والد خالد العتيبي: طلاق الأم وتأثير المدرسة غيَّرا ابني من رجل صالح إلى متشدِّد إرهابي
إخبارية الحفير - متابعات المفارقة حادة بين ذوي شهيدين وذوي إرهابي؛ لكنَّ القاسم المشترك بين الطرفين هو رفض الإرهاب وإدانته أياً كان مصدره.
وما بين قوسيْ الإدانة والرفض استضاف البرنامج ذوي الشهيدين محمد حسن منيع وفهد حسين الحمندي، مقابل والد أحد المشاركين في قتلهما، وهو المطلوب خالد بن فيصل العتيبي. وقد استشهد منيع والحمندي في العملية الإرهابية المتمثلة في كمين نُصب لدورية من حرس الحدود فجر يوم الإثنين (5/11/2012م الموافق 20/12/1433هـ)، محافظة شرورة بمنطقة نجران. وهي الواقعة التي حاول فيها عشرة مطلوبين سعوديين ويمني عبور الحدود إلى اليمن قبل اعتقالهم.
خرج ولم يعد
والد الشهيد محمد حسن آل منيع
في الواقعة سقط منيع وزميله الحمندي. وفي البرنامج تحدث والد الشهيد منيع عن آخر تفاصيل حياة ابنه، وقال «آخر مرة تحدَّث معي ابني الشهيد كان يوم عيد الحج، هو وزوجته، وعياله». أما زوجته فقالت بلكنة عامية بحتة «قبل ما يطلع زوجي ودعنا وسلّم علينا، وقال أشوفكم على خير، وهو عادة هو يجيني 6.30 فجراً.. يدق عليّ وهو عند الباب». لكن ذلك اليوم لم يفعل ما اعتاد عليه.. تقول «صحيت وصليت الفجر ودقيت عليه.. ما ردّ وأرسلت له رسالة ما ردّ عليّ.. وعلمت بعدها باستشهاده».
عم الشهيد لديه رواية مكملة لما اعتاده الشهيد.. يقول «وقت ما يجي من العمل يفرحون به إخوانه ويروح لأخواته ووالديه، وأنا أقول للأسف ابن الوطن يقتل ابن الوطن من غير سبب، ولم يسرني أن علمت بأن المجموعة القاتلة من أبناء الوطن».
كانت روايات ذوي الشهيد منيع مؤثرة، وآسفة على مقتل ابنهم على يد مواطن مثله.. وهذا ما قاله والده الذي فقد ابناً عائلاً.. يقول «أسرته اعتمدت عليه بعد الله»، واصفاً المعتدين بـ «المجرمين» و»لم ينفعوا أنفسهم ولا آباءهم ولا وطنهم».
في ذروة الشباب
الشهيد فهد حسين الحمندي
مقدم اللقاء فهد الفهيد استعرض في البرنامج الأحداث المأساوية للعملية الإرهابية، ليتحدث بعدها حسين والد الشهيد الجندي فهد الحمندي بقوله عن ابنه «فهد حياته كانت أحسن حياة، أحسن حياة مع أسرته، ومع جيرانه وأصدقائه، فهد العالم كلها تحبه، واللي ساكنين حولنا كلهم يحبونه، وكلهم بكى على فهد من طيبته، وبالنسبة لي أنا فهد هو أغلى من عيوني لأنه ما قد قصّر عليّ لا أنا ولا أمه ولا على إخوانه كلهم».
والد الشهيد تحدث عن عمله ابنه، عن موقعه من أسرته.. فقال «بدأ في خدمته العسكرية منذ 8 سنوات، وكان عمره آنذاك 23 سنة، واستشهد وعمره 33 سنة». أما حالته الاجتاعية فهي «متزوج ولديه ابنتان، وعشرة أشقاء،7 منهم ذكور و3 إناث». مضيفاً «فهد عادة عندما يعود من عمله يشاركهم الابتسامة والضحك والمرح، وكان لا يلقي لهموم الدنيا بالاً».
انتظرته في الإفطار
أما زوجة الشهيد الحمندي؛ فقد تحدثت عن تفاصيل علمها بنبأ استشهاده بقولها «بعد تناولنا لطعام العشاء وخروجه لمهام عمله، كنت في انتظاره على الإفطار في اليوم التالي بقريتنا بمحافظة شرورة، ولكنه لم يعد حينها». وتصف زوجها بأنه كان من الناس المتفائلين بالشهادة، ذا إيمان قوي، دائماً يفكر في القبر وعذابه، وأكثر صدمة توجهت لي إني عرفت إنه قتل على أيدي سعوديين، ومن قبائل معروفة، ولكن طفلتي مازالت حتى الآن ما تعرف شيء عن والدها الشهيد، ودائماً تجيب لي الجوال وتقول اتصلي على بابا».
القاتل ابن الوطن
وأبدى والد الشهيد أسفه لكون القاتل من أبناء الوطن، مبدياً عدم خوف شقيق الشهيد الأكبر «حمود» مما قد يتعرض له من عمل إرهابي مماثل كونه من منسوبي حرس الحدود أيضاً، مؤكداً أنه يشعر بأنه يعمل لخدمة الوطن، وأنه شخصياً على أتم الاستعداد لتجنيد كافة أبنائه من أشقاء الشهيد فداء للملك ثم الوطن، وأنه يتشرف بفقدان ابنه في خدمة هذا الوطن.
خريج المناصحة
ومثلما تحدَّث ذوو الشهيدين؛ تحدَّث ـ على الطرف الآخر ـ والد إرهابي مشارك في الجريمة.. إنه والد المطلوب خالد بن فيصل العتيبي.
والد المطلوب العتيبي كشف عن سجل ابنه الذي تم القبض عليه عام 1427 بتهمة الإرهاب. كما كشف عن محاولات إصلاحه عبر برنامج المناصحة، وخروجه من السجن كفرصة جديدة لإصلاح حياته.. لكنه انقلت على عقبيه وختم سجله بالمشاركة في جريمة كبيرة وقع ضحيتها شهيدان..
يقول والده إن «الجميع من أهالي خالد وذويه وكبار السن كانوا يثنون على صلاحه والتزامه، ولكنه بعد حصوله على الثانوية العامة انتقل إلى الرياض، ليلتحق بكلية الاتصالات، وحينها لاحظت عليه تشدده في الدين، ولم أستطع منعه؛ كوننا نحث على الالتزام الديني.. وبعد إحساسي بانحرافه وتطرفه جلست معه عدة مرات وذكرته بأنه ابني الوحيد بين أربعة إناث من زوجة ثانية، وبمدى حاجتي إليه، إلا أنَّه كان يكذب عليَّ في أمور كثيرة».
وأوضح والد المطلوب خالد بأنَّ ابنه الهارب كان يعيش مع والدته المطلقة، حتى بلغ الخامسة من عمره، وانتقل بعدها للعيش مع والده وجدته حتى تخرج من الثانوية، وكان يصل والدته ويزور إخوته من والدته كثيراً، منوهاً بأنَّ الطلاق حصل وخالد لايزال جنيناً.
انحرف في الثانوية
وبين فيصل العتيبي في حديثه بأن بداية انحراف ابنه كان من سن الثانية ثانوي، وتحديدا من معلميه المتشددين بالمدرسة، وكان مدير المدرسة يبلغه عن انخفاض مستواه في النواحي التعليمية، على الرغم من ذكائه المعروف عنه، مشيراً إلى أن التغير في تفكير ابنه وصل إلى المنزل والأسرة بالتشدد في أمور معينة، ورفض أمور أخرى، إلا أنه كان يخاف من والده ويبتعد عن عقوقه».
وأضاف العتيبي بأنه تم القبض على ابنه في عام (1427هـ) في الرياض، وذلك أثناء تقدمه بطلب إصدار جواز سفر من جوازات الرياض لعزمه التقدم على برنامج الابتعاث الخارجي، بعد توصية والده له بإكمال دراسته خارج المملكة والابتعاد عن والدته، مؤكداً أنَّ القبض عليه كان لأسباب أبرزها نشاطاته الملحوظة عليه.
وأوضح والد المطلوب خالد العتيبي أنه امتنع عن زيارة ابنه في سجون الرياض لمدة عام كامل، عكس الآخرين من ذويه الذين زاروه بعد أربعة أشهر من سجنه، مبيناً أنه على علم بالتهمة الموجَّهَة لابنه وهي الإرهاب، ولكنه عاد بعد مضي عام على سجن ابنه لزيارته شهرياً والاتصال به أسبوعياً.
إرهاب عبر الإنترنت
وأضاف «بعد مرور خمسة أعوام على سجنه تم تحويله لمركز الرعاية، وتم الإفراج عنه بعدها ليعود للمنزل ويعيش معي مرة أخرى»، مشيراً إلى أنه لاحظ ندم ابنه من داخل السجن على أعماله ونشاطاته الإرهابية، منوهاً بعلمه عن تأييد ابنه ودعمه للإرهاب بالكتابة عبر الإنترنت قبل القبض عليه، ولكنه قال إنَّ «خالد» أخبره في إحدى زياراته في السجن بحاجته إليه..»إن شاء الله اطلعْ ولا تتركني لحالي يا والدي».
وأشار العتيبي إلى معرفته بزملاء وأصدقاء ابنه قبل تخرجه من الثانوية وأثناء سكنه بمحافظة الدوادمي وهم من أبناء عمومته وقرابته، ولكن بعد الثانوية لاحظ عليه التغير والالتزام والتشدد، ولا يعلم من هم أصدقاؤه بعدها.
الأمير محمد ساعده
العتيبي سرد قصة متابعته لقضية «خالد» وهو في السجن، ومحاولاته إخراج ابنه الوحيد من السجن وتبرئته من التهم الموجهة إليه. يقول «سعيت كأب في إخراج ابني على الرغم من غضبي عليه، لكن الوالد مهما كان يكون ضعيفاً من ناحية أبنائه، وأنا والله من الناس اللي حرصت على إني أقابل سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية (وقتها)، وقابلته وكلمته في موضوع ابني، ومن البداية قال لي «ابنك لا تخاف عليه في أيدي أمينة وحريصة عليه أحرص من مصلحة نفسه.. حريصين عليه أكثر من نفسه». ولكني طالبته بأنه ابن واحد نافع لي ولأخواته ومنزله، فتفضل سمو وزير الداخلية بأخذ استدعائي اللي قدمته عليه، وفعلاً فيما بعد تمت الإجراءات، وبعد شهرين أو ثلاثة بلَّغتني وزارة الداخلية بصدور أمر بالإفراج عنه بعد دخوله مركز المناصحة لمدة شهرين»، وذلك في نهاية شهر رمضان من عام (1432هـ). يضيف «دموع السعادة غمرتني بعد حرمان دام أكثر من خمسة أعوام».
التليفزيون حرام
وعاد العتيبي ونبرة الحزن تغلب على صوته بقوله «بعد مرور ستة أشهر من خروجه من السجن وملازمته لبيته وإخوته؛ لاحظت تغيُّراً جديداً من مظاهره عدم مطالعته التليفزيون، ورفض متطلبات إخوته من بعض الأمور الدراسية ومهاجمتهم بأن الأعمال والرسوم الفنية مُحرَّمَة»، نافياً في الوقت ذاته معرفته بأصدقاء ابنه بعد خروجه من السجن.
وبيَّن العتيبي امتناع ابنه «خالد» عن الأكل والشرب بمنزله؛ كونه مستحرماً لحلالهم، وذلك قبل هروبه بفترة تجاوزت الشهرين، منوها بتغييرات عادت لحياته التي سبقت السجن، مبدياً ندمه حينَها على مطالبته بالإفراج عنه وخروجه من السجن، على الرغم من عدم توقعه لعودة ابنه للانحراف، ووصول الأمر إلى حدِّ اشتراك ابنه في قتل رجال أمن.
والد المطلوب خالد.. علَّق على أحادث ذوي الشهيدين، وقال «تمنيت وفاتي قبل علمي بمشاركة ابني في قتل اثنين من منسوبي حرس الحدود».
وما بين قوسيْ الإدانة والرفض استضاف البرنامج ذوي الشهيدين محمد حسن منيع وفهد حسين الحمندي، مقابل والد أحد المشاركين في قتلهما، وهو المطلوب خالد بن فيصل العتيبي. وقد استشهد منيع والحمندي في العملية الإرهابية المتمثلة في كمين نُصب لدورية من حرس الحدود فجر يوم الإثنين (5/11/2012م الموافق 20/12/1433هـ)، محافظة شرورة بمنطقة نجران. وهي الواقعة التي حاول فيها عشرة مطلوبين سعوديين ويمني عبور الحدود إلى اليمن قبل اعتقالهم.
خرج ولم يعد
والد الشهيد محمد حسن آل منيع
في الواقعة سقط منيع وزميله الحمندي. وفي البرنامج تحدث والد الشهيد منيع عن آخر تفاصيل حياة ابنه، وقال «آخر مرة تحدَّث معي ابني الشهيد كان يوم عيد الحج، هو وزوجته، وعياله». أما زوجته فقالت بلكنة عامية بحتة «قبل ما يطلع زوجي ودعنا وسلّم علينا، وقال أشوفكم على خير، وهو عادة هو يجيني 6.30 فجراً.. يدق عليّ وهو عند الباب». لكن ذلك اليوم لم يفعل ما اعتاد عليه.. تقول «صحيت وصليت الفجر ودقيت عليه.. ما ردّ وأرسلت له رسالة ما ردّ عليّ.. وعلمت بعدها باستشهاده».
عم الشهيد لديه رواية مكملة لما اعتاده الشهيد.. يقول «وقت ما يجي من العمل يفرحون به إخوانه ويروح لأخواته ووالديه، وأنا أقول للأسف ابن الوطن يقتل ابن الوطن من غير سبب، ولم يسرني أن علمت بأن المجموعة القاتلة من أبناء الوطن».
كانت روايات ذوي الشهيد منيع مؤثرة، وآسفة على مقتل ابنهم على يد مواطن مثله.. وهذا ما قاله والده الذي فقد ابناً عائلاً.. يقول «أسرته اعتمدت عليه بعد الله»، واصفاً المعتدين بـ «المجرمين» و»لم ينفعوا أنفسهم ولا آباءهم ولا وطنهم».
في ذروة الشباب
الشهيد فهد حسين الحمندي
مقدم اللقاء فهد الفهيد استعرض في البرنامج الأحداث المأساوية للعملية الإرهابية، ليتحدث بعدها حسين والد الشهيد الجندي فهد الحمندي بقوله عن ابنه «فهد حياته كانت أحسن حياة، أحسن حياة مع أسرته، ومع جيرانه وأصدقائه، فهد العالم كلها تحبه، واللي ساكنين حولنا كلهم يحبونه، وكلهم بكى على فهد من طيبته، وبالنسبة لي أنا فهد هو أغلى من عيوني لأنه ما قد قصّر عليّ لا أنا ولا أمه ولا على إخوانه كلهم».
والد الشهيد تحدث عن عمله ابنه، عن موقعه من أسرته.. فقال «بدأ في خدمته العسكرية منذ 8 سنوات، وكان عمره آنذاك 23 سنة، واستشهد وعمره 33 سنة». أما حالته الاجتاعية فهي «متزوج ولديه ابنتان، وعشرة أشقاء،7 منهم ذكور و3 إناث». مضيفاً «فهد عادة عندما يعود من عمله يشاركهم الابتسامة والضحك والمرح، وكان لا يلقي لهموم الدنيا بالاً».
انتظرته في الإفطار
أما زوجة الشهيد الحمندي؛ فقد تحدثت عن تفاصيل علمها بنبأ استشهاده بقولها «بعد تناولنا لطعام العشاء وخروجه لمهام عمله، كنت في انتظاره على الإفطار في اليوم التالي بقريتنا بمحافظة شرورة، ولكنه لم يعد حينها». وتصف زوجها بأنه كان من الناس المتفائلين بالشهادة، ذا إيمان قوي، دائماً يفكر في القبر وعذابه، وأكثر صدمة توجهت لي إني عرفت إنه قتل على أيدي سعوديين، ومن قبائل معروفة، ولكن طفلتي مازالت حتى الآن ما تعرف شيء عن والدها الشهيد، ودائماً تجيب لي الجوال وتقول اتصلي على بابا».
القاتل ابن الوطن
وأبدى والد الشهيد أسفه لكون القاتل من أبناء الوطن، مبدياً عدم خوف شقيق الشهيد الأكبر «حمود» مما قد يتعرض له من عمل إرهابي مماثل كونه من منسوبي حرس الحدود أيضاً، مؤكداً أنه يشعر بأنه يعمل لخدمة الوطن، وأنه شخصياً على أتم الاستعداد لتجنيد كافة أبنائه من أشقاء الشهيد فداء للملك ثم الوطن، وأنه يتشرف بفقدان ابنه في خدمة هذا الوطن.
خريج المناصحة
ومثلما تحدَّث ذوو الشهيدين؛ تحدَّث ـ على الطرف الآخر ـ والد إرهابي مشارك في الجريمة.. إنه والد المطلوب خالد بن فيصل العتيبي.
والد المطلوب العتيبي كشف عن سجل ابنه الذي تم القبض عليه عام 1427 بتهمة الإرهاب. كما كشف عن محاولات إصلاحه عبر برنامج المناصحة، وخروجه من السجن كفرصة جديدة لإصلاح حياته.. لكنه انقلت على عقبيه وختم سجله بالمشاركة في جريمة كبيرة وقع ضحيتها شهيدان..
يقول والده إن «الجميع من أهالي خالد وذويه وكبار السن كانوا يثنون على صلاحه والتزامه، ولكنه بعد حصوله على الثانوية العامة انتقل إلى الرياض، ليلتحق بكلية الاتصالات، وحينها لاحظت عليه تشدده في الدين، ولم أستطع منعه؛ كوننا نحث على الالتزام الديني.. وبعد إحساسي بانحرافه وتطرفه جلست معه عدة مرات وذكرته بأنه ابني الوحيد بين أربعة إناث من زوجة ثانية، وبمدى حاجتي إليه، إلا أنَّه كان يكذب عليَّ في أمور كثيرة».
وأوضح والد المطلوب خالد بأنَّ ابنه الهارب كان يعيش مع والدته المطلقة، حتى بلغ الخامسة من عمره، وانتقل بعدها للعيش مع والده وجدته حتى تخرج من الثانوية، وكان يصل والدته ويزور إخوته من والدته كثيراً، منوهاً بأنَّ الطلاق حصل وخالد لايزال جنيناً.
انحرف في الثانوية
وبين فيصل العتيبي في حديثه بأن بداية انحراف ابنه كان من سن الثانية ثانوي، وتحديدا من معلميه المتشددين بالمدرسة، وكان مدير المدرسة يبلغه عن انخفاض مستواه في النواحي التعليمية، على الرغم من ذكائه المعروف عنه، مشيراً إلى أن التغير في تفكير ابنه وصل إلى المنزل والأسرة بالتشدد في أمور معينة، ورفض أمور أخرى، إلا أنه كان يخاف من والده ويبتعد عن عقوقه».
وأضاف العتيبي بأنه تم القبض على ابنه في عام (1427هـ) في الرياض، وذلك أثناء تقدمه بطلب إصدار جواز سفر من جوازات الرياض لعزمه التقدم على برنامج الابتعاث الخارجي، بعد توصية والده له بإكمال دراسته خارج المملكة والابتعاد عن والدته، مؤكداً أنَّ القبض عليه كان لأسباب أبرزها نشاطاته الملحوظة عليه.
وأوضح والد المطلوب خالد العتيبي أنه امتنع عن زيارة ابنه في سجون الرياض لمدة عام كامل، عكس الآخرين من ذويه الذين زاروه بعد أربعة أشهر من سجنه، مبيناً أنه على علم بالتهمة الموجَّهَة لابنه وهي الإرهاب، ولكنه عاد بعد مضي عام على سجن ابنه لزيارته شهرياً والاتصال به أسبوعياً.
إرهاب عبر الإنترنت
وأضاف «بعد مرور خمسة أعوام على سجنه تم تحويله لمركز الرعاية، وتم الإفراج عنه بعدها ليعود للمنزل ويعيش معي مرة أخرى»، مشيراً إلى أنه لاحظ ندم ابنه من داخل السجن على أعماله ونشاطاته الإرهابية، منوهاً بعلمه عن تأييد ابنه ودعمه للإرهاب بالكتابة عبر الإنترنت قبل القبض عليه، ولكنه قال إنَّ «خالد» أخبره في إحدى زياراته في السجن بحاجته إليه..»إن شاء الله اطلعْ ولا تتركني لحالي يا والدي».
وأشار العتيبي إلى معرفته بزملاء وأصدقاء ابنه قبل تخرجه من الثانوية وأثناء سكنه بمحافظة الدوادمي وهم من أبناء عمومته وقرابته، ولكن بعد الثانوية لاحظ عليه التغير والالتزام والتشدد، ولا يعلم من هم أصدقاؤه بعدها.
الأمير محمد ساعده
العتيبي سرد قصة متابعته لقضية «خالد» وهو في السجن، ومحاولاته إخراج ابنه الوحيد من السجن وتبرئته من التهم الموجهة إليه. يقول «سعيت كأب في إخراج ابني على الرغم من غضبي عليه، لكن الوالد مهما كان يكون ضعيفاً من ناحية أبنائه، وأنا والله من الناس اللي حرصت على إني أقابل سمو الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية (وقتها)، وقابلته وكلمته في موضوع ابني، ومن البداية قال لي «ابنك لا تخاف عليه في أيدي أمينة وحريصة عليه أحرص من مصلحة نفسه.. حريصين عليه أكثر من نفسه». ولكني طالبته بأنه ابن واحد نافع لي ولأخواته ومنزله، فتفضل سمو وزير الداخلية بأخذ استدعائي اللي قدمته عليه، وفعلاً فيما بعد تمت الإجراءات، وبعد شهرين أو ثلاثة بلَّغتني وزارة الداخلية بصدور أمر بالإفراج عنه بعد دخوله مركز المناصحة لمدة شهرين»، وذلك في نهاية شهر رمضان من عام (1432هـ). يضيف «دموع السعادة غمرتني بعد حرمان دام أكثر من خمسة أعوام».
التليفزيون حرام
وعاد العتيبي ونبرة الحزن تغلب على صوته بقوله «بعد مرور ستة أشهر من خروجه من السجن وملازمته لبيته وإخوته؛ لاحظت تغيُّراً جديداً من مظاهره عدم مطالعته التليفزيون، ورفض متطلبات إخوته من بعض الأمور الدراسية ومهاجمتهم بأن الأعمال والرسوم الفنية مُحرَّمَة»، نافياً في الوقت ذاته معرفته بأصدقاء ابنه بعد خروجه من السجن.
وبيَّن العتيبي امتناع ابنه «خالد» عن الأكل والشرب بمنزله؛ كونه مستحرماً لحلالهم، وذلك قبل هروبه بفترة تجاوزت الشهرين، منوها بتغييرات عادت لحياته التي سبقت السجن، مبدياً ندمه حينَها على مطالبته بالإفراج عنه وخروجه من السجن، على الرغم من عدم توقعه لعودة ابنه للانحراف، ووصول الأمر إلى حدِّ اشتراك ابنه في قتل رجال أمن.
والد المطلوب خالد.. علَّق على أحادث ذوي الشهيدين، وقال «تمنيت وفاتي قبل علمي بمشاركة ابني في قتل اثنين من منسوبي حرس الحدود».