الصيام الممنوع
الصيام الممنوع
بسم الله الرحمن الرحيم والحمدالله والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد علية أفضل الصلاة والتسليم .
لقد تميز ديننا الحنيف عن غيره من الأديان بتنوع عباداته وأحكامه سواءً في القول أو الفعل أو الزمن كان ليلا أو نهارا أو يومي أو اسبوعي أو شهري أو سنوي في حياتنا أو مماتنا فردا وجماعةً فتنوع العبادات والأحكام لها صور عدة وهذا من رحمة الله بنا .
ومن هذه العبادات الصيام , وقد يسأل سائل هل هناك صيام المقصود به التقرب الي الله ويكون (( صياما ممنوعا )) فأقول لهذا السائل نعم .
قال تعالي في كتابة العزيز " يأيها الذين ءامنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون " (البقرة 183-184) كذلك قال الرسول المصطفي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلي الله عليه وسلم قال { من أحدث في أمرنا هذا ماليسَ مِنْهُ فهُو رَدٌ } متفقٌ عليه ولمسلم { من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهُوَ رَدٌ } .
إن المسلم التقي النقي الحريص في عمله وقولة التقرب الي الله عز وجل بأن يكسب رضا الله في تطبيق ماأمر به والإبتعاد عما نهي عنه وفي حال لو أشتبه علية أمر بأن يسأل أهل البضاعة ليعمل بما أمر الله ورسوله والإبتعاد عن الشبهه والبدع وعدم الخروج عن نهج السلف الصالح قال الله تعالي " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين "( الأنعام 162).
لكن في البداية يجب أن نعرف معني كلمة صيام لغويا وشرعيا :
المعني اللغوي للصيام ((هو مطلق الإمساك والإمتناع عن شئ معين وتركة والإقلاع عنه كالأكل أوالشرب أوالحركة أوالكلام )) .
أما المعني الشرعي للصيام فسنأخذ تعريف النووي في ( الجموع ) وتابعة في معناه الحافظ ابن حجر والإمام الشوكاني وغيرهما (( وهو إمساك مخصوص عن شئ مخصوص في زمن مخصوص من شخص مخصوص )) .
وينقسم الصيام الي نوعين صيام مشروع وصيام ممنوع .
فالصيام المشروع هو صيام الواجب (( رمضان والكفارات والنذور ))
وصيام التطوع (( صيام الأيام الست من شهر شوال والإكثار من صيام شهر المحرم وصيام يومي الإثنين والخميس وصيام يوم عاشوراء وصيام يوم عرفة والأيام البيض من كل شهر والإكثار من صيام النصف الأول من شعبان وصيام يوم وإفطار يوم وصيام التسع الأولي من ذي الحجة )).
أما الصيام الممنوع وهو ماأود الحديث عنة فمنه ماهو مكروه ومنه ماهو محرم :
1. صيام يوم الشك { وهو اليوم الثلاثين من شعبان إذا كان في السماء غيم ولا يمكن رؤية الهلال بعد التحري } " فحديث عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال ( من صام اليوم الذي يشك فيه فقط عصي أبا القاسم صلي الله عليه وسلم ) ويقول النبي صلي الله علية وسلم { فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين } أي لاتصوموا يوم الشك .
2. صيام النصف الآخر من شعبان " يقول النبي صلي الله علية وسلم { إذا انتصف شعبان فلا تصوموا } رواه أبو داوود بسندٍ صحيح وهو مذهب الشافعية وكثير من الفقهاء .
3. صيام أيام العيد أي عيد الفطر وعيد الأضحي " لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم { نهي عن صوم الفطر والنحر } متفق عليه .
4. صيام شهر رجب منفردا , كثيرا مانسمع فلان لايعجبه العجب ولا صيام في رجب أو مقولة عش رجبا تري عجبا فالناس أعطو ميزة لهذا الشهر أكثر من اللازم , وهو من الأشهر الحرم لاخلاف على ذلك فقد كانت العرب في الجاهلية تعظمة كثيرا وكان بعض المسلمين في زمن الصحابة يصومون وكان عمر وابن عمر وابن عباس وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم يمنعون الناس من صيامه على سبيل الإفراد والتخصيص لدرجة أن هؤلاء عرفوا ( أصحاب رجب أو المترجبين ) وكان عمر يقول لهم ( إنما هو شهر يعظمة أهل الجاهلية ) .
5. صيام الدهر كله وقد قال النبي صلي الله علية وسلم { لاصام من صام الأبد } مرتين في صحيح البخاري وثلاثا في صحيح مسلم , وثبت عنه صلي الله علية وسلم أنه قال { لاصام ولا أفطر } وفي هذا تنفير شديد على من صام الدهر كله .
6. صيام يوم الجمعة منفردا , فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله علية وسلم قال { لايصوم أحدكم الجمعة إلا يوما قبلة أو بعده } متفق عليه .
7. صيام يوم السبت لذاته فقد جاء في السنن عن عبدالله بن بسر السلمي عن أخته الصماء رضي الله عنهما أن النبي صلي الله علية وسلم قال { لاتصوموا يوم السبت إلا فيما أفترض عليكم وإن لم يجد أحدكم إلا لحاء عنب أو عود شجر فليمضغة } وهو حديث ثابت بمجموع طرقة وقد حسنة الترمذي وقال النووي صححه جمع من الأئمة ومنهم الحاكم .
8. صيام المرأة للتطوع وزوجها حاضر دون إذنه ففي سنن أبي داوود أن إمرأة صفوان بن المعطل رضي الله عنهما جاءت الي رسول الله صلي الله علية وسلم وقالت يارسول الله إن صفوان يضربني إذاصليت ويفطرني إذا صمت ولايصلي الفجر حتي تطلع الشمس فسأل النبي صلي الله علية وسلم زوجها فقال : يارسول الله إنها تصلي بسورتين وسورة واحدة تكفيها وأنا رجل شاب لاأصبر فقال النبي صلي الله علية وسلم { لاتصوم المرأة إلا بإذن زوجها ....} الحديث .
لذلك لابد للمرأة أن تستأذن زوجها وإلا كان صيامها من الصيام الممنوع .
فهذه هي أنواع الصيام الممنوع في شريعة الإسلام مابين المكروه والمحرم فمن يريد القرب من الله عز وجل واتباع سنة نبينا صلوة الله وسلامه عليه أن يتجنب صيامها طاعة لله تعالي .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل تحياتي / مقبل ضيف الله السلماني