كثرة الطباخين تفسد الطبخة
(كثرة الطباخين تفسد الطبخة) من الطبيعي أن الأهل يتمنون لزواج ابنائهم(أولاد/بنات) الأستمرار؛لكن هل يعملون على أرض الواقع لذلك؟ أغلب العوائل إن لم تكن جلها تبدأ بالتخطيط والإعداد للحفل قبل موعده بأشهر ان لم تكن سنة. ولكن ع النقيض من ذلك يهملون إعداد ابنائهم(العروسين) لهذا المشروع الحياتي الضخم .ولو همست بأذن احد الوالدين هل ابنك او ابنتك مستعد ؟رد عليك بدون تردد.. أكيد!! لكن هل ياترى هذا الوالد قد قام بشيء على الواقع لابنه او بنته ليكون هذا حكمه أم هو فقط توقعا؟ اعتقد أن نسبة طلاق الشباب وخصوصا في السنين الأولى من الزواج تعلق جرس الأنذار لمشكلة يجب الانتباه لها. لاشك أن الطلاق يرجع لعدد من الأسباب ،لكن سوف اتحدث عن احد أقوى تلك الأسباب. تأمل معي هذه المفارقة: في الماضي على الرغم من شظف العيش وقسوة الحياة إلا ان السواد الأعظم من حالات الزواج تستمر!! واليوم كلنا يعي رغد العيش وسهولته بل وتقلص الأعمال الشاقة للمرأة ومع هذا فحالات الطلاق قد وصلت الى نسب مرعبة وخصوصا بين الشباب.!!؟ لمعرفة السبب يجب أن لا نغفل بأنه في الماضي تصنف الأسر على انها أسر ممتدة تنعم بإمتدد أسري ساهم في تنشئة الشباب في بيئة أسرية صالحة متماسكة؛أما الان فبحكم كثيرا من الظروف تحولت كثير من الأسر الى أسرة نووية تتركز على الأب والأم اللذان يقضيان جل وقتهما بعيدا عن تربية ابنائهم نتيجة لإنشغالاتهم ومما زاد الطين بلة ؛ إشترك أكثر من طباخ في مطبخ تربية الاولاد فالقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي ودعاة تحرر المرأة وغيرهم الكثير صار لهم نصيب الأسد في تربية الأبناء عبر بعض المسلسلات التي تتسابق القنوات الفضائية في إحتكارها لتقدمها للمجتمع على صحن عدم المبالاة وكلها تتمخض عن مسخ لكيفية العلاقة بين الزوجين. ولكن للاسف صاروا أبطال تلك المسلسلات هم القدوة لكثير من الشباب في رسم معالم العلاقة بين الرجل والمرأة وماهي حقوق كل طرف.فمن تلك المنابع المنتنة يأخذ شبابنا وبناتنا معنى الحب ومعنى الرومنسية والحياة الزوجية.فينشأ كل طرف على حلم ينتظر تحقيقه من خلال زواجه ؛ولكن لأن معطيات الواقع بعد الزواج لاتمت لتلك«المثالية»بشيء فيبدأ التضجر والتململ من الطرفين بعد الزواج بفترة بسيطة،وسرعان مايتم الطلاق لانه هو الحل الوحيد لزوجين بدأوا حياتهم بجهل كبير في الفرق بين الواجبات والحقوق. نقطة: ينبغي أن لايخوض الشاب او الشابة تجربة الزواج الا بعد أن ينخرط في دورة تدريبية تؤهله للمهارات الحياتية فيتعلم فن الحوار،وطريقة حل المشكلات وتربية الاولاد،وقبل كل ذلك يجب أن يعي كل طرف ماهي واجبات الطرف الاخر قبل ان يطلب حقوقه من الاخر. فبعد أن نوفر تلك الدورات النوعية ؛نطلب من العروسين تقديم شهادة تلك الدورة مع فحص الزواج ليتم عقد القران. قد نواجه بعض الصعوبات في البداية لكن كما تقبل المجتمع فحص الزواج بعد أن ادرك اهميته سوف يتقبل شرط اتمام الدورة . همسة: عزيزي الأب ..عزيزتي الأم المكتبات مليئة بمحاضرات وكتيبات تتحدث عن اعداد الشباب للزواج فبادر بأن تهدي من يريد الزواج من ابنائك احد تلك المواد مع دعوة صادقة له بالتوفيق لتكون قد أديت حقا من حقوقه عليك وجنبته تبعات فشل الزواج . كتبه د .سليمان بشير المغير. خاص للاخبارية | ||