• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

البروفيسور الخليجي مازن الهاجري ينقل أطفال سوريا الجريحة إلى برّ الأمان

البروفيسور الخليجي مازن الهاجري ينقل أطفال سوريا الجريحة إلى برّ الأمان
بواسطة سلامة عايد 28-05-1435 11:44 مساءً 512 زيارات
إخبارية الحفير 
حطت رحالهم بعد رحلة شاقة، بردها أشد من لهيب شمسها، في أرض "الرمثا " الأردنية ، تلك المدينة التي تقع في أقصى شمال الأردن على الحدود مع سوريا.
حطّمت الحرب أمنياتهم، ودمّرت أحلامهم وقطعت الطريق عليهم، بعضهم مدرك والآخر يستدرك، منهم اليتيم ومنهم الجريح، لبسوا ثوب الهم ولا يعلمون ما ينتظرهم.
لم يسلم أحدهم من تبعات الثورة ضد نظام بشار الأسد فمنهم من فقد والديه ومنهم من فقد شقيقه، لكن الأمل ما زال فيهم وينتظرون العودة بفارغ الصبر فالنصر بحسب آرائهم بات على الأبواب.
جاءهم الطبيب مازن الهاجري من خليج الخير والعطاء ، أرض العروبة والإخاء حاملا لهم كل مشاعر الإنسانية ، ليأخذ بأياديهم وينقلهم إلى بر الأمان ، ويخط لهم رسالة نبيلة كتبها بعرق جبينه ، غير موفر ما آتاه الله من علم وخبرة في إجراء عمليات زراعة قوقعة الأذن لمن يعاني من الصمم.
ففي شهر تشرين أول من العام الماضي تشرفت أراضي الرمثا الأردنية بزيارة إنسانية للطبيب الهاجري لعشرات من العائلات السورية هناك ، كان هدفها رسم ابتسامة عريضة على وجوه إخوانه السوريين ، فارقت محياهم من كثرة الدماء الجارية ، وأزالت أحزانا متراكمة عششت في قلوبهم .
محمد فادي عياش طفل بعمر الورود لم يتجاوز السنة الثالثة من عمره ، رفعت جدته أم فادي يديها إلى السماء ضارعة بالدعاء ، راجية من الله أن يجمع حفيدها بالطبيب الهاجري ، والذي شاء القدر بأن يكون وسام من أوسمة النجاح ونيشان عز وفخر يتقلده مازن الهاجري ، بعد أن أجرى له عملية لزراعة القوقعة تكللت بالنجاح.
حياة أهله وذويه تغيرت ، وتبددت سحابة كبيرة من الأحزان ، فالفرح والسرور الذي دخل بيتهم بنجاح عملية محمد ، أنسى جدته غياب ولديها وفقدان زوجها وإعدام أخويها ، فرغم انتقالهم من مصيبة إلى أخرى بحسب قولها إلا أنهم تحولوا إلى مرحلة حياتية اختلفت كليا عما كانوا يعيشونه .
وتقول أم محمد بأن طفلها يتعايش بشكل سريع مع الجسم الغريب الذي دخل إلى أذنه ولا يقبل جهاز السمع في بعض الأحيان ، إلا أنها لا تستطيع وصف فرحتها وبأنها تنتظر مرحلة التعليم والتأهيل التي سيتلقاها عما قريب .
أيام وساعات عصيبة مرت على الطبيب الهاجري خلال فترة العمليات خشية القصور في إتمام هدف إنساني نبيل ، إلا أن الإصرار والعزيمة والرسالة العظيمة التي أبى أن يحملها كسرت كل المخاوف ، ليكمل عشرات العمليات التي تكللت كلها بالنجاح .
نجاح تلو الآخر لمجهود مبذول وعطاء جزيل ينتقل به الهاجري ليأتي دور الطفلة الرسامة حلا أحمد المحاميد ذات الستة أعوام والتي قالت والدتها سلمى إبراهيم قناة ( 36 عاما ) بأن الفرق بات واضح بعد أن أجرى الطبيب مازن الهاجري عملية جراحية لها ، إذ تركت التعبير بالإشارات وانتقلت إلى مرحلة الكلام ، والذي إن لم يكن مفهوما إلا أنه أعاد الأمل وبدد سواد الظلام الحالك .
وتضيف والدة حلا بأن طفلتها أصبحت تفعل ما تريد بنفسها دون الرجوع إلى أحد وتفهم كل ما يدور حولها ، وتعيش مع جهاز السمع كقطعة أساسية من جسمها ولا تتخلى عنه لدرجة أنها تخبرها عند نفاذ الشحن منه .
وبابتسامة الطفولة البريئة تمسك حلا مجموعة من الأوراق والألوان وتبدأ التعبير عن إبداعاتها وما يجول في خاطرها ، موضحة لمن يرقبها بأن المستقبل زاهر أمامها من خلال رسمها لمجموعة من الزهور تلونها بألوان زاهية ، حاملة برسوماتها تلك رسالة صريحة وواضحة للمجتمع والعالم بأسره إصرار الشعب السوري للوصول إلى هدف سامي أفقدهم الكثير .. ألا وهو الحرية .


فيديو
http://www.youtube.com/watch?v=Go5Kz...ature=youtu.be