المفتي العام: زعم أن إمساكنا قبل الفجر بنصف ساعة باطل
إخبارية الحفير - متابعات: أكد سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الـشيخ أن السنة في الإمساك يكون قريبا من طلوع الفجر، لافتا إلى أن النصوص الشرعية الواردة دلت على أن الإمساك يكون من طلوع الفجر، حيث إن من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قرب الفجر.
ووفقا لعكاظ رأى سماحته أن ما يسمى بالإمساكية التي تجعل الإمساك قبل الفجر بنصف ساعة لا أصل لها؛ لأن السنة تأخير السحور إلى قرب الفجر.
واستنكر تعمد البعض الاستمرار في الأكل أثناء أذان الفجر، موضحا أن الواجب ترك الأكل والشرب قبل الأذان، مضيفا «أما ما يقوله المتنطعون والمتكلفون الذين يزعمون أن إمساكنا قبل الفجر بنصف ساعة هذه دعوى باطلة لا أصل لها وعلى المؤمن أن يتوب إلى الله لأن أي تفريط أو اقتطاع جزء من النهار بالإفطار هذا أمر خطير».. فإلى التفاصيل:
إن من سنة الله الكونية ووقوع البلاء على المؤمن لحكمة عظيمة لا يكاد يخلو منها أحد، فما الذي ينبغي على المؤمن إذا نزل عليه البلاء، وهل هو أمر قدري لا علاقة له بأفعال العباد وارتكابهم للمظالم والذنوب، وجهونا بارك الله فيكم؟
إن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سؤال الله العافية، كان إذا التقى بقوم قال: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا، فالمؤمن يسأل الله العافية دائما لأنه لا يدري أيصبر أم لا فيسأل الله العافية ولا يتمنى البلاء، لكن إذا ابتلي صبر، فهو لا يتمنى البلاء أصلا لأنه لا يدري عن نفسه وقدرته وأهليته فقد يتمنى البلاء ثم يتسخط ويقع في الإثم ولذا يسأل الله العافية لكن إذا ابتلي صبر واحتسب، وهكذا المؤمن يسأل الله العافية فإذا ابتلي في نفسه أو ما له أو ولده صبر واحتسب، والله أخبرنا أن كل ما يحصل في الناس بقضاء وقدر (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)، القضاء والقدر أمر نافذ في أم الكتاب كتبه الله قبل أن يخلق الخليقة بخمسين ألف سنة، وفي الحديث: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك»، الذي يصيبك أمران، الأول: أن يكون ابتلاء وامتحانا من الله ليختبر صبره وإيمانه وقدرته، (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)، الثاني: أن يكون عقوبة على ما أحدثه من مخالفة شرعية، قال الله تعالى : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، فالذنوب والمعاصي هي من أسباب وقوع البلايا والمحن وحلول العقوبات، فهذه عقوبة من الله وقد يكون البلاء امتحانا للعبد ليرفع درجته في دار كرامته ويعلي منزلته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، ولهذا قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، ولما ابتلي المؤمنون يوم أحد وقتل من قتل وجرح النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته قال الله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)، فدل على أن المخالفة الشرعية لا بد لها من آثار على الإنسان، لكن المسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وسأل الله العفو والعافية والثبات والرضى عن الله تعالى، المهم المصائب قسمان، منها بلاء من الله للعبد لرفع درجاته وعلو مكانته، ومنها عقوبة لما أحدثه من معاص ومخالفات ليطهره بها في الدنيا حتى يلقى الله وهو نقي من الذنوب والخطايا، ونسأل الله العفو لنا ولكم في الآخرة.
حقنة الأنسولين
حقنة الأنسولين وغيرها من الحقن هل تفطر الصائم أم لا؟
الحقن الوريدية في العضل أو في الوريد الأنسولين التي ليست غذاء دائما وإنما يأخذها في لحظة هذه أرجو ألا تؤثر على الصوم لأنه ليس بغذاء وإن كان يجد طعم أثر هذه الإبر في أنفه لكنها ليست غذاء وإنما هي علاج ومكافحة فأرجو ألا حرج فيها إن شاء الله.
بلع الريق
بلع الريق في نهار رمضان هل يفطر الصائم بهذا البلع؟
العلماء يقولون يكره أن يجمع ريقه فيبتلعه فدل على أنه لو ابتلع من غير تعمد الجمع لأن هذا قد يغلب عليه وإنما المحذور أن يجمع الريق فيبتلعه أما وجود الابتلاع من غير مراد من غير اختياره فلا شيء عليه.
لي قريب مبتلى بالتدخين وأراه يفطر على السيجارة فما حكم هذا الفطر؟
إذا كان يتعاطى الدخان بعد غروب الشمس يفطر عليه أول ما تغرب الشمس لاشك أن هذا خطأ وإساءة ومعصية لله وفي هذا الوقت المبارك والشهر المبارك فإن وقت الإفطار وقت يرجى فيه للمسلم إجابة الدعاء وإن للمؤمن عند فطره دعوة لا ترد وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي) فكونه يبدأ إفطاره بما حرم الله عليه هذه مصيبة صام عن ما أباح الله له وأفطر على ما حرم الله عليه هذه مصيبة، الصوم صحيح أنه ينتهي بغروب الشمس لكنه أخطأ في أنه جعل مكان التمرة والماء الذي السنة أن يفطر عليه هذا الداء الخبيث، هذا ارتكب خطأ في وقت مبارك وزمن مبارك نسأل الله أن يمن علينا وعليه بالعافية وأن يخلصه من هذا الداء وأن يطهره منه، فالمهم أن صومه صحيح لكنه آثم بالمبادرة بالحرام بالإفطار وترك الحلال ونسأل الله أن يعافي الجميع من ذلك.
النصيحة للمدخن
نطلب منكم النصيحة لمن يدخن في هذا الشهر الفضيل خصوصا في استغلال هذا الشهر للإقلاع والترك.
يا إخواني ما دام الصائم في هذه السنة في رمضان يكون صيامه قريب الساعة الرابعة إلى الساعة السابعة إلا ربع ونحو ذلك يعني يأخذ ما يقارب من خمس عشرة ساعة لعل هذا الوقت الذي ترك فيه التدخين يجعله يعتاد على تركه بعد رمضان فإذا صام عنه في هذه المدة الطويلة ينبغي في ليالي رمضان أن يجتنبها ويصبر كما صبر في النهار فلعل الله أن يفتح على قلبه ويشرح صدره ويبغض له هذا الداء الخبيث ويخلصه من تبعاته.
تذوق الصائم
هل يجوز للصائم أن يتذوق شيئا يريد شراءه كذلك المرأة أن تتذوق شيئا من طبخها؟
يقول العلماء يباح له ذوق الطعام لكن لا يأكل شيئا منه وإنما ذوق الطعام للحاجة جائز ولهذا قالوا ذوق الطعام للحاجة فمن احتاج إلى تمييز الطعام لقلة ملح أو غير ذلك ليكتشف أعطى لكل ذي حق حقه فإن ذوق الطعام لا مانع منه.
القيء عمدا
كنت مريضا جدا ولكنني صمت وفي آخر النهار لم أستطع إلا أن أتقيأ عمدا فوضعت إصبعي على حلقي ثم تقيأت ثم أكملت صومي فهل علي القضاء؟
نعم عليك القضاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من استقاء فعليه القضاء) فإن إخراجك القيء يزيد إضعاف جسدك وقلة تحملك لصوم وهذا أمر يفسد الصوم فعليك أن تقضي ذلك اليوم وأن تبادر بقضائك قبل رمضان.
تأخير القضاء
كان على زوجتي قضاء من رمضان الماضي وأخرت القضاء بلا عذر إلى أن دخل رمضان هذا العام مالحكم؟
السنة للمسلم أن يبادر بقضاء رمضان لكي يتحلل من مسؤوليته ويبرئ ذمته والله جل وعلا يقول (فعدة من أيام أخر) ولم يضيق الله علينا بالمبادرة إنما أخبرنا أن علينا أياما أخر والأيام الأخر ممتد وقتها ما بين عيد رمضان إلى رمضان الثاني لكن على المسلم أن يبادر قبل فوات الأوان وألا يغلبه التسويف والتساهل فإن أخر قضاء رمضان إلى أن جاء رمضان الآخر بلا عذر إنما كسلا وتهاونا فنقول صم رمضان الحاضر واقض بعد رمضان الحاضر رمضان الماضي مع إطعام مسكين لكل يوم بهذا أفتى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أما من كان التأخير له لقضاء رمضان لعذر كمرأة الحمل عليها أو الإرضاع عليها أو مرض بمرض إلى رمضان ونحو ذلك فهذا يقضي ولا إطعام عليه.
خروج المذي
لو أن إنسانا نظر إلى صور مثيرة وخرج منه المذي أكرمكم الله وهو صائم فهل ينقض ذلك صومه؟
لا إذا كان النازل مذيا فقط فلا يضر صومه مع أن الصائم ينبغي له في رمضان أن يغض بصره سواء عن النظر المباشر أو عن نظر الأفلام الخليعة التي تخلف شرا وقد ينزل بها منيا، وإذا أنزل بها منيا لأجل تكرار النظر الشديد فهذا يقضيه، أما النظرة الفجائية فلا، أما إذا نظر إلى المرأة وكرر النظر في الأفلام الخليعة وأدام النظر فيها فأنزل منيا فإن عليه قضاء ذلك اليوم أما المذي فلا.
مات وعليه قضاء
والدنا مات وعليه صوم من رمضان لم يقضه فهل نصوم عنه أم لا؟
إذا كان على أبيكم أيام من رمضان ما صامها إن كان أبوكم وقت رمضان مرضه مخوفا منع من الصوم لأجل المرض ومات ولم يشف من مرضه فهذا يطعم عنه كل يوم مسكين، أما إذا كان أبوكم عليه أيام من رمضان ترك صيامها تهاونا وتكاسلا فالسنة لكم أن تصوموا عنه ففي الحديث «من مات وعليه صوم صام عنه وليه».
الإمساك قبل الأذان
ما رأي سماحتكم في الإمساك قبل الأذان بعشر دقائق من باب الاحتياط؟
الله جل وعلا يقول لنا (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) فدل على أننا نمسك إذا طلع الفجر وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قرب الفجر، تسحر زيد مع النبي صلى الله عليه وسلم فسأل زيدا كم كان بين سحوركم وإقام الصلاة قال مقدار خمسين آية، فالسنة لنا أن يكون إمساكنا قريبا من طلوع الفجر وأما ما يسمى بالإمساكية التي قبل الفجر بنصف ساعة فلا أصل لها، السنة تأخير السحور إلى قرب الفجر.
الأكل أثناء الأذان
هل يجوز الأكل أثناء أذان صلاة الفجر؟
إذا أذن المؤذن معلنا دخول وقت الفجر فيجب علينا جميعا أن نترك الأكل والشرب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقال أصبحت أصبحت»، أما ما يقوله المتنطعون والمتكلفون الذين يزعمون أن إمساكنا قبل الفجر بنصف ساعة هذه دعوى باطلة لا أصل لها وعلى المؤمن أن يتوب إلى الله لأن أي تفريط أو اقطاع جزء من النهار بالإفطار هذا أمر خطير، فالله تعالى يقول: (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، بينه النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سواد الليل وبياض النهار، فإذا طلع الفجر وجب الإمساك وحرم الأكل وجاءت الصلاة.
كبير السن
والدي رجل كبير في السن لا يمكنه أن يصوم ماذا عليه؟
أطعم عنه عن كل يوم مسكينا، أو اجمعها في آخر رمضان وتصدق بها جميعا، عن كل مسكين كيلو ونصف من الأرز، أو اجمع لك ثلاثين مسكينا وتكفل لهم بعشاء ليلة العيد وهذا مجزئ.
تأجيل الفطر
متى يحل للصائم أن يفطر هل يشرع تأجيل الفطر إلى نهاية أذان صلاة المغرب؟
الله جل وعلا يقول (ثم أتموا الصيام إلى الليل)، فمعناه إذا جاء الليل تأكد في حقه الإفطار ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد افطر الصائم»، وهو صلى الله عليه وسلم يحثنا على المبادرة بالفطر فيقول: «أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا»، ويقول: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، فالمبادرة بالفطر هي السنة متى ما قال المؤذن الله أكبر، وتأكدنا من غروب الشمس شرع في حقنا أن نبادر بالإفطار اتباعا لهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
التتابع في القضاء
أفطرت أياما من شهر رمضان الماضي وقضيتها متفرقة كنت أصوم يومين من كل شهر وقيل لي إن هذا لا يجوز، يجب أن يكون الصيام متتابعا.
السنة التتابع لكنه ليس واجبا، فلو فرق القضاء في كل شهر أجزأه ذلك، المهم أن يقضيه قبل رمضان والتتابع سنة وليس بواجب، لأن الله تعالى قال: (فعدة من أيام أخر) ولم يقيدها، قال السلف: ما كان الله ليبيح لكم الفطر ثم يتعبكم بالقضاء، يعني بتتابعه.
تبييت النية
هل يجب تبييت النية في كل يوم من صيام الفرض أم يكفي أول الشهر؟
لا شك أن كل عمل صالح لا بد له من نية وضوءا صوما زكاة حجا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، وجاء في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل»، لكن كيفية تبييت النية هل هي لكل ليلة تخصها أم ليلة من رمضان تكفي، فالمحققون يقولون: إن رمضان كله ثلاثين يوما بمنزلة اليوم الواحد والمسلم إذا أهل عليه رمضان وهو صحيح معافى مقيم خال من كل مانع فإن نيته الصوم إلى آخر الشهر، فالمسلم منذ دخول الشهر عليه ونيته تصحبه لأنه سيكمل هذا الشهر إن شاء الله فالنية قلبية مستمرة ما لم يقطعها بسفر أو مرض يبيح له الفطر.
ووفقا لعكاظ رأى سماحته أن ما يسمى بالإمساكية التي تجعل الإمساك قبل الفجر بنصف ساعة لا أصل لها؛ لأن السنة تأخير السحور إلى قرب الفجر.
واستنكر تعمد البعض الاستمرار في الأكل أثناء أذان الفجر، موضحا أن الواجب ترك الأكل والشرب قبل الأذان، مضيفا «أما ما يقوله المتنطعون والمتكلفون الذين يزعمون أن إمساكنا قبل الفجر بنصف ساعة هذه دعوى باطلة لا أصل لها وعلى المؤمن أن يتوب إلى الله لأن أي تفريط أو اقتطاع جزء من النهار بالإفطار هذا أمر خطير».. فإلى التفاصيل:
إن من سنة الله الكونية ووقوع البلاء على المؤمن لحكمة عظيمة لا يكاد يخلو منها أحد، فما الذي ينبغي على المؤمن إذا نزل عليه البلاء، وهل هو أمر قدري لا علاقة له بأفعال العباد وارتكابهم للمظالم والذنوب، وجهونا بارك الله فيكم؟
إن من سنة النبي صلى الله عليه وسلم سؤال الله العافية، كان إذا التقى بقوم قال: أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو واسألوا الله العافية فإذا لقيتموهم فاثبتوا، فالمؤمن يسأل الله العافية دائما لأنه لا يدري أيصبر أم لا فيسأل الله العافية ولا يتمنى البلاء، لكن إذا ابتلي صبر، فهو لا يتمنى البلاء أصلا لأنه لا يدري عن نفسه وقدرته وأهليته فقد يتمنى البلاء ثم يتسخط ويقع في الإثم ولذا يسأل الله العافية لكن إذا ابتلي صبر واحتسب، وهكذا المؤمن يسأل الله العافية فإذا ابتلي في نفسه أو ما له أو ولده صبر واحتسب، والله أخبرنا أن كل ما يحصل في الناس بقضاء وقدر (ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير * لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)، القضاء والقدر أمر نافذ في أم الكتاب كتبه الله قبل أن يخلق الخليقة بخمسين ألف سنة، وفي الحديث: «واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك»، الذي يصيبك أمران، الأول: أن يكون ابتلاء وامتحانا من الله ليختبر صبره وإيمانه وقدرته، (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم)، الثاني: أن يكون عقوبة على ما أحدثه من مخالفة شرعية، قال الله تعالى : (وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير)، فالذنوب والمعاصي هي من أسباب وقوع البلايا والمحن وحلول العقوبات، فهذه عقوبة من الله وقد يكون البلاء امتحانا للعبد ليرفع درجته في دار كرامته ويعلي منزلته، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، ولهذا قال الله تعالى: (ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين * الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون * أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)، ولما ابتلي المؤمنون يوم أحد وقتل من قتل وجرح النبي صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته قال الله تعالى: (أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم)، فدل على أن المخالفة الشرعية لا بد لها من آثار على الإنسان، لكن المسلم إذا أصابته مصيبة احتسب وسأل الله العفو والعافية والثبات والرضى عن الله تعالى، المهم المصائب قسمان، منها بلاء من الله للعبد لرفع درجاته وعلو مكانته، ومنها عقوبة لما أحدثه من معاص ومخالفات ليطهره بها في الدنيا حتى يلقى الله وهو نقي من الذنوب والخطايا، ونسأل الله العفو لنا ولكم في الآخرة.
حقنة الأنسولين
حقنة الأنسولين وغيرها من الحقن هل تفطر الصائم أم لا؟
الحقن الوريدية في العضل أو في الوريد الأنسولين التي ليست غذاء دائما وإنما يأخذها في لحظة هذه أرجو ألا تؤثر على الصوم لأنه ليس بغذاء وإن كان يجد طعم أثر هذه الإبر في أنفه لكنها ليست غذاء وإنما هي علاج ومكافحة فأرجو ألا حرج فيها إن شاء الله.
بلع الريق
بلع الريق في نهار رمضان هل يفطر الصائم بهذا البلع؟
العلماء يقولون يكره أن يجمع ريقه فيبتلعه فدل على أنه لو ابتلع من غير تعمد الجمع لأن هذا قد يغلب عليه وإنما المحذور أن يجمع الريق فيبتلعه أما وجود الابتلاع من غير مراد من غير اختياره فلا شيء عليه.
لي قريب مبتلى بالتدخين وأراه يفطر على السيجارة فما حكم هذا الفطر؟
إذا كان يتعاطى الدخان بعد غروب الشمس يفطر عليه أول ما تغرب الشمس لاشك أن هذا خطأ وإساءة ومعصية لله وفي هذا الوقت المبارك والشهر المبارك فإن وقت الإفطار وقت يرجى فيه للمسلم إجابة الدعاء وإن للمؤمن عند فطره دعوة لا ترد وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول (اللهم إني أسألك برحمتك التي وسعت كل شيء أن تغفر لي) فكونه يبدأ إفطاره بما حرم الله عليه هذه مصيبة صام عن ما أباح الله له وأفطر على ما حرم الله عليه هذه مصيبة، الصوم صحيح أنه ينتهي بغروب الشمس لكنه أخطأ في أنه جعل مكان التمرة والماء الذي السنة أن يفطر عليه هذا الداء الخبيث، هذا ارتكب خطأ في وقت مبارك وزمن مبارك نسأل الله أن يمن علينا وعليه بالعافية وأن يخلصه من هذا الداء وأن يطهره منه، فالمهم أن صومه صحيح لكنه آثم بالمبادرة بالحرام بالإفطار وترك الحلال ونسأل الله أن يعافي الجميع من ذلك.
النصيحة للمدخن
نطلب منكم النصيحة لمن يدخن في هذا الشهر الفضيل خصوصا في استغلال هذا الشهر للإقلاع والترك.
يا إخواني ما دام الصائم في هذه السنة في رمضان يكون صيامه قريب الساعة الرابعة إلى الساعة السابعة إلا ربع ونحو ذلك يعني يأخذ ما يقارب من خمس عشرة ساعة لعل هذا الوقت الذي ترك فيه التدخين يجعله يعتاد على تركه بعد رمضان فإذا صام عنه في هذه المدة الطويلة ينبغي في ليالي رمضان أن يجتنبها ويصبر كما صبر في النهار فلعل الله أن يفتح على قلبه ويشرح صدره ويبغض له هذا الداء الخبيث ويخلصه من تبعاته.
تذوق الصائم
هل يجوز للصائم أن يتذوق شيئا يريد شراءه كذلك المرأة أن تتذوق شيئا من طبخها؟
يقول العلماء يباح له ذوق الطعام لكن لا يأكل شيئا منه وإنما ذوق الطعام للحاجة جائز ولهذا قالوا ذوق الطعام للحاجة فمن احتاج إلى تمييز الطعام لقلة ملح أو غير ذلك ليكتشف أعطى لكل ذي حق حقه فإن ذوق الطعام لا مانع منه.
القيء عمدا
كنت مريضا جدا ولكنني صمت وفي آخر النهار لم أستطع إلا أن أتقيأ عمدا فوضعت إصبعي على حلقي ثم تقيأت ثم أكملت صومي فهل علي القضاء؟
نعم عليك القضاء لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من استقاء فعليه القضاء) فإن إخراجك القيء يزيد إضعاف جسدك وقلة تحملك لصوم وهذا أمر يفسد الصوم فعليك أن تقضي ذلك اليوم وأن تبادر بقضائك قبل رمضان.
تأخير القضاء
كان على زوجتي قضاء من رمضان الماضي وأخرت القضاء بلا عذر إلى أن دخل رمضان هذا العام مالحكم؟
السنة للمسلم أن يبادر بقضاء رمضان لكي يتحلل من مسؤوليته ويبرئ ذمته والله جل وعلا يقول (فعدة من أيام أخر) ولم يضيق الله علينا بالمبادرة إنما أخبرنا أن علينا أياما أخر والأيام الأخر ممتد وقتها ما بين عيد رمضان إلى رمضان الثاني لكن على المسلم أن يبادر قبل فوات الأوان وألا يغلبه التسويف والتساهل فإن أخر قضاء رمضان إلى أن جاء رمضان الآخر بلا عذر إنما كسلا وتهاونا فنقول صم رمضان الحاضر واقض بعد رمضان الحاضر رمضان الماضي مع إطعام مسكين لكل يوم بهذا أفتى الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم أما من كان التأخير له لقضاء رمضان لعذر كمرأة الحمل عليها أو الإرضاع عليها أو مرض بمرض إلى رمضان ونحو ذلك فهذا يقضي ولا إطعام عليه.
خروج المذي
لو أن إنسانا نظر إلى صور مثيرة وخرج منه المذي أكرمكم الله وهو صائم فهل ينقض ذلك صومه؟
لا إذا كان النازل مذيا فقط فلا يضر صومه مع أن الصائم ينبغي له في رمضان أن يغض بصره سواء عن النظر المباشر أو عن نظر الأفلام الخليعة التي تخلف شرا وقد ينزل بها منيا، وإذا أنزل بها منيا لأجل تكرار النظر الشديد فهذا يقضيه، أما النظرة الفجائية فلا، أما إذا نظر إلى المرأة وكرر النظر في الأفلام الخليعة وأدام النظر فيها فأنزل منيا فإن عليه قضاء ذلك اليوم أما المذي فلا.
مات وعليه قضاء
والدنا مات وعليه صوم من رمضان لم يقضه فهل نصوم عنه أم لا؟
إذا كان على أبيكم أيام من رمضان ما صامها إن كان أبوكم وقت رمضان مرضه مخوفا منع من الصوم لأجل المرض ومات ولم يشف من مرضه فهذا يطعم عنه كل يوم مسكين، أما إذا كان أبوكم عليه أيام من رمضان ترك صيامها تهاونا وتكاسلا فالسنة لكم أن تصوموا عنه ففي الحديث «من مات وعليه صوم صام عنه وليه».
الإمساك قبل الأذان
ما رأي سماحتكم في الإمساك قبل الأذان بعشر دقائق من باب الاحتياط؟
الله جل وعلا يقول لنا (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) فدل على أننا نمسك إذا طلع الفجر وكان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم تأخير السحور إلى قرب الفجر، تسحر زيد مع النبي صلى الله عليه وسلم فسأل زيدا كم كان بين سحوركم وإقام الصلاة قال مقدار خمسين آية، فالسنة لنا أن يكون إمساكنا قريبا من طلوع الفجر وأما ما يسمى بالإمساكية التي قبل الفجر بنصف ساعة فلا أصل لها، السنة تأخير السحور إلى قرب الفجر.
الأكل أثناء الأذان
هل يجوز الأكل أثناء أذان صلاة الفجر؟
إذا أذن المؤذن معلنا دخول وقت الفجر فيجب علينا جميعا أن نترك الأكل والشرب، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن بلالا يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم وكان رجلا أعمى لا يؤذن حتى يقال أصبحت أصبحت»، أما ما يقوله المتنطعون والمتكلفون الذين يزعمون أن إمساكنا قبل الفجر بنصف ساعة هذه دعوى باطلة لا أصل لها وعلى المؤمن أن يتوب إلى الله لأن أي تفريط أو اقطاع جزء من النهار بالإفطار هذا أمر خطير، فالله تعالى يقول: (فكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر)، بينه النبي صلى الله عليه وسلم، أنه سواد الليل وبياض النهار، فإذا طلع الفجر وجب الإمساك وحرم الأكل وجاءت الصلاة.
كبير السن
والدي رجل كبير في السن لا يمكنه أن يصوم ماذا عليه؟
أطعم عنه عن كل يوم مسكينا، أو اجمعها في آخر رمضان وتصدق بها جميعا، عن كل مسكين كيلو ونصف من الأرز، أو اجمع لك ثلاثين مسكينا وتكفل لهم بعشاء ليلة العيد وهذا مجزئ.
تأجيل الفطر
متى يحل للصائم أن يفطر هل يشرع تأجيل الفطر إلى نهاية أذان صلاة المغرب؟
الله جل وعلا يقول (ثم أتموا الصيام إلى الليل)، فمعناه إذا جاء الليل تأكد في حقه الإفطار ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا أقبل الليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا، وغربت الشمس فقد افطر الصائم»، وهو صلى الله عليه وسلم يحثنا على المبادرة بالفطر فيقول: «أحب العباد إلى الله أعجلهم فطرا»، ويقول: «لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور»، فالمبادرة بالفطر هي السنة متى ما قال المؤذن الله أكبر، وتأكدنا من غروب الشمس شرع في حقنا أن نبادر بالإفطار اتباعا لهدي محمد صلى الله عليه وسلم.
التتابع في القضاء
أفطرت أياما من شهر رمضان الماضي وقضيتها متفرقة كنت أصوم يومين من كل شهر وقيل لي إن هذا لا يجوز، يجب أن يكون الصيام متتابعا.
السنة التتابع لكنه ليس واجبا، فلو فرق القضاء في كل شهر أجزأه ذلك، المهم أن يقضيه قبل رمضان والتتابع سنة وليس بواجب، لأن الله تعالى قال: (فعدة من أيام أخر) ولم يقيدها، قال السلف: ما كان الله ليبيح لكم الفطر ثم يتعبكم بالقضاء، يعني بتتابعه.
تبييت النية
هل يجب تبييت النية في كل يوم من صيام الفرض أم يكفي أول الشهر؟
لا شك أن كل عمل صالح لا بد له من نية وضوءا صوما زكاة حجا لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى»، وجاء في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا صيام لمن لم يبيت النية من الليل»، لكن كيفية تبييت النية هل هي لكل ليلة تخصها أم ليلة من رمضان تكفي، فالمحققون يقولون: إن رمضان كله ثلاثين يوما بمنزلة اليوم الواحد والمسلم إذا أهل عليه رمضان وهو صحيح معافى مقيم خال من كل مانع فإن نيته الصوم إلى آخر الشهر، فالمسلم منذ دخول الشهر عليه ونيته تصحبه لأنه سيكمل هذا الشهر إن شاء الله فالنية قلبية مستمرة ما لم يقطعها بسفر أو مرض يبيح له الفطر.