• ×
الجمعة 20 جمادى الأول 1446

"راكان" : أريد اسما جديدا.. وحياة بلا "عنف"

"راكان" : أريد اسما جديدا.. وحياة بلا "عنف"
بواسطة سلامة عايد 26-03-1434 08:29 صباحاً 344 زيارات
إخبارية الحفير - متابعات أريد حياة جديدة، وأبعدوني عن والدي، وغيروا اسمي لـ"صالح"، أريد أن ‏أنسى العذاب الذي وقع عليّ من أبي.. هكذا تحدث الطفل المعذب "راكان" أمام الحضور داخل غرفته في المستشفى.وأكد راكان أنه لم يجد ‏الحب والرعاية في حياته، إلا مع فريق الحماية ومديره صالح ‏سرحان، الذي قال: سموني باسمه، هو أبي، ولن أعود لمنزلنا مرة أخرى. ‏
واستعرض راكان للصحيفة بعض أنواع التعذيب التي كان يمارسها والده ضده، وقال: كان ‏أبي يرفعني لأعلى ويسقطني على الأرض، حتى أصاب بالإغماء، كما كان يطفئ السجائر في رجلي وظهري، مضيفا أنه نقل لدار ‏الحماية برفقة والديه بعدما اكتشف الجد الحالة، وأبلغ الشرطة، ولم يسمع أي ‏كلمة منهما طوال الطريق، وظل بالدار إلى أن نقل للعلاج في المستشفى، رافضا أي حديث عن عودته مرة أخرى لمنزله. ‏
ووسط ألعابه التي ملأت الغرفة ومراجعين وأعضاء جهات قانونية وحقوقية وأمنية جاؤوا لمتابعة حالته، رصدت مصادر عدد من الأطباء والاختصاصيين النفسين ‏والحقوقيين للطفل أمس، وأكد المشرف على حالة الطفل المعنف رئيس قسم التجميل بمستشفى الملك فهد العام الاستشاري الدكتور حسين ‏العامري، على وضع حراسة أمنية من المستشفى على غرفة الطفل، ومنع دخول ‏أي من وسائل الإعلام عليه، مع منع الأقارب من زيارته، لافتا إلى أن الطفل يعاني من ‏حروق عميقة ومتعددة بالجسد، ويحتاج إلى العلاج الجسدي والنفسي، ‏وسيخضع لعدة عمليات جراحية متفاوتة، لترقيع الحروق المتقرحة في ‏منطقة الصدر والكتف. وأفاد أن الطفل يعاني من عدة حروق حديثة ‏ومتقرحة من الدرجة الثالثة، ومنها حروق نارية بآلات حادة بالسكين ‏والمفكات وسجائر، وحرق نتيجة سقوط ماء مغلي على جسده، إضافة ‏لجروح مقطعية مختلفة بأماكن متفرقة من الجسم، موضحا أن حالة الطفل تحتاج ‏للعلاج النفسي والجسدي دون تحديد مدة خروجه من المستشفى.
وقال المشرف العام لفرع جمعية حقوق الإنسان بمنطقة مكة المكرمة الدكتور حسين بن ناصر الشريف، إنه كلف فريقا من الاختصاصيتين ليلي ‏حلواني، وهالة المهدلي، بزيارة الطفل والاطلاع على ما تعرض له الطفل، ‏والوقوف على وضع الطفل، ومن ثم كتابة تقرير بالحالة، سيرفع سريعا ‏إلى الجهات المختصة، وسوف يُقدم الدعم القانوني للطفل ونقوم ‏بزيارة عائلته؛ لمعرفة الأسباب التي دفعت الوالدين لتعذيب طفلهما، ‏وستتواصل حقوق الإنسان مع الجهات المتابعة للقضية بهيئة التحقيق ‏والادعاء العام والشؤون الاجتماعية؛ للتأكد من القبض على الأب ‏المتسبب في معاناة "راكان" وتوقيفه ومعاقبته قانونيا. ‏
من ناحيته كلف مدير دار الحماية صالح سرحان، لجنة من الحماية بالقسم ‏النسائي لمرافقة الطفل المعنف، مؤكدا أن الطفل له الحق في اختيار من ‏يريد العيش معه، وسوف تجري الشؤون الاجتماعية دراسة حول ملابسات ‏الواقعة، ومنها ستقرر مع من يعيش الطفل بعد تعافيه، وأضاف أن نفسية ‏الطفل بدأت تتحسن رغم معانته من بعض الجروح، وبدأ يتجاوب مع من حوله ‏ويتحدث مع الحضور، بعدما دخل الحماية وهو يسيطر عليه الخوف والرعب. ‏وأشار إلى أن لجنة خاصة ستتابع النظر في استخراج هوية الطفل، وحين ‏يتعافى سيلتحق بالدراسة والعيش مع من يختاره، ولن يسلم إلا ليد أمينة ‏بعد نظر القضاء في أمره. ومن جهته طالب المستشار القانوني لهيئة حقوق الإنسان وأستاذ القانون ‏بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عمر الخولي، بسرعة صدور نظام حماية ‏الطفولة، ونظام الحماية من الإيذاء اللذين خرجا من الشورى، وعن واقعة تعذيب "راكان" قال الخولي: إن مجتمعنا ‏يخفى عادات وتقاليد عجيبة منها التنكيل بالطفل وتأديبه وجعله من ‏الممتلكات الخاصة، وهناك من يعامل أبناءه كعبيد. وشدد الخولي ‏على ضرورة معاقبة المعنفين.