• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

رهام: أرجوكم أجيبوني .. هل أنا سليمة من الإيدز

رهام: أرجوكم أجيبوني .. هل أنا سليمة من الإيدز
بواسطة سلامة عايد 06-04-1435 07:24 صباحاً 278 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: أكد محامي الطفلة رهام الحكمي، أن وزارة الصحة رفضت مطالبهم، ما دفع أسرتها بالتحرك لعلاجها خارج المملكة على حسابها الخاص، لافتا إلى أن القضية ما زالت معلقة حتى الآن وتدور بين المحاكم ووزارة الصحة.
وأوضح المحامي إبراهيم حكمي، أن الصحة ادعت إرسالها عينة إلى أمريكا وزعمت في التقرير القادم من هناك بأنه ثبت بأن دمها خال من فيروس الإيدز، مؤكدا مطالبته الدائمة من وزارة الصحة بالاطلاع على صورة من التقرير بصفته محامي القضية، وأضاف «الحقيقة المرة، أن رهام ما زالت تحمل فيروس الإيدز، وأن ما يعطى لها من أدوية عبارة عن مسكنات فقط لإخماد الفيروس، وأنها لو توقفت عن تناول تلك الأدوية سينشط الفيروس».
من جهتها، قالت الطفلة رهام التي زارتها في قريتها أمس: «أرجوكم أنا أموت في اليوم ألف مرة قدموا لي ما يجعلني مطمئنة بأن لا مرض يسكن جسدي»، أرجوكم لا أريد سيارة ولا فلة ولا آيباد أريد أن أطمئن بأنني سليمة، وأن أعيش مع صديقاتي بعيدا عن القلق الذي شتت أفكاري، وأضافت: ما يخفف من مأساتي وجودي بجانب صديقاتي في الحي، والمحبة والتعامل الراقي من الطالبات والمعلمات في المدرسة. ونفت أن يكون لديها شعور بنظرات شفقة من الآخرين، مؤكدة بكل براءة الطفولة وخجل الفتاة: «كل أمنياتي في الحياة أن أعيش بعيدة عن ما أعانية الآن، وتابعت: أنا المؤمنة بقضاء الله وقدره».
أما والدها علي حكمي فبدأ حديثه قائلا: «لم أكن أتوقع أن تصبح ابنتي رهام في عداد المنسيين، وهي كانت وما زالت ضحية لخطأ وإهمال طبي بعد حقنها بدم ملوث بفيروس الإيدز قبل عام تقريبا».
وأضاف والعبرة تخنقه: «أحطت وأسرتي بهالة إعلامية ووعود جعلتنا في عداد الأثرياء، في محاولة لمساعدتنا على تجاوز أزمتنا والخطأ الذي ارتكب بحق رهام فلذة كبدي، إلا أن كل هذه الوعود ذهبت أدراج الرياح منذ وصولنا إلى منزلنا المتهالك وقريتنا التي لم يزدها روعة إلا طيبة أهلها واحتفائهم بنا»، وقال «أرجو أن لا يصدق أحد أننا منحنا منزلا أو سيارة فكلها وعود للاستهلاك الإعلامي فقط، حتى الجمعيات الخيرية تخلت عن رهام وأسرتها ما عدا إحداها قدمت لنا مساعدة ولمرة واحدة فقط».
من جانبها، قالت والدة رهام إن مساعدات وزارة الصحة كانت مؤقتة، وتحديدا عندما كانت ابنتها في المستشفى، حيث وفرت السكن وأمنت المعيشة، وأوضحت بأنها عندما ذهبت برفقة رهام وبعض أفراد الأسرة لمراجعة المستشفى التخصصي بالرياض، سكنوا لمدة عشرة أيام على حسابهم الخاص، رغم ظروفهم المادية الصعبة، حيث لا يتجاوز دخل الأسرة أربعة آلاف ريال تذهب في تسديد قروض للبنك ومصاريف للأطفال، مبينة أن والد رهام ترك عمله للوقوف إلى جانبها ومتابعة وضعها الصحي، لأن الحقنة اللعينة أثرت على أوضاعهم المادية والأسرية، في ظل عدم شعور بالمسؤولية من قبل من كانوا سببا في هذه الظروف الصعبة، وقالت «والله لم نسمع كلمة لجبر الخواطر على الأقل»، وقالت إنها تعول سبعة أطفال (5 أولاد وبنتان) أحدهما عمره سنتان مصاب بالأنيمياء.
وقالت إنها علمت عبر وسائل الإعلام فقط عن الوعود بتأمين سكن لرهام وأسرتها إلا أنها حتى اليوم لم تسكنه، نافية بأن يكون هناك إجراءات أو حتى محاولات من أجل منحهم منزلا غير منزلهم، وأوضحت بأن المنزل الذي يسكنون به متهالك ويعرضهم للخطر، ويعاني من التصدعات والتشققات التي باتت واضحة على جدرانه، ولم تخف والدة رهام استغرابها من الفرق التطوعية التي ادعت بأنها ستنشر السعادة والفرح في نفس رهام وأسرتها وتوفير جميع الاحتياجات، وقالت لم نتلق شيئا سوى مساعدات غذائية من الجمعية الخيرية فقط، ونفت ما تناقلته بعض الفرق التطوعية بالتكفل بشراء أثاث كامل لغرفة رهام الخاصة أو أجهزة إلكترونية لها أو أدوات كهربائية للمنزل، وقالت إن ما نشر كان من باب التفاخر على حساب جراح رهام، وهم لا يعلمون بأن الكلمة تفرحنا والانتظار يرهقنا، وأشارت إلى أن هناك من حاولوا استغلال مرض رهام من أجل الشهرة والبروز، إلا أنهم سرعان ما اختفوا تاركينها وأسرتها تعاني أقسى وأسوأ الظروف، وفي المقابل ثمنت والدة رهام مواقف بعض الشخصيات التي زارت رهام وساعدتها في تخفيف آلامها من مصابها، وعلقت على ما تردد حول زيارة وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة وتقديمه جهاز آيباد هدية لابنتها رهام، قالت إن جميع أفراد الأسرة لا يدخلون في النوايا، وإنما الأعمال بالنيات.
أما خالة الطفلة رهام والتي نفت ما تم تناقله مؤخراً حول استمرار رهام في تناول الأدوية، بأن رهام ومنذ ستة أشهر لم يصرف لها أي علاج، بحجة أنها سليمة ولا تحتاج لأي دواء، ما عدا مراجعتها في شهر ذي الحجة للمستشفى لعمل بعض الفحوصات، التي أظهرت -على حد قول الأطباء- بأنها سليمة، لكنها عادت وأكدت استغرابها من التناقض، لأنهم في بداية الأمر أشاروا إلى أن الأعراض لن تظهر إلا بعد ستة أشهر أو سنة والحمد لله بأنها تجاوزت السنة ولم تظهر هذه الأعراض، رغم أنها ستراجع المستشفى خلال الأيام القليلة القادمة، وعلى ضوء ذلك سيتحدد مصير دم رهام إن كان ملوثا من عدمه، وقالت خالة رهام إنها ستنتظر نتائج الفحوصات ومن ثم ستغادر برفقة رهام لعلاجها خارج المملكة على نفقة أسرتها ومن يقف معها للاطمئنان على صحتها والتأكد من خلو دمها من مرض الإيدز بعد أن أخلت وزارة الصحة -على حد قولها- مسؤوليتها منذ أن غادرت رهام المستشفى. وأوضحت بأن الأسرة هي من تقوم بتأمين المأكل والسكن لها، مستغربة تجاهل وزارة الصحة مشيرة إلى أنها تعد المتهم الأول في هذه القضية.