البلوي لـــــــم يطردهم.. أحمد مسعود: الفايز متورط
إخبارية الحفير - متابعات يذكر التاريخ الاتحادي إلا ويتصدر أحمد مسعود قائمة الرؤساء الذين نقشوا اسمهم بماء الذهب في صفحاته المشرقة، فهو أكثرهم تحقيقا للبطولات والإنجازات بل ومن أبرز الشرفيين الذين ساهموا في صناعته في العصر، و شكل غيابه ومجموعة من صناع القرار والمؤثرين عن المشهد الاتحادي في الفترة الماضية علامة استفهام كبيرة دفعت بالصحيفة للوقوف معه على كثير من التفاصيل التي تميط الستار عن كثير من التساؤلات وتشخص بوضوح الواقع الحالي، إذ يروي مسعود من وجهة نظره حقيقة ما يحدث كاشفا عن أن العمل الإداري في النادي لم يعد جاذبا لكثير من الشرفيين للدعم المالي في ظل ما أسماه الطريقة الغامضة التي يدار بها والضبابية حول كثير من التفاصيل والقرارات المصيرية التي غيبت عن محبي النادي وجماهيره، متناولا في حواره معنا حقيقة الخلافات الشرفية خلال السنوات الماضية ورؤيته لواقع الرياضة السعودية وموقفه من قرار إقالة كانيدا وتقييمه لعمل مجموعة مستقبل وإدارة النادي الحالية والوضع العام للرياضة السعودية ومجموعة من التفاصيل المهمة تطالعونها في السطور التالية:
المشهد الاتحادي لا يبدو مرضيا لطموحات عشاق العميد .. كيف تشخصه وما الحل لتجاوز هذه الأزمة ؟
النادي يمر بمرحلة صعبة ومقلقة ولا ترضي أيا من محبيه، أتمنى من الإدارة الحالية أن تضاعف جهودها وتعمل على إيجاد الحلول الناجعة للخروج من الأزمة التي أغرقت النادي وأعادته إلى الخلف عدة سنوات، وذلك لن يكون إلا بعمل احترافي وتكاملي عاجل من أجل أن يقف مجددا على قدميه ويستعيد هيبته المفقودة، وعليها العمل منذ اللحظة لترتيب أوراقها للموسم المقبل، إذ برأيي أصبحت المنافسة في الموسم الحالي صعبة في ظل الظروف الراهنة، وهناك أمر مهم وقد يساعد في العلاج وهو الشفافية في التعاطي مع محبي النادي ووضعهم في الصورة وإطلاعهم على كل صغيرة وكبيرة ومشاركتهم المسؤولية، لأنه قد يتمخض عن ذلك مقترحات إيجابية ربما تكون سببا في انتشال النادي من الوضع الحرج الذي هو فيه، فالعمل الحالي يبدو غامضا وتشوبه ضبابية عالية حتى لا يمكن لك فعل شيء وتجبرك على البقاء ساكنا ودون حراك، فالجميع أصبح لا يعلم أين المشكلة وما هي الحقيقة، وهذا نتيجة أخطاء متراكمة رسمت الحزن على محيا الاتحاديين مع الأسف، فنحن نسمع عن أخبار جديدة أثرت كثيرا على النادي بشكل عام وعلى فريق كرة القدم بشكل خاص وساهمت في تدهوره وتراجعه على مستوى النتائج من موسم إلى آخر .
من المتسبب الأكبر من وجهة نظرك الإدارة أم اللاعبين أم أعضاء الشرف ؟
ـ من الصعب تحديد المتسبب والمسؤول عن ما حدث بشكل قطعي، ولا يمكن أن نرمي كل شيء على جهة بعينها دون الوقوف على المشكلة الحقيقية وهو ما نفتقده، نحن ندور في حلقة مفرغة ونلتف حول المشكلة ولسنا على يقين منها بسبب الغموض الذي تحدثت عنه، وأتوقع أن الاجتهادات طغت على التخطيط الإداري والعمل يسير بشكل ارتجالي ولا نستطيع هنا أن نحدد المسؤول أو نلوم أحدا لنفس السبب، ومع ذلك الأمل موجود في الإدارة الحالية لتصحيح المسار وأن تنجح في تقديم تقرير متكامل يشخص حال الاتحاد مع «روشتة» علاج حتى يتمكن الجميع من التعاون في إيجاد الحلول المناسبة، أما مسألة طلب الدعم المالي دون برامج عمل مكتملة أو مبررت كافية أو قنوات واضحة لصرفها فهذا لا يبدو منطقيا ولن ندفع مالا دون وقائع مقنعة تحفزنا للتفاعل والمشاركة في المسؤولية.
في خضم هذه العواصف التي تجتاح النادي .. هل تعتقد بأنه قادر على العودة للإنجازات ؟
ـ من خلال متابعتي البسيطة والمحدودة أشك في أن يحقق الاتحاد هذا الموسم أي بطولة لأن النتائج سيئة والطموح مفقود والعمل غير منظم ولا نعلم إلى أين يسير الفريق، فهو لا يزال يبحث عن نفسه ولم يجدها بعد ومع الأسف يبتعد رويدا رويدا عن المنافسة، وبات يفقد ثقافة الانتصارات لغياب أهم عوامل التفوق داخل الملعب وعلى رأسها «الروح» العنصر الذي لطالما تغنينا به وساهم في الارتقاء بمستوى الفريق وهذا أثر كثيرا في ظهوره هذا الموسم بصورة سلبية تختلف عن صورة الاتحاد البطل الذي نعرفه.
وأمام هذه المعطيات يصعب أن نحدد ما إذا كان يستطيع العودة أو لا، أضف إلى ذلك أن هناك مؤشرا خطيرا لما يعيشه الاتحاد يتمثل في أنه كلما عالجنا الأخطاء ظهرت لنا أخطاء جديدة دون وجود استفادة حقيقية من الأخطاء السابقة، وبالتالي فإن الأداء العام يتراجع من موسم إلى آخر، لأن كل إدارة تأتي تريد أن تعمل بمعزل عن الإدارة السابقة ودون الاستفادة من تجارب الإدارات السابقة مثل تغيير اللاعبين وإحضار آخرين بنفس المعايير وتسبب في ارتكاب كثير من الأخطاء ومنها على سبيل المثال ضعف اختيار اللاعبين الأجانب الذيين كانوا في أوج نجاحات الفريق علامة فارقة وساهموا في تحقيق البطولات، ومع الأسف كان تأثير ذلك واضحا وجليا وساهم في تواريه عن البطولات ومنصات التتويج.
كان الرهان مستمرا على قدرة الاتحاد على العودة .. هل ترى ذلك ؟
ـ نعم كان يستطيع أن يعود من الباب الضيق عندما كان الاتحاديون يقفون موقفا واحدا ولكن الظروف اختلفت كثيرا عن السابق حتى إن أبرز مفاتيح الأداء اليوم لم تعد كما كانت في السابق.
أين أعضاء الشرف مما يحدث ؟
ـ عن أي أعضاء شرف تتحدث، عليك أن تعرف حقيقة مهمة جدا بأن أعضاء الشرف أصبحوا لا دور لهم ليس في نادي الاتحاد فحسب وإنما في كل الأندية فليس هناك شرفيون مؤثرون في مسيرة الأندية حاليا، فلو نظرنا إلى أندية الأهلي والنصر والهلال والشباب نجدها تقوم على دعم الرجل الواحد، فمثلا النادي الأهلي أين أعضاء شرفه من دعم النادي، كلنا نعرف بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله هو الداعم الحقيقي، وقس عليه بقية الأندية الأخرى وهذا ليس ذنب أعضاء الشرف وإنما المتغيرات الحديثة للرياضة السعودية والاحتراف وارتفاع التكاليف المالية للأندية وكذلك وجود شركات الرعاية ساهمت في تقنين تأثير أعضاء الشرف على الأندية فما يدفعه عضو الشرف في السابق لم يعد مؤثرا في ميزانيات الأندية حاليا.
لكن نادي الاتحاد يتمتع بمجلس شرفي قوي؟
ـ أعضاء الشرف الاتحاديين مع احترامي الشديد لا دور لهم ولا تنتظر الجماهير منهم الدعم كالسابق لعدة اعتبارات منها كما ذكرت بأن دعمهم لم يعد مؤثرا، والأمر الثاني لم يعد المجلس الشرفي الحالي كما كان في السابق له وزنه وكلمته وحتى تأثيره، وأيضا صلاحيته في إدارة النادي محدودة وانحسر الدور الكبير الذي كان يلعبه في تحديد هوية رئيس النادي، بعد أن كانت كثير من الموضوعات تحل عنده ويتصدى لكل الاختيارات والمشاكل ولا تصل للجمعية إلا والأمور منتهية، بينما الآن اختلف الأمر بعد غياب المجلس الشرفي فكل مشكلة تظهر للسطح وتطفو أمام الإعلام حتى أعضاء الشرف يتبادلون الاتهامات في الصحف والفضائيات بينما في السابق كل ما يدار بينهما لا يعلم به أحد، بمعنى آخر هيبة أعضاء الشرف كانت قوية واليوم الهيبة مفقودة تماما بعد رحيل إبراهيم أفندي عن الاتحاد، ونأمل أن تعود مع الدكتور خالد المرزوقي الذي ندعو له بالتوفيق بدفع العجلة الشرفية للأمام.
هل نفهم من حديثك وجود انشقاقات في المجلس الشرفي الحالي ؟
ـ أنا لا أحب مصطلح الانشقاق وإنما المجلس الشرفي منقسم ولم يعد كما كان، وافتقد إلى قوته منذ 25 سنة، حيث انقسم خلال اجتماع تم قبيل ترشيحي لرئاسة النادي عام 1409، ففي الوقت الذي كنت أستعد فيه لتقديم برنامجي الانتخابي للمجلس الشرفي وفي أحد الاجتماعات تحولت رئاسة الاتحاد إلى الدكتور عدنان جمجوم (يرحمه الله) وترك هذا الاجتماع فجوة بين أعضاء الشرف وقتها.
لكن هناك من يقول أن الانقسام الشرفي حدث قبل 10 سنوات؟
ـ نعم سمعت كثيرا بأن الانقسام حدث في فترة قريبة وتحديدا في عهد منصور البلوي أو مع ظهور أسعد عبدالكريم وعبدالمحسن آل الشيخ وهذا غير صحيح، وإنما حدث من قبل وربما اتسع في الفترة التي ذكرتها وهذا ممكن.
تقصد رئيس الاتحاد محمد الفايز لم يقدم للمجلس الشرفي مبررات مقنعة للحصول على الدعم المالي ؟
ـ أولا علينا ألا نقسوا على محمد الفايز الذي حضر لرئاسة الاتحاد من أجل إنقاذه في وقت صعب ونحيي فيه هذه الشجاعة التي لم تكن كافية لقيادته إلى بر الأمان وإعادته لمكانته الطبيعية في المنافسة على البطولات، لأن المسألة تحتاج إلى برنامج متكامل ومعرفة دقيقة للوضع الذي كان عليه الاتحاد قبل اتخاذ قرار الترشيح لرئاسة حتى يعرف من أين ينطلق بصورة صحيحة، وحتى لا يتفاجأ من فترة وأخرى بمشكلة جديدة كما يحدث معه الآن في الأمور المالية حسب تصريحاته وإن كنت لا ألومه كثيرا وإنما ألوم إدارة المستقبل بعض الشيء على اعتبار أنها عملت منذ فترة طويلة على تجهيز ملف إدارة جديدة إلا أنها افتقدت للخبرة الكافية.
لماذا لا تلمه وهو رئيس النادي وهو أول من تصدى لهذ المهمة والصعبة كما تقول ؟
ـ الكل يعلم بأن محمد الفايز حضر في الوقت الضائع ورشح نفسه بنفس برنامج إدارة المستقبل التي كان يفترض أن يكون رئيس النادي لؤي قزاز لكن حدث أمر ما جعل لؤي يعتذر ودخل الفايز بديلا عنه والدليل لم يقدم البرنامج الانتخابي وإنما كان مكملا لإدارة المستقبل والواضح بعد استلامه للنادي أنه لا يدير النادي وإنما هناك مجموعة من الشباب في مجلس إدارته هي من تدير النادي أمثال عادل جمجوم وبقية الأعضاء وهذا ليس سرا، أعتقد بأن الاتحاديين «فاهمين» ذلك جيدا ويحاولون الوقوف معه.
لماذا في الاتحاد فقط تحدث البلبلة حول العضوية الشرفية ؟
ـ لأن مفهومها أصلا تغير، ففي النظام تقدم العضوية الشرفية لكل من قدم خدمات جليلة للنادي، كما أن العضوية لا تشترى ولا تباع وإنما تمنح من قبل إدارة النادي بينما مفهومها الحالي يعتمد على من يدفع وهذا أمر غير صحيح فشخصية كبيرة مثل عبدالمحسن آل الشيخ دعمت الاتحاد بمالغ مالية على فترات طويلة وقدم خدمات جليلة فإن بالمفهوم القديم هو عضو شرف ويدخل الجمعية العمومية لكن وفق النظام الجديد هو ليس عضو الشرف ولا يحق له دخول الجمعية العومية ولن يسمح له بالدخول طالما لم يسدد العضوية الشرفية التي تخوله بالدخول للجمعية وبالتالي يمنع بغض النظر عن المبالغ التي دفعها أو الخدمات التي قدمها وهذا خلل، ولا بد من إعادة النظر والدراسة لمفهوم العضوية الشرفية كما يجب أن نفرق بين إنسان قدم خدمات جليلة بالفعل لنادي يفترض بمنحه الشرفية ولا يشتريها وبين إنسان جديد ويريد أن يشترك في العضوية ويعمل للعضو الجديد إليه فإنه يعمل نظام لمثل هذه الحالة بحيث يؤخذ منه بملغا ثم المساهمة في أي نشاط من أنشطة النادي إلى أن يقدم خدمات جليلة للنادي ومن ثم تمنح له عضوية شرفية.
إلى ماذا يحتاج الاتحاد كي يعود بذات القوة التي كان عليها؟
ـ يحتاج إلى شخصية قادرة على لم شتات الاتحاديين وجذبهم للالتفاف حول النادي والوقوف معه.
هل نفهم من حديثك أنك تقصد «كبيرا» قادر على التأثير؟
ـ هناك شخصيتان مؤثرتان في الاتحاد فقط هما الأمير طلال بن منصور والشيخ إبراهيم أفندي وهم من يمكن أن نسميهم بـ«كبار الاتحاد» أو «حكماء الاتحاد» وهما فقط من كانا قادران على لم الشتات وتوحيد الصف، منذ ابتعاد الأفندي وظروف الأمير طلال بن منصور التي لم تعد تساعده على التواجد باستمرار افتقدنا لمن يقوم بهذا الدور وإذا كنت تقصد بـ«الكبير» من يقوم بهذا الدور فنعم لا يوجد كبير في الاتحاد.
أين يكمن الخلل في الرياضة السعودية في الأندية أم في الاتحاد ؟
ـحقيقة أقولها بصراحة الخلل متشعب ولا تستطيع أن تحدده لأن الرياضة السعودية الآن تحتضر وباتت تفتقد إلى مكتسباتها السابقة ولا سيما على مستوى حضورنا الآسيوي سواء منتخبا أو أندية، نحن لم نعد كما كنا وحتى نعود إلى السابق لا بد أن نحدث غربلة شاملة في البنية التحتية للرياضة وإعادة صياغة، وعلى المسؤولين العودة إلى التوصيات التي قدمتها للجنة التطوير إلى الجهات المعنية وتطبيقها بحذافيرها لأن ما تضمنته تلك الدراسة تكفل لك النهوض من جديد، أما ما عدا ذلك نظل ندور في دائرة مفرغة «شيل مدرب حط مدرب أبعد لاعب أعيدوا لاعب».
هل تؤيد الإسراع في الخصخصة ؟
ـ الخصخصة أحد أهداف تلك اللجنة التي لم ترى النور حتى الآن وأعتقد بأن فريق العمل الذي شكله الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (رحمه الله) كان فريقا مكتملا عمل كل شيء والخصخصة أحد بنات أفكاره ويجب الإسراع في تطبيقها على 14 ناديا ولكن بنفس الدراسة التي أعدت لها، فلا تستطيع أن تقر الخصخصة في ظل الإمكانيات الموجودة للأندية والنظام الذي تدار به الأندية لأنك لو نظرت إلى وضع الأندية الحالية ومنشآتها فإنك لا تستطيع استثمار ريال واحد بها فالمنشآت لا تمتلكها الأندية ولا تستطيع أن تضع طوبة في الأندية، كما أنك لا تستطيع أن تلعب مباريات الدوري على ملاعب الأندية أيضا، الجوانب الإدارية والمالية تحتاج إلى تقنين لنظامها حتى تشجع المستثمر على دخول المجال الرياضي، أشياء كثيرة تفتقدها الأندية السعودية يجب معالجتها قبيل الشروع في الخصخصة أما الخصخصة كنهج مطلب ضروري للرياضة السعودية.
كيف ترى قرار إقالة كانيدا ؟
ـ لست قريبا من النادي حتى أستطيع أن أحدد لك أين تكمن المشكلة، لكن الاتحاد مع هذا المدرب لم يقدم شيئا، كما أن هناك مآخذ على المدرب بكثرة ظهوره في (تويتر) والتحدث في موضوعات جانبية لا علاقة له بها أثارت حفيظة الاتحاديين، ولا سيما في الجوانب التي مست بعض أعضاء الشرف، أما توقيت قرار إقالته فهذا راجع للإدارة القريبة من الفريق والمطلعة على مكمن الخلل.
لو طلب منك رئاسة النادي !؟
ـ لا أعتقد .. السن لا يسمح.
عكاظ
المشهد الاتحادي لا يبدو مرضيا لطموحات عشاق العميد .. كيف تشخصه وما الحل لتجاوز هذه الأزمة ؟
النادي يمر بمرحلة صعبة ومقلقة ولا ترضي أيا من محبيه، أتمنى من الإدارة الحالية أن تضاعف جهودها وتعمل على إيجاد الحلول الناجعة للخروج من الأزمة التي أغرقت النادي وأعادته إلى الخلف عدة سنوات، وذلك لن يكون إلا بعمل احترافي وتكاملي عاجل من أجل أن يقف مجددا على قدميه ويستعيد هيبته المفقودة، وعليها العمل منذ اللحظة لترتيب أوراقها للموسم المقبل، إذ برأيي أصبحت المنافسة في الموسم الحالي صعبة في ظل الظروف الراهنة، وهناك أمر مهم وقد يساعد في العلاج وهو الشفافية في التعاطي مع محبي النادي ووضعهم في الصورة وإطلاعهم على كل صغيرة وكبيرة ومشاركتهم المسؤولية، لأنه قد يتمخض عن ذلك مقترحات إيجابية ربما تكون سببا في انتشال النادي من الوضع الحرج الذي هو فيه، فالعمل الحالي يبدو غامضا وتشوبه ضبابية عالية حتى لا يمكن لك فعل شيء وتجبرك على البقاء ساكنا ودون حراك، فالجميع أصبح لا يعلم أين المشكلة وما هي الحقيقة، وهذا نتيجة أخطاء متراكمة رسمت الحزن على محيا الاتحاديين مع الأسف، فنحن نسمع عن أخبار جديدة أثرت كثيرا على النادي بشكل عام وعلى فريق كرة القدم بشكل خاص وساهمت في تدهوره وتراجعه على مستوى النتائج من موسم إلى آخر .
من المتسبب الأكبر من وجهة نظرك الإدارة أم اللاعبين أم أعضاء الشرف ؟
ـ من الصعب تحديد المتسبب والمسؤول عن ما حدث بشكل قطعي، ولا يمكن أن نرمي كل شيء على جهة بعينها دون الوقوف على المشكلة الحقيقية وهو ما نفتقده، نحن ندور في حلقة مفرغة ونلتف حول المشكلة ولسنا على يقين منها بسبب الغموض الذي تحدثت عنه، وأتوقع أن الاجتهادات طغت على التخطيط الإداري والعمل يسير بشكل ارتجالي ولا نستطيع هنا أن نحدد المسؤول أو نلوم أحدا لنفس السبب، ومع ذلك الأمل موجود في الإدارة الحالية لتصحيح المسار وأن تنجح في تقديم تقرير متكامل يشخص حال الاتحاد مع «روشتة» علاج حتى يتمكن الجميع من التعاون في إيجاد الحلول المناسبة، أما مسألة طلب الدعم المالي دون برامج عمل مكتملة أو مبررت كافية أو قنوات واضحة لصرفها فهذا لا يبدو منطقيا ولن ندفع مالا دون وقائع مقنعة تحفزنا للتفاعل والمشاركة في المسؤولية.
في خضم هذه العواصف التي تجتاح النادي .. هل تعتقد بأنه قادر على العودة للإنجازات ؟
ـ من خلال متابعتي البسيطة والمحدودة أشك في أن يحقق الاتحاد هذا الموسم أي بطولة لأن النتائج سيئة والطموح مفقود والعمل غير منظم ولا نعلم إلى أين يسير الفريق، فهو لا يزال يبحث عن نفسه ولم يجدها بعد ومع الأسف يبتعد رويدا رويدا عن المنافسة، وبات يفقد ثقافة الانتصارات لغياب أهم عوامل التفوق داخل الملعب وعلى رأسها «الروح» العنصر الذي لطالما تغنينا به وساهم في الارتقاء بمستوى الفريق وهذا أثر كثيرا في ظهوره هذا الموسم بصورة سلبية تختلف عن صورة الاتحاد البطل الذي نعرفه.
وأمام هذه المعطيات يصعب أن نحدد ما إذا كان يستطيع العودة أو لا، أضف إلى ذلك أن هناك مؤشرا خطيرا لما يعيشه الاتحاد يتمثل في أنه كلما عالجنا الأخطاء ظهرت لنا أخطاء جديدة دون وجود استفادة حقيقية من الأخطاء السابقة، وبالتالي فإن الأداء العام يتراجع من موسم إلى آخر، لأن كل إدارة تأتي تريد أن تعمل بمعزل عن الإدارة السابقة ودون الاستفادة من تجارب الإدارات السابقة مثل تغيير اللاعبين وإحضار آخرين بنفس المعايير وتسبب في ارتكاب كثير من الأخطاء ومنها على سبيل المثال ضعف اختيار اللاعبين الأجانب الذيين كانوا في أوج نجاحات الفريق علامة فارقة وساهموا في تحقيق البطولات، ومع الأسف كان تأثير ذلك واضحا وجليا وساهم في تواريه عن البطولات ومنصات التتويج.
كان الرهان مستمرا على قدرة الاتحاد على العودة .. هل ترى ذلك ؟
ـ نعم كان يستطيع أن يعود من الباب الضيق عندما كان الاتحاديون يقفون موقفا واحدا ولكن الظروف اختلفت كثيرا عن السابق حتى إن أبرز مفاتيح الأداء اليوم لم تعد كما كانت في السابق.
أين أعضاء الشرف مما يحدث ؟
ـ عن أي أعضاء شرف تتحدث، عليك أن تعرف حقيقة مهمة جدا بأن أعضاء الشرف أصبحوا لا دور لهم ليس في نادي الاتحاد فحسب وإنما في كل الأندية فليس هناك شرفيون مؤثرون في مسيرة الأندية حاليا، فلو نظرنا إلى أندية الأهلي والنصر والهلال والشباب نجدها تقوم على دعم الرجل الواحد، فمثلا النادي الأهلي أين أعضاء شرفه من دعم النادي، كلنا نعرف بأن صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن عبدالله هو الداعم الحقيقي، وقس عليه بقية الأندية الأخرى وهذا ليس ذنب أعضاء الشرف وإنما المتغيرات الحديثة للرياضة السعودية والاحتراف وارتفاع التكاليف المالية للأندية وكذلك وجود شركات الرعاية ساهمت في تقنين تأثير أعضاء الشرف على الأندية فما يدفعه عضو الشرف في السابق لم يعد مؤثرا في ميزانيات الأندية حاليا.
لكن نادي الاتحاد يتمتع بمجلس شرفي قوي؟
ـ أعضاء الشرف الاتحاديين مع احترامي الشديد لا دور لهم ولا تنتظر الجماهير منهم الدعم كالسابق لعدة اعتبارات منها كما ذكرت بأن دعمهم لم يعد مؤثرا، والأمر الثاني لم يعد المجلس الشرفي الحالي كما كان في السابق له وزنه وكلمته وحتى تأثيره، وأيضا صلاحيته في إدارة النادي محدودة وانحسر الدور الكبير الذي كان يلعبه في تحديد هوية رئيس النادي، بعد أن كانت كثير من الموضوعات تحل عنده ويتصدى لكل الاختيارات والمشاكل ولا تصل للجمعية إلا والأمور منتهية، بينما الآن اختلف الأمر بعد غياب المجلس الشرفي فكل مشكلة تظهر للسطح وتطفو أمام الإعلام حتى أعضاء الشرف يتبادلون الاتهامات في الصحف والفضائيات بينما في السابق كل ما يدار بينهما لا يعلم به أحد، بمعنى آخر هيبة أعضاء الشرف كانت قوية واليوم الهيبة مفقودة تماما بعد رحيل إبراهيم أفندي عن الاتحاد، ونأمل أن تعود مع الدكتور خالد المرزوقي الذي ندعو له بالتوفيق بدفع العجلة الشرفية للأمام.
هل نفهم من حديثك وجود انشقاقات في المجلس الشرفي الحالي ؟
ـ أنا لا أحب مصطلح الانشقاق وإنما المجلس الشرفي منقسم ولم يعد كما كان، وافتقد إلى قوته منذ 25 سنة، حيث انقسم خلال اجتماع تم قبيل ترشيحي لرئاسة النادي عام 1409، ففي الوقت الذي كنت أستعد فيه لتقديم برنامجي الانتخابي للمجلس الشرفي وفي أحد الاجتماعات تحولت رئاسة الاتحاد إلى الدكتور عدنان جمجوم (يرحمه الله) وترك هذا الاجتماع فجوة بين أعضاء الشرف وقتها.
لكن هناك من يقول أن الانقسام الشرفي حدث قبل 10 سنوات؟
ـ نعم سمعت كثيرا بأن الانقسام حدث في فترة قريبة وتحديدا في عهد منصور البلوي أو مع ظهور أسعد عبدالكريم وعبدالمحسن آل الشيخ وهذا غير صحيح، وإنما حدث من قبل وربما اتسع في الفترة التي ذكرتها وهذا ممكن.
تقصد رئيس الاتحاد محمد الفايز لم يقدم للمجلس الشرفي مبررات مقنعة للحصول على الدعم المالي ؟
ـ أولا علينا ألا نقسوا على محمد الفايز الذي حضر لرئاسة الاتحاد من أجل إنقاذه في وقت صعب ونحيي فيه هذه الشجاعة التي لم تكن كافية لقيادته إلى بر الأمان وإعادته لمكانته الطبيعية في المنافسة على البطولات، لأن المسألة تحتاج إلى برنامج متكامل ومعرفة دقيقة للوضع الذي كان عليه الاتحاد قبل اتخاذ قرار الترشيح لرئاسة حتى يعرف من أين ينطلق بصورة صحيحة، وحتى لا يتفاجأ من فترة وأخرى بمشكلة جديدة كما يحدث معه الآن في الأمور المالية حسب تصريحاته وإن كنت لا ألومه كثيرا وإنما ألوم إدارة المستقبل بعض الشيء على اعتبار أنها عملت منذ فترة طويلة على تجهيز ملف إدارة جديدة إلا أنها افتقدت للخبرة الكافية.
لماذا لا تلمه وهو رئيس النادي وهو أول من تصدى لهذ المهمة والصعبة كما تقول ؟
ـ الكل يعلم بأن محمد الفايز حضر في الوقت الضائع ورشح نفسه بنفس برنامج إدارة المستقبل التي كان يفترض أن يكون رئيس النادي لؤي قزاز لكن حدث أمر ما جعل لؤي يعتذر ودخل الفايز بديلا عنه والدليل لم يقدم البرنامج الانتخابي وإنما كان مكملا لإدارة المستقبل والواضح بعد استلامه للنادي أنه لا يدير النادي وإنما هناك مجموعة من الشباب في مجلس إدارته هي من تدير النادي أمثال عادل جمجوم وبقية الأعضاء وهذا ليس سرا، أعتقد بأن الاتحاديين «فاهمين» ذلك جيدا ويحاولون الوقوف معه.
لماذا في الاتحاد فقط تحدث البلبلة حول العضوية الشرفية ؟
ـ لأن مفهومها أصلا تغير، ففي النظام تقدم العضوية الشرفية لكل من قدم خدمات جليلة للنادي، كما أن العضوية لا تشترى ولا تباع وإنما تمنح من قبل إدارة النادي بينما مفهومها الحالي يعتمد على من يدفع وهذا أمر غير صحيح فشخصية كبيرة مثل عبدالمحسن آل الشيخ دعمت الاتحاد بمالغ مالية على فترات طويلة وقدم خدمات جليلة فإن بالمفهوم القديم هو عضو شرف ويدخل الجمعية العمومية لكن وفق النظام الجديد هو ليس عضو الشرف ولا يحق له دخول الجمعية العومية ولن يسمح له بالدخول طالما لم يسدد العضوية الشرفية التي تخوله بالدخول للجمعية وبالتالي يمنع بغض النظر عن المبالغ التي دفعها أو الخدمات التي قدمها وهذا خلل، ولا بد من إعادة النظر والدراسة لمفهوم العضوية الشرفية كما يجب أن نفرق بين إنسان قدم خدمات جليلة بالفعل لنادي يفترض بمنحه الشرفية ولا يشتريها وبين إنسان جديد ويريد أن يشترك في العضوية ويعمل للعضو الجديد إليه فإنه يعمل نظام لمثل هذه الحالة بحيث يؤخذ منه بملغا ثم المساهمة في أي نشاط من أنشطة النادي إلى أن يقدم خدمات جليلة للنادي ومن ثم تمنح له عضوية شرفية.
إلى ماذا يحتاج الاتحاد كي يعود بذات القوة التي كان عليها؟
ـ يحتاج إلى شخصية قادرة على لم شتات الاتحاديين وجذبهم للالتفاف حول النادي والوقوف معه.
هل نفهم من حديثك أنك تقصد «كبيرا» قادر على التأثير؟
ـ هناك شخصيتان مؤثرتان في الاتحاد فقط هما الأمير طلال بن منصور والشيخ إبراهيم أفندي وهم من يمكن أن نسميهم بـ«كبار الاتحاد» أو «حكماء الاتحاد» وهما فقط من كانا قادران على لم الشتات وتوحيد الصف، منذ ابتعاد الأفندي وظروف الأمير طلال بن منصور التي لم تعد تساعده على التواجد باستمرار افتقدنا لمن يقوم بهذا الدور وإذا كنت تقصد بـ«الكبير» من يقوم بهذا الدور فنعم لا يوجد كبير في الاتحاد.
أين يكمن الخلل في الرياضة السعودية في الأندية أم في الاتحاد ؟
ـحقيقة أقولها بصراحة الخلل متشعب ولا تستطيع أن تحدده لأن الرياضة السعودية الآن تحتضر وباتت تفتقد إلى مكتسباتها السابقة ولا سيما على مستوى حضورنا الآسيوي سواء منتخبا أو أندية، نحن لم نعد كما كنا وحتى نعود إلى السابق لا بد أن نحدث غربلة شاملة في البنية التحتية للرياضة وإعادة صياغة، وعلى المسؤولين العودة إلى التوصيات التي قدمتها للجنة التطوير إلى الجهات المعنية وتطبيقها بحذافيرها لأن ما تضمنته تلك الدراسة تكفل لك النهوض من جديد، أما ما عدا ذلك نظل ندور في دائرة مفرغة «شيل مدرب حط مدرب أبعد لاعب أعيدوا لاعب».
هل تؤيد الإسراع في الخصخصة ؟
ـ الخصخصة أحد أهداف تلك اللجنة التي لم ترى النور حتى الآن وأعتقد بأن فريق العمل الذي شكله الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز (رحمه الله) كان فريقا مكتملا عمل كل شيء والخصخصة أحد بنات أفكاره ويجب الإسراع في تطبيقها على 14 ناديا ولكن بنفس الدراسة التي أعدت لها، فلا تستطيع أن تقر الخصخصة في ظل الإمكانيات الموجودة للأندية والنظام الذي تدار به الأندية لأنك لو نظرت إلى وضع الأندية الحالية ومنشآتها فإنك لا تستطيع استثمار ريال واحد بها فالمنشآت لا تمتلكها الأندية ولا تستطيع أن تضع طوبة في الأندية، كما أنك لا تستطيع أن تلعب مباريات الدوري على ملاعب الأندية أيضا، الجوانب الإدارية والمالية تحتاج إلى تقنين لنظامها حتى تشجع المستثمر على دخول المجال الرياضي، أشياء كثيرة تفتقدها الأندية السعودية يجب معالجتها قبيل الشروع في الخصخصة أما الخصخصة كنهج مطلب ضروري للرياضة السعودية.
كيف ترى قرار إقالة كانيدا ؟
ـ لست قريبا من النادي حتى أستطيع أن أحدد لك أين تكمن المشكلة، لكن الاتحاد مع هذا المدرب لم يقدم شيئا، كما أن هناك مآخذ على المدرب بكثرة ظهوره في (تويتر) والتحدث في موضوعات جانبية لا علاقة له بها أثارت حفيظة الاتحاديين، ولا سيما في الجوانب التي مست بعض أعضاء الشرف، أما توقيت قرار إقالته فهذا راجع للإدارة القريبة من الفريق والمطلعة على مكمن الخلل.
لو طلب منك رئاسة النادي !؟
ـ لا أعتقد .. السن لا يسمح.
عكاظ