القضاء على التطرف والإرهاب ترسيخ لقواعد الأمن
إخبارية الحفير - متابعات أكد عدد من العلماء أن التصدي للأفكار المنحرفة وثقافة الغلو والانحراف والإرهاب مسؤولية جماعية لإيجاد الأمن والسلامة، مشيرين إلى أن «الأمن الفكري» يحفظ العقول من المؤثرات الفكرية والثقافية المنحرفة وحماية الأمن والمجتمع من الانحراف السلوكي والخلقي، والوقوف أمام من يريد زعزعة ثوابت الدين والعبث بمقدرات الوطن وقيمه الفاضلة.
مسؤولية مشتركة
فمن جانبه، طالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بتضافر وسائل الإعلام في التصدي للأفكار المنحرفة ومفاهيمها الخاطئة ومنطلقاتها الشاذة، داعيا إلى ميثاق يشارك في وضعه العلماء ورجال الإعلام يهدف إلى التعريف بأحكام الإسلام بعيدا عن الأهواء وتأصيل صلة الإنسان بربه وإحسان علاقته الناس والسعي في منفعتهم، مشيرا إلى أن التصدي لثقافة الغلو والانحراف والإرهاب من المسؤوليات الجماعية، لأن الشذوذ الفكري يؤدي إلى الخروج عن الجماعة وعصيان ولي الأمر.
وأكد الدكتور التركي، أن الخلل في فهم بعض النصوص الشرعية ومقاصدها مثل: الجهاد والولاء والبراء والأخذ بالفتاوى الشاذة المضللة من أهم أسباب ظهور فئات غالية في الدين عمدت إلى تفريق الأمة في دينها.
وشدد الدكتور التركي على أهمية إظهار رسالة الإسلام التي هي أمن وسلام وتواصل وتعاون بين الناس على البر والتقوى وبعد عن الظلم والعدوان، وإبراز أن رسالة الإسلام توجب العدل بين الناس والإحسان إليهم وتمنع البغي، وتعريف الأجيال المسلمة بمبادئ اليسر والتسامح في الإسلام، وتحذيرهم من خطر الانحراف عنها.
نظرة شمولية
على صعيد متصل، دعا المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إلى نظرة شمولية لمواجهة مشاكل التطرف والغلو والارهاب، مشيرا إلى أن البون واسع بين الرؤية الشمولية وبين اعتماد حلول عاجلة التي هي أشبه بالمسكنات الآنية التي ستضاعف ظاهرة الإرهاب وتزيد من شراستها وتغلغلها.
وتطرق الدكتور ابن حميد إلى الأمن الفكري، مشيرا إلى أن مفهومه يتمثل في حفظ العقول من المؤثرات الفكرية والثقافية المنحرفة، وحماية الامن والمجتمع من الانحراف السلوكي والخلقي، والوقوف أمام من يريد زعزعة ثوابت الدين والعبث بمقدرات الوطن وقيمه الفاضلة وعاداته الإسلامية، حيث يشمل كافة جوانب الإصلاح الاجتماعي والخلقي والتربوي. وأكد الدكتور ابن حميد، أن الحاجة إلى الأمن حاجة نفسية جوهرها السعي المستمر للمحافظة على الظروف التي تضمن إشباع الحاجات البيولوجية (الحيوية) والسيكولوجية (النفسية).
مخاطبة العقل
وأكد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بن مصطفى مهرجي، أن الاعتدال هو منهج قامت عليه السياسة السعودية منذ نشأتها، والوسطية مبدأ ديني (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، مبينا أن الخطاب الإعلامي بعامة والديني بخاصة يجب أن ينهج العقلانية خطا، والاعتدال هدفا، والوسطية غاية، فالمتلقي ووعيه ووسائل الإعلام الحديثة وتواصله والأحداث الدولية المتلاحقة تستدعي مزيدا من الشفافية في خطابنا الإعلامي إلى جانب لغة الوسطية المعتدلة تخاطب العقل بهدوء واتزان.
لحمة وطنية
الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي أوضح أن المجتمع السعودي يمتاز بلحمة وطنية متميزة لذلك على جميع مؤسسات المجتمع وشرائحه المتعددة أن تتكاتف من اجل امن الوطن وأمن أبنائه الذين هم عماد نهضته، وقال: عندما تتحقق هذه الرؤية المستقبلية في ظل هذه الظروف التي تحيط بالعالمين العرب والإسلامي سنشهد مجتمعا أكثر تماسكا في هذا العصر وستختفي في ظله كل محاولات الفرقة والتصنيفات الفكرية التي يراد من خلالها إحداث شرخ في لحمة هذا الوطن.
حقوق الوطن
من جهته، بين الدكتور محمد صالح جان أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة أم القرى، أن الطريق إلى تعزيز اللحمة الوطنية في ظل الظروف التي تهدد المجتمعات من حولنا والقضاء على الإرهاب ينطلق من المؤسسات التربوية فالهدف الأساسي من التربية في أي مكان هو إعداد الفرد ليكون عضوا فعالا في مجتمعه، فالشريعة الإسلامية التي تجمع أفراد هذا المجتمع تمتاز بأنها ربانية المنشأ والمصير وتراعي إعداد الإنسان ليكون صالحا في نفسه وفي أسرته وأهله وفي من حوله. الأمن والأمان
أما الدكتور زكريا بن يحيى لال، أستاذ الاتصال وتكنولوجيا التعليم في جامعة أم القرى،فقال: على الجميع أن يقف صفا واحدا في مواجه الغلو والتطرف ومساعدة وزارة الداخلية على الضرب من حديد على أصحاب الفكر الضال. وأضاف: من أسباب الغلو والتطرف؛ ضعف البصيرة بحقيقة الدين الإسلامي، وضعف البصيرة بالواقع وبالحياة وبالتاريخ وبسنن الكون، فبعض الشباب المتشددين الذي يتعاملون بالغلظة والعنف والخشونة مع غيرهم من أبناء مجتمعهم لم يقرأ التاريخ ببصيرة ونفاذ ووعي، إضافة إلى الرفقة السيئة، مبينا أن الإسلام كفل الأمن والأمان لجميع الناس ولمن يدخل في عقد أو صلح أو مهادنة.
أيد أمينة
بدوره، أكد إمام وخطيب جامع الرضوان والمشرف التربوي في إدارة التربية والتعليم في جدة عبدالله المغربي على الجانب الإيماني. وقال: بلدنا بلد امن وأمان وتحكيمها لكتاب الله عز وجل جعل منها حصنا حصينا ضد من يحاول العبث بمقدراتها. وأضاف: الله سبحانه وتعالى وعد كل من يحكم شرعه بأن يحظى بالأمن الوارف، فالأمن مطلب ملح في حياة المجتمع لا يمكن أن يستقر إلا بترسيخ مبادئ الشريعة وتطبيق أحكامها وهذا ولله الحمد ما يفخر به بلدنا الحبيب ويؤكد عليه ولاة أمرنا، مبينا أن الثقة الغالية التي حظي بها فارس الأمن في هذه البلاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بقيادته وزارة الداخلية تعد مؤشرا واضحا على أن الأمن في هذه البلاد في أيد أمينة نظرا لما يتمتع به سموه من خبرات واسعة في الشؤون الأمنية والحفاظ على امن الوطن، فهو الخبير بما يتطلبه مجتمع هذه البلاد المباركة من أسباب الأمن الوارف.
معالجات تأصيلية
ويؤكد أستاذ الفقه في قسم الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان، أن المعالجات التأصيلية لقضايا المنهج القويم في الاعتقاد والفكر والفقه والآداب والسلوك لم تعد نوافل الجهود أو هوامش الاهتمامات، بل أضحت مطلبا ضروريا ملحا، وحاجة مصيرية لازمة لتوجيه المسيرة وتقويم الانحراف عن النهج المستقيم. ولتحقيق التحصين الثقافي، طالب الدكتور السدلان بوجوب الاهتمام ببناء الفرد المسلم على أسس عقدية إيمانية، ونشر الوعي الديني والثقافة الشرعية، مطالبا العلماء ببذل الجهد لترشيد مسيرة المسلم بتحصينه بالفكر الإسلامي الصحيح وحمايته من الأفكار الهدامة وتأصيل معاني الخير في نفسه ليكون عنصر بناء لا تخريب ولا تدمير ولا غلو.
المناصحة الفكرية
من جانبه، أكد أستاذ المعهد العالي للقضاء وعضو لجنة المناصحة بوزارة الداخلية الدكتور محمد يحيى النجيمي أن مشروع المناصحة الفكرية ومنطلقاته الراسخة في مواجهة الفكر العدواني المغشوش بدعاوى باطلة ومظلة تستهدف أمن البشرية مشروع كبير ساهم بجهد رائع في إزالة الغشاوة عن المئات بل الآلاف، وشارك فيه علماء ودعاة ومشايخ وطلبة علم ومتخصصون في علم النفس وعلم الاجتماع، وهو مشروع متكامل بدأ بالنصيحة ثم الدراسة الممنهجة، واستوعب الأعداد الكثيرة من الموقوفين في هذه القضايا واستطاع أن يعيد المئات إلى رشدهم، وقد خرجت أعداد كبيرة، وانخرطوا في المجتمع وعادوا إلى أعمالهم واندمجوا بل وصاروا ممن يكشفون انحرافات هذا الفكر، وهذا يؤكد على استمرارية المناصحة ودورها المهم.
وبالسؤال عن منطلقات لجنة المناصحة في وزارة الداخلية التي يقوم بها دعاة وأثرها على السلم والوطن أبان قبل أن يجيب على التساؤل أن الوجه الصحيح للتعامل مع الفكر التكفيري ينطلق من قاعدة الوقاية خير من العلاج، مبينا أن على الرجل أن يوضح لأبنائه وبناته وكل من تحت ولايته أولا خطورة هذا الفكر، وأنه يتعارض مع ديننا وشريعتنا، وأنه فكر الخوارج مشيرا إلى انه ولله الحمد نجحنا في التصدي لهذه الأفكار المضللة عن طريق العلماء. وعن تطوير آليات المناصحة قال: إن المناصحة بدأت بحوارات فردية مع الموقوفين، ثم تطورت إلى مناقشات مفتوحة، ودراسة منهجية شرعية ونفسية، وبرامج ثقافية وترفيهية، لأننا اكتشفنا أن معظم هؤلاء من ذوي المستويات التعليمية المتدنية، وأن لديهم ضحالة في العلوم الشرعية، وجرى حشو عقولهم بمعلومات مضللة، وأفكار مغلوطة.
دين الاعتدال
وبين الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح، أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والذي قال الله تعالى فيه (وكذلك جعلناكم امة وسطا)، وأن شعار هذا الدين هو الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ويقول تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، مشيرا إلى أن هذه النصوص وغيرها في كتاب الله وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تدل على الاعتدال والوسطية، ولا بد للمسلمين من التمسك والعمل بها لأن الدين الاسلامي دين الوسطية، دين الرحمة، دين الاعتدال.
وقفة صارمة
ويطالب عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة والمدرس في المسجد النبوي الدكتور عمر فلاتة، بوقفة صادقة وصارمة وقوية تتلخص بالمعالجة وإعطاء مثل هؤلاء الجاهلين بأمور كثيرة ربما تخفى عليهم وتعليمهم بأن مواجهة العنف شرعية بالدرجة الأولى، لأن الخطاب الديني هو الذي عرى أدوات العنف، وهو الذي يملك معالجة مثل هذه الأفكار. وأدعو إلى دراسة علمية موضوعية يذعن لها الجميع، تعالج أسباب العنف والتطرف، من خلال أسماء المتورطين، وتحلل نشأتهم وظروفهم.وأضاف: في اعتقادي أن هذه الفئة تعتبر ضعيفة الإرادة وذلك من خلال ما قاموا به من زعزعة لأمن الوطن رغم أن ولاة الأمر أعطوهم فرصة لممارسة حياتهم الطبيعية دون قيود تذكر ولكنهم خانوا تلك الثقة وعادوا للطريق المظلم بخروجهم عن طاعة الله سبحانه وتعالى ومعصية ولاة الأمر وكلاهما سيان في العقاب فعقابهم في الدنيا والآخرة لا نقاش فيه. وأشار فلاتة إلى أن أعمال الإرهاب عدوان على النفس والمال وترويع للآمنين، بل وعدوان على الدين، وقد رتب الشارع الحكيم على مرتكبيها المباشرين لها والمشاركين فيها تخطيطا ودعما ماليا وإمدادا بالسلاح والعتاد وترويجا إعلاميا يزينها ومن يعتبرها من أعمال الجهاد وصور الاستشهاد عقوبات رادعة كفيلة بدفع شرهم ودرء خطرهم. ويضيف الدكتور فلاتة: إن ترسيخ الأمن دائما ما يحقق السكينة والطمأنينة والاستقرار على مستوى الفرد والمجتمع، كما أن الأمن يتحقق بالإيمان وصدق التوحيد، ويزداد مع ممارسة الأعمال المشروعة في ديننا الحنيف وقد نهجت مملكتنا منذ تأسيسها نهجا سليما يوافق مقاصد الشريعة ويحقق الأمن الشامل، وقد تنبهت بلادنا للمحاولات الفكرية المخالفة وعقدت مؤتمرات دولية لمكافحة الانحراف الفكري ومكافحة الإرهاب. وقال إن فئة الغلاة المتشددين شوهوا صورة الإسلام وأحدثوا شرخا عظيما بين القيادات والشعوب، ويسيئون إلى هذا الدين بما يحملون من أفكار عقيمة شوهت صورة الإسلام وجعلته عبر بعض القنوات دين ذبح ودين استيلاء على حق الآخر ودين انتهاك الحرمات وسلب أموال الآخر، والدين بريء من كل هذا.
واجب العلماء
وأوضح استاذ السياسة الشرعية والانظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز عضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي الدكتور حسن محمد سفر، أن مبادئ وقواعد الدين الاسلامي سواء للمجتمع أو العالم قائمة على قوله سبحانه وتعالى: (وجعلناكم أمة وسطا)، وعلى قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، فالواجب على العلماء وخصوصا علماء الشريعة السير على منهج
مسؤولية مشتركة
فمن جانبه، طالب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي بتضافر وسائل الإعلام في التصدي للأفكار المنحرفة ومفاهيمها الخاطئة ومنطلقاتها الشاذة، داعيا إلى ميثاق يشارك في وضعه العلماء ورجال الإعلام يهدف إلى التعريف بأحكام الإسلام بعيدا عن الأهواء وتأصيل صلة الإنسان بربه وإحسان علاقته الناس والسعي في منفعتهم، مشيرا إلى أن التصدي لثقافة الغلو والانحراف والإرهاب من المسؤوليات الجماعية، لأن الشذوذ الفكري يؤدي إلى الخروج عن الجماعة وعصيان ولي الأمر.
وأكد الدكتور التركي، أن الخلل في فهم بعض النصوص الشرعية ومقاصدها مثل: الجهاد والولاء والبراء والأخذ بالفتاوى الشاذة المضللة من أهم أسباب ظهور فئات غالية في الدين عمدت إلى تفريق الأمة في دينها.
وشدد الدكتور التركي على أهمية إظهار رسالة الإسلام التي هي أمن وسلام وتواصل وتعاون بين الناس على البر والتقوى وبعد عن الظلم والعدوان، وإبراز أن رسالة الإسلام توجب العدل بين الناس والإحسان إليهم وتمنع البغي، وتعريف الأجيال المسلمة بمبادئ اليسر والتسامح في الإسلام، وتحذيرهم من خطر الانحراف عنها.
نظرة شمولية
على صعيد متصل، دعا المستشار في الديوان الملكي وإمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد إلى نظرة شمولية لمواجهة مشاكل التطرف والغلو والارهاب، مشيرا إلى أن البون واسع بين الرؤية الشمولية وبين اعتماد حلول عاجلة التي هي أشبه بالمسكنات الآنية التي ستضاعف ظاهرة الإرهاب وتزيد من شراستها وتغلغلها.
وتطرق الدكتور ابن حميد إلى الأمن الفكري، مشيرا إلى أن مفهومه يتمثل في حفظ العقول من المؤثرات الفكرية والثقافية المنحرفة، وحماية الامن والمجتمع من الانحراف السلوكي والخلقي، والوقوف أمام من يريد زعزعة ثوابت الدين والعبث بمقدرات الوطن وقيمه الفاضلة وعاداته الإسلامية، حيث يشمل كافة جوانب الإصلاح الاجتماعي والخلقي والتربوي. وأكد الدكتور ابن حميد، أن الحاجة إلى الأمن حاجة نفسية جوهرها السعي المستمر للمحافظة على الظروف التي تضمن إشباع الحاجات البيولوجية (الحيوية) والسيكولوجية (النفسية).
مخاطبة العقل
وأكد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالله بن مصطفى مهرجي، أن الاعتدال هو منهج قامت عليه السياسة السعودية منذ نشأتها، والوسطية مبدأ ديني (وكذلك جعلناكم أمة وسطا)، مبينا أن الخطاب الإعلامي بعامة والديني بخاصة يجب أن ينهج العقلانية خطا، والاعتدال هدفا، والوسطية غاية، فالمتلقي ووعيه ووسائل الإعلام الحديثة وتواصله والأحداث الدولية المتلاحقة تستدعي مزيدا من الشفافية في خطابنا الإعلامي إلى جانب لغة الوسطية المعتدلة تخاطب العقل بهدوء واتزان.
لحمة وطنية
الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي أوضح أن المجتمع السعودي يمتاز بلحمة وطنية متميزة لذلك على جميع مؤسسات المجتمع وشرائحه المتعددة أن تتكاتف من اجل امن الوطن وأمن أبنائه الذين هم عماد نهضته، وقال: عندما تتحقق هذه الرؤية المستقبلية في ظل هذه الظروف التي تحيط بالعالمين العرب والإسلامي سنشهد مجتمعا أكثر تماسكا في هذا العصر وستختفي في ظله كل محاولات الفرقة والتصنيفات الفكرية التي يراد من خلالها إحداث شرخ في لحمة هذا الوطن.
حقوق الوطن
من جهته، بين الدكتور محمد صالح جان أستاذ المناهج وطرق التدريس في جامعة أم القرى، أن الطريق إلى تعزيز اللحمة الوطنية في ظل الظروف التي تهدد المجتمعات من حولنا والقضاء على الإرهاب ينطلق من المؤسسات التربوية فالهدف الأساسي من التربية في أي مكان هو إعداد الفرد ليكون عضوا فعالا في مجتمعه، فالشريعة الإسلامية التي تجمع أفراد هذا المجتمع تمتاز بأنها ربانية المنشأ والمصير وتراعي إعداد الإنسان ليكون صالحا في نفسه وفي أسرته وأهله وفي من حوله. الأمن والأمان
أما الدكتور زكريا بن يحيى لال، أستاذ الاتصال وتكنولوجيا التعليم في جامعة أم القرى،فقال: على الجميع أن يقف صفا واحدا في مواجه الغلو والتطرف ومساعدة وزارة الداخلية على الضرب من حديد على أصحاب الفكر الضال. وأضاف: من أسباب الغلو والتطرف؛ ضعف البصيرة بحقيقة الدين الإسلامي، وضعف البصيرة بالواقع وبالحياة وبالتاريخ وبسنن الكون، فبعض الشباب المتشددين الذي يتعاملون بالغلظة والعنف والخشونة مع غيرهم من أبناء مجتمعهم لم يقرأ التاريخ ببصيرة ونفاذ ووعي، إضافة إلى الرفقة السيئة، مبينا أن الإسلام كفل الأمن والأمان لجميع الناس ولمن يدخل في عقد أو صلح أو مهادنة.
أيد أمينة
بدوره، أكد إمام وخطيب جامع الرضوان والمشرف التربوي في إدارة التربية والتعليم في جدة عبدالله المغربي على الجانب الإيماني. وقال: بلدنا بلد امن وأمان وتحكيمها لكتاب الله عز وجل جعل منها حصنا حصينا ضد من يحاول العبث بمقدراتها. وأضاف: الله سبحانه وتعالى وعد كل من يحكم شرعه بأن يحظى بالأمن الوارف، فالأمن مطلب ملح في حياة المجتمع لا يمكن أن يستقر إلا بترسيخ مبادئ الشريعة وتطبيق أحكامها وهذا ولله الحمد ما يفخر به بلدنا الحبيب ويؤكد عليه ولاة أمرنا، مبينا أن الثقة الغالية التي حظي بها فارس الأمن في هذه البلاد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بقيادته وزارة الداخلية تعد مؤشرا واضحا على أن الأمن في هذه البلاد في أيد أمينة نظرا لما يتمتع به سموه من خبرات واسعة في الشؤون الأمنية والحفاظ على امن الوطن، فهو الخبير بما يتطلبه مجتمع هذه البلاد المباركة من أسباب الأمن الوارف.
معالجات تأصيلية
ويؤكد أستاذ الفقه في قسم الدراسات العليا في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور صالح بن غانم السدلان، أن المعالجات التأصيلية لقضايا المنهج القويم في الاعتقاد والفكر والفقه والآداب والسلوك لم تعد نوافل الجهود أو هوامش الاهتمامات، بل أضحت مطلبا ضروريا ملحا، وحاجة مصيرية لازمة لتوجيه المسيرة وتقويم الانحراف عن النهج المستقيم. ولتحقيق التحصين الثقافي، طالب الدكتور السدلان بوجوب الاهتمام ببناء الفرد المسلم على أسس عقدية إيمانية، ونشر الوعي الديني والثقافة الشرعية، مطالبا العلماء ببذل الجهد لترشيد مسيرة المسلم بتحصينه بالفكر الإسلامي الصحيح وحمايته من الأفكار الهدامة وتأصيل معاني الخير في نفسه ليكون عنصر بناء لا تخريب ولا تدمير ولا غلو.
المناصحة الفكرية
من جانبه، أكد أستاذ المعهد العالي للقضاء وعضو لجنة المناصحة بوزارة الداخلية الدكتور محمد يحيى النجيمي أن مشروع المناصحة الفكرية ومنطلقاته الراسخة في مواجهة الفكر العدواني المغشوش بدعاوى باطلة ومظلة تستهدف أمن البشرية مشروع كبير ساهم بجهد رائع في إزالة الغشاوة عن المئات بل الآلاف، وشارك فيه علماء ودعاة ومشايخ وطلبة علم ومتخصصون في علم النفس وعلم الاجتماع، وهو مشروع متكامل بدأ بالنصيحة ثم الدراسة الممنهجة، واستوعب الأعداد الكثيرة من الموقوفين في هذه القضايا واستطاع أن يعيد المئات إلى رشدهم، وقد خرجت أعداد كبيرة، وانخرطوا في المجتمع وعادوا إلى أعمالهم واندمجوا بل وصاروا ممن يكشفون انحرافات هذا الفكر، وهذا يؤكد على استمرارية المناصحة ودورها المهم.
وبالسؤال عن منطلقات لجنة المناصحة في وزارة الداخلية التي يقوم بها دعاة وأثرها على السلم والوطن أبان قبل أن يجيب على التساؤل أن الوجه الصحيح للتعامل مع الفكر التكفيري ينطلق من قاعدة الوقاية خير من العلاج، مبينا أن على الرجل أن يوضح لأبنائه وبناته وكل من تحت ولايته أولا خطورة هذا الفكر، وأنه يتعارض مع ديننا وشريعتنا، وأنه فكر الخوارج مشيرا إلى انه ولله الحمد نجحنا في التصدي لهذه الأفكار المضللة عن طريق العلماء. وعن تطوير آليات المناصحة قال: إن المناصحة بدأت بحوارات فردية مع الموقوفين، ثم تطورت إلى مناقشات مفتوحة، ودراسة منهجية شرعية ونفسية، وبرامج ثقافية وترفيهية، لأننا اكتشفنا أن معظم هؤلاء من ذوي المستويات التعليمية المتدنية، وأن لديهم ضحالة في العلوم الشرعية، وجرى حشو عقولهم بمعلومات مضللة، وأفكار مغلوطة.
دين الاعتدال
وبين الأمين العام للهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز المصلح، أن الإسلام هو دين الاعتدال والوسطية والذي قال الله تعالى فيه (وكذلك جعلناكم امة وسطا)، وأن شعار هذا الدين هو الرحمة (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)، ويقول تعالى: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)، مشيرا إلى أن هذه النصوص وغيرها في كتاب الله وأحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم تدل على الاعتدال والوسطية، ولا بد للمسلمين من التمسك والعمل بها لأن الدين الاسلامي دين الوسطية، دين الرحمة، دين الاعتدال.
وقفة صارمة
ويطالب عضو هيئة التدريس في جامعة طيبة والمدرس في المسجد النبوي الدكتور عمر فلاتة، بوقفة صادقة وصارمة وقوية تتلخص بالمعالجة وإعطاء مثل هؤلاء الجاهلين بأمور كثيرة ربما تخفى عليهم وتعليمهم بأن مواجهة العنف شرعية بالدرجة الأولى، لأن الخطاب الديني هو الذي عرى أدوات العنف، وهو الذي يملك معالجة مثل هذه الأفكار. وأدعو إلى دراسة علمية موضوعية يذعن لها الجميع، تعالج أسباب العنف والتطرف، من خلال أسماء المتورطين، وتحلل نشأتهم وظروفهم.وأضاف: في اعتقادي أن هذه الفئة تعتبر ضعيفة الإرادة وذلك من خلال ما قاموا به من زعزعة لأمن الوطن رغم أن ولاة الأمر أعطوهم فرصة لممارسة حياتهم الطبيعية دون قيود تذكر ولكنهم خانوا تلك الثقة وعادوا للطريق المظلم بخروجهم عن طاعة الله سبحانه وتعالى ومعصية ولاة الأمر وكلاهما سيان في العقاب فعقابهم في الدنيا والآخرة لا نقاش فيه. وأشار فلاتة إلى أن أعمال الإرهاب عدوان على النفس والمال وترويع للآمنين، بل وعدوان على الدين، وقد رتب الشارع الحكيم على مرتكبيها المباشرين لها والمشاركين فيها تخطيطا ودعما ماليا وإمدادا بالسلاح والعتاد وترويجا إعلاميا يزينها ومن يعتبرها من أعمال الجهاد وصور الاستشهاد عقوبات رادعة كفيلة بدفع شرهم ودرء خطرهم. ويضيف الدكتور فلاتة: إن ترسيخ الأمن دائما ما يحقق السكينة والطمأنينة والاستقرار على مستوى الفرد والمجتمع، كما أن الأمن يتحقق بالإيمان وصدق التوحيد، ويزداد مع ممارسة الأعمال المشروعة في ديننا الحنيف وقد نهجت مملكتنا منذ تأسيسها نهجا سليما يوافق مقاصد الشريعة ويحقق الأمن الشامل، وقد تنبهت بلادنا للمحاولات الفكرية المخالفة وعقدت مؤتمرات دولية لمكافحة الانحراف الفكري ومكافحة الإرهاب. وقال إن فئة الغلاة المتشددين شوهوا صورة الإسلام وأحدثوا شرخا عظيما بين القيادات والشعوب، ويسيئون إلى هذا الدين بما يحملون من أفكار عقيمة شوهت صورة الإسلام وجعلته عبر بعض القنوات دين ذبح ودين استيلاء على حق الآخر ودين انتهاك الحرمات وسلب أموال الآخر، والدين بريء من كل هذا.
واجب العلماء
وأوضح استاذ السياسة الشرعية والانظمة المقارنة بجامعة الملك عبدالعزيز عضو مجمع الفقه الاسلامي الدولي الدكتور حسن محمد سفر، أن مبادئ وقواعد الدين الاسلامي سواء للمجتمع أو العالم قائمة على قوله سبحانه وتعالى: (وجعلناكم أمة وسطا)، وعلى قوله تعالى: (وقولوا للناس حسنا)، فالواجب على العلماء وخصوصا علماء الشريعة السير على منهج