في وداع الأمير

	في وداع الأمير الكاتب: فارس الهمزاني | 30 أكتوير 2011 http://www.hammzani.com/index.php?op...011&Itemid=212 تفرز الغربة علاقات ومعارف تتشكل وتبقى عالقة طول الزمن .. في الغربة وخصوصاً مع الابتعاث تتولد الصداقات والعلاقات التي تأتي نتيجة التعاضد والوفاء في جميع المواقف وقد يتفق الجميع على أن صداقة الغربة هي الأسمى والأنقى في ذاكرة الإنسان. يوم أمس كنتُ في حديقة (جليس) في حفلة شواء توديعاً للصديق والأخ النبيل الدكتور مشعان الشمري بعد أن أنهى دراسة اللغة الإنجليزية لمدة عام كامل .. أبو عبدالرحمن من الشخصيات النادرة والنبيلة والمناضلة أيضاً في سبيل العلم والتعليم .. شخصية مفكرة وعلى درجة عالية من الثقافة والوعي وفوق كل ذلك لديه موروث رائع من القصص القديمة والشعر .. عندما نجتمع كل يوم جمعة في اجتماعاتنا الدورية لا تحلو لنا الجلسة إلا بوجوده لدرجة أننا أطلقنا عليه لقب (الأمير) وهو فعلاً أميراً بأخلاقه وأسلوبه وتواضعه وحتى عندما نختلف في رأي حول الذهاب إلى مكان معين أو في قضية معينة فأن الحل والرأي السديد لا يحيد عنه .. نسف مفاهيم كانت مترسبة في جذور عقليات أساتذة الجامعات .. فالبرغم من أنه أستاذ جامعي ولدية أسرة والتزامات إلا أنه أصر على تعلم اللغة الإنجليزية والعودة جالساً مع الطلبة .. صبر وتحمّل الكثير من التزامات الزمان والمكان .. عاش التجربة في عمر مختلف عن بقية المبتعثين؛ ولكنه لم يلتفت لكل المثبطات ونجح في خوض تجربة الابتعاث والتي لم تكن متوفرة في وقته عندما كان يدرس الماجستير والدكتوراه في السعودية .. لم يركض خلف المناصب أو الاكتفاء بما لديه من شهادات كما يفعل المتسلقون على جدار التملق والظهور! هذه هي روعة وقسوة الغربة والابتعاث .. تزودنا بصداقات حميمة ساكبة كل معاني العلاقات الإنسانية ولكنها في نفس الوقت تقسوا علينا برحيلهم بعد نهاية واجبهم .. سوف نفتقدك كثيراً يا مشعان .. سنفقد حكاياتك وحضورك البهي في نقاشاتنا وجلساتنا .. وفقك الله يابو عبدالرحمن .. ثق تماماً أننا سنشعر بالوحدة والغربة من جديد!