• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

المفتي العام: لا يجوز التحايل على «ساهر» .. والتعاون مطلوب

المفتي العام: لا يجوز التحايل على «ساهر» .. والتعاون مطلوب
بواسطة سلامة عايد 28-11-1434 09:04 صباحاً 268 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: أوضح سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن التحايل على مشروع نظام ساهر المروري لا يجوز، سواء بوضع اللصقات على لوحات السيارات أو بأية حيلة أخرى.
وقال سماحته: لا يجوز ذلك، إذ أن ساهر وضع تنظيما للحركة وإرشادا للناس ومنعا للتهور، وليس عدوا، وقد وضع لمصلحة لا للضرر، ونحن نرى آثاره الطيبة، ولا سيما تحديد سقف مسموح به للسرعة في الطرقات، فالحقيقة هو تنظيم وترتيب ولا ينبغي للناس أن يقفوا منه موقف المعادي، هو يردع المتهور وينظم السير، فاحترام الأنظمة والتعاون هو المطلوب.
وبين الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ أن الحج يجب بالاستطاعة، أما غير المستطيع فلا يجب عليه الحج، لافتا إلى أن الاستطاعة أمران، استطاعة بالمال والبدن فمن استطاع بماله وبدنه تعين ووجب عليه أداء الحج، ومن استطاع بماله وعجز ببدنه وجب عليه أن ينيب من يحج عنه ومن لم يستطع لا بماله ولا ببدنه فإن الله يعذره ، وأن من لم يستطع سبيلا لعجزه لمرض أو فقر ذاته من المال فلا حج عليه.. فإلى التفاصيل:
في قول الله تعالى (فلا تخشوا الناس واخشون)، وقوله سبحانه: (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)، كيف يكون الخوف من الله تعالى، وهل من لوازم الإيمان خوف العبد من الله؟
الخوف من الله عبادة، فيخاف العبد من ربه خوفا حقيقيا لعلمه أن بيد الله رزقه وحياته وموته، وأن الله يصرف الأمور كيف يشاء، وأن الله مالك حواسه وسمعه وبصره وهو الخالق له وإليه مرده ومصيره، يتصور عظمة الله وكمال علمه والاطلاع على سره وعلانيته، إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء، يقول الله تعالى: (قل إن تبدوا ما في صدوركم أو تخفوه يعلمه الله)، (إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء)، (وما من غائبة في السماء والأرض إلا في كتاب مبين)، فإذا تصور عظمة الله وكمال علمه واطلاعه عليه وعلمه بسره وعلانيته، قال الله تعالى : (وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله)، إذا فهو يعلم ذلك حقيقة فيخاف من الله خوفا يحول بينه وبين معاصي الله، يردعه عن المحرمات، خوفا يصعد به إلى معالي الأمور يجعله يؤدي الواجبات ويدع المحرمات ويخلص لله الأقوال والأعمال، فالخوف من الله عبادة، ولهذا لو خاف إنسان من مخلوق خوفا كخوفه من الله لكان ذلك كفرا، لأنه لا يمكن أن تتصور مخلوقا تخافه كخوف الله، المخلوق مثلك، فالله من يسلطه عليك، والله يقدر الأمور، أما أن تظن كل شيء بيده وتقول هذا يملك كل شيء وتقول هذا يقطع رزقي وهذا يعجل أجلي، لا يصلح ذلك، فلا تصرف الخوف لغير الله وإنما تجعل الخوف الحقيقي من الله، نعم قد يخاف الإنسان أمرا طبيعيا من عدو أو سبع ونحو ذلك، هذا خوف طبيعي، لكن الخوف الحقيقي هو أن تجعل العبد بمنزلة الخالق، بمعنى أن تعتقد أن ما يقدر عليه المخلوق مثل ما يقدر عليه الخالق، فهذا خطأ وضلال، (فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين)، فالمؤمنون يخافون من الله حق الخوف ويخشونه حق الخشية وينيبون إليه حق الإنابة، ويعلمون أن الله خالقهم ورازقهم وإليه مردهم ومصيرهم، ولهذا عظم خوفهم من الله ومحبتهم لله ورجاؤهم من الله.
الجهر بالقراءة
ما تفسير قول الله تعالى (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)؟
النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ كان بمكة ربما قرأ القرآن فرفع صوته فآذاه المشركون وشوشوا عليه فأمره الله بقوله (ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا)، أي قراءتك تكون بين الجهر والإسرار، فذاك أرفق بك واسلم لك من كيد المشركين، ولهذا النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ نهانا أن يجهر قارئونا على مصلينا، وأن على قارئ القرآن أن ينظر إن كان بجانبه نائم أو مصل أو تالٍ، فلا يجهر بالقراءة جهرا يشوش به على الآخرين، وإنما يقرأ القراءة وينتفع بها من غير أن يؤذي الآخرين بذلك.
ألف آية
هل يصح حديث أن من قام بألف آية كتب من المقنطرين؟
قيام الليل على قدر نشاط الإنسان الله يقول (فاقرأوا ما تيسر من القرآن)، فكل إنسان في قيام الليل يقوم على قدر طاقته، أكمل القيام أن تصلي التهجد 11 ركعة بما يسر الله من القرآن، على الإنسان أن يجعل قيامه الليل على قدر استطاعته ويلازمه وإن قل.
الاستطاعة في الحج
ما ضوابط الاستطاعة في الحج؟
الله تعالى يقول: (ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا)، والاستطاعة أمران: استطاعة بالمال والبدن، فمن استطاع بماله وبدنه تعين ووجب عليه أداء الحج، ومن استطاع بماله وعجز ببدنه وجب عليه أن ينيب من يحج عنه، ومن لم يستطع لا بماله ولا ببدنه فإن الله يعذره لأنه تعالى يقول (لمن استطاع إليه سبيلا)، فمن لم يستطع سبيلا لعجزه لمرض أو فقر ذاته من المال فلا حج عليه والحمد لله رب العالمين.
وسائل الشكر
ما وسائل شكر نعمة الله؟
الله تعالى قال عن دعاء سليمان لما سخر له ما سخر (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين)، فالمسلم إذا أنعم الله عليه شكر الله من قلبه بأن يعتقد من قلبه أن هذه النعم من الله فضلا منه وإحسانا، لا بحوله ولا قوته، ولكن تكرما من الله، ثم يشكر الله بلسانه فيثني على الله بما هو أهله، قال النبي ــ صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها ويشرب الشربة فيحمده عليها) ثم يشكرها بجوارحه فيؤدي الواجبات ويبتعد عن المحرمات ويستعين بهذه النعم على طاعة الله فيصل رحمه ويواسي الفقراء ويؤدي الزكاة شكرا لله.
التحايل على ساهر
التحايل على ساهر كوضع لصقات وغيره، ما حكمه؟
**لا يجوز، هذا وضع تنظيما للحركة وإرشادا للناس ومنعا للتهور، وليس عدوا، وضع لمصلحة لا للضرر، نرى آثاره طيبة، ولاسيما تحديد سقف مسموح به للسرعة في الطرقات، فالحقيقة هو تنظيم وترتيب، ولا ينبغي للناس أن يقفوا منه موقف المعادي، هو يردع المتهور وينظم السير، فاحترام الأنظمة والتعاون هو المطلوب.
وقوع البلاء
إن من سنة الله الكونية ووقوع البلاء على المؤمن لحكمة عظيمة لا يكاد يخلو منها أحد، فما الذي ينبغي على المؤمن إذا نزل عليه البلاء، وهل هو أمر قدري لا علاقة له بأفعال العباد وارتكابهم للمظالم والذنوب، وجهونا بارك الله فيكم؟
إن من سنة النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ سؤال الله العافية، كان إذا التقى بقوم قال: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا، فالمؤمن يسأل الله العافية دائما لأنه لا يدري أيصبر أم لا فيسأل الله العافية ولا يتمنى البلاء، لكن إذا ابتلي صبر، فهو لا يتمنى البلاء أصلا لأنه لا يدري عن نفسه وقدرته وأهليته، فقد يتمنى البلاء ثم يتسخط ويقع في الإثم، ولذا يسأل الله العافية، لكن إذا ابتلي صبر واحتسب، وهكذا المؤمن يسأل الله العافية، فإذا ابتلي في نفسه أو ماله أو ولده صبر واحتسب، والله أخبرنا أن كل ما يحصل في الناس بقضاء وقدر (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير. لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)، القضاء والقدر أمر نافذ في أم الكتاب كتبه الله قبل أن يخلق الخليقة بخمسين ألف سنة، وفي الحديث: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك»، الذي يصيبك أمران، الأول: أن يكون ابتلاء وامتحانا من الله ليختبر صبره وإيمانه وقدرته، (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم)، الثاني: أن يكون عقوبة على ما أحدثه من مخالفة شرعية، قال الله تعالى: (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، فالذنوب والمعاصي هي من أسباب وقوع البلايا والمحن وحلول العقوبات، فهذا عقوبة من الله، وقد يكون البلاء امتحانا للعبد ليرفع درجته في دار كرامته ويعلي منزلته، يقول النبي ــ صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، ولهذا قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، ولما ابتلي المؤمنون يوم أحد وقتل من قتل وجرح النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ وكسرت رباعيته قال الله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)، فدل على أن المخالفة الشرعية لا بد لها من آثار على الإنسان، لكن المسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وسأل الله العفو والعافية والثبات والرضى عن الله تعالى، المهم المصائب قسمان، منها بلاء من الله للعبد لرفع درجاته وعلو مكانته، ومنها عقوبة لما أحدثه من معاصٍ ومخالفات ليطهره بها في الدنيا حتى يلقى الله وهو نقي من الذنوب والخطايا، ونسأل الله العفو لنا ولكم في الآخرة.
نقل الشائعات
في قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة).. في الآية تحذير للمسلم قوي بعدم ظلم الآخرين هل يشمل هذا الشائعة؟
هذه الآية في سورة الحجرات، أدب من الله أدب به عباده المؤمنين في تلقي الأخبار ونشرها وإشاعتها، وأن الواجب علينا إذا جاءنا فاسق لا نثق به بخبر ألا نقبله على الفور بل نثبته ونقلبه يمنية ويسرة وننظر في قرائنه وننظر هل صدق أو كذب ولا نتسرع في قبوله أو رده، بل نتأمل نطيل التامل في ذلك وننظر أهذا حق أو باطل، فتثبتوا لأجل ألا تصيبوا قوما بعدوان وجهالة، لأنكم فعلتم فعلا بناء على خبر لم تتثبتوا من صحته أو عدمه فندمتم على ما فعلتم، لعلكم أن تعاقبوا أو تسبوا و تظلموا من نقل عنه الخبر، والواقع أن الخبر لا أساس له من الصحة، وهذا أصل في التثبت من الأخبار، ولا سيما الشائعات التي يشيعها من يشيعها والأراجيف والتحدث في القدح في الناس والكلام فيهم وحمل الكلام على أسوأ محمل من دون روية وبصيرة، ولذا قال اله (لئن لم ينته المنافقون والذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة لنغرينك بهم ثم لا يجاورونك فيها إلا قليلا. ملعونين أينما ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلا)، وفي الحديث (بئس مطية القوم زعموا)، وفي الأثر (كفى بالمرء كذبا أن يحدث بكل ما سمع)، فالتثبت وعدم الحكم على الخبر في الحال مطلوب من كل مسلم، فالبعض يأتي بخبر يدعي أنه غيرة لله ودفاع عن الدين وغيره على محارم الله، وللأسف أخباره قد تكون كاذبة وقد يكون مبالغا فيها وقد يكون له مقاصد سيئة، لكنه أظهرها في قالب الخير والصلاح ليخدع الناس بذلك، فعلينا التثبت في الأخبار وعدم التسرع وألا نحكم على الأشياء بمجرد سماع قول لا ندري عن قائله أهو كاذب أو صادق، وليس على الصادق عنوان واضح فلنتثبت حتى لا نقع في جهالة وبلاء.