• ×
الأحد 20 جمادى الثاني 1446

مواهب الشحاذين !!

بواسطة عبدالمجيد بن حميدان الذرفي 27-05-1432 06:31 مساءً 2.1K زيارات
مواهب الشحاذين !!

كنت في مصلى أحدى المجمعات التجارية بشرق مدينة الرياض وبعد الانتهاء من صلاة المغرب مباشرة وقف رجل كبير في السن يرتكز على عصا ويحمل أسطوانة أكسجين صغيرة ومعه طفل وطفلة و ما إن قام إلا وينتفض كل جسمه بشكل غريب بداء بالصراخ ويستغيث بالمصلين بمساعدته وأوضح لهم بأنه يعاني من أمراض مستعصية ومعه أوراق تثبت ذلك وأن يعيل عائلة كبيرة وبعدها سقط بالأرض ووضع كمامة الأوكسجين على فمه , في هذه اللحظة أغلب المصلين لم يخرجوا كلهم ينظروا إليه , قام عدة مصلين وساعدوه على النهوض ووضعوه عند باب المصلى بناء على طلبه وهو في حالة بكاء شديدة , الكل تأثر بهذا الرجل وأنا واحد منهم فمنظره ومنظر الطفلين يدل على وضع المزري لحالة هذا الرجل , تزاحم المصلين عند هذا الرجل لدفع بما تجود به نفسه من مال , خرجت من المصلى لاشتري حاجتي من أحدى المحلات أخذت ربع ساعة تقريباً بعدها خرجت من المجمع صادف خروجي خروج هذا الرجل الكبير في السن ومعه الطفلين خرج هذا الرجل وهو يترنح بالمشي أمام الجميع والكل ينظر إليه وإلى وضعه واتجهت إلى مواقف السيارات لفت نظري هذا الرجل وبعد إن توارى عن المجمع وعن الناس بداء يرفع كمامة الأكسجين عن فمه ويعطي العصا التي تساعده على المشي لأحد الطفلين وتعدل طريقة سيره بالشكل الطبيعي لأي إنسان سوي وبعدها أتت سيارة مسرعة إليه( سيارة جديدة لا تقل قيمتها عن 100 إلف ريال ) ركبها وذهب , في هذه الحالة حقيقة اندهشت من طريقة هذا الرجل وذكائه في استدراج عطف الناس له .
هذه حالة واحدة رأيتها بنفسي وهناك حالات كثيرة للشحاذين تنم عن ذكاء وخبرة في التمثيل ويتمتعون بوسيلة إقناع للناس بطريقة ذكية ويمارسوا عمل الممثلين الذين نشاهدهم على التلفاز لكن الفرق بأن تمثيل الشحاذين على مدار اليوم وبدون نصوص ولا كاميرات تصوير ولا فنيي إضاءة ولا مخرجين !!
في الدول الغربية الشحاذين يختلفوا عن الشحاذين في المملكة بكثير فهناك شحاذين راقيين حيث يقدموا للجمهور فن سواء بأداء مقطوعة موسيقية أو التمثيل بالأماكن العامة مع وضع صندوق أمامه لكي يقوموا المعجبين بأدائه بوضع النقود بداخله .
إما في المملكة فتتم عملية التسول بطريقة سيئة جداً ولأن طريقة الشحاذين تشوه المنظر العام ولأننا نسمع عن مكاتب مكافحة التسول في المملكة التي لا تتجاوز عددها 8 مكاتب فقط و لا نرى لها أي جهود على أرض الواقع مثلها مثل هيئة حماية المستهلك فمن الأولى تغيير عمل مكاتب مكافحة التسول وتحويلها إلى مكاتب تنمية مواهب التسول !!
وحقيقة أعجبني الحس الفني التمثيلي الذي يتمتع به الشحاذين في السعودية ولأن الساحة الفنية السعودية تعاني من قلة الممثلين فمن الأولى استغلال مواهب الشحاذين إلى فوائد تثري الساحة الفنية في المملكة !!!

** خبر صحفي :
يقول "مواطن": "لفت انتباهي ذات يوم مشاجرة حادة بين متسولتين إفريقيتين عند إحدى الإشارات، ووجدت نفسي أهب لفك الاشتباك لحين وصول الشرطة"، وعن سبب النزاع قال "سعد" إن كل واحدة منهما تعتقد أن الإشارة ملكها ومكانها الخاص، وإن الأخرى يجب أن تذهب لإشارة أخرى، وحدث الشجار بعد إخلال إحداهما باتفاق مسبق بعد أن أعطتها زميلتها 11 ألف ريال فقط لكي تترك لها هذه الإشارة وتكون ملكاً لها هي لوحدها، كيف لا و11 ألفاً هي مبلغ تافه مقارنة بما يجنونه من المبالغ الخيالية في شهر واحد.

** صورة مع التحية لمكاتب مكافحة التسول



دمتم سالمين ,,

عبدالمجيد بن حميدان الذرفي
خاص إخبارية الحفير
الترتيب بـ
الأحدث
الأقدم
الملائم
  • فايز عواد الثنيان
    29-05-1432 11:18 صباحاً
    الاخ الاستاذ المبدع عبدالمجيد الذرفي المحترم

    بعد التحية والاحترام

    مقالك رائع وقد شخصت لنامن خلاله تلك المواهب التي يجيدها المتسولون في سبيل كسب عطف الناس والحقيقة ان هذه الظاهرة هي ظاهرة متفشية في المدن الكبيرة من امثال الرياض ومكة وجده والمدينة والدمام وكثيرا مايحدثنا الناس عن تلك الاعمال التي يقوم بها المتسولون والشحاذون

    رائع ومبدع ومتألق انت ياعبدالمجيداستمر على هذا النهج الرائع والى الامام
  • المشرف العام
    29-05-1432 06:09 مساءً
    رائع فعلاً عبدالمجيد

    مقال في الصميم


    أبو عايد
  • صارم
    29-05-1432 06:29 مساءً
    الله يعطيك العافية ابو حميدان على المقال الرائع والجميل ولك اجمل تحية
  • بشير بن علي اللويش
    05-06-1432 01:17 صباحاً
    سعادة الأخ الفاضل / عبد المجيد بن حميدان الذرفي سلمه الله
    تحيه طيبه، وبعد
    لقد سعدت كثيرا في قراءة مقالك المعنون بـ(مواهب الشحاذين) ومن خلاله تذكرت فترات كنت اعمل خلالها في مكتب مكافحة التسول بالدمام وما كنت أعانيه - مع زملائي كموظفين - من لوم المجتمع لنا في مكافحة هذه الظاهرة الدخيلة، مما دفعني أن احرص على أن يكون مشروع دراسة الماجستير حول مكتب مكافحة التسول لأسباب أهمها يتمثل في الآتي:
    1- إن هذه الدراسة تمثل اهتمام المجتمع السعودي وأجهزته الأمنية المختلفة؛ ولذا فإن التطرق للاهتمام بها يضفي أهمية للمجتمع.
    2- قد تُسهم هذه الدراسة في مساعدة مكاتب مكافحة التسول في تحقيق أهدافها.
    3- من المأمول أنها تمثل إضافة وإثراء علميًا للمكتبة العربية نظراً لندرة الدراسات في هذا الموضوع.
    4- من المأمول أيضاً إن تلك الدراسة تمثل رؤية حقيقية للباحثين والدارسين في مجال الدراسات الاجتماعية، ويمكن من خلالها التعرف على حقائق غامضة تظهر من خلال الدراسة والبحث.
    5- قد تسهم هذه الدراسة في إعطاء القائمين في وزارة الشؤون الاجتماعية تصورًا واضحًا على دور الخدمة الاجتماعية ممثلة بالأخصائي الاجتماعي في تحسين أداء مكتب مكافحة التسول.
    6- تحاول هذه الدراسة توعية المواطن والمقيم في معرفة المهام المناطة بهذه المكاتب ودعمها.
    خاصة وانه لا يختلف الجميع على أن ظاهرة التسول لا تتفق ولا تتوافق مع ما أعطاه الله سبحانه وتعالى بلادنا الغالية من استقرار وأمن وأمان كمردود إيجابي لمسيرة النماء وتحقيق الرخاء وتوافر فرص العمل.
    متذكرين أن المجتمع السعودي أحد المجتمعات التي تأثرت بشكل واضح من الطفرة الاقتصادية، والتغير الاجتماعي السريع مما ترتب عليه وجود وانتشار ظواهر اجتماعية في الوسط المجتمعي، وكان التسول أحد هذه الظواهر لاسيما وأن المملكة العربية السعودية تمتاز بمواسم دينية لوجود الحرمين الشريفين فيها خاصة موسم الحج والعمرة.
    مما دفع بعض المتسولين إلى استغلال هذه المناسك والمناسبات الدينية لممارسة سلوكهم السيئ.
    وبالتالي أصبح التسول ولازال منذ عصور قديمة في مجتمعات عدة واضحاً مع اختلاف أساليب وأشكال ممارسته مما دفع المتخصصين في الدراسات الاجتماعية إلى الاهتمام بهذه الظاهرة لمعرفة أسبابها، وإيجاد الحلول المثلى للتصدي لها، حيث قامت أغلب الدول بتنفيذ برامج خاصة لمكافحة وكبح جماح هذه الظاهرة المنافية للدين والعادات والتقاليد؛ والتي لها الأثر السيئ على المواطن والمجتمع بصورة خطيرة لما يترتب عليها من نتائج تُعَدُّ سلبية على المجتمع.

    وقد اهتمت حكومتنا الرشيدة بمكافحة ومعالجة ظاهرة التسول من خلال إنشاء جهاز حكومي بهذا الشأن أطلق عليه مكتب مكافحة التسول تابع لوزارة الشؤون الاجتماعية له عدة فروع موزعة على عدة مناطق ينفذ عمله وفقًا لأنظمة ولوائح خاصة به، حيث كان في بداية عمله يهتم بالمتسول السعودي والأجنبي على حد سواء، ويقوم بالقبض عليهم عن طريق حملات ميدانية بالتنسيق مع جهات حكومية أخرى، ومنذ عهد قريب صدرت توجيهات رسمية بأن يكون القبض مسؤولية الجهات الأمنية، وأما الدور المناط بمكتب مكافحة التسول فقط، هو استقبال واستلام المتسول السعودي من قبل الجهات الأمنية القابضة، ودراسة حالته ومساعدته إن كان محتاجًا فعلاً، ثم إحالته إلى الجهات المختصة: كالضمان الاجتماعي، أو الجمعيات الخيرية، وإن كان ينبغي أن تطبق عليه إجراءات كتابية تبدأ بالتعهد لأول مرة، والإيقاف والسجن عن ممارسته لهذا السلوك مرة أخرى، ومصادرة ما جمع من مال عن طريق التسول، وإحالته إلى الجهات الخيرية. أما المتسول الأجنبي، فلا علاقة لهذه المكاتب به حيث له إجراءات خاصة يعمل بها لدى الجهات الأمنية. (وزارة الشؤون الاجتماعية، 1429هـ: 37).

    وإحقاقاً للحق فإنه يجب أن نوضح أن عملية القبض على المتسولين كانت ولازالت مسؤولية مناطه برجال الأمن وذلك من قبل صدور الأمر السامي بإنشاء مكاتب مكافحة التسول، ويتضح ذلك من خلال ما يلي:
    1- ما صدر بالأمر السامي رقم 7538 في 18/9/1390هـ والذي تحددت بموجبه مسؤولية شرطة الحرم، ودورها في إلقاء القبض على كافة المتسولين داخل الحرمين الشريفين عن طريق تخصيص فرق خاصة من الشرطة، وفور القبض عليهم يتم تسليم السعوديين منهم لمكاتب مكافحة التسول، أما الأجانب فيسلمون لشرطة المنطقة للتحقيق معهم، واتخاذ الإجراءات المحددة والأنظمة والتعليمات الخاصة بهذا الشأن.
    2- تحددت مسؤولية الأمن العام في توفير القوى الكافية واللازمة لمكافحة التسول بالمناطق. خاصة في المواسم التي ترتفع فيها نسبة التسول وتحتاج إلى زيادة في عدد الحملات لمواجهتها بصورة فعالة ومجدية. وفي سبيل قيام وزارة الداخلية بأجهزتها المشاركة في مكافحة التسول فقد صدرت في هذا الخصوص عدة تعاميم تحدد وتنظم المسؤوليات على النحو التالي:
    - تعميم الوزارة رقم 26/س/1215 في 6/5/1394هـ بشأن إبلاغ أجهزة الأمن باعتماد إلقاء القبض على كل متسول وفي أي مكان.
    - تعميم الوزارة رقم 9912 في 7/2/1409هـ بشأن أهمية التعاون مع مكاتب مكافحة التسول وتزويدهم بالعدد الكافي من الجنود وتقول الإمارات مهمة القبض على المتسولين في المناطق التي لا يوجد بها مكاتب مكافحة (دليل العاملين في مكاتب مكافحة التسول، 1412هـ).

    وأخيرا ما أكد عليه سمو وزير الداخلية في تعميمه رقم 16/57939 في 10/8/1420هـ على الأمن العام وكافة القطاعات العسكرية "بالعمل على اعتبار أن التسول جريمة في حالة تلبس يجب القبض على مقترفيها وتطبيق النظام بحقه".

    آخراً انتهز الفرصة للاشاده بطرحك الراقي خاصة فيما يتعلق بقضايا المجتمع وبأسلوبك في شد الجمهور بوقائع تحدث أمام أنظار الجميع، وأتمنى أن أكون موفقا في مداخلتي، ملتمسا العذر على التأخير بالرد لظروف الدراسة والعمل، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

    أخوك / بشير بن علي اللويش

    المراجع:

    الشمري، بشير بن علي. (1431هـ). دور الخدمة الاجتماعية في تحسين أداء مكتب مكافحة التسول بالرياض، رسالة ماجستير غير منشوره، جامعة الملك سعود، الرياض.
    وزارة الشؤون الاجتماعية. (1412هـ). دليل العاملين في مكاتب مكافحة التسول، الرياض.
    وزارة الشؤون الاجتماعية. (1429هـ). الكتاب الإحصائي. الرياض.
  • رشد ابو اعتزاز
    07-06-1432 10:18 صباحاً
    الله يعطيك العافية ابو حميدان على المقال الرائع والجميل ولك اجمل تحية

    هذا الاسلوب جديد وغيرة من الاساليب مثل ....

    1 / تجيك امراه وتقولك انا ماني من الديرة وانقطعنا من المصروف ابي شي يوصلنا الي ديرتنا .

    2/يجيك مسافر من الجنسيات العربية يقولك ابي تساعدني بمبلغ بسيط تساعدني فية ..

    وغيرررررره وغيرررره

    وشكر اخوي / عبدالمجيد الذرفي . على مقالك الجميل
أكثر