• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

الإبراهيمي يصل إلى دمشق المحطة الابرز في جولته الإقليمية حول جنيف 2

الإبراهيمي يصل إلى دمشق المحطة الابرز في جولته الإقليمية حول جنيف 2
بواسطة سلامة عايد 23-12-1434 05:26 مساءً 378 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: 

وصل الموفد الدولي الى سوريا الاخضر الابراهيمي اليوم الاثنين الى دمشق، المحطة الابرز ضمن جولته الاقليمية لتحقيق توافق حول عقد مؤتمر جنيف 2 لحل الازمة، بمشاركة النظام والمعارضة المنقسمة حول المؤتمر. ووصل الابراهيمي قرابة الساعة 13,15 (11,15 تغ) الى فندق شيراتون وسط دمشق، برفقة نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الذي غادر بعد دقائق قليلة، بحسب ما افادت صحافية في وكالة فرانس برس. ولم يدل اي من الرجلين بتصريحات من الفندق. وكان الابراهيمي وصل صباح اليوم الى مطار بيروت قادما من طهران، وانتقل منه عن طريق البر الى دمشق، في زيارة هي الاولى منذ قرابة عام.

وكان مصدر حكومي سوري افاد وكالة فرانس برس الاحد ان زيارة الابراهيمي "قد تستمر ليومين". وسوريا هي المحطة الثامنة ضمن جولته الاقليمية لحشد تأييد حول مؤتمر جنيف 2 الذي يرجح عقده في 23 نوفمبر المقبل، علما ان هذا الموعد ليس رسميا بعد. وشملت جولة الابراهيمي غالبية الدول الاقليمية المعنية بالنزاع السوري وابرزها ايران وتركيا والعراق وقطر، باستثناء المملكة العربية السعودية. وكان الرئيس بشار الاسد دعا خلال حديث تلفزيوني الاسبوع الماضي الابراهيمي الى "عدم الخروج عن اطار المهام" الموكلة اليه والتزام الحياد.

وتعود الزيارة الاخيرة للابراهيمي الى سوريا الى ديسبمر 2012. ووجهت دمشق والاعلام السوري اليه من بعدها انتقادات لاذعة. وقالت صحيفة "الوطن" في حينه ان الاسد انهى اجتماعه بالابراهيمي بعدما "تجرأ" على سؤاله عن احتمال ترشحه لولاية جديدة.

ولم تتضح بعد المواقف النهائية لطرفي النزاع الاساسيين من المؤتمر الذي طرحت موسكو وواشنطن فكرته في مايو 2012. ففي حين يعلن النظام مشاركته "من دون شروط"، يؤكد في الوقت نفسه رفضه محاورة "الارهابيين" والبحث في مصير الرئيس بشار الاسد.

في المقابل، يشهد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية تباينا في الآراء بين اعضائه، الا انه يشدد على "ثوابت" ابرزها عدم التفاوض الا حول "انتقال السلطة بكل مكوناتها واجهزتها ومؤسساتها ثم رحيل" الاسد.

ويواجه الائتلاف ضغوطا دولية للمشاركة في المؤتمر، ومن المقرر ان يتخذ قراره النهائي حوله خلال اجتماعات يبدأها في اسطنبول في التاسع من نوفمبر. الى ذلك، اعلنت 19 مجموعة مقاتلة بارزة بينها "لواء التوحيد" و"أحفاد الرسول" و"احرار الشام" و"صقور الشام"، السبت ان المشاركة في المؤتمر هي "خيانة (...) تستوجب المثول امام محاكمنا". وردا على هذه التهديدات، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه "من المشين ان يباشر بعض هذه المنظمات المتطرفة، الارهابية التي تقاتل القوات الحكومية في سوريا باطلاق تهديدات، وهي ليست المرة الاولى". واضاف ان "هذه التهديدات موجهة الى الذين سيتجرأون على الذهاب الى مؤتمر جنيف الذي اقترحته روسيا والولايات المتحدة".

ورأى الاستاذ في جامعة ادنبره توما بييريه ان بيان هذه المجموعات يشير "الى ان جنيف 2 يحظى برفض شبه كامل في صفوف المقاتلين، ما يعني ان شريحة واسعة من المعارضة السياسية لن تخاطر بالمشاركة في مؤتمر سيكلفها ما تبقى لها من شرعية وسط المجموعات المسلحة". اضاف هذا الخبير في شؤون الحركات الاسلامية "رغم ذلك، وفي حال شارك معارضون في جنيف 2 وتوصلوا الى اتفاق، الا ان ذلك لن يؤدي الى نتيجة"، اذ ان هذه المجموعات "تمثل شريحة كبيرة جدا من المعارضة المسلحة"، ومنها "مجموعات عدة قريبة من المملكة العربية السعودية".

واضاف ان "السعوديين يرفضون بشكل كامل المقاربة الاميركية للنزاع السوري ويسمعون رأيهم. رفضهم لجنيف 2 ليس من منطق معاقبة الاميركيين، بل لاقتناعهم بأن الصيغة الحالية للمؤتمر كما تطرحها موسكو وواشنطن، لن تقود الى اي مكان. السعوديون يريدون ان يحسموا النزاع لمصلحتهم بطبيعة الحال". وشهدت العلاقات بين الرياض وواشنطن اختلافات في الفترة الماضية، لا سيما بعد تراجع الولايات المتحدة عن توجيه ضربة عسكرية ضد النظام السوري، والتقارب الاميركي مع طهران.

واليوم، قالت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات انه "في إطار +النزاع+ القائم بين واشنطن والرياض (...) وجه آل سعود الفصائل الإرهابية المقاتلة على الأرض السورية للإعلان أمس أن المشاركة في جنيف 2 يعتبر خيانة وستتم محاكمة من يشارك فيه"، معتبرة ان ذلك "مسعى جديد لإفشال كل الجهود" لعقد المؤتمر.

ميدانيا، استعادت القوات النظامية بلدة صدد المسيحية التاريخية في محافظة حمص (وسط)، بعدما دخلها مقاتلون معارضون بينهم جهاديون في الايام الماضية، في سعيهم للسيطرة على مخازن أسلحة قريبة منها، بحسب ما افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا).

وكان المقاتلون المعارضون دخلوا مطلع الاسبوع الماضي اجزاء واسعة من صدد، بهدف التقدم نحو بلدة مهين السنية القريبة منها، في محاولة للسيطرة على مخازن اسلحة فيها.

واوضح المرصد السوري لحقوق الانسان ان المقاتلين انسحبوا من صدد في اتجاه مهين حيث لا تزال الاشتباكات مستمرة.

وفي شمال شرق سوريا، افاد المرصد عن اشتباكات بين عناصر "الدولة الاسلامية" وجبهة النصرة وكتائب اخرى من جهة، ومقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي من جهة اخرى، اثر هجوم للجهاديين على حواجز للمقاتلين الاكراد في تل حلف ومشرافة وأصفر نجار.

يأتي ذلك غداة سيطرة المقاتلين الاكراد على بلدة اليعربية الحدودية مع العراق اثر اشتباكات مع مقاتلين جهاديين، بعد سيطرتهم السبت على المعبر الحدودي الذي يحمل الاسم نفسه.

وفي تداعيات النزاع السوري على الجوار، ارتفعت حصيلة قتلى المواجهات المستمرة منذ مطلع الاسبوع الماضي بين سنة وعلويين في شمال لبنان الى 14 قتيلا، في حين قتل رجل وجرحت ابنته في جنوب شرق تركيا بقذيفة هاون اطلقت من سوريا.