• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

أمير منطقة مكة المكرمة: ملف العشوائيات والتعويضات سيكون تحت إشرافي المباشر

أمير منطقة مكة المكرمة: ملف العشوائيات والتعويضات سيكون تحت إشرافي المباشر
بواسطة سلامة عايد 08-03-1435 07:19 صباحاً 376 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: أكد صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، أنه سيباشر مهام عمله يوم الأحد المقبل في مقر الإمارة بمكة المكرمة، مدعوما بثقة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، وبآمال عريضة يعقدها على أهالي المنطقة الذين أثبتوا بأنهم خير عون لكل من يتولى إمارة المنطقة. وقال سموه عبر «عكاظ»، «أرجو من الجميع أن يدركوا أنني عندما أتحدث عن مستقبل المنطقة وآمال أهلها وتطلعاتهم، فإن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال وجود تقصير في المرحلة الماضية؛ لأن سيدي الأمير خالد الفيصل ترك خلفه بصمات واضحة تتمثل في إنجازات نوعية ستنير لنا الطريق، وستبقى حديث الأهالي الذين يكنون لسموه كل الحب والتقدير لفترات طويلة».
وأشار الأمير مشعل بن عبدالله إلى أن ملف العشوائيات والتعويضات سيكون تحت إشرافه المباشر، مضيفا «سأزور سكان الأحياء القديمة وأستمع إلى مطالبهم وسنعمل جاهدين على تلبيتها، وسنعمل على استكمال مشاريع درء مخاطر الأمطار والسيول التي ستحتل حيزا كبيرا من اهتماماتي، خاصة تلك المتعلقة بأودية المحافظات التي تسببت في خسائر بشرية ومادية»، كما تطرق سموه إلى عدد من المواضيع التي تهم أهالي منطقة مكة المكرمة من خلال الحوار التالي وفقا لعكاظ :

سمو الأمير تباشرون عملكم أميرا لمنطقة مكة المكرمة يوم الأحد المقبل، مدعوما بثقة خادم الحرمين الشريفين، كيف تنظرون للمستقبل ؟
أولا أدعو الله سبحانه وتعالى أن يكون عونا لي على أداء واجباتي، وأن أؤدي الأمانة تجاه بيت الله الحرام وأهلي في مكة المكرمة على الوجه المطلوب، ولا شك بأن ثقة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تشكل دافعا كبيرا لي، لكي أنطلق وبقوة نحو مواصلة العمل لاستكمال مسيرة البناء والتطوير، ومعالجة كثير من الملفات الهامة التي بدأها ونجح في إدارتها الأمير خالد الفيصل طوال فترة عمله أميرا لمنطقة مكة المكرمة، وأود أن يكون معلوما لدى الجميع بأنني عندما أتحدث عن المستقبل وما تتطلبه المرحلة فذلك من باب مواصلة ما بدأه وخطط له الأمير خالد الفيصل الذي تبقى بصماته واضحة في أرجاء المنطقة.

بصمات الفيصل
ندرك ذلك سمو الأمير ويدركه كل منصف، ولكن لا شك بأنه ينتظرك عمل ضخم ؟
أتفق معك، وأنا أدرك ذلك ولكن كان هذا للإيضاح فقط، لأن سيدي الأمير خالد الفيصل رجل إمارة وإدارة ناجح، وحقق كثيرا من طموحات أهالي مكة المكرمة، وترك بصمة واضحة ستنير لنا طريق العمل جنبا إلى جنب مع أهالي منطقة مكة المكرمة والمسؤولين فيها، لكي تتحقق الأهداف المنشودة بمشيئة الله تعالى.

لن نستعجل الخطى
إذن ما منهجيتكم سمو الأمير في إدارة دفة العمل ؟
منهجيتنا جميعا مستمدة ولله الحمد من شريعتنا الاسلامية التي تحتم علينا مراعاة الله في السر والعلن وتحقيق العدالة، فلن نستعجل الخطى، وسنسير وفق خطط واستراتيجيات من خلالها نتلمس دروب النجاح، نحو تحقيق أهم متطلبات واحتياجات أهالي المنطقة، ومعالجة أوضاع كثير من الملفات التي تهم المواطنين، وأدرك بأنها كثيرة وصعبة جدا، لكننا بعون الله ثم دعم القيادة الرشيدة قادرون على التعامل معها، إلى أن ترى النور وتصبح في متناول المواطن.

شرف الخدمة
منوط بكم سمو الأمير خدمة بيت الله الحرام والحجاج والمعتمرين، كيف تنظرون إلى هذه المهمة ؟
هذا شرف أفتخر به، وأحمد الله سبحانه وتعالى أن نلت هذا الشرف، وأن أخدم بيت الله العتيق وحجاجه والمعتمرين، ولا شك أن الأمانة ثقيلة، لكنني على ثقة بأن تضافر جهود الأجهزة المختصة والأهالي كفيل بأن يجعلنا نؤديها بما يتوافق وتطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية، حفظهم الله، والذين دائما يؤكدون على ضرورة توفير سبل الراحة والأمن والأمان للحجاج والمعتمرين إلى أن يعودوا إلى بلدانهم، وكلي أمل وتفاؤل بأن العمل الجماعي وفق هدف ورؤية مشتركة سيحقق كل ما نصبو إليه، وهنا لا بد من القول إن نجاحات تحققت في مواسم الحج الماضية، ويتضح ذلك من خلال بسط مظلة الأمن وبث الطمأنينة في نفوس الحجاج، والانسيابية التي سارت عليها جميع الأمور التنظيمية التي وضعت لمثل هذه المواسم.

ملف العشوائيات
سمو الأمير جئت من منطقة حديثة التخطيط إلى منطقة تعاني من العشوائية، خاصة في الأحياء القديمة، سواء في العاصمة المقدسة أو في جدة، كيف ستعالجون هذا الوضع ؟
مثل هذه العشوائيات تعتبر معاناة غالبية المناطق، وإن كانت تختلف من منطقة إلى أخرى، ومن الطبيعي أن يكون في المناطق والمحافظات أحياء قديمة قد تحتاج إلى مشاريع لإعادة البنية التحتية وبما يتوافق ومتطلبات المرحلة الحالية، واعتقد بأن جميع الوزارات جادة في معالجة أوضاع هذه الأحياء، وأعد الأهالي في منطقة مكة المكرمة بأن يكون ملف العشوائيات تحت إشرافي المباشر، وسنعمل مع الجهات ذات العلاقة كل ما في وسعنا على معالجة العشوائيات وفق الامكانات المتاحة، وبما يضمن توفير الخدمات لسكان هذه الأحياء التي أعتبرها أبسط حقوقهم، أسوة بمن يسكنون في الأحياء الحديثة.

أصعب الملفات
وهل لدى سموكم فكرة مسبقة عن العشوائيات في جدة والعاصمة المقدسة ؟
لدي تصور مبدئي ومعلومات أعتقد أنها جيدة، إلا أنها لا تكفي لأن اضع في ضوئها أي دراسة، أو أصدر أي قرار، وأعتقد أن هذا الملف من أصعب الملفات التي تحتاج إلى عدم الاستعجال، خاصة أن الأمير خالد الفيصل قد بدأ في معالجته، وسنواصل من حيث انتهى، وللأمانة فصعوبة هذا الملف تكمن في أنه يتعلق بحقوق مواطنين سأسعى جاهدا على أن يأخذوها بما يكفل لهم العيش الرغيد والحياة الهانئة.
وهل لنا أن نعرف أولى معالجات هذا الملف ؟
لا يمكن لي الحديث قبل أن أقف شخصيا على أوضاع العشوائيات، والاستماع إلى سكان الأحياء القديمة الذين أعدهم بأن يحظوا باهتمامي الشخصي، وأن التقيهم لأستمع إلى مطالبهم واقتراحاتهم، وأحب أن أطمئنهم جميعا بأن كل صاحب حق سيناله، مع الأخذ في الاعتبار عدم المبالغة في المطالب.

لقاء الأهالي
إذن سمو الأمير ستزورون جنوب جدة، وتلتقون الأهالي ؟
الجولات الميدانية والالتقاء بالأهالي جزء من واجباتي ليس في جنوب جدة فحسب، وإنما في جميع المحافظات والمراكز، ولكن بحكم معاناة سكان أحياء بعينها في جدة، وأخرى في العاصمة المقدسة، سيكون ذلك على وجه السرعة، وأدعو الله أن يوفقنا لتحقيق ما فيه الخير والصلاح لهم.
ولكن سمو الأمير معاناتهم لا تتعلق بقطاع واحد ؟
أدرك ذلك، بل من الطبيعي ألا تكون مرتبطة بجهة معينة، ولكن متى وجدت الإرادة من قبل جميع الجهات المعنية، وتضافرت الجهود، وفق خطط ترسم على أرض الواقع، لتراعي المتطلبات واقتراح المعالجات، فأعتقد أن ذلك سيكون ذا مردود جيد وسيقود إلى تحقيق أهم متطلباتهم.

المشاريع المتعثرة
لكم تجربة ناجحة في التعامل مع المشاريع المتعثرة، هل تعتقدون بأن تطبيقها في مكة المكرمة سيعطي النتائج المأمولة ؟
لنتفق بأن المشاريع المتعثرة ليست في منطقة مكة المكرمة فحسب حتى نكون منصفين، الأمر الذي استدعى تحركا من أمراء المناطق والوزراء والمسؤولين في الدولة للعمل على التصدي لها، وأعتقد بأن قربي من المسؤول ومتابعتي الدقيقة لأداء المقاولين، والوقوف ميدانيا على المشاريع الحيوية أعطى النتائج المأمولة، والمعالجات متى ما كانت بعيدة عن الاجتهادات والتنظير ستكون مجدية، فبالتعاون مع زملائي العاملين في جهاز الإمارة ومديري القطاعات الخدمية سنتغلب على أي مشاكل قد تعترض سير العملية التنموية التي أتمنى أن تسير وفق تطلعات القيادة الرشيدة التي تحرص على أن تنفذ المشاريع في مواعيدها، وحسب المواصفات التي تحقق الفائدة من وراء إنشائها.

درء الأخطار
سمو الأمير، تباشرون مهام عملكم مع بداية هطول الأمطار على بعض محافظات منطقة مكة المكرمة، هل يشكل ذلك هاجسا لكم ؟
بصدق، إذا كان هناك من هاجس فهو الحرص على أن تكون الأرواح بعيدة عن مخاطر الأمطار والسيول، ولكن أشعر بكثير من الاطمئنان، لأن الأمير خالد الفيصل قد تصدى لكثير من أوجه الخلل، واستطاع أن يوجد الحلول لبعض الأخطاء التي كانت تسبب أخطارا عند هطول الأمطار وجريان السيول، ونحن بمشيئة الله سنواصل العمل وبجدية على استكمال ما تبقى من مشاريع درء مخاطر الأمطار والسيول سواء داخل المدن أو في المحافظات التابعة للمنطقة، ولكن ــ وحتى لا نكون مبالغين في الحديث عن هذا الأمر ــ هناك أحيانا ظروف طبيعية تفوق الامكانيات الحالية وتحتاج إلى الوقت الكافي لمواجهتها بعد عون الله سبحانه وتعالى، وهذا سيتأتى بالتنسيق مع الجهات المعنية وخاصة الدفاع المدني، لأن الأودية هي الخطر الأكبر الذي يواجه السكان عند هطول الأمطار، وخاصة الواقعة على أطراف المدن والمراكز.

قبلة أنظار المسلمين
سمو الأمير تحدثني وكأنك ملم بجميع الأمور حتى قبل مباشرتك للعمل ؟
مكة المكرمة تتجه إليها أنظار المسلمين في مختلف أرجاء المعمورة، ومن الطبيعي أن أدرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، وما يتطلبه الأمر من عمل كبير في المرحلة المستقبلية، سواء في ما يتعلق بخدمة بيت الله الحرام، أو تأمين الراحة والطمأنينة لقاصديه، واستكمال التوسعات المحيطة بالحرم.
أما على مستوى جدة، فكلنا نعلم مكانتها الاقتصادية على المستويين القاري والعالمي، وما عانته على مدى سنوات طويلة من مشاكل أشبعت طرحا عبر وسائل الاعلام المختلفة، الأمر الذي يستدعي التصدي لها واتخاذ ما يلزم لمعالجتها، وجدة أيضا مقصد للمواطنين السعوديين الذين يأتون إليها من مختلف مناطق المملكة للاستمتاع بشواطئها الجميلة، لذلك ليس غريبا أن يكون الجميع على دراية بآمال جدة وهمومها، ومتطلبات أهلها وسكانها، بل وتمنياتهم بأن تكون على أفضل حال.

الطرح الإعلامي
منطقة مكة المكرمة تحت الضوء الاعلامي، وغالبا ما يكون هناك طرح يلبس ثوب القسوة أحيانا، من باب الانحياز للمواطنوالحرص على طرح همومه، كيف سيكون تعاطيكم مع ما يطرح ؟
أقولها وبصدق: الإعلام عين المسؤول التي يرى به كثيرا من أوجه النقص في الخدمات، أو الخلل في تنفيذ المشاريع، وهو مرآة حقيقية تعكس واقع معاناة بعض المواطنين مع بعض الأجهزة الخدمية، لذلك أرحب دائما بما يتم تناوله عبر وسائل الإعلام المختلفة متى ما كان واقعيا ويهدف لتحقيق المصلحة العامة، وأجدد ترحيبي وسعادتي بالنقد الذي يعينني على أداء واجباتي تجاه أهلي في منطقة مكة المكرمة، وأحب أن أوضح بأن ما يزعجني هو أن أجد تمجيدا في غير محله، لأن ذلك يحجب الحقيقة ولا يؤدي إلى نتيجة.

دعم الوحدة
أبناء نادي الوحدة استبشروا خيرا بمقدم سموكم، ويأملون في دعمكم وتشجيعكم ليعود ناديهم لمصاف الكبار ؟
ومن منا لا يتشرف بخدمة مكة المكرمة وأهلها وسكانها، ونادي الوحدة يلتف حوله رجال استطاعوا السير به لموقع متميز في دوري الدرجة الأولى، وهم يشكرون على ذلك، وأعد محبي هذا النادي العريق بأن أقف إلى جوار رجالاته داعما ماديا ومعنويا ليس فقط من أجل عودته لدوري عبداللطيف جميل، وإنما ليصعد ويبقى منافسا كما عهدناه على المراكز الأولى بين الكبار، وأملي أن أجد الأندية الأخرى في مكة المكرمة وجدة والطائف وجميع المحافظات في مواقع متميزة، لأن ذلك يصب في مصلحة الحركة الرياضية بالمنطقة.
* هل هذا يندرج في إطار دعم سموكم للشباب ؟
الأمير خالد الفيصل وضمن اهتماماته بالشباب في المنطقة، استطاع أن يشكل واحدا من أفضل المجالس الشبابية على مستوى المملكة، ولم يكتف بذلك، وإنما عمل على رعاية مناسباتهم وتشجيعهم وإشراكهم في العملية التنموية بل ومنحهم أدوارا رئيسية في متابعة المشاريع التنموية، وبإذن الله سأواصل دعمي لهذا المجلس، مع الحرص على التخطيط لمبادرات مستقبلية أخرى، لأننا نؤمن بأن للشباب دورا في نهضة وطنهم، كما لا أنسى الدور الكبير الذي يقوم به صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في دعم الأنشطة الشبابية والرياضية في منطقة مكة المكرمة خاصة ومختلف أرجاء الوطن بشكل عام.

الأهالي سندي
أخيرا.. ماذا يقول سموكم لأهالي منطقة مكة المكرمة وأنتم تتهيأون لمباشرة مهام عملكم يوم الأحد المقبل ؟
أنا سعيد جدا بأن أكون بين أهلي في مكة المكرمة خادما لبيت الله الحرام وزواره ولهم، أستمد العون من الله سبحانه وتعالى، ويحدوني الأمل بأن أكون عند حسن ظن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد، وأن أؤدي الشرف والأمانة الملقاة على عاتقي، وأقولها بصدق: ما يجعلني أكثر تفاؤلا بالنجاح في مهمتي، هو حرص وجهاء وأعيان ومسؤولي ومثقفي واعلاميي مكة المكرمة على مد يد العون لكل مسؤول يناط به شرف خدمة مكة المكرمة، وأرجو ألا يبخلوا على مشعل بن عبدالله بآرائهم وأفكارهم التي ستكون محل اهتمامي، وأمام عيني في كل خطوة أخطوها.