• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

محمد المشعل: سحبنا كميات الحليب السليمة من الأسواق وأرسلناها للفحص في ألمانيا

محمد المشعل: سحبنا كميات الحليب السليمة من الأسواق وأرسلناها للفحص في ألمانيا
بواسطة سلامة عايد 09-10-1434 08:40 صباحاً 360 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: اعتبر رئيس الهيئة العامة للغذاء والدواء الدكتور محمد المشعل أن الهيئة تعمل حاليا على إعادة الهيكلة حتى تنطلق من مرحلة التأسيس إلى العمل الحقيقي، مشيرا إلى أن الهيكلة تتضمن نقل العمل من التقليدي إلى العمل السلس المقنن، إضافة إلى الهيكل الوظيفي للعاملين، ونقل كافة اختصاصات الهيئة من بعض الجهات الحكومية إلى الهيئة بالكامل.

ووفقا لعكاظ أوضح الدكتور المشعل، في حديث موسع مع الصحيفة، أن هناك عملا مؤسسيا كبيرا يعملون عليه الآن، مضيفا: كما أننا بدأنا العمل في قياس مؤشرات الأداء في كافة قطاعات الهيئة وفي المنافذ الحدودية وأداء العاملين حتى يكون هناك اعتماد على قياس الأداء.
وفيما يتعلق بموعد الانتهاء من الهيكلة، أكد المشعل أن الهيئة تعمل على بعض الإجراءات وإعداد المتطلبات الأساسية التي تختصر الوقت، مضيفا: «قريبا ــ إن شاء الله ــ سننتهي من الهيكلة كاملة».
وأبدى المشعل عتبه على بعض المغردين في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» وكتاب الصحف الذين شككوا في عمل الهيئة، قائلا: «لدينا عتب على بعض المغردين في تويتر، وبعض الكتاب في الصحف لأن بعضهم كتب دون الاتصال على الهيئة لمعرفة الحقيقة، ولكن هم قلة، وفي ذات الوقت نشكر الذين كانوا يبحثون عن المعلومة، بعض التغريدات وبعض الكتاب كانت دعواتهم واضحة إلى عدم الثقة في عمل الهيئة».
في البداية، هل لك أن تطلعنا على العمل الذي يجري حاليا في الهيئة العامة للغذاء والدواء للانتقال بها من مرحلة التأسيس إلى مرحلة العمل المؤسسي الدقيق؟
ــ نود أن نحيط الجميع علما بأننا بداية نحتسب الأجر من الله ــ سبحانه وتعالى ــ في عملنا هذا، فهي أمانة كبيرة مناطة بأعناقنا لحماية المواطن والمقيم على تراب هذا الوطن، بعد أن حملنا ولاة الأمر هذه الأمانة، والهيئة اليوم تخطت مرحلة التأسيس وبقيت مرحلة الانطلاق، فهناك عمل مؤسسي كبير نعمل عليه الآن، وهو نقل العمل من التقليدي إلى العمل السلس الميسر الدقيق والمقنن أيضا، كما أننا بدأنا العمل في قياس مؤشرات الأداء في كافة قطاعات الهيئة وفي المنافذ الحدودية وأداء العاملين حتى يكون هناك اعتماد على قياس الأداء، بحيث نعتمد على مؤشرات الأداء من كل موظف ومن كل قطاع، حتى نصل إلى مستوى متقدم من الحكم على الأداء والإنتاجية.
كما أنه سيكون المرتكز الأساس لدينا في الخطة القادمة هو الإنتاجية، وسرعة اتخاذ القرار والتركيز على المنافذ، وزيادة القدرات الاستيعابية للمختبرات، والعمل على إعداد الهيكل الوظيفي للعاملين في الهيئة حتى نحقق الاستقرار النفسي والاجتماعي والوظيفي للعاملين في الهيئة، وكذلك إعداد المقر المناسب، وهذه من الظروف المحيطة التي ستنعكس على أداء العمل في الهيئة بشكل إيجابي، أيضا سوف نتواصل مع المستهلك من مواطنين ومقيمين لمعرفة مدى رضاهم عن أداء الهيئة وعملها وهذا له منهج خاص، والتركيز على زيادة الجرعة التوعوية للمستهلك، وقد بدأنا في شهر رمضان في الحملة التوعوية، وإن كانت بسيطة لكنها في المستقبل ستشهد تطورا كبيرا ونقلة نوعية ولن تكون موسمية بل مستمرة طوال العام، كما أننا نعمل أيضا على تأسيس مركز للاتصال لتلقي استفسارات المستهلك في كافة القطاعات، فلدينا الآن الدواء، ولكن مستقبلا سيكون المركز موحدا للدواء والغذاء والأجهزة والمنتجات الطبية، إضافة إلى ذلك نعمل حاليا على تقوية العلاقات مع الأجهزة الرقابية الدولية عبر توقيع اتفاقيات لتبادل المعلومات والخبرات.
ومتى تتوقعون الانتهاء من هذه الهيكلة والانطلاقة؟
ــ بدأنا في الهيكلة الآن، ومنها الهيكل الوظيفي، ولكن نحتاج إلى بعض الإجراءات، ولكننا قمنا بإعداد المتطلبات الأساسية لتلك الجوانب بحيث نختصر الوقت، وقريبا ــ إن شاء الله ــ سننتهي من الهيكلة كاملة.

تحويل الاختصاصات

ومتى ستؤول إلى الهيئة كافة الاختصاصات الخاصة بالغذاء والأجهزة والمنتجات الطبية؟
ــ حاليا، الهيئة العامة للغذاء والدواء مسؤولة بالكامل عن الدواء، وبالنسبة للغذاء فحتى الآن هو مشترك بين الهيئة ووزارات الزراعة والتجارة والبلديات والصحة، ولكن أتوقع ــ إن شاء الله ــ أن بعض تلك الاختصاصات ستؤول إلى الهيئة بنهاية العام الحالي، وبعض تلك الجوانب تحتاج إلى وقت، ومن الاختصاصات التي ستتولى الهيئة مسؤوليتها كاملة بنهاية العام الحالي هي منتجات المياه بالكامل، وكذلك الغذاء المصنع محليا، ونحن بالمناسبة قد اختصرنا الزمن كثيرا في العديد من الجوانب تلك حتى تتمكن الهيئة في ممارسة كافة اختصاصاتها في كافة القطاعات.

شائعات الأغذية

إلى أي مدى ترى أن المستهلك في بلادنا بحاجة إلى مزيد من التوعية حتى لا يظل أسيرا للإشاعات التي تتقاذفه يمنة ويسرة، كما حصل في منتج الحليب الملوث؟
ــ التوعية مهمة جدا، وكما قلت في بداية الحديث أن هدفنا هو الحفاظ على صحة المستهلك في بلادنا، ومراقبة ما قد يؤثر على هذه الصحة، لذلك على كل مواطن ومقيم أن يستمع إلى التحذيرات والتنبيهات والتوجيهات التي تصدرها الهيئة ويعتمد عليها ولا يلتفت إلى كل إشاعة تهدم ولا تبني، وعلى المستهلك الاتصال بالهيئة دائما وعدم الاعتماد على الإشاعات؛ لأن لدى الهيئة الكثير من المعلومات التي يحتاجها المستهلك، سواء طريقة التخزين للغذاء والدواء وطريقة الاستعمال وغيرها، لأن تلك الصناعات التي تنضوي تحت الغذاء والدواء والأجهزة الطبية هي صناعات موجودة والخطأ فيها وارد، ونحن مهمتنا العمل على اكتشاف تلك الأخطاء ومواجهتها قبل وصولها إلى المستهلك، كما أن الهيئة عملت على منع بعض الإرساليات التي يطلبها بعض الأفراد من الخارج عبر البريد، ولهذا يجب على المواطنين والمقيمين أن لا يلتفتوا لما ينشر في بعض المواقع ووسائل الإعلام من مصادر غير الهيئة العامة للغذاء والدواء؛ لأن كل ما ينشر في الموقع الإلكتروني للهيئة العامة للغذاء والدواء هو المصدر الأساس في تلقي المعلومة الصحيحة، ويمكن للمستهلك أن يطرح عبر الموقع الإلكتروني أي استفسار عبر أيقونة موجودة في الموقع عنوانها «اسأل المتحدث الرسمي»، وأي أسئلة تطرح تحال إلى كافة القطاعات في الهيئة، وتتم الإجابات على تلك الأسئلة، كما أنه بعد اكتمال مركز الاتصال ــ إن شاء الله، ستصبح عملية التواصل بين المستهلك والهيئة سهلة جدا.
ربما لديكم اتجاه في الهيئة إلى تدريب الصحافيين على طبيعة عمل الهيئة واختصاصاتها، نظرا للعمل الدقيق والحساس الذي تضطلع به الهيئة، متى سيتم ذلك؟
ــ أعتقد أن هذه مهمة المؤسسات الصحافية، الصحف نفسها عليها مسؤولية إيجاد صحافيين متخصصين، فكما أنت تريد صحافيا متخصصا في مجال الغذاء والدواء وهذا شيء جيد، المنتظر أيضا أن يكون لدينا صحافيون متخصصون في مجالات أخرى كالبترول مثلا ونحن دولة نفطية، أنا أعتقد أن هناك صحفا بدأت تخصص صحافيين في المجال الأمني ــ على سبيل المثال، وهذا لا يمنع أن يتم تعيين صحافي يكون متخصصا في قطاع الدواء والغذاء، وبالنسبة للهيئة العامة، فهي دائما تدعو الصحافيين لزيارة الهيئة ولا تمانع في حضور أي صحافي يريد الإطلاع على اختصاصات الهيئة وكافة القطاعات الموجودة داخلها.

المختبر الوطني

ماذا عن تأسيس مركز المختبر الوطني الجديد وأثره على عمل الهيئة مستقبلا؟
ــ هذا المركز سيكون إضافة كبيرة جدا، ليس لعمل الهيئة العامة للغذاء والدواء فقط، وإنما لوزارة الصحة وكافة القطاعات الأخرى في المملكة ودول الخليج العربي، وهو سيكون بمثابة ثالث أو رابع مركز متخصص على مستوى العالم، وعملية إنشاء هذا المركز هو تحت مسؤولية وزارة الصحة، ونحن في الهيئة مستفيدون من إنشائه بدرجة كبيرة جدا، وسيكون كبير الحجم وطاقته الاستيعابية ستخدم كافة القطاعات، وسيوفر فرصا وظيفية كبيرة جدا، وهو مزود بأجهزة دقيقة جدا، ولديه القدرة المتقدمة على إجراء الاختبارات.
ومتى سيتم إنجاز هذا المختبر المتقدم؟
ــ نحن في تنسيق دائم مع وزارة الصحة في كافة الجوانب التي تخدم صحة المواطن، وعاقدون العزم ــ إن شاء الله ــ على توحيد كافة الجهود لما فيه خدمة المواطن.
التدريب والتأهيل
وماذا عن تدريب وتأهيل الموظفين في جهاز الهيئة؟
ــ نحن نؤمن بأهمية التدريب واستمراريته، وبدأنا في عملية التدريب، ولدينا بعض الإضافات التي نرسم حاليا خطوطها العريضة لتدريب ممنهج حسب العمل الذي يقوم فيه الموظف، وأيضا التدريب العام، وذلك بالاتفاق مع مراكز تدريب عالمية لتدريب الموظفين في فترات متفاوتة حسب التخصص ما بين أسبوع وعام كامل.
سحبتم قبل أيام عبوات الحليب (جيم بلس 2) من السوق، رغم أنه غير ملوث كإجراء احترازي بعد إبلاغكم بتلوث منتج لم يصل للسوق مطلقا، لماذا أقدمتم على هذه الخطوة رغم أن تلك العبوات الموجودة في السوق سليمة؟
ــ أقدمنا على تلك الخطوة انطلاقا من حرصنا على طمأنة المستهلك، بل ذهبنا إلى أبعد من ذلك عبر إرسال عينات من تلك العبوات السليمة إلى مختبر متخصص في ألمانيا، حتى يعرف المستهلك في المملكة أن لديه خط دفاع آمن قويا جدا لا يتوانى في أخذ الإجراءات الصارمة في سبيل صحته وسلامته، وأن يثق المواطن والمقيم في بلادنا أن الهيئة العامة للغذاء والدواء تذهب إلى أقصى درجات الحيطة والحذر، نعم كان إجراؤنا صارما ضد الشركة، لكن لدينا أيضا حرص على أن لا يكون هناك أدنى شك في هذا الجانب، ولا بد أن يعلم المستهلك أن سحب هذا المنتج لا يعني حرمانه من الحليب؛ لأن هناك بدائل أخرى من الحليب، فقط تم سحب هذا المنتج رغم أنه سليم كإجراء احترازي بحكم أن نفس المنتج حدث في إحدى إرسالياته الجديدة مشكلة، ولم يصل إلى السوق السعودي مطلقا، وهذا من باب الاحتياط فقط.

منتجات الأطفال
منتجات الغذاء للأطفال ذات حساسية كبيرة جدا، هل لدى الهيئة توجه للتواصل مع النساء عبر دورات توعوية لما يخص تلك المنتجات؟
ـ هذا من ضمن خطط الهيئة العامة للغذاء والدواء بالتنسيق مع وزارة الصحة، وهي ضمن خطة الهيئة في مجال التوعية للأسر والمستهلك عموما، وسننطلق بصوت مسموع نن ووزارة الصحة في هذا الاتجاه، لأنه من الأهمية بمكان أن يتلقى المواطن جرعات كافية من التوعية، التي تشبع نهمه من المعرفة، وأيضا تجنبه الركض خلف الإشاعات، ووراء التقليل من عمل الهيئة وفقدان الثقة فيها.

تغريدات تويتر

كيف تتعاطون مع ما يطرح في وسائل الإعلام من النقد لعمل الهيئة؟
ــ لدينا عتب على بعض المغردين في «تويتر» وبعض الكتاب في الصحف؛ لأن بعضهم كتب دون الاتصال على الهيئة لمعرفة الحقيقة، ولكنهم قلة، وفي ذات الوقت نشكر الذين كانوا يبحثون عن المعلومة، إلا أن بعض التغريدات وبعض الكتاب كانت دعواتهم واضحة إلى عدم الثقة في عمل الهيئة، حتى أن بعض الكتاب والمغردين كان يكتب عن بعض الإجراءات في الهيئة وكأنه يداوم معنا، وكل ما طرحوه بعيد عن الحقيقة، كنت أتمنى عليهم قبل أن يكتبوا أن يتأكدوا من الحقيقة من مصادرها، مع التسليم بأن عملنا ليس كاملا فنحن بشر ولدينا أخطاء، لكننا نتقبل النقد البناء، أما التجريح وزعزعة الثقة في الهيئة، فهذا أمر خطير يؤدي إلى فقدان ثقة الناس في هذا الجهاز، وحينها لن يتقبل المستهلك أي تحذيرات أو تعليمات منها لأنه فقد الثقة فيها.