مختصون وعلماء وخطباء: التسييس للخطب مرفوض ويقود للويلات
إخبارية الحفير - متابعات : لفت مسؤولون في شؤون المساجد والأوقاف والدعوة والإرشاد إلى أن الخطبة ليست لإثارة الناس أو للمهاترات أو لتحويلها إلى منبر سياسي، وأنه لا مكان للمسيسين وناشري البلبلة والفتن، لافتين إلى أن الوزارة تراقب الخطباء وتقيم لقاءات وورش عمل ودورات أسهمت جميعها بفاعلية في تطوير قدرات الخطباء، منوهين بأن الدور الحقيقي للخطبة هو إرساء روح التآلف بين المسلمين.
ودعا علماء وخطباء إلى أهمية استخدام الأساليب العقلانية في الخطب حتى تسهم في توعية المسلم بأمور دينه بعيدا عن الإخلال بالأمن والأمان، مشيدين بإمكانيات بعض الخطباء ممن جمعوا مهارات الإلقاء وحسن اختيار الموضوعات. كما اعتبروا أن مهمة الخطابة ليست سهلة، كونها من أهم وسائل تقويم الفرد والمجتمع.
في البدء، شدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري بأن الخطبة من شعائر الله التي يجب أن تؤدي أهدافها كتوعية الآخرين في مسائل دينهم، قائلا: «ليست الخطبة لإثارة الناس أو للمهاترات، أو لتحويلها إلى منبر سياسي».
وأضاف: «المسجد هو مكان لجمع القلوب وللتوعية وليس لنشر الضغائن والفتن والبلبلة بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأطيافهم».
وأشار إلى أن التسييس لا مكان له في الخطب لكونه يؤدي إلى ويلات، مبينا أن الوزارة اتخذت إجراءات لمنع الخطباء من الخوض في السياسات، إذ قامت الوزارة بعقد لقاءات وورش عمل ودورات للخطباء، خرجت منها بتوصيات انعكست بفاعلية على الخطب والخطباء، حتى أسهم ذلك في تطوير قدراتهم وتأهيلهم وتنمية أفكارهم، منوها بأن الخطباء على قدر كافٍ من الوعي والمسؤولية وهم ملتزمون بأهداف الخطبة.
وأضاف «خطب الجمعة من شعائر الله التي يجب تعظيمها، وليست محلا للاجتهاد المفضي إلى النزاع والشحن، بل جاءت لتطييب النفوس وتهدئتها».
وبشأن الاهتمام بالخطباء، أشار السديري إلى أنه أقيمت دورات في مختلف مناطق المملكة هدفت إلى مواكبة تطورات العصر والتقنية حتى أسهم ذلك في حصافتهم وحكمتهم، كما يعمل الخطباء وفقا للضوابط الشرعية للخطبة، متمنيا التوفيق لجميع من يعمل في هذا الحق.
لا مكان لهم
من جانبه، قال مدير عام الأوقاف والمساجد في محافظة جدة فهيد البرقي: لا مكان أبدا للخطباء المسيسين على المنابر، ونعمل عند تعييننا لأي خطيب لآلية منظمة، فيتم التأكد من قدراته وفهمه وتعليمه وتناوله للموضوعات الاجتماعية التي تهم الناس في مختلف شؤونهم الحياتية.
وبشأن الرقابة للخطباء، يقول: «نحرص في الوزارة على مراقبتهم، إذ لا تتوقف جهودنا فقط بتعيينهم، بل نحرص على تطويرهم بين الفينة والأخرى»، موضحا أن بعض العوام بحاجة إلى التعرف على بعض القضايا الأساسية في دينهم، إذ من الخطأ تقصير الخطيب في هذا الجانب.
وبين أن الإنسان مسؤول عما يقوله، ولذا على الخطباء مراعاة أحوال العوام وتثقيفهم في أمور دينهم، وعليهم تجنيب الناس الدخول في المهاترات والشحناء أو تأجيج النفوس.
وخلص إلى أنه ينبغي الارتقاء بالخطب وأن نحرص على ذلك دوما وأن نقيم لذلك جهودا نرجو من الله ــ سبحانه وتعالى ــ فيها التوفيق وأن تكلل بالنجاح.
مهمة ليست سهلة
من جانبه، نادى المستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد الخطباء إلى اتباع أسس الخطبة لإيصال الأهداف السامية إلى المسلمين، مبينا أن الخطابة رسالة يجب أن تؤدي نفعها على العوام بما يفيدهم في مجال دينهم ودنياهم، والارتباط في ذلك بما ورد في كتاب الله ــ سبحانه وتعالى، وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم.
ولفت إلى أن مهمة الخطابة ليست سهلة، لكونها تسهم في تقويم الفرد والمجتمع، معتبرا أنها من الوسائل الفعالة التي تؤدي هدفها متى تمكن الخطيب من امتلاك أدواتها، منوها بأن الخطيب الموفق هو الأسرع إلى فهم العامة، الذي يبتعد عن جلب الملل، ولا يغير من الحقيقة الثابتة شيئا.
وطالب الخطباء بإشاعة روح المودة بين الناس وأن يولي الخطيب هموم مجتمعه وقضايا أمته اهتماما، وأن يلم بتقنية العصر ويتمكن من التعرف على أساليب الإقناع للآخرين، ويركز أولا وأخيرا على آيات الله ــ عز وجل ــ وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ليزداد المسلمون من عمل الخير.
ولفت إلى أساليب تسهم في نجاح الخطبة كالدعوة إلى وحدة المسلمين وأيضا اختصارها وتبيان حقيقة الإسلام وتناول سيرة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لما له من تأثير عظيم على النفوس.
مراجعة الأساليب
إلى ذلك، قال الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بصفر: «المنابر قامت بدورها والسبب وجود خطباء يقومون بأدوارهم على الوجه الأمثل»، مطالبا عموم الخطباء بمراجعة أساليبهم بين الحين والآخر حرصا على تطويرها بما يتواكب مع التطور في المجتمع، وبما يتوافق مع مختلف فئات المتلقين من عموم المجتمع.
وطالب الخطباء بالتعرف على الأساليب الناجحة في الخطب، لضمان إعداد المميز منها، وعدم الخوض في السياسة؛ لأنها تجر إلى ويلات وتؤجج الفتن بين المسلمين والرأي العام كذلك، مع ضرورة إدراك الخطيب للهموم والمشكلات في الحي الذي يتولى الخطابة فيه، مناديا الخطباء لإعداد خطبهم بأفضل الطرق وأميزها لتؤدي ثمارها ونتائجها، ومن الأجدى للخطيب عدم الاستمرار على حاله مع مرور الزمن، بل لا بد من التطوير إلى الأفضل.
مراعاة الأهداف الأساسية
من جهته، قال إمام جامع الملك سعود بخزام سعيد القرني «يحز في النفس حينما يخرج الخطيب عن الهدف الأساسي للخطبة، فيبدأ في التحليل للواقع باجتهاده دون الحديث في الموضوعات التي تهم الآخرين في عبادتهم وسلوكهم».
وزاد «يجب علينا التماسك والحفاظ على أمننا ووحدتنا وعدم الخوض أو الترويج للأمور السياسية، مع أهمية زرع الانتماء الوطني في قلوب المواطنين»، لافتا إلى أنه متى استغلت مضامين الخطبة والسعي لتحقيق أهدافها فستؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية يستفيد منها مختلف الفئات.
حكمة وموعظة
القارئ وإمام مسجد التقوى نبيل الرفاعي لفت إلى أن دور الخطباء والأئمة هام، إذ يؤثر في الناس حينما تقوم الخطبة بالتي هي أحسن وباستخدام الأساليب المثلى والحكمة والموعظة الحسنة لقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
وذكر أن الحاسدين لهذه البلاد كثر، ولذا يجب على المرء أن يتعامل مع ذلك بالأساليب العقلانية، وأهم ذلك تجنب الخوض فيما لا يفيد حتى نحافظ على أمننا واستقرارنا.
واستاء من ترويج البعض بأن الخطب ما زالت ذات مستوى متدن وضعيف، وأن الخطباء ذوو قدرات محدودة، قائلا «العديد من خطبائنا تميزوا وبرعوا في مواضيعها وطرق إلقائها وإيصالها للآخرين».
ودعا علماء وخطباء إلى أهمية استخدام الأساليب العقلانية في الخطب حتى تسهم في توعية المسلم بأمور دينه بعيدا عن الإخلال بالأمن والأمان، مشيدين بإمكانيات بعض الخطباء ممن جمعوا مهارات الإلقاء وحسن اختيار الموضوعات. كما اعتبروا أن مهمة الخطابة ليست سهلة، كونها من أهم وسائل تقويم الفرد والمجتمع.
في البدء، شدد وكيل وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لشؤون المساجد والدعوة والإرشاد الدكتور توفيق السديري بأن الخطبة من شعائر الله التي يجب أن تؤدي أهدافها كتوعية الآخرين في مسائل دينهم، قائلا: «ليست الخطبة لإثارة الناس أو للمهاترات، أو لتحويلها إلى منبر سياسي».
وأضاف: «المسجد هو مكان لجمع القلوب وللتوعية وليس لنشر الضغائن والفتن والبلبلة بين أفراد المجتمع بمختلف فئاتهم وأطيافهم».
وأشار إلى أن التسييس لا مكان له في الخطب لكونه يؤدي إلى ويلات، مبينا أن الوزارة اتخذت إجراءات لمنع الخطباء من الخوض في السياسات، إذ قامت الوزارة بعقد لقاءات وورش عمل ودورات للخطباء، خرجت منها بتوصيات انعكست بفاعلية على الخطب والخطباء، حتى أسهم ذلك في تطوير قدراتهم وتأهيلهم وتنمية أفكارهم، منوها بأن الخطباء على قدر كافٍ من الوعي والمسؤولية وهم ملتزمون بأهداف الخطبة.
وأضاف «خطب الجمعة من شعائر الله التي يجب تعظيمها، وليست محلا للاجتهاد المفضي إلى النزاع والشحن، بل جاءت لتطييب النفوس وتهدئتها».
وبشأن الاهتمام بالخطباء، أشار السديري إلى أنه أقيمت دورات في مختلف مناطق المملكة هدفت إلى مواكبة تطورات العصر والتقنية حتى أسهم ذلك في حصافتهم وحكمتهم، كما يعمل الخطباء وفقا للضوابط الشرعية للخطبة، متمنيا التوفيق لجميع من يعمل في هذا الحق.
لا مكان لهم
من جانبه، قال مدير عام الأوقاف والمساجد في محافظة جدة فهيد البرقي: لا مكان أبدا للخطباء المسيسين على المنابر، ونعمل عند تعييننا لأي خطيب لآلية منظمة، فيتم التأكد من قدراته وفهمه وتعليمه وتناوله للموضوعات الاجتماعية التي تهم الناس في مختلف شؤونهم الحياتية.
وبشأن الرقابة للخطباء، يقول: «نحرص في الوزارة على مراقبتهم، إذ لا تتوقف جهودنا فقط بتعيينهم، بل نحرص على تطويرهم بين الفينة والأخرى»، موضحا أن بعض العوام بحاجة إلى التعرف على بعض القضايا الأساسية في دينهم، إذ من الخطأ تقصير الخطيب في هذا الجانب.
وبين أن الإنسان مسؤول عما يقوله، ولذا على الخطباء مراعاة أحوال العوام وتثقيفهم في أمور دينهم، وعليهم تجنيب الناس الدخول في المهاترات والشحناء أو تأجيج النفوس.
وخلص إلى أنه ينبغي الارتقاء بالخطب وأن نحرص على ذلك دوما وأن نقيم لذلك جهودا نرجو من الله ــ سبحانه وتعالى ــ فيها التوفيق وأن تكلل بالنجاح.
مهمة ليست سهلة
من جانبه، نادى المستشار في الديوان الملكي إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد الخطباء إلى اتباع أسس الخطبة لإيصال الأهداف السامية إلى المسلمين، مبينا أن الخطابة رسالة يجب أن تؤدي نفعها على العوام بما يفيدهم في مجال دينهم ودنياهم، والارتباط في ذلك بما ورد في كتاب الله ــ سبحانه وتعالى، وسنة نبيه ــ صلى الله عليه وسلم.
ولفت إلى أن مهمة الخطابة ليست سهلة، لكونها تسهم في تقويم الفرد والمجتمع، معتبرا أنها من الوسائل الفعالة التي تؤدي هدفها متى تمكن الخطيب من امتلاك أدواتها، منوها بأن الخطيب الموفق هو الأسرع إلى فهم العامة، الذي يبتعد عن جلب الملل، ولا يغير من الحقيقة الثابتة شيئا.
وطالب الخطباء بإشاعة روح المودة بين الناس وأن يولي الخطيب هموم مجتمعه وقضايا أمته اهتماما، وأن يلم بتقنية العصر ويتمكن من التعرف على أساليب الإقناع للآخرين، ويركز أولا وأخيرا على آيات الله ــ عز وجل ــ وسنة رسوله ــ صلى الله عليه وسلم ــ ليزداد المسلمون من عمل الخير.
ولفت إلى أساليب تسهم في نجاح الخطبة كالدعوة إلى وحدة المسلمين وأيضا اختصارها وتبيان حقيقة الإسلام وتناول سيرة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ لما له من تأثير عظيم على النفوس.
مراجعة الأساليب
إلى ذلك، قال الأمين العام للهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم التابعة لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بصفر: «المنابر قامت بدورها والسبب وجود خطباء يقومون بأدوارهم على الوجه الأمثل»، مطالبا عموم الخطباء بمراجعة أساليبهم بين الحين والآخر حرصا على تطويرها بما يتواكب مع التطور في المجتمع، وبما يتوافق مع مختلف فئات المتلقين من عموم المجتمع.
وطالب الخطباء بالتعرف على الأساليب الناجحة في الخطب، لضمان إعداد المميز منها، وعدم الخوض في السياسة؛ لأنها تجر إلى ويلات وتؤجج الفتن بين المسلمين والرأي العام كذلك، مع ضرورة إدراك الخطيب للهموم والمشكلات في الحي الذي يتولى الخطابة فيه، مناديا الخطباء لإعداد خطبهم بأفضل الطرق وأميزها لتؤدي ثمارها ونتائجها، ومن الأجدى للخطيب عدم الاستمرار على حاله مع مرور الزمن، بل لا بد من التطوير إلى الأفضل.
مراعاة الأهداف الأساسية
من جهته، قال إمام جامع الملك سعود بخزام سعيد القرني «يحز في النفس حينما يخرج الخطيب عن الهدف الأساسي للخطبة، فيبدأ في التحليل للواقع باجتهاده دون الحديث في الموضوعات التي تهم الآخرين في عبادتهم وسلوكهم».
وزاد «يجب علينا التماسك والحفاظ على أمننا ووحدتنا وعدم الخوض أو الترويج للأمور السياسية، مع أهمية زرع الانتماء الوطني في قلوب المواطنين»، لافتا إلى أنه متى استغلت مضامين الخطبة والسعي لتحقيق أهدافها فستؤدي إلى نتائج إيجابية حقيقية يستفيد منها مختلف الفئات.
حكمة وموعظة
القارئ وإمام مسجد التقوى نبيل الرفاعي لفت إلى أن دور الخطباء والأئمة هام، إذ يؤثر في الناس حينما تقوم الخطبة بالتي هي أحسن وباستخدام الأساليب المثلى والحكمة والموعظة الحسنة لقول الله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
وذكر أن الحاسدين لهذه البلاد كثر، ولذا يجب على المرء أن يتعامل مع ذلك بالأساليب العقلانية، وأهم ذلك تجنب الخوض فيما لا يفيد حتى نحافظ على أمننا واستقرارنا.
واستاء من ترويج البعض بأن الخطب ما زالت ذات مستوى متدن وضعيف، وأن الخطباء ذوو قدرات محدودة، قائلا «العديد من خطبائنا تميزوا وبرعوا في مواضيعها وطرق إلقائها وإيصالها للآخرين».