ثلاثة أطفال يقاسمون الذباب الطعام ويفترشون الشوارع
إخبارية الحفير - متابعات: رصدت كاميرا مصادر أثناء جولة ميدانية في حي النزهة بمحافظة جدة طفلين صغيرين يغطان في نوم عميق ويلتحفان سجادات مسجد الأوابين، وحالتهما رثة، وملابسهما متسخة، بجسدين نحيلين غيرت الشمس لونهما.
سألنا عددا من العابرين من سكان الحي عن حال الطفلين الصغيرين، وهل يعرفونهما، ولماذا ينامان في المسجد؟
وكانت المفاجأة، الأهالي يعرفونهما ويؤكدون أن لهما أخ ثالث لا يختلف حاله عن حالهما، وأن أكبر الأطفال الثلاثة في الثالثة من عمره، وأسماؤهم باسم وبسام وعبدالله. غ، يعيشون بلا أب وبلا أم.
وأكد الأهالي أنهم لا يعرفون شيئا عن والدهم، إلا أنه يعمل في المطار - على حد قولهم - ولا يعرفون شيئا عن والدتهم إلا أنها من جنسية أفريقية، مشيرين إلى أن الأطفال الثلاثة يأكلون مما يتبرع به الأهالي لهم، من مأكل ومشرب، مضيفين أن حارس عمارة جدتهم يتولى إطعامهم صباح كل يوم حين استيقاظهم من النوم.
وذكر لنا أحد سكان الحي أنه اشترى لهم «بسكويت» في إحدى المرات، ففرحوا به فرحا شديدا واقتسموه بينهم في مشهد غريب.
وأبدى عدد من الأهالي استغرابهم من وجود الأطفال الثلاثة في الشارع، وتساءلوا عن سر الغياب التام لأسرتهم عنهم؟
وأجمع كل من قابلناهم في الحي على أن باسم وبسام وعبدالله ينامون في أي مكان في الحي، وبجوار أي منزل، وعندما تسألهم عن احتياجهم؟، يخبرونك بأنهم يريدون «ماما» و«بابا»، وعندما تسألهم أين ماما؟ يجيبون: «ما ندري!».
البلاغ الأول
عدد من الأهالي أكدوا أنهم تقدموا بشكوى للشرطة، التي حضرت على الفور، إلا أن عم الأطفال جاء للمركز واستلمهم، وعاد بهم إلى الحي، وبدورهم عادوا يهيمون على وجوههم في الشوارع مرة أخرى، وينامون تحت المركبات وعند أبواب المنزل، وفي مسجد الحي، في حال يرثى لها، ملابسهم متسخة ورائحتهم كريهة، والذباب يحيط بهم من كل جانب، وأجسادهم ممتلئة بالتراب والشمس أحرقت أجسادهم النحيلة والصغيرة.
وروى لنا بعض الأهالي أنهم سمعوا أن والد الأطفال الثلاثة أرسلهم إلى أمه قبل شهر تقريبا، إلا أنهم كانوا لا ينامون عندها ولا يقطنون في دارها، بل كانوا ينامون خارج أسوار منزلها، والسبب مجهول!.
أم مجهولة الهوية
ومن ناحيته، أوضح أحد أقارب والد الأطفال - تحتفظ الصحيفة باسمه - أن والدهم شاب في مقتبل العمر (22 عاما)، يعمل في شركة وطنية، تزوج قبل فترة من امرأة أفريقية مجهولة الهوية، وأنجب منها الأطفال الثلاثة، ووعدها بتصحيح وضعها واستخراج إقامة لها، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث جاءت فرقة وأخذتها إلى الترحيل تمهيدا لإخراجها من البلاد لأنها لا تحمل إقامة نظامية، مضيفا: لقد أفسد الدلال والد الأطفال، وقمنا بنصحه كثيرا، إلا أنه لم يستجب، بل على العكس، فبالرغم من صغر سنه إلا أنه قام بالزواج من امرأة أخرى من جنسية عربية، وأشك أنها غير نظامية أيضا، مستطردا: والد الأطفال الثلاثة في قبضة الأمن في الوقت الحالي، بسبب زواجه من امرأة مجهولة الهوية والإنجاب منها، فقد اتصل بنا وأبلغنا أن علينا مساعدته وإخراجه من ورطته.
وأكد لنا قريب الأب أن جدة الأطفال لا ترغب في احتضانهم في منزلها؛ لأن الأمر معقد - على حد قوله - فوالد الأطفال تزوج أمهم من غير إذن أهله، ولديه مشكلات عديدة، وأن الأطفال الثلاثة بحاجة لعناية خاصة واهتمام من جميع النواحي، وجدتهم عجوز لا تقوى على القيام بذلك، مضيفا أن الأطفال بحاجة لعناية خاصة وإذا رغبت إحدى الجمعيات برعايتهم فسيكون الأمر جيدا لأن لا عائل لهم، ولا أحد يرغب باحتضانهم والتكفل بهم.
مشكلات نفسية
وأجمع الجيران أن الأطفال الثلاثة يعانون مشكلات نفسية بسبب بعدهم عن والدهم ووالدتهم، حيث يتجولون في شوارع الحي حتى وقت متأخر من الليل، ويقومون بإزعاج الأهالي وتشغيل مكبرات صوت المسجد وسلوكياتهم مزعجة، مؤكدين أنه إذا لم يتم رعايتهم والاهتمام بهم من قبل أهاليهم أو إحدى الجمعيات سيتم استغلالهم من قبل ضعاف النفوس، إما في ترويج المخدرات أو استغلالهم جنسيا أو استخدامهم كمتسولين يجوبون الشوارع والمساجد من أجل لقمة العيش.
حقوق الإنسان
اتصلت مصادر بالمشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين بن ناصر الشريف، وسألته عن الأطفال الثلاثة، وأفاد بأن لا علم للجمعية بهم، ولم يتم الإبلاغ عن حالتهم من قبل.
وباشر الدكتور الشريف بالحضور الفوري للموقع في حي النزهة، وأشرف على الحالة ميدانيا، وتحدث إلى الأطفال وسألهم عن أولياء أمورهم وعن وضعهم وكيف يأكلون ويشربون وأين ينامون؟.
وتحدث الشريف مع الأهالي الذين شكوا له من الوضع المأساوي الذي يعيش فيه الأطفال الثلاثة منذ فترة طويلة، وأن مأكلهم ومشربهم يتم عبر صدقات يقدمها لهم الأهالي.
واتصل الدكتور الشريف بشرطة محافظة جدة، التي حضرت بدورها للموقع وباشرت الحالة، وأفاد مصدر في شرطة المحافظة أن الأطفال الثلاثة سبق وأن تم الإبلاغ عنهم، وحررت الشرطة محضرا رسميا بالحالة، وحضر عم الأطفال الثلاثة مرة أخرى وأخذهم بعد تعهده بالاهتمام بهم وعدم رميهم في الشارع.
ونسقت الشرطة مع جمعية حقوق الإنسان بأخذ الأطفال مرة أخرى للمركز على أمل إيجاد مأوى لهم في إحدى الجمعيات الخيرية، يتم الحصول عليه رسميا بعد إنهاء التحقيق في وضعهم ومحاسبة المتسبب بالتقصير في رعايتهم.
وخاطب الدكتور الشريف رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمحافظة الدكتور مازن بترجي، الذي تجاوب على الفور وأبدى استعداد الجمعية لاستقبال الأطفال الثلاثة ورعايتهم.
وأشار الدكتور حسين الشريف إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تعاني في إيجاد مأوى لهؤلاء الأطفال ومن على شاكلتهم، وأن الجمعية تطالب بمكان لمثل تلك الحالات تحت مظلة الشؤون الاجتماعية.
وطالب الشريف بإيجاد شرطة مدنية مجتمعية أسرية للتعامل مع هؤلاء الأطفال والحالات المشابهة، وذلك بسبب التأثير النفسي السلبي الذي تسببه الشرطة واللبس العسكري والفزع والخوف الذي يصيب الأطفال جراء ذلك، وزاد: «نريد شرطة مدنية أسرية بمركبات مدنية تضم أخصائية اجتماعية للتعامل مع الأطفال، ونريد خطوات متطورة للتعامل مع مثل تلك الحالات».
وبعد الانتهاء من الموقع، والإشراف على حالة الأطفال الثلاثة نقلت شرطة المحافظة الأطفال إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالحادثة، تمهيدا لإرسالهم إلى جمعية البر، وحضر عم الأطفال الثلاثة إلى مركز الشرطة واستلم الأطفال مرة أخرى، إلا أن أحد الأهالي اتصل بالصحيفة وأخبرنا أن الأطفال الثلاثة فور عودتهم مع عمهم، عاودوا التجول في شوارع الحي وممارسة لهوهم كما كانوا في السابق دون حسيب أو رقيب وكأن شيئا لم يكن، وسينامون كما اعتادوا في مسجد الحي أو تحت أية مركبة أو عند باب إحدى العمائر، ويبقى أمر هؤلاء الأطفال الثلاثة معلقا حتى إشعار آخر.
سألنا عددا من العابرين من سكان الحي عن حال الطفلين الصغيرين، وهل يعرفونهما، ولماذا ينامان في المسجد؟
وكانت المفاجأة، الأهالي يعرفونهما ويؤكدون أن لهما أخ ثالث لا يختلف حاله عن حالهما، وأن أكبر الأطفال الثلاثة في الثالثة من عمره، وأسماؤهم باسم وبسام وعبدالله. غ، يعيشون بلا أب وبلا أم.
وأكد الأهالي أنهم لا يعرفون شيئا عن والدهم، إلا أنه يعمل في المطار - على حد قولهم - ولا يعرفون شيئا عن والدتهم إلا أنها من جنسية أفريقية، مشيرين إلى أن الأطفال الثلاثة يأكلون مما يتبرع به الأهالي لهم، من مأكل ومشرب، مضيفين أن حارس عمارة جدتهم يتولى إطعامهم صباح كل يوم حين استيقاظهم من النوم.
وذكر لنا أحد سكان الحي أنه اشترى لهم «بسكويت» في إحدى المرات، ففرحوا به فرحا شديدا واقتسموه بينهم في مشهد غريب.
وأبدى عدد من الأهالي استغرابهم من وجود الأطفال الثلاثة في الشارع، وتساءلوا عن سر الغياب التام لأسرتهم عنهم؟
وأجمع كل من قابلناهم في الحي على أن باسم وبسام وعبدالله ينامون في أي مكان في الحي، وبجوار أي منزل، وعندما تسألهم عن احتياجهم؟، يخبرونك بأنهم يريدون «ماما» و«بابا»، وعندما تسألهم أين ماما؟ يجيبون: «ما ندري!».
البلاغ الأول
عدد من الأهالي أكدوا أنهم تقدموا بشكوى للشرطة، التي حضرت على الفور، إلا أن عم الأطفال جاء للمركز واستلمهم، وعاد بهم إلى الحي، وبدورهم عادوا يهيمون على وجوههم في الشوارع مرة أخرى، وينامون تحت المركبات وعند أبواب المنزل، وفي مسجد الحي، في حال يرثى لها، ملابسهم متسخة ورائحتهم كريهة، والذباب يحيط بهم من كل جانب، وأجسادهم ممتلئة بالتراب والشمس أحرقت أجسادهم النحيلة والصغيرة.
وروى لنا بعض الأهالي أنهم سمعوا أن والد الأطفال الثلاثة أرسلهم إلى أمه قبل شهر تقريبا، إلا أنهم كانوا لا ينامون عندها ولا يقطنون في دارها، بل كانوا ينامون خارج أسوار منزلها، والسبب مجهول!.
أم مجهولة الهوية
ومن ناحيته، أوضح أحد أقارب والد الأطفال - تحتفظ الصحيفة باسمه - أن والدهم شاب في مقتبل العمر (22 عاما)، يعمل في شركة وطنية، تزوج قبل فترة من امرأة أفريقية مجهولة الهوية، وأنجب منها الأطفال الثلاثة، ووعدها بتصحيح وضعها واستخراج إقامة لها، إلا أن ذلك لم يحدث، حيث جاءت فرقة وأخذتها إلى الترحيل تمهيدا لإخراجها من البلاد لأنها لا تحمل إقامة نظامية، مضيفا: لقد أفسد الدلال والد الأطفال، وقمنا بنصحه كثيرا، إلا أنه لم يستجب، بل على العكس، فبالرغم من صغر سنه إلا أنه قام بالزواج من امرأة أخرى من جنسية عربية، وأشك أنها غير نظامية أيضا، مستطردا: والد الأطفال الثلاثة في قبضة الأمن في الوقت الحالي، بسبب زواجه من امرأة مجهولة الهوية والإنجاب منها، فقد اتصل بنا وأبلغنا أن علينا مساعدته وإخراجه من ورطته.
وأكد لنا قريب الأب أن جدة الأطفال لا ترغب في احتضانهم في منزلها؛ لأن الأمر معقد - على حد قوله - فوالد الأطفال تزوج أمهم من غير إذن أهله، ولديه مشكلات عديدة، وأن الأطفال الثلاثة بحاجة لعناية خاصة واهتمام من جميع النواحي، وجدتهم عجوز لا تقوى على القيام بذلك، مضيفا أن الأطفال بحاجة لعناية خاصة وإذا رغبت إحدى الجمعيات برعايتهم فسيكون الأمر جيدا لأن لا عائل لهم، ولا أحد يرغب باحتضانهم والتكفل بهم.
مشكلات نفسية
وأجمع الجيران أن الأطفال الثلاثة يعانون مشكلات نفسية بسبب بعدهم عن والدهم ووالدتهم، حيث يتجولون في شوارع الحي حتى وقت متأخر من الليل، ويقومون بإزعاج الأهالي وتشغيل مكبرات صوت المسجد وسلوكياتهم مزعجة، مؤكدين أنه إذا لم يتم رعايتهم والاهتمام بهم من قبل أهاليهم أو إحدى الجمعيات سيتم استغلالهم من قبل ضعاف النفوس، إما في ترويج المخدرات أو استغلالهم جنسيا أو استخدامهم كمتسولين يجوبون الشوارع والمساجد من أجل لقمة العيش.
حقوق الإنسان
اتصلت مصادر بالمشرف على فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين بن ناصر الشريف، وسألته عن الأطفال الثلاثة، وأفاد بأن لا علم للجمعية بهم، ولم يتم الإبلاغ عن حالتهم من قبل.
وباشر الدكتور الشريف بالحضور الفوري للموقع في حي النزهة، وأشرف على الحالة ميدانيا، وتحدث إلى الأطفال وسألهم عن أولياء أمورهم وعن وضعهم وكيف يأكلون ويشربون وأين ينامون؟.
وتحدث الشريف مع الأهالي الذين شكوا له من الوضع المأساوي الذي يعيش فيه الأطفال الثلاثة منذ فترة طويلة، وأن مأكلهم ومشربهم يتم عبر صدقات يقدمها لهم الأهالي.
واتصل الدكتور الشريف بشرطة محافظة جدة، التي حضرت بدورها للموقع وباشرت الحالة، وأفاد مصدر في شرطة المحافظة أن الأطفال الثلاثة سبق وأن تم الإبلاغ عنهم، وحررت الشرطة محضرا رسميا بالحالة، وحضر عم الأطفال الثلاثة مرة أخرى وأخذهم بعد تعهده بالاهتمام بهم وعدم رميهم في الشارع.
ونسقت الشرطة مع جمعية حقوق الإنسان بأخذ الأطفال مرة أخرى للمركز على أمل إيجاد مأوى لهم في إحدى الجمعيات الخيرية، يتم الحصول عليه رسميا بعد إنهاء التحقيق في وضعهم ومحاسبة المتسبب بالتقصير في رعايتهم.
وخاطب الدكتور الشريف رئيس مجلس إدارة جمعية البر بالمحافظة الدكتور مازن بترجي، الذي تجاوب على الفور وأبدى استعداد الجمعية لاستقبال الأطفال الثلاثة ورعايتهم.
وأشار الدكتور حسين الشريف إلى أن الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان تعاني في إيجاد مأوى لهؤلاء الأطفال ومن على شاكلتهم، وأن الجمعية تطالب بمكان لمثل تلك الحالات تحت مظلة الشؤون الاجتماعية.
وطالب الشريف بإيجاد شرطة مدنية مجتمعية أسرية للتعامل مع هؤلاء الأطفال والحالات المشابهة، وذلك بسبب التأثير النفسي السلبي الذي تسببه الشرطة واللبس العسكري والفزع والخوف الذي يصيب الأطفال جراء ذلك، وزاد: «نريد شرطة مدنية أسرية بمركبات مدنية تضم أخصائية اجتماعية للتعامل مع الأطفال، ونريد خطوات متطورة للتعامل مع مثل تلك الحالات».
وبعد الانتهاء من الموقع، والإشراف على حالة الأطفال الثلاثة نقلت شرطة المحافظة الأطفال إلى مركز الشرطة لتحرير محضر بالحادثة، تمهيدا لإرسالهم إلى جمعية البر، وحضر عم الأطفال الثلاثة إلى مركز الشرطة واستلم الأطفال مرة أخرى، إلا أن أحد الأهالي اتصل بالصحيفة وأخبرنا أن الأطفال الثلاثة فور عودتهم مع عمهم، عاودوا التجول في شوارع الحي وممارسة لهوهم كما كانوا في السابق دون حسيب أو رقيب وكأن شيئا لم يكن، وسينامون كما اعتادوا في مسجد الحي أو تحت أية مركبة أو عند باب إحدى العمائر، ويبقى أمر هؤلاء الأطفال الثلاثة معلقا حتى إشعار آخر.