• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

المتبرع بالإيدز: لم أقصد إيذاء رهام

المتبرع بالإيدز: لم أقصد إيذاء رهام
بواسطة سلامة عايد 10-04-1434 09:03 صباحاً 292 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات أفصح المتبرع بالدم الملوث بالإيدز الذي نقل للطفلة رهام أنه يعيش ظروفا صعبة لا يمكن أن يتصورها بشر ــ على حد قوله، مضيفا «لم أكن أعلم أنني مصاب بهذا المرض، ولم أبلغ بذلك إلا يوم أمس». وأوضح «حين تبرعت كان قصدي شريفا ابتغي الثواب والأجر من عند الله ــ عز وجل، ولكن تفاجأت بالخبر، والآن قلبي يعتصر ألما على الطفلة رهام، ولكن الله وحده يعلم أني لا أقصد إيذاء أي إنسان أو أتعمد الإضرار به». وأشارت مصادر إلى أنه صدم من تلقي الخبر وأصيب بحالة إغماء. يشار إلى أن المتبرع متزوج، وله ابنان، ويسكن في إحدى قرى محافظة صامطة.


وفي زيارة في منتصف الليل غيرت مجرى حياة طفلة الـ12 ربيعا، كانت تقلب دفاترها.. تستذكر دروسها.. ترسم أحلام المستقبل، قبل أن تستفيق على زيارة في ليلة أرعبتها ووالدتها والمحيطين بها.. حطمت أحلامها، صدمت والديها.. ألجمت المفاجأة ألسنة ذويها.. استمرت تسأل عن حقيقة ما يدور حولها، إلا أنهم لم يبلغوها بما حصل لها خوفا من تعرض جسمها لانتكاسة.
رحبت الأم بالحديث وقالت والدموع تغالبها: «الآن وبعد أن استرديت قليلا من عقلي الذي كدت أن أفقده من هول المفاجأة، أريد أن أرسل من خلال صحيفتكم رسالة أجد نفسي عاجزة عن أعبر فيها حتى لو بكلمات بسيطة.. رسالة لا أوجهها إلى وزير أو مدير، وإنما لخادم الحرمين الشريفين وأناشده بحق ابنتي على وطنها أن يأخذ لها حقها ممن تسببوا لها بما هي فيه، أريد أن ترجع ابنتي كما خرجت من عندي سليمة، لا أطالب بتعويض مادي بقدر ما أطالب أن تسترد صحتها وتعود الابتسامة لمحياها، هي لا تعي ما حصل لها فرحت بهدية الوزير لها، لأنها لا تعلم ما ينتظرها في مستقبل الأيام، اتصل الوزير بعمها وسأله بالحرف الواحد «كيف نعوضكم ؟» أرى أنه لا تعويض لنا إلا بإعادة صحتها لها».
وردا عن كيفية علمهم بإصابة رهام بالمرض، قالت ذهبت إلى المستشفى في موعدها المعتاد ونقل الدم لها ثم عادت إلى المنزل كما يحدث في كل مرة ينقل إليها الدم، زارت سيارة الإسعاف التابعة للمستشفى منزلنا في منتصف الليل، إلا أن خالها عندما شك في الأمر وفي هذه الزيارة في هذا الوقت المتأخر أخذ ملفها من سيارة الإسعاف التي أتت لنقلها للمستشفى، وبما أنه يجيد قراءة الإنجليزية عرف ما دون في الملف أن ابنتي نقل لها دم ملوث، ما جعله يسأل الطبيب المرافق إلا أنه تردد وتلعثم في الإجابة عليه، وسأل خال ابنتي «هل أنت طبيب؟» فما كان من خالها إلا أن رفض أن تنزل الطفلة إلا بحضور لجنة خوفا من أن يعتموا على الموضوع، ما جعلهم يستجيبون لطلبه».
توقفت أم رهام عن الحديث وأجهشت بالبكاء، معتذرة عن إكمال الحديث، وفي هذا الأثناء استلمت خالة رهام الحديث، معتذرة عن أختها، وقالت «أختي معذورة فما حدث لها ليس سهلا، ابنة أختي طفلة لا ذنب لها سوى أنها تحلم بمستقبل خال من الأمراض، أمن حقها على وطنها أن يوفر لها هذا المطلب البسيط، ما حدث لرهام يحدث لمئات الأطفال في جازان بسبب الأخطاء الطبية، إلا أن قضية رهام تناولتها وسائل الإعلام، وبالطبع ضحايا إهمال مستشفى جازان العام كثيرون يصعب إحصاؤهم».

معاقبة المتسبب
وأضافت بصفتي خالتها أتحدث بلسان أمها وأطالب بأن يقتص لها ممن تسببوا في اغتيال مستقبلها وحقها في التعليم واللهو مع رفيقاتها، فلن تجد غدا زميلاتها للهو معها، فالكل سيبتعد عنها ويخاف من أن يصاب بمرضها.

جريمة لا تغتفر
من جانبها قالت جوهرة الحكمي أخت رهام لأبيها: «ما حدث لأختي جريمة لا تغتفر، لا نريد التعويض المادي يكفينا أن تعيش في عشة أو خيمة بين أهلها في صحة وعافية، نريد محاكمة ممن تسبب لها بما تعانيه الآن، ونطالب بجلب المتبرع ومقاضاته إذا كان يعلم بإصابته، وإذا لم يعلم فعلاجه أولى لكف شره عن الناس، نريد تفعيل الخدمات الصحية في جازان خصوصا أن الدولة لم تقصر وخصصت أكبر ميزانيتين للصحة والتعليم، ورغم ذلك إلا أن الجانبين مهملين في جازان».
وطلبت بتوضيح الحقيقة بقولها «نريد الوقوف على حقيقة ماحدث، من هو المتبرع؟ يكفي ما حدث لأختي.. أبي ما زال مصدوما بسبب هذه المشكلة ولا يزال يتمنى أن تكون نتيجة التحليل خاطئة».
وعن إبلاغهم بنتائج الفحوصات التي أجريت لرهام، قالت لم نبلغ حتى الآن بشيء، قالوا إنهم بعثوا بالنتائج للخارج وهم في انتظارها، أملنا الوحيد في الله ثم في خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أن ينصف هذه الطفلة البريئة ممن ظلموها واستهتروا بحياتها ومستقبلها فلن نسامح أبدا من تسبب لها في ذلك.
وحاولت مصادر أن تسأل رهام بطريقة غير مباشرة عما أصابها، أجابت بكل عفوية «أنا مريضة بفقر الدم ولكن هذه المرة تعبت كثيرا، لذا نقلوني إلى الرياض للعلاج».
وعند طلبنا لها بأن تنشد النشيد الذي تحبه وتردده دائما كما قالت والدتها، أخذت رهام تردد بصوت عذب:
«بلادي فداك دمي وهبت حياتي لك ... فسلمي غرامك أجمل ما في الحياة».. مما جعل كل من في الغرفة يجهش بالبكاء.