• ×
الخميس 19 جمادى الأول 1446

إمام المسجد وراء توبتي

إمام المسجد وراء توبتي
بواسطة سلامة عايد 19-08-1434 08:39 صباحاً 287 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات: الشاب (ع. م) يبلغ من العمر 33 سنة عاش تجربة مع الإدمان والترويج، يقول «كنت أعيش في قرية تبتعد عن أقرب مدينة 200 كلم وقد حصلت على الثانوية العامة ولكن لم أكمل الجامعة لبعد المسافة ولتواضع قدراتي المادية والتي لم تسمح لي بالذهاب للمدينة والالتحاق بإحدى الجامعات أو الكليات وعشت بدون عمل وحالة أسرتي المادية دون المتوسطة، وخلال إحدى المناسبات العائلية الكبرى جلست بجوار أحد الأقارب ودار حديث بيني وبينه وتطرقنا لمشكلتي وقد طلب مني أن أزوره ببيته دون علم أحد من أهلي».
وأضاف «أوضح لي أن لديه مشروعا سيدر علي ذهبا، وفعلا قمت بزيارته وتحدث معي أنه هناك طريق سيقودني للثراء الفاحش من خلال تجارة الممنوعات، فسألته عن تصنيفها فأكد لي أنها حبوب تساعد على إدخال السعادة لقلوب الشباب». وتابع سرد قصته «أعطاني بعض الحبوب لغرض الاستخدام وفعلا بدأت بالاستخدام، وما إن مضى أسبوع إلا ذهبت إليه وقلت سأجرب ما تريد فقال أريدك أن تذهب لإحدى الدول الخليجية المجاورة وتتصل على الرقم الذي سأعطيك إياه وتوقف السيارة لديه ومن ثم تأتي إلي، وفعلا غامرت وذهبت وكانت برفقتي عمتي سيدة كبيرة في السن، وضع البضاعة ((المخدرات)) بمكان لم أكن أعرفه وحان وقت العودة للوطن وبرفقتي عمتي وبعد المرور من الجوازات وعندما شاهد الموظف وجود عمتي معي لم يقم بتفتيش السيارة وتم إنهاء الإجراءات وعدت بعمتي لمنزلها وذهبت لذلك الرجل الذي تربطنا به صلة قرابة وقد تم تسليمه السيارة وأنا لا أعلم مكان المخدرات وقد تم تسليمي ربع مليون ريال كمكافأة وفعلا ذهبت للقرية وقد بدأت آثار النعمة علي من خلال شراء سيارة جديدة وتغير مظهري الخارجي وقد استغرب العديد من أهالي القرية نظرا لمعرفتهم بحالتي المادية البائسة وعدم وجود وظيفة وكنت على تواصل مع ذلك المروج حيث طالبني بالاستعداد لعملية أكبر ومكافأة أكبر وكنت مسرورا للغاية بالتغيير المفاجئ بحياتي وتحولي لطريق الثراء وكنت انتظر العملية القادمة على أحر من الجمر وخلال فترة الانتظار كنت بدأت الإدمان والترويج معا وخلال أحد الأيام كنت فاقدا للوعي بعدما قمت بتناول عدد من حبوب المخدرات وأضعت طريق المنزل ولم أجد سوى مسجد القرية الوحيد وفعلا قمت بالنوم وأنا بحالة تخدير تام وعند حلول موعد صلاة الفجر دخل إمام المسجد لتأدية الأذان ووجدني بحالة يرثى لها، فقام بسحبي للقسم النسائي بالمسجد ووضعني هناك وبعد نهاية الصلاة وتفرق الجماعة قام الإمام بإفاقتي من النوم وطلب مني أن اذهب لدورة المياه والاستحمام والعودة إليه بالمسجد وقمت بفعل ما يريد وعدت إليه وبدأ بمناشدتي بما رأى ونظرا لخجلي مما فعلت اعترفت له بما حصل معي وأكد أنه سيساعدني بالعلاج شريطه الابتعاد عن هذا الطريق وفعلا بدأت العلاج دون علم أحد من أهلي وقام بإرسالي لإحدى المدن لدى جماعة يعرفهم من أهل الدين والالتزام لجامعة في تلك المدينة حيث تكفل إمام المسجد بكافة نفقاتي لحين التخرج ولله الحمد تخرجت وتوظفت على شهادتي وبمرتب جيد».