامتها على يد الإمام محمد بن سعود والإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب ـ رحمهما الله ـ وهي مؤسسة على القرآن والسنة منهجاً وحكماً وتحاكماً ثم جاء الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ موصلاً هذه الدولة على ذلكم المنهج الراشد فسعدت بحمد الله بالأمن الوافر والآمان الظاهر والرخاء الباهر وإن أعظم واجب أمام هذه النعم هو شكر الله جل وعلا على هذه النعمة العظيمة والزموا طاعته سبحانه وتمسكو بشريعته والتفو حول حكامكم وعلمائكم وحافظو على مسؤولية المسؤولية الجماعية بحفظ الأمن والإستقرار فرسولنا صلى الله عليه وسلم يصف حال المسلمين بقوله / مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى سائر الجسد بالسهر والحمى/ فالمحافظة على الجماعة من أعظم أصول الدين وقواعد الوحيين والسمع والطاعة لولي الأمر أصل من أصول مذهب أهل السنة والجماعة فاستمسكو بوصيه النبي صلى الله عليه وسلم حينما قال ( أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وأن تامر عليكم عبد حبشي ) .

وفي منطقة الرياض أدى المصلون صلاة عيد الفطر المبارك يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة وذلك في جامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض .

كما أدى الصلاة مع سموه صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن محمد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير فهد بن مشاري بن جلوي وصاحب السمو الأمير خالد بن فيصل بن سعد وصاحب السمو الأمير عبدالله بن مساعد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الأمير فهد بن عبدالله بن محمد وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير جلوي بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نهار بن سعود بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن تركي بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سطام بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير خالد بن عبدالله بن ثنيان وصاحب السمو الأمير الدكتور عبدالعزيز بن محمد بن عياف أمين منطقة الرياض وصاحب السمو الأمير بندر بن سعود بن محمد رئيس الهيئة السعودية للحياة الفطرية وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين .

وقد أم المصلين سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ الذي استهل خطبته بالحمد لله والثناء عليه ثم الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ودعا المسلمين إلى تقوى الله وقال أيها الناس اتقوا الله حق تقوى واعرفوا نعمة الله عليكم بهذا العيد السعيد .

وتحدث سماحته عن أهمية العيد وما يجب فيه من أفعال وأعمال بخصوص اليوم المبارك وأنه يوم يفرح به الصائمون مبيناً أن يوم العيد هو تقوية للعلاقة بين المسلمين بأعظم صورها وكذلك فرصة لتصفية القلوب من الضغائن والأحقاد وطريق إلى التآلف والمودة والمحبة .

وتحدث سماحته عن نعم الله الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى وأن المتقي هو من عرف هذه النعم التي هي سبب للسعادة في الدنيا والآخرة مبيناً أن السعادة الحقيقية هي طاعة الله وأن المسلم سعيد بإخلاصه لله محذراً من المعاصي التي هي سبب الشقاء .

وأوضح سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن من الحقوق الواجبة على المسلم حق الوالدين وإن حقهما عظيم لأن الله قرن حقهما بطاعته وحق الزوجين على بعضهما البعض وحق الجار وأن له حق عظيم فيجب معاملته بالحسنى وأنه من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره داعياً إلى صلة الرحم ومالها من أجرٍ عظيم وفوائد كثيرة وكذلك حقوق العمال والخدم وأن هناك حقوق للضعفاء والمساكين وحقوق غير المسلمين على المسلمين بأن لا يظلموهم ويعطوهم حقوقهم مشيراً إلى أن المواطن الصالح من يسعى لبناء الأمة لا لتدميرها ولا لإخلال أمنها وأمن المواطنين .

وحذر من طاعة الأعداء التي هي دليل على ضعف الإيمان وان التستر على المجرمين والرضاء بقولهم وفعلهم هدم للوطن ومن يفعل فعل هؤلاء لا توجد عنده ذرة وطنية داعياً سماحته إلى فهم حقيقة هذا الدين الحنيف الذي يدعو إلى اليسر والسهولة والسماحة والخير .

ودعا سماحته شباب الإسلام إلى تقوى الله والاعتصام بدينه وأن يتقوا الله بأنفسهم ودينهم وأمنهم وأن يكونوا يداً واحدة ، محذراً شباب الإسلام من أعداء الإسلام فلا يغروهم ولا يزجوا بهم في ظلمات الطريق ودعا من ضل إلى التوبة إلى الله .

واختتم سماحة مفتي عام المملكة خطبته بأن يحفظ الله لهذا الوطن قائده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني .